اتحاد عنابة .... كارثة... كارثة... كارثة

لا توجد كلمات تُعبّر عن المأساة التي حلت باتحاد عنابة بعد فشله في ضمان البقاء في الجولة الأخيرة التي لعبت أول أمس الجمعة سوى وصف ما حدث بكارثة حقيقية،
لأن مدينة مثل عنابة لن تكون ممثلة الموسم القادم في بطولة القسم الأول وملعب مثل ملعب 19 ماي لن يلعب فوقه لا الوفاق ولا القبائل ولا "الحمراوة"، وإنما ستلعب عليه فرق أخرى كانت تحلم باللعب فوقه، لكن الكلام الآن لم يعد ينفع لأن الحقيقة تقول بأن عنابة ستلعب في القسم الثاني موسم 2011/2012 بعدما قضت أربعة مواسم في القسم الأول.
"باردين القلب طيّحوها"
لم يجد كامل العنانبة وخاصة أنصار اتحاد عنابة بعد تأكد سقوط فريقهم عقب الخسارة الثقيلة التي عاد بها من العاصمة وفوز أول المهددين بالسقوط وداد تلمسان على الشلف وتعادل مولودية العلمة أمام اتحاد الحراش وكذلك انتهاء لقاء شبيبة القبائل بمولودية الجزائر بالتعادل، سوى كلمات للتعبير عن المأساة التي حلت بهم وبفريقهم منها: "من تسببوا في سقوط الاتحاد باردين القلب وعديمي المسؤولية وكلهم فاشلون كانوا يفكرون في مصلحتهم الشخصية أكثر من مصلحة الفريق".
"ارحلوا جميعا أيها الفاشلون"
وكانت عبارة: "ارحلوا جميعا يا أيها الفاشلون" الأكثر ترددا على لسان العنانبة وكل من تأثر بصدمة السقوط إلى جحيم القسم الثاني، لكن حدوث ذلك بالتأكيد لن يقلل من حجم المصيبة التي حلت بفريقهم ما دام أن ذلك لن يبقيه في بطولة الدرجة الأولى مع الكبار وسيعاني من أجل العودة إلى هذه البطولة الموسم القادم لأن المهمة ستكون صعبة جدا والكثير من الفرق التي نزلت لم تعد إلا بعد سنوات طويلة، وما حدث لشباب قسنطينة الذي بقى لأكثر من ثلاثة مواسم بعد نزوله إلى القسم الثاني ليعود في نهاية هذا الموسم إلى القسم الأول خير دليل على ذلك.
صدمة شديدة في عنابة
كانت الأجواء جنائزية في معاقل الفريق بعد تأكد سقوط الاتحاد مساء الجمعة الماضي، حيث كان الجميع مصدوما وكان سقوط الفريق حديث العام والخاص في عنابة أول أمس وأمس وهذه النكسة التي حلت بفريق يمثل رابع أكبر ولاية في الجزائر ويمتلك جمهور من ذهب لكن لم يجد من يساعده خاصة من حيث التسيير الإداري حيث كل الإدارات التي تعاقبت عليه منذ أن تأسس في سنة 1983 كانت كلها فاشلة ولم تتمكن من قيادته إلى البطولات بل العكس كانت في كل مرة تنقذه من السقوط أول تفشل في ذلك.
------------------------
إلى جانب مطالبتهم برحيل منادي...
الأنصار يطالبون برحيل كل المسيرين
تلقينا العديد من الاتصالات من الأنصار في الساعات التي أعقبت تأكد سقوط الفريق إلى القسم الثاني، وذلك من أجل التعبير عن مدى سخطهم من رئيس فريقهم منادي الذي فشل في جلب ولو لقب واحد منذ أن ترأسه في بداية موسم 2006/2007 على الرغم من الأموال الباهظة التي كانت صرفها في المواسم الثلاثة الأولى، والأكثر من ذلك أنه فشل في ضمان بقائه مع الكبار لموسم آخر. هؤلاء الأنصار طالبوا منادي بالرحيل هو وبقية المسيرين الذين عملوا معه هذا الموسم لأنهم هم كذلك يتحمّلون مسؤولية سقوط الفريق.
يريدون مسيرين "صحاح" يحبون الفريق
وكان للذين اتصلوا بنا من الأنصار عدة مطالب، أهمها رغبتهم في رؤية فريقهم تديره إدارة قوية تجلب الأموال ولا تنتظر مساعدة السلطات وأن يكون همها الوحيد إسعادهم من خلال قيادة فريقهم إلى منصة التتويجات. وقد شدد من اتصل بنا من أنصار على هذه النقطة بأن يكون الرئيس الجديد وحاشيته يحبون الفريق ويخافون عليه.
الرئيس الجديد لا بد أن يكون "يعرف البالون"
كما كانت لمن اتصل بنا من أنصار شروطا يجب أن تتوفر في الرئيس الجديد، أهمها أن يكون يعرف كرة القدم ما دام أنه سيترأس فريق يمارس هذه اللعبة ونجاحه لا يكون إلا إذا عرف رئيسه وحاشيته إيجاد الحلول لنقاط الضعف فيه، ومن يجيد فعل ذلك لن يكون إلا من له دراية بكرة القادم سواء كان لاعبا أو مدربا سابقا، وإذا لم يكن كذلك على الذي يرغب في رئاسة الفريق أن يضم إلى إدارته من يفهم في "البالون".
منادي يقرر الانسحاب
كان الرئيس منادي بعد نهاية لقاء اتحاد العاصمة وبعد تأكد سقوط فريقه إلى الدرجة الثانية قد أعلن انسحابه من الفريق ومن عالم كرة القدم بسبب التعفن الذي تشهده، وكذلك بسبب الاعتداء الذي تعرض إليه هو وابنه عند مدخل ملعب بولوغين من قبل مجموعة من أنصار اتحاد العاصمة، وبالتالي تكون مسيرة منادي مع اتحاد عنابة قد انتهت دون أن يتمكن من قيادته إلى منصة التتويجات وأحسن نتيجة تمكن من تحقيقها معه كانت المرتبة الرابعة التي احتلها في موسم 2007/2008 والتي سمحت لعنابة بالمشاركة في بطولة رابطة الأبطال العربية في الموسم الموالي 2008/2009.
... وبسكري لن يعود
من جهته، فإن المدرب مصطفى بسكري بالتأكيد لن يضع فدمه مجددا في الفريق ما دام أنه فشل في ضمان بقائه وهي المرة الثالثة على التوالي التي يفشل فيها هذا المدرب في تفادي السقوط، حيث كان منذ موسمين سقط مع أولمبي العناصر وفي الموسم الماضي مع شباب باتنة وهذا الموسم مع اتحاد عنابة. للإشارة حاولنا الاتصال بالمدرب بسكري صبيحة أمس، إلا أننا لم نتمكن لأن هاتفه النقال كان مغلقا.
------------------------
سوسطارة تبعث بعنابة إلى جحيم القسم الثاني
تلاعب اتحاد العاصمة بالتشكيلة العنابية عندما استقبلها على ملعبه عمر حمادي عشية أول أمس الجمعة، حيث فاز عليها بثلاثية نظيفة مكنته من ضمان بقائه لموسم آخر في حظيرة الكبار وفي المقابل بعث بأبناء "بونة" إلى جحيم الدرجة الثانية، وبذلك يكون اتحاد عنابة قد قضى أربعة مواسم في الدرجة الأولى ما دام أنه صعد إليها في موسم 2007/2008.
عنابة كان مصيرها في يدها
كان مصير اتحاد عنابة في يده، حيث كان يكفيه التعادل في مباراته أمام اتحاد العاصمة حتى يتمكن من ضمان بقائه لكنه لم يستطع، بل الأكثر من ذلك أنه انهزم بثلاثية نظيفة وكان بإمكان الفريق العاصمي الفوز بأكثر من هذه النتيجة لو لم يضيع ركلة الجزاء في اللحظات الأخيرة من اللقاء وكذلك لولا الفرص الكثيرة التي تصدى لها الحارس واضح.
نتائج اللقاءات الأخرى لم تخدمها
كل الظروف اتحدت ضد التشكيلة العنابية في الجولة الأخيرة ما دام أن حتى نتائج لقاءات منافسيها المباشرين الخمسة على التأشيرة الأخيرة المتبقية لضمان البقاء لم تخدمها، حيث فاز أول المهددين بالسقوط وداد تلمسان على رائد الترتيب وصاحب لقب بطولة هذا الموسم جمعية الشلف، مولودية العلمة تعادلت أمام اتحاد الحراش، جمعية الخروب عادت بالفوز من البليدة فيما انتهى لقاء شبيبة القبائل ومولودية الجزائر بالتعادل السلبي وهي النتيجة التي خدمت هذين الفريقين ما دام أنهما كانا يحتاجان إلى نقطة ليضمنان البقاء.
عنابة لا تلوم إلا نفسها
ولا يمكن أن نلقي اللوم على أحسن فريق في بطولة هذا الموسم جمعية الشلف أو على مولودية الجزائر وشبيبة القبائل اللذان اكتفيا بالتعادل في المباراة التي جمعتهما في الجولة الأخيرة ما دام أن ذلك يجنبهما السقوط، بل يجب أن نلوم الاتحاد لأن مصيره كان في يده ولم يكن يحتاج إلى خدمة من أي فريق ما دام أنه كان يكفيه التعادل أمام اتحاد العاصمة حتى يتفادى السقوط.
الكل كان خارج الإطار أمام سوسطارة رغم أهمية اللقاء
ويبقى الأمر الذي حير الكل في عنابة هو الأداء الضعيف الذي ظهر به الفريق في لقاء اتحاد العاصمة، رغم أن هذا اللقاء كان مصيريا بالنسبة له، حيث كان اللاعبون خارج الإطار ولم يقدموا فيه أي شيء حتى يعودوا في نتيجته، والأكثر من ذلك أنهم خسروا بثلاثية وكادوا أن يخسروا برباعية لو لم يضيع الفريق العاصمي ركلة الجزاء في اللحظات الأخيرة من اللقاء.
الضعف خارج الديار فعل فعلته مرة أخرى
فعل ضعف التشكيلة خارج ديارها فعلته مرة أخرى ما دام أن الاتحاد عاد من ملعب بولوغين إلى عنابة وهو يجر أذيال الخسارة، وكان على أبناء "بونة" التخلص من هذه المشكلة في مباراتهم تلك لأنها كانت مصيرية لفريقهم لكنهم لم يستطيعوا، وهو الأمر الذي كلفهم السقوط إلى جحيم الدرجة الثانية.
عنابة الأضعف خارج الديار
الخسارة التي عاد بها اتحاد عنابة من العاصمة في الجولة الأخيرة هي 14 له في بطولة هذا الموسم وكلها خارج الديار من مجموع 15 لقاء لعبهم، الأمر الذي يجعله الفريق الأضعف خارج ملعبه. هذا، وكان الاتحاد قد تمكن من جلب نقطة واحدة من خارج عنابة وكان ذلك في الجولة التاسعة عندما فرض التعادل الايجابي (2 – 2) على مولودية الجزائر.
في هذه الحالة السقوط كان منطقيا
عدم تمكن تشكيلة المدرب مصطفى بسكري من جلب سوى نقطة واحدة من خارج ملعبها 19 ماي يجعل أمر سقوطها منطقيا، لأن الذي يريد تفادي حدوث ذلك عليه أن يجلب نقاط من خارج دياره ولعل الفوز الذي عاد به من البرج في الجولة ما قبل الأخيرة وداد تلمسان والذي كان الأقرب للنزول قبل جولتين من نهاية البطولة وكذلك النقطتين اللتين جلبتهما مولودية العلمة التي كانت هي كذلك من أكبر المهددين بالسقوط من خارج ملعبها في آخر تنقلين وذلك عندما عادت بالتعادل من البليدة في الجولة 28 من الحراش في الجولة الأخيرة خير دليل على ذلك.
تجديد الفريق كليا سببا آخر
يوجد سبب آخر له علاقة بالكارثة التي حلت بالفريق يتمثل في الهجرة الجماعية التي عرفها تعداده في نهاية الموسم الماضي، وهو الأمر الذي أجبر الإدارة على بناء فريق جديد في بداية هذا الموسم والمشكلة أن من تم استقدامهم لاعبون تنقصهم الخبرة وأقل مستوى من لاعبي الموسم الماضي وهو الخطأ الفادح الذي وقع فيه مسؤولو الاتحاد لأن نتيجة ذلك كان السقوط الحتمي، وهو الأمر الذي وقع بالفعل على الرغم من الأصوات التي تعالت من هنا ومن هناك في الصائفة الماضية من أجل منع مسؤولي الفريق من القيام بهذه الخطوة.
متى سيفرح العنابي بفريقه؟
في الأخير يبقى السؤال المطروح هو: متى سيفرح العنانبة بفريقهم ومتى سيرونه يصعد على منصة التتويجات؟ فبعد 29 سنة من تأسيسه لم يتوج بأي لقب وسيتواصل حدوث ذلك على الأقل لموسم آخر ما دام أنه سيلعب في الدرجة الثانية في الموسم القادم.
------------------------
قشي بقي في العاصمة بسبب المنتخب الأولمبي
بسبب الاجتماع الذي عقده أمس رئيس الاتحاد الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة بكامل أعضاء المنتخب الأولمبي لم يعد مدافع اتحاد عنابة علي قشي مع فريقه إلى عنابة بعد نهاية لقاء اتحاد العاصمة، حيث بقي في العاصمة بسبب ذلك الاجتماع مادام أنه لاعب في المنتخب الأولمبي. للإشارة سيعود قشي إلى عنابة مساء اليوم.
تأثر بسقوط الفريق ورفض التصريح
كنا اتصلنا بالمدافع قشي من أجل الحديث معه عن الكارثة التي حلت بفريقه، إلا أنه رد بأنه متأثر جدا لما حدث وقبل أن ننهي اتصالنا به أخبرنا أنه بقي في العاصمة بسبب المنتخب الأولمبي.
بوتربيات: "نتحمّل كلنا المسئولية"
اللاعب الوحيد الذي قبل الإدلاء بتصريح عن النكسة التي حلت بالفريق كان لاعب خط الوسط بوتربيات، حيث قال: "كلنا نتحمّل مسؤولية هذا السقوط، كما أن عدم نزاهة بعض الفرق وسوء التحكيم الذي كنا عرضة له في بعض اللقاءات مثلما حدث لنا في لقاء الذهاب أمام مولودية العلمة وفي لقائنا الأخير أمام اتحاد العاصمة كانت لها يد في الكارثة التي حلت بنا".
حديث عن رغبة قوادرية في تولي رئاسة الفريق
انسحاب الرئيس منادي من رئاسة الفريق فتح الباب لكلام كثير حول رغبة الرجل الأول في نقابة "مجمع أرسيلور ميطال" قوادرية إسماعيل، والذي سبق له أن عمل مع الرئيس المنسحب منادي، في خلافته على رأس الفريق. لكن الأيام القادمة ستكشف لنا كل شيء عن هوية الرئيس الجديد.
كل اللاعبين مربوطين
الأمر الايجابي الذي فعلته إدارة الرئيس المنسحب منادي هذا الموسم هو "ربطها" لكافة لاعبي هذا الموسم بعقود طويلة المدى، وهو الأمر الذي يسهل نوعا ما مهمة الإدارة الجديدة التي ستكون مطالبة ببناء فريق قوي الموسم القادم بإمكانه تحقيق الصعود والعودة إلى القسم الأول من جديد.