لم تخيب مولودية باتنة خلال اللقاء الذي نشطته مساء أول أمس في البرج أمام الأهلي المحلي، فرغم الهزيمة التي عادت بها إلا أن ذلك لا يعكس الوجه المقدم من أبناء المدرب بن جاب الله الذين كادوا أن يعودوا بنقطة إلى قواعدهم لولا التوفيق الذي خان المهاجم الكامروني “أندري لومان“ في آخر أنفاس المباراة، وبصرف النظر عن النتيجة المسجلة فقد اعتبر بعض المتتبعين لشؤون النادي بأن أصحاب اللونين رفقاء بلهادي لم يخيبوا في هذه السفرية التي خاضوها دون مركب نقص ما سمح لهم بتقليص الفارق على مرتين ما يعكس رغبتهم الفعلية في مواصلة المسيرة بنزاهة متجاوزين الوضعية الصعبة التي تمر بها المولودية على مدار الجولات المنصرمة. رد فعل إيجابي كاد يغير مجرى اللقاء ومن النواحي التي استحسنها الجهاز الفني ومسيرو النادي، هو رد الفعل الإيجابي الذي ميز العناصر الباتنية في هذه الخرجة التي لعبها الفريق بشعار: “ما عندنا ما نخسرو”، وهو ما مكنهم من مسايرة متطلبات التسعين دقيقة، بدليل أن الهدف المبكر للمحليين لم يؤثر كثيرا وهو ما سمح للمهاجم لمودع من معادلة النتيجة بعد مرور حوالي نصف ساعة، وكان الباتنية مرشحين لإنهاء المرحلة الأولى بالتعادل لولا نقص التركيز الذي مكن الأهلي من ترجيح الكفة في الدقيقة الأخيرة، في الوقت الذي تغيرت فيه مجريات المقابلة خلال المرحلة الثانية، حيث عرف أصحاب اللونين الأبيض والأسود كيف يقلصون النتيجة رغم تعميق المنافس للفارق مع بداية المرحلة، حتى أن الفرصة كانت مواتية لخلط الحسابات في آخر دقائق المباراة لولا سوء التركيز الذي حرم المولودية من إمضاء هدف التعادل. نقص التركيز تسبب في أخطاء فادحة في المقابل، وقع الدفاع الباتني في عدة أخطاء فادحة ناجمة عن نقص التركيز اللازم في منطقة المولودية، وهو الأمر الذي استثمره أصحاب الأرض في 3 مناسبات أولاها ما حدث في (د2) بعد الهدف المبكر من بن طيب الناجم عن سوء المراقبة ونفس السيناريو حدث مع بوحربيط وحشود، وهو الأمر الذي أشار إليه المدرب بن جاب الله في تصريحاته، حيث لم يخف الأخطاء الناجمة في لحظات من سوء التركيز، ما كلف الفريق غاليا على غرار ما حدث في المواعيد الفارطة رغم الأداء الطيب المقدم في أغلب مجريات التسعين دقيقة. بن جاب الله راض عن المردود لم يخف المدرب بن جاب الله ارتياحه بخصوص الوجه الذي قدمه فريقه أمام الأهلي البرايجي، ورغم انتهاء النتيجة لمصلحة هذا الأخير إلا أنه في المقابل أثنى على جهود اللاعبين المقدمة خلال التسعين دقيقة، مؤكدا بأن فريقه يستحق العودة على الأقل بنتيجة التعادل بناء على الفرص المتاحة وذكائهم في التعامل مع معطيات المباراة، ومن الجوانب التي زادت من ارتياح بن جاب الله هو أن اللاعبين دخلوا أرضية الميدان بدون عقدة وبنية أداء مقابلة في المستوى، الأمر الذي فاجأ المنافس في حد ذاته بعدما كان يعتقد بأن المولودية ستتنقل إلى البرج بعقلية انهزامية قبل أن يقف على حجم الصعوبات في المرحلة الثانية على الخصوص. يحضر لمنح فرص تدريجية للشبان لم يجازف المدرب بن جاب الله كثيرا في إقحام اللاعبين الشبان رغم ترقيتهم إلى صنف الأكابر في المدة الأخيرة بناء على السياسة التي تسعى الإدارة إلى إنجاحها، وقد عمد إلى منح الفرصة للاعبين الأكثر جاهزية والذين يحوزون على خبرة محترمة من باب تشكيل نواة جديدة للتشكيلة الباتنية تحسبا للمحطات المقبلة وبالمرة تعبيد الطريق للموسم الجديد، إلا أن ذلك لم يمنع الجهاز الفني من التفكير جديا في إقحام تدريجي لبقية الأسماء التي يقف على صحة إمكاناتها في الحصص التدريبية المبرمجة خلال الأيام المقبلة والحكم عليهم بصورة نهائية قبل إسدال الستار على بطولة هذا الموسم. الهجوم يفك العقدة بعد 5 جولات سجل الهجوم الباتني انتفاضة محسوسة في اللقاء الأخير واضعا حدا للعقدة التي لازمته على امتداد 5 جولات متتالية لم يمض فيها أي هدف سواء في بلوزداد أو أمام وفاق سطيف، اتحاد العاصمة، اتحاد عنابة أو اتحاد البليدة، قبل أن يتمكن لمودع من رد الاعتبار لنفسه ولفريقه أمام الأهلي في منتصف المرحلة الأولى ونفس الأمر بخصوص دبوس الذي أمضى أول هدف له منذ قدومه في “الميركاتو” في الوقت الذي سجل لمودع ثاني هدف له بعدما أمضى في مرمى الشلف لحساب مرحلة الذهاب. بلهادي وشواطي أساسيان منذ البداية وقد منح المدرب بن جاب الله الأولوية بشكل عام لأصحاب الخبرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من وضع الثقة في خدمات الظهير الأيمن شواطي وزميله بلهادي اللذين أقحما في التشكيلة الأساسية منذ البداية، حيث أدى الثنائي المذكور ما عليه وواجه العناصر البرايجية بدون عقدة، وهو ما يحفزه على التأكيد في المواعيد المتبقية. بن جاب الله يقود ثاني مباراة بمفرده تعد مباراة أمس ثاني مباراة يقودها المدرب بن جاب الله بمفرده بعد أول مواجهة في منتصف مرحلة الذهاب أمام شبيبة القبائل، وإذا كانت هذه الأخيرة تزامنت مع رحيل المدرب حنكوش آنذاك فإن الإدارة الباتنية منحته كامل الصلاحيات بعد طلاقها بالتراضي مع المدرب لطرش الذي انتهت مهامه بصورة رسمية على ضوء الخسارة التي منيت بها المولودية في ميدانها أمام اتحاد البليدة. ------------------ دبوس: “لعبنا أفضل من البرج وعلى الإدارة التفكير بجدية في الموسم المقبل” ما تعليقك على الهزيمة الأخيرة أمام أهلي البرج؟ إذا عدنا إلى السير العام للقاء فقد أظهرنا مردودا طيبا لا يعكس تماما المرتبة الحالية التي نحتلها، بدليل أننا تحكمنا في زمام اللعب وأبدينا استماتة كبيرة إلى آخر لحظة من عمر اللقاء، وكانت أمامنا فرصة مهمة للعودة على الأقل بنتيجة التعادل. تلقيتم هدفا بعد مضي دقيقتين، فهل أثر فيكم ذلك؟ صحيح أننا تلقينا هدفا في وقت غير مناسب، إلا أننا مع ذلك فقد واصلنا اللعب بصورة عادية وبنية معادلة النتيجة، وهو ما حدث لنا في نصف الساعة الأول، إذ كدنا ننهي المرحلة الأولى بنفس النتيجة لولا بعض الأخطاء التي كلفتنا هدفا ثانيا في الدقيقة الأخيرة، كيف تعاملتم مع مجريات الشوط الثاني بعد تلقيكم الهدف الثالث؟ لم نشك تماما في إمكاناتنا خاصة وأنه ليس لدينا ما نخسره بدليل أننا قلصنا النتيجة بعد ذلك وكانت أمامنا فرصة لا تعوض لإضافة هدف التعادل لولا عدم التوفيق الذي ميز لومان في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، وبصرف النظر عن الهزيمة إلا أننا لعبنا أفضل من البرج وهذا أمر إيجابي يؤكد على رغبة اللاعبين في أداء ما عليهم في الميدان. مدرب البرج وصف فوز فريقه بطعم التعادل، ما قولك؟ هذا اعتراف يعكس الوجه الطيب الذي قدمناه في هذا اللقاء، حيث لعبنا وكأننا لم نغادر القسم الأول بصفة رسمية، أشكر اللاعبين على الأداء المقدم في انتظار مواصلة التأكيد. كيف تنظر إلى الآفاق المستقبلية للمولودية؟ بصراحة، إن الوضع الراهن لا يبعث على الارتياح، فرغم الجهود المقدمة من اللاعبين خلال الحصص التدريبية وفي المباريات الرسمية إلا أننا في المقابل لم نلمس الدعم المادي والمعنوي اللازم وهو ما يؤثر بشكل مباشر في معنوياتنا، لذلك من اللازم أن تتغير الكثير من الأمور إذا أراد القائمون الخير للمولودية. كيف ذلك؟ يجب التفكير من الآن في الموسم المقبل، وعدم المواصلة في التراخي، من خلال التحضير لجلب لاعبين آخرين يكونون قادرين على منح الإضافة اللازمة، لأنه مهما كانت نية الإدارة في منح الأهمية لسياسة التشبيب إلا أن هذا الأمر غير كاف لوحده، مادامت المولودية ملزمة بتحقيق طموحات أنصارها، وهو ما يتطلب ضمان عوامل النجاح من الآن إذا أردنا فعلا أداء مشوار مشرف الموسم المقبل والعودة مجددا إلى القسم الأول. من كلامك تبدو غير راض عن طريقة تسيير النادي. أنا بطبعي صريح وأنتقد الأمور غير الإيجابية، أظن أن مصلحة المولودية تحتم النظر بجدية إلى مستقبلها وعدم تضييع مزيد من الوقت، وهذا ما يجعلني أؤكد على ضرورة التحضير من الآن للموسم المقبل والتفكير في الانتدابات المناسبة إضافة إلى إعادة النظر في العديد من المسائل التي أدت إلى سقوط الفريق. هل تفكر في البقاء أم في تغيير الأجواء؟ رغم أنني لازلت مرتبطا لموسم آخر إلا أنني سأكون واضحا في كلامي مع الإدارة التي عليها أن تسوي وضعيتي أو تمنحني وثائق التسريح، لأنني لم أتلق كامل مستحقاتي، ما يجعلني ألعب حاليا دون مقابل وهذا لا يحفز أي لاعب على مواصلة المسيرة بمعنويات مريحة. متى ستتحدث مع الإدارة؟ بعد مباراة الشلف سأحاول الحديث بكل وضوح مع المسيرين، أتمنى التوصل إلى اتفاق إيجابي يعكس النظرة الجدية لمستقبل المولودية وإذا لم ألمس ذلك فبصراحة لست مستعدا للبقاء الموسم المقبل بل سأطلب تغيير الأجواء نحو وجهة أخرى.