“من الأحسن أن نلعب بسرعة مباراة مالي حتى ننسى هذه النتيجة” يعود مجيد بوڤرة إلى الحديث عن مباراة مالاوي والهزيمة النكراء التي مني بها “الخضر“ في أول مباراة. مدافع ڤلاسڤو رانجيرز حتى وإن اعتبر الهزيمة غير مقبولة تماما، إلا أنه أكد أن الذي حدث له ما يبرره ويجب ألاّ ندفن هذا المنتخب هكذا بسهولة، معطيا موعدا للمواجهة القادمة أمام مالي وأكد أن الجزائر تملك منتخبا قويا وليست نهاية العالم أن نخسر مباراة واحدة، إضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي تطالعونها في هذا الحوار . بداية، هل من تعليق على الهزيمة غير المنتظرة أمام مالاوي، ما الذي حدث بالضبط؟ بصراحة لم نكن في المستوى ويجب أن نعترف بذلك ونطلب الاعتذار من الشعب الجزائري الذي وضع ثقته فينا، والحقيقة تقال إننا أمام مالاوي كنا عاجزين عن اللعب لأن الحرارة كانت عالية جدا وهذا ليس تبريرا للهزيمة التي أؤكد أنها لم تكن مقبولة وحتى نحن اللاعبون نعترف أننا أخطأنا وعلينا أن نتحمّل مسؤولياتنا في المباراة القادمة أمام مالي لأن التفكير يجب أن يكون الآن في المستقبل وليس في ما جرى. لكن، ما الذي جعل الفريق ينهار بهذه الطريقة أمام منتخب لم يكن أحد ينتظر أن يسجل على الجزائر ثلاثة أهداف؟ بصراحة لم نكن نستطيع التحرك، وهذا لم يحدث لي ولو مرة في حياتي منذ أن احترفت كرة القدم. تصوّروا أن الحرارة كانت لا تطاق وأعتقد أن حتى أنتم في المدرجات جالسين وجدتم أن الحرارة لا تطاق في حدود الساعة الثانية و45 دقيقة بعد الظهر، فاللعب في هذا التوقيت أعتبره جريمة في حق اللاعبين والفرجة أيضا، فقد وجدنا أنفسنا لا نستطيع حتى الضغط على حامل الكرة وبمرور الوقت لم نتمكن من التحكم في زمام المباراة لنتلقى الهدف تلو الآخر ويضيع منا اللقاء، لكننا كما قلت يجب عدم التركيز الآن على الذي حدث والتفكير في المباراة القادمة مع استخلاص الدرس من لقاء مالاوي. بصراحة مجيد، كيف هي معنويات المجموعة الآن؟ أكذب لو أقول إنها مرتفعة لكننا لاعبون محترفون ويجب أن ننسى الهزيمة أو نحاول نسيانها للانطلاق من جديد في المباراة القادمة بقوة لأن الهزيمة في كرة القدم ليست نهاية العالم وعلينا أن نرفع رؤوسنا من جديد ونقدّم ما ينتظره الشعب الجزائري منا لأننا لدينا دينا الآن علينا تسديده في لقاء مالي. البعض يعتبر أنكم استصغرتم منتخب مالاوي؟ لا، بالعكس لقد عاينّا مطوّلا هذا الفريق ووجد الجميع أنه يلعب جيدا ويستطيع أن يقف في وجه أي منتخب وهو ما جعلنا نحسب له ألف حساب ولم نحتقره أبدا وكنا نعلم أن المباراة ستكون صعبة خاصة في ظل الحرارة والرطوبة اللذين جعلانا عاجزين عن تقديم مستوانا المعهود. مالاوي أيضا لعبت في الظروف نفسها؟ نعم، لكننا لسنا متعوّدين على هذه الحرارة العالية التي جعلتنا نختنق في المباراة والحمد لله أننا سنلعب أمام مالي في أجواء أحسن لأن اللعب في الخامسة يختلف عن اللعب في الثالثة إلا ربع. هناك من اعتبر أن هزيمة مالاوي كانت بسبب عدم تفاهم اللاعبين وما حدث في تربص “لوكاستولي”؟ أريد أن أطمئنكم في هذا المجال لأقول إنه لا يوجد أي مشكل بين اللاعبين ولا علاقة لذلك تماما بهذه الهزيمة التي لا يمكن تقبّلها، لكن يجب أن لا نبحث عن أسباب غير صحيحة لتبريرها فهذه الخسارة علينا أن نستخلص منها الدروس وفقط. أما اختلاق أمور لم تحدث لنبرر الهزيمة فهذا غير منطقي، حتى أكبر المنتخبات في العالم تنهزم وعلينا أن نحترم منافسينا ونضع أرجلنا على الأرض لأن هذه الهزيمة قد تكون مفيدة لنا فيما تبقى من مشوار. مجيد بإعتبارك مدافعا، لاحظنا على غير العادة أخطاء دفاعية كثيرة ما هي أسباب تراجع الخط الخلفي؟ أعتقد أنه لما تلعب مباراة مثل هذه ويكون فيها الفريق كله خارج الإطار لا شيء يمشي وكل الخطوط ترتكب أخطاء بدائية، وهو ما حدث اليوم حيث لم نجد أنفسنا وحتى المجهودات التي بذلناها كانت في غير محلها. الله غالب، هناك مباريات من هذا النوع التي يجب نسيانها والتفكير في المستقبل. على ذكر المستقبل، تنتظركم بسرعة مباراة أمام مالي التي ستكون صعبة جدا خاصة أن الوقت لن يكون في صالحكم، أليس كذلك؟ نعم، المباراة ستكون صعبة لكن أعتقد أنه من الأحسن أن نلعب بسرعة المباراة الثانية حتى ننسى هزيمة مالاوي ونسترجع الثقة في أنفسنا لأنه لو كان الأمر يتعلق بمباراة بعيدة جدا ستبقى آثار هذه المواجهة على المجموعة لذا نحن مسرورون لأن اللقاء أمام مالي هذا الخميس وسنعيد الاعتبار لأنفسنا فيه. لكن المنتخب المالي عاد بقوة مع أنغولا مسجلا أربعة أهداف كاملة في وقت قصير؟ نعم، لقد تابعنا هذه المواجهة وفوجئنا بالعودة القوية لمالي التي تملك مجموعة قوية بدليل ما حدث في هذه المباراة، إلا أنه بالنسبة لنا لا نملك خيارا آخر وعلينا أن نحقق الفوز أمام مالي رغم اعترافنا أن المهمة لن تكون سهلة سواء في اللقاء القادم أمام مالي أو أمام أنغولا ولكن الكرة الآن في مرمانا وعلينا بالإنتفاضة إذا أردنا عدم الخروج من الباب الضيق في هذه المنافسة. وهل أنت متفائل بالعودة القوية في هذه المواجهة؟ بطبيعة الحال وإلا لما بقينا هنا... ثم يجب أن لا ندفن هذا المنتخب وننسى ما حققه منذ أقل من شهرين، كما أن الجميع يتذكر كيف أننا بعد الهزيمة (2-0) أمام مصر في القاهرة تمكنا من أداء مباراة بطولية في السودان مع المنتخب نفسه وبعد 4 أيام فقط، لذا أبقى متفائلا وسنعود بقوة إن شاء الله في المواجهة القادمة لأننا لا نملك الإمكانات لذلك. الإنهزام أمام مالي يعني الإقصاء من “الكان”، هل الجميع واع بذلك؟ بطبيعة الحال نعلم الآن أن الهزيمة أمام مالي تعني مغادرة الدورة مباشرة، لكننا لن نفكر إلا في الفوز بهذا اللقاء واسترجاع الثقة لنا ولأنصارنا الذين نشعر بخيبة أملهم ونحن حزينين أكثر منهم لكن كرة القدم هي هكذا وإن شاء الله سننسيهم كل هذا في مباراة مالي. حاوره في لواندا: