إسم على مسمى ذلك الذي اطلقه بوبي تشارلتون على "الاولد ترافورد" مسرح الأحلام الذي كانت خشبته شاهدة على أبرز المسرحيات في مجال المستديرة والتي حولها أبطالها إلى مسلسل مثير عنوانه رقمٌ لا يليق إلا بلاعب يملك من التميز ما يؤهله لان يضعه تحت إسمه على قميص أحمر يحمل إسم مانشستر يونايتد، كيف أصبح الرقم سبعة أسطوريا في مانشستر يونايتد؟ الرقم سبعة في بيت الشياطين...مسلسل مثير من بطولة أساطير الميادين هذا النادي الذي عاد من بعيد بعد حادثة ميونيخ الشهيرة، رمم رفاته، ضمد جراحه، وأعاد وضع قلمه على صفحات تاريخه ليصنع فريقا إكتسح أوروبا عام 1968 وتربع على عرشها عام 1999 ليثبت قبل ثلاث مواسم أنه واحد من أعظم النوادي في العالم بعدما نجح أبناء السير الكس فيرڤسون من انتزاع اللقب الاوروبي الأغلى من فم الأسد تشيلزي. الرقم الأسطورة في النادي الأسطورة إنه مانشستر يونايتد الذي صنع أساطير التدريب واللاعبين ولم يكتفي بذلك فصنع الرقم الأسطورة، نعم الرقم سبعة الذي أصبح أمل كل "الشياطين الحمر" نظرا لوزن من يحمله لثقله، فأصبح فارس هذا الرقم أسطورة قد تبدو لمن لا يعرفها خرافة وحقيقة قد تظهر له خيال وأصبح من المحتم على كاتب سيناريو هذا المسلسل المثير أن يتجاهل نهايته وينتظر ماسيقدمه الفارس الجديد للسيف رقم سبعة مايكل اوين أو الذي بعده آملا في أن يشاهد حلقة من أجمل حلقات المسلسل. جون بيري ظاهرة إنجليزية ببصمات اسكتلندية بعد انقضاء الحرب العالمية الثانية وعلى غرار كل الأندية الاوربية بدأ مانشستر يونايتد رسم خطوطه العريضة لبناء ناد قوي بإمكانه تحقيق الالقاب محليا واوروبيا فعين الأسكتلندي السير مات بوسبي اللاعب السابق لغريمه التقليدي مانشستر سيتي كمدرب للفريق، هذا الأخير وإعتمادا على سياسته الهجومية جلب العديد من اللاعبين الشباب الذين بإكمانهم تحمل ثقل الدَفعة الاولى للنادي الذي كانت كل ظروفه الصعبة تشير إلى إستحالة بناء فريق قادر على حصد الألقاب، ومن أهم التعاقدات التي قام بها السير بوسبي ضم لاعب بيرمنڤهام سيتي ذو الخمسة وعشرون ربيعا جون بيري. 18 عشر شهرا كانت الفاصل بين جوني والرقم سبعة كان السير مات بوسبي يقف على خط التماس متابعا اطوار مباراة اليونايتد أمام بيرمنڤهام سيتي حين لفت إنتباهه لاعب سريع، مهاري والأكثر من ذلك أنه يلعب بكلتا قدميه وهو يُدرِسُ المعاناة للظهير الايسر لمانشستر، حينها أصر مات على جلب اللاعب خاصة وأن مركز الجناح كان فارغا بعد رحيل جيمي ديلاناي عن الشياطين الحمر عام 1950، جون جيمس بيري هو إسم الظاهرة الذي دامت المفاوضات بشأن إنتقاله إلى اليونايتد 18 عشر شهرا ليتأكد إنتقاله رسميا يوم 1 أوت 1951، يومها مُنح جوني الرقم سبعة غير مُدرِكٍ أنه سيصبح بطل الحلقة الأولى لمسلسل عنوانه هذا الرقم. 6 سنوات من التألق... رغم أنه سجل 6 أهداف فقط في عامه الأول إلا أنه كان من أبرز لاعبي اليونايتد وأكثرهم مشاركة ب 36 مباراة لعبها في واحد من أروع مواسم الفريق إذ تمكن أبناء السير بوسبي من تحقيق لقب البطولة بعد غياب طويل، تألقُ الجناح الطائر للشياطين جعل الفعالية الهجومية لا تعرف الإختباء فكانت الأهداف عنوان كل مباريات المانشستر طوال موسم 1951/1952. النجاحات تتواصل بعيدا عن "أولد ترافورد" نجاح هذا الموسم كان دافعا كبيراً لجوني فساهم في تتويج الكتيبة الحمراء تحت قيادة بوسبي للقبين آخرين عامي 1956/1957 ليكتب إسمه بأحرف مِن ذهب رفقة لاعبين أبهروا المتتبعين بنجاحهم في إعادة بناء نادٍ لم يتسن له حتى إجراء المباريات على ملعبه لأن الاولد ترافورد يومها كان بين أيدي العمال بعدما تركت الحرب العالمية الثانية بصماتها عليه. حادث جوي كسر جناح اليونايتد الطائر بعد ستة مواسم قضاها جون بيري رفقة الشياطين الحمر ظهر خلالها على المستطيل الأخضر 276 مرة مسجلا 45 هدف شاءت الأقدار أن توضع نقطة النهاية لمسيرة جوني بشكل مأساوي ففي 6 فبراير عام 1958 كان المشهد غير عادي في مطار رايم القديم بمدينة ميونيخ الألمانية، في ذلك التاريخ تحطمت إحدى الطائرات والتي كان على متنها فريق مانشستر يونايتد فاقدًا يومها ثمانية من لاعبيه وبعض إدارييه، ولحسن حظ جوني أنه نجا بأعجوبة من موت محقق لكنه سجل في ذلك اليوم تاريخ نهاية مسيرته الكروية بمعزل عن رقمه الذي أبى إلا أن يواصل المسيرة دون صاحبه ليجد عملاقا إسمه جورج بست. ...يتبع