نشرت : المصدر جريدة الشروق الخميس 11 فبراير 2016 10:08 يلس: نشاط زلزالي عادي تعرفه الناحية الشمالية للجزائر بوناطيرو: الفقراء قاطنو البنايات الهشة المتضرر الأول من الهزات إغماءات وتصدعات وعائلات تقضي الليل في العراء أكد علماء الفلك والجيوفيزياء أن الهزة الأرضية التي شعر بها سكان العاصمة والبليدة، صباح أمس، تدخل ضمن النشاط الزلزالي العادي لمنطقة شمال إفريقيا. وشددوا على أهمية احترام مقاييس البناء ضد الكوارث الطبيعية بما فيها الزلازل وتفعيل هيئات المراقبة لتجنب انهيار البنايات وتشققها التي تحدث جراء هذه الهزات الأرضية، التي يكون الضحية الوحيدة فيها هم الفقراء . وعاش في السياق سكان العاصمة وما جاورها ليلة هلع ورعب، على إثر شعورهم بهزة أرضية بلغت شدتها 4.7 على سلم رشتر، جعلتهم يستفيقون في الساعة الثانية و12 دقيقة صباحا، بسبب شدة الزلزال الذي أصابهم بالذعر رغم تعودهم عليه في السنوات الأخيرة. وقد حدد مركز الفلك والجيوفيزياء موقع الهزة الأرضية ب3 كم شمال حمام ملوان بالبليدة. ولم تحدث أي خسائر بشرية أو مادية ماعدا بعض التشققات في المباني . وقال المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، عبد الكريم يلس، في تصريح ل "الشروق" أمس إن هذه الهزة التي شعر بها الجزائريون في ولايتي الجزائروالبليدة وما جاورهما تدخل ضمن النشاط الزلزالي العادي للناحية الشمالية للجزائر، التي عرفت في السنوات الأخيرة عدة هزات أرضية متفاوتة. واعتبر عبد الكريم يلس أن الجزائريين شعروا بالهزة لأنها كانت في الليل، نافيا علاقتها بالتغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة والاحتباس الحراري. وشدد ذات المتحدث على أنه يجب على الجزائريين أن يتعودوا ويتكيفوا مع هذه الظاهرة التي أصبحت شبه عادية بحكم وجود المنطقة في منطقة نشاط زلزالي. ومن جهته، العالم الفلكي، لوط بوناطيرو، كشف أن الهزة الأرضية التي حدد موقعها ببلدية حمام ملوان حدثت في موعدها مع اقتران الشمس بالقمر في أول يوم من الشهر القمري، مشيرا إلى أن شدتها قاربت 5 ما جعل كل سكان الوسط يشعرون بها. وأضاف بوناطيرو أنها تدخل ضمن النشاط الموسمي لشمال الجزائر الذي تتأثر القشرة الأرضية فيه بالتغيرات المناخية من حرارة وبرودة، حيث تسجل– حسبه- أكثر من 40 هزة شهريا متفاوتة الخطورة. وكشف ذات المتحدث عن الخطورة التي تمثلها منطقة "مضيق جبل طارق" بالنسبة إلى منطقة شمال إفريقيا التي تمنح هزات ارتدادية معتبرة. وقال بوناطيرو إن الهزة الأرضية التي عرفتها منطقة حمام ملوان بالبليدة، لم تحدث أي خسائر بشرية ولا مادية، ماعدا بعض التشققات في البنايات الهشة، مشيرا إلى أن الفقراء وحدهم المتضررون منها، مطالبا بضرورة الإسراع في ترحيلهم من المساكن الهشة التي يقطنون فيها لأنهم في خطر محدق لوجودهم في منطقة زلزالية، ليجدد دعوته إلى احترام مقاييس البناء المضاد للكوارث الطبيعية وخاصة الزلازل، التي قال عنها إنها لا تزال غير محترمة في الجزائر مع غياب الرقابة الصارمة.
إغماءات وتصدعات وعائلات تقضي الليل في العراء عادت صورة الهزات الأرضية التي ضربت مدينة حمام ملوان في السنوات الماضية، وعاد معها الذعر والخوف ليسكن نفوس سكان بلديات البليدة والولايات المجاورة لها، على غرار بومرداس والمدية وتيبازة والعاصمة وغيرها، بعدما اهتزت الأرض من جديد في حدود الساعة ال 2 من صبيحة أمس بشدة 4.7 درجات على سلم ريشتر. وتسببت الهزة الأرضية التي ضربت حمام ملوان الجبلية والمناطق المجاورة لها التي شعر بها سكان عدة ولايات، على غرار العاصمة والمدية وتيبازة، في خلق حالة من الرعب والخوف بين أوساط السكان الذين كانوا يغطون في النوم مرعوبين واستعدوا لهزة ارتدادية جديدة، فيما خرج البعض إلى الشارع وافترشوا الأرصفة مخافة موتهم تحت الردم، خاصة بعد تعرض بعض العمارات والمنازل إلى تصدعات وانهيارات جزئية. وحسب شهود عيان في لقائهم ب "الشروق"، أكدوا أن شدة الهزة التي ضربت المنطقة في حدود الساعة ال 2 من صبيحة أمس، كانت كافية لإيقاظهم من نومهم العميق، وأسكنت الرعب والخوف في نفوسهم، ما حتم على غالبيتهم قضاء الليل في العراء مخافة تحرك الأرض من جديد. وكحصيلة أولية للأضرار التي خلفها الزلزال، تم تسجيل إصابة العشرات بحالة صدمة وهلع، فيما تعرضت بعض المباني الإدارية والسكنية إلى تصدعات وتشققات في جدرانها، كما شهدت منطقة "الماقرونات" التي تقع عند مدخل بلدية حمام ملوان عبر الطريق الوطني الذي يربطها ببلدية بوقرة إلى انهيارات صخرية، هذا في الوقت الذي لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية عبر باقي إقليم ولاية البليدة.
والي يعاين أضرار الزلزال بحمام ملوان.. ومرعوبون يطالبون بفتح تحقيق زار أمس وزير الأشغال العمومية، عبد القادر والي، بلدية حمام ملوان، حيث عاين حجم الأضرار التي تعرضت لها المنطقة. وعلى هامش زيارته التفقدية إلى ولاية البليدة، للوقوف على مشاريع قطاعه، من بينها مشروع إنجاز نفق جبلي بالطريق الوطني رقم 60 عند النقطة المرورية المعروفة ب "الماقرونات"، الرابط بين بلديتي حمام ملوان وبوقرة، استغل وجوده بمنطقة حمام ملوان للوقوف على وضعية المباني الإدارية والسكنية والخدماتية. فيما ناشد سكان تضرروا من الهزة الارتدادية المسؤولين، ودعوهم إلى ضرورة إيفاد مختصين في علوم الجيوفيزياء للتحقيق وكشف أسباب تلك الهزات الأرضية، التي أصبحت تضرب المنطقة مرارا وتكرارا!