تحوّل تفكير الجزائريين عموما، والمتتبعين لكرة القدم الجزائرية والمنتخب الوطني خصوصا إلى الطريقة التي سيتأهل بها إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013 المزمع إجراؤها بليبيا في ثاني كأس إفريقية تقام في سنة فردية بعد الأولى سنة 1957... وبدأ الجزائريون في البحث عن الطرق التي تؤهل “الخضر” وتعيدهم إلى الساحة الإفريقية مادام التأهل إلى النهائيات المقبلة بالغابون وغينيا الاستوائية مطلع العام القدم شبه مستحيل، ويرى الكثير من المتتبعين أن حظوظ رفقاء مبولحي ضعيفة جدا ومنهم من يراها منعدمة، لذا يؤكدون على ضرورة التفكير في المستقبل والبحث عن الطريقة التي تؤهلنا إلى كأس إفريقيا 2013 وتخفيف وقع الإقصاء من “الكان” المقبل، لكن الجزائر قد تدفع ثمن غاليا لأنها ستدخل في متاهة البحث عن التأهل إلى تلك النهائيات. المنتخبات غير المتأهلة تخوض غمار الدور التمهيدي أحدثت الكنفدرالية الإفريقية تعديلات على صيغة التأهل إلى النهائيات وهذا تجنبا لاكتظاظ المنافسة، حيث ستدخل المنافسة مبكرا بخوض دور تمهيدي وربما يكون أكثر من دور، في حال ما إذا أعلنت دول جديدة مشاركتها في التصفيات، لذا ف “الكاف” ستحاول التخلص من كثرة المباريات ببرمجة أدوار تمهيدية ربما حتى قبل دورة الغابون وغينيا الاستوائية أو أثناء نهائيات “كان” 2012، وهذا تفاديا لكثرة الفرق المتأهلة إلى الدور التصفوي الأخير من تصفيات دورة 2013. المنتخبات المتأهلة إلى “كان” 2012 تتأهل مباشرة إلى دور المجموعات بالمقابل، ستكون المنتخبات المتأهلة إلى الدورة المقبلة متأهلة مباشرة إلى دور المجموعات الذي سينطلق مباشرة بعد النهائيات، حيث ستجري عملية القرعة حال الانتهاء من الأدوار التصفوية، وبعدها ستبدأ الفرقة المتأهلة إلى الدور التصفوي الأخير المرحلة النهائية المؤهلة إلى نهائيات ليبيا 2013، وهذا وفق برنامج سيتم إعداده لاحقا، حيث لا تزال المشاورات جارية للبحث عن الصيغة النهائية التي ستمكن الكنفدرالية الإفريقية من إرضاء كل المنتخبات المتأهلة وغير المتأهلة. برمجة مباريات خارج تواريخ “الفيفا” واردة وبما أن الوقت ضيّق ولا يوجد أمام “الكاف” مجال لبرمجة عدد كبير من المباريات، فإنها قد تضطر إلى برمجة مباريات خارج المواعيد الرسمية الدولية، وهو ما يطرح مشكلا آخر بين المنتخبات التي تريد الاستفادة من لاعبيها وبين النوادي خاصة الأوروبية التي ترفض التخلي عن لاعبيها حتى في المواعيد الدولية، ناهيك عن المواعيد غير الرسمية، وفي حال برمجة “الكاف” مباريات الدور التمهيدي في مواعيد غير رسمية، فإن فرقا مثل الجزائر والكاميرون ومالي هي الفرق المتضرّرة أولا من هذا الإجراء. فقدان مراكز أخرى في التصنيف العالمي له تأثير عميق من جانب آخر، سيؤدي إقصاء “الخضر” من تصفيات نهائيات كأس إفريقيا 2012 إلى تدهور ترتيب المنتخب الوطني في سلم ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم، وإذا كان البعض يرى أن الترتيب ليس له أهمية، فإنه في الحقيقة له أهمية كبيرة كون الاتحادات القارية وأيضا “الفيفا” تأخذ الترتيب مقياسا لتحديد مستوى الفرق قبل إجراء أي عملية قرعة خاصة بدورة ما، وستجد الجزائر نفسها أمام تحد جديد يتمثل في مواجهة فرق كبيرة من كبار القارة السمراء ربما حتى في الدور التمهيدي. التواجد في مجموعة صعبة وارد جدّا لأننا سنكون في المستوى الثالث سيكون المنتخب الوطني في المستوى الثالث في أحسن الأحوال، لأنه يحتفظ بجزء من ماضيه المحترم، وربما يجد نفسه في المستوى الرابع، ومن ثم التواجد في مجموعة صعبة تقلص من حظوظ الجزائر في التأهل إلى نهائيات 2013، أي أن الجزائر ستكون مرشحة لمواجهة ثلاثة منتخبات أحسن منها ترتيبا ومستوى، ومن هذا المنطلق سيكون المنتخب الوطني مطالبا بالتخلص من رواسب الماضي، إذا أراد بلوغ النهائيات وإلا فإنه سيواصل دفع ثمن الهزيمة النكراء أمام المغرب. الأمل في التأهل إلى 2012 قائم والجزائر تنتظر معجزة وبالعودة إلى التصفيات الحالية التي لا تزال منها جولتان في البرنامج، لا يزال هناك بصيص أمل في التأهل إلى النهائيات المقبلة، وهذا شريطة الفوز في اللقاءين المقبلين مع حتمية عدم فوز المغرب في إفريقيا الوسطى خلال الجولة المقبلة، وتعادلها أو انهزامها في الجولة الأخيرة أمام تنزانيا، وهو الأمر الذي يبدو شبه معجزة، ومن هذا المنطلق سيكون بإمكان الجزائر الوصول إلى النقطة 10 ومن ثم التساوي في عدد النقاط مع إفريقيا الوسطى، ومن ثم تصبح الجزائر مطالبة بالفوز بأكثر من هدفين لصنع فارق الأهداف لصالحها، حسابات تبدو معقدة وحظوظ الجزائر فيها ضئيلة جدّا.