نشرت : الخميس 16 يونيو 2016 12:16 وتأسف الدكتور والأستاذ الجامعي عمار طالبي، في تصريح ل"الشروق"، على غياب السلطات والمثقفين عن جنازة زوجة المفكر مالك بن نبي قائلا: "لم تحضر لا السلطات ولا ممثلون من وزارة الثقافة"، حيث اقتصر مشيعوها على عدد محدود من تلامذة مالك بن نبي، بالإضافة إلى الدكتور عمار طالبي، الذي ابّنها، حيث سبق وأن أبّن زوجها المفكر مالك نبي سنة 1973 بطلب منها. وذكر الدكتور عمار طالبي، أن المرحومة توفيت أمس عن عمر يناهز 95 سنة من مواليد 1920 وكانت تعاني من عدة أمراض، وتزوج منها مالك بن نبي سنة 1959 وأنجب منها ثلاث بنات، إيمان ورحمة وأخرى توفيت وهي طفلة صغيرة، وأن بناته يقمن الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد زواجهن من سوريين من أصول فلسطينية. تجدر الإشارة إلى أن زوجة المفكر مالك بن نبي تعيش في شقة بالعاصمة منذ وفاته، وسط تجاهل تام من طرف القائمين على قطاع الثقافة وحتى السلطات لها، وبدون إلتفاتة من أية جهة، وحتى من التكفل الذي تحظى به عائلات الشخصيات السياسية والمثقفة في بلادنا، والأكثر من ذلك أن العائلة حرمت حتى من التكريمات التي أصبحت تعج بها الساحة الثقافية الوطنية. وكان المفكر مالك بن نبي قد تزوج من المرحومة خدوجة في عام 1959 بالقاهرة وهي زوجته الثانية بعد الفرنسية كريستين بول فيلبون التي عقد قرانه عليها في باريس عام 1935 بعد أن اعتنقت الإسلام، واختار لها اسم خديجة، ولكنها لم تنجب له الأبناء فتزوج وبقيت الفرنسية على ذمته يرسل لها مرتبا إلى أن توفيت عام 1973 في باريس قبل وفاة زوجها مالك بأربعة أشهر، وتحققت أمنية مالك بن نبي في أن يتوج زواجه الثاني بثلاث بنات، أولاهن التوأم إيمان ونعمة اللتين ولدتا عام 1961 والثالثة رحمة من مواليد 1963، والمشكلة الغريبة هي أن عائلة بن نبي انقرضت نهائيا من الوجود، منذ وفاة مالك، فقد كان لجده الكبير مصطفى إبن وحد هو الخضير، أنجب ولدين سعد واسماعيل، فحُرم الثاني من الخلفة وأنجب الأول مالك وفاطمة وسكينة، ولم يرزق مالك سوى بالبنات فكانت وفاته نهاية لعائلة بن نبي . أما الفضيحة المدوّية فهي عدم إدراج لحد الآن في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية أي نشاط أو أسبوع عن مالك بن نبي ابن المدينة التي ولد فيها هو وكل أجداده، وعلمنا بأن الورثة الوحيدين للمفكر بن نبي قد راسلوا جهات عليا لأجل التدخل حتى لا يقتل مالك بن نبي مرة أخرى في مدينته قسنطينة بعد أن قتلت الجزائر فكره منذ نصف قرن عندما وجد نفسه مشلول الحركة في عهد بومدين، ومغيّبا عن المقررات المدرسية والجامعية، بالرغم من أن فكره هو الذي صنع ما بلغته ماليزيا من تقدم باعتراف كبار هذا البلد المتقدم. icon-tags