نشرت : المصدر جريدة الشروق السبت 02 يناير 2016 12:00 كثفت في الآونة الأخيرة شبكات الهجرة السرية رحلاتها نحو الضفة الأخرى، مغتنمين الأحوال الجوية المستقرة وغياب الأمطار التي تأخر نزولها، لشق طريقهم في عرض البحر، غير أن الغريب في تلك الرحلات ممارسة الحراقة تصرفات غريبة، لم تكن في السابق حاضرة عبر الرحلات التي كانت تتميز بالسرية التامة والانطلاق من شواطئ صخرية وغير محروسة لتسهيل الانطلاق بالقوارب من دون لفت الانتباه. ومن بين تلك التصرفات ما حدث مؤخرا مع مجموعة من الشباب الذين وثّقوا خطواتهم المتهورة بالصور والفيديوهات قبل انطلاق الرحلة، حيث كتب بعضهم على صفحات الفايسبوك عبارات يحس كل من يقرأها أن الشباب مقبل على غزوة تاريخية: "صلينا رفقة الأصدقاء جماعة وسنقلع بعد لحظات... دعواتكم.." بينما صرح آخرون في موقع آخر من خلال شريط فيديو: "سنترك لكم البلاد بخيراتها وسنبدأ حياتنا مع السنة الجديدة، بون آني يا لحباب نموتو عليكم"، بينما رصدنا من خلال جولة تفقدية عبر مواقع التواصل الاجتماعية عدة مقاطع لشباب انطلق من شواطئ رأس فلكون وشاطئ بوزجار، حيث يبدأ المغامرون في بعث إهداء للعائلة والأحباب وحتى أصدقاء الحي، يحرضون فيها الشباب على التشجع والإبحار سرا، نحو الضفة الأخرى لأن فيها حسب زعمهم الأمل والسعادة، غير مبالين بما قد ينجر عن تلك الرحلات المحفوفة بالأخطار. فكثيرا ما تنتهي تلك المغامرات بمآسي لحظة تعطل المحركات أو نفاد المازوت. ومن بين تلك الفيديوهات هناك الطريفة منها حين يقوم أحد الشباب بالإشارة إلى سياسة التقشف التي ستكتسح الجزائر. وهو ما جعلهم يقرّرون الهربة من جحيم التقشف وعواقبه. كما لفت انتباهنا إحدى الفيديوهات التي يشرح فيها أحد منظمي الرحلة العتاد المحضر للرحلة، مثلا نوع المحرك وعدد الدلاء، بكل افتخار. وكان الأمر يتعلق بمعرض للسيارات أو ما شابه. ويتخلل تلك الفيديوهات، التي تحوز الشروق نسخا منها، مقاطع محزنة لشباب يطلب السماح من والديه لأنهم ربما أخفوا عنهم خبر الرحلة السرية. وهي المقاطع التي تقشعر لها الأبدان، خاصة أن الكثير من تلك الرحلات لم تكلل بالنجاح. ويصنف أصحابها في خانة المفقودين، حسب ما تؤكده إحصائيات مصالح البحرية.