“مهداوي قدم لمسته التي أثمرت باللقب العالمي“ “هذا اللقب سيعيد قيمة اللاعب المحلي“ “لقد كنت صريحا مع الجنرال مقداد ولهذه الأسباب غادرت المنتخب العسكري“ “وجدنا صيغة للحفاظ على ركائز المنتخب“ - نريد معرفة رأيك في تتويج المنتخب العسكري بالبطولة العالمية العسكرية باعتبارك كنت وراء تأهل هذا المنتخب لهذه الدورة؟ — لقد فرحت كثيرا لتتويج هذا المنتخب الذي ساهم الجميع فيما وصل إليه وليس كمال قاسي سعيد أو مهداوي أو فلان، وبالمناسبة أذكر أن هذا المنتخب ليس وليد البارحة وإنما هو ثمرة عمل قمنا به منذ ثلاث سنوات رفقة بوطاجين والياس إيزري، حيث بدأنا بمعاينة 90 لاعبا لنقوم بعدها بتحديد قائمة ب 30 لاعبا قمنا بتكوينهم في تلك الفترة لأنهم كانوا شبانا متعاقدين، وهناك لاعبون لم يكونوا يحسنون حتى ركل الكرة بوجه القدم ولكن مستواهم تحسن وأصبحوا مطلوبين في أكبر الأندية، وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى أمر مهم... - تفضل. — لقد ساهم الجنرال مقداد ومدير مركز المنتخبات العسكرية السيد بن جودي الذي يعد خبيرا في الرياضة كثيرا في بناء هذا المنتخب، حيث ساعدانا من حيث توفير الوسائل والدعم، إذ أن أول إنجاز قام به المنتخب العسكري هو وصوله لأول مرة إلى نهائي كأس إفريقيا العسكرية والتي خسرناها بركلات الترجيح أمام المنتخب الكاميروني. - وهل تم الاحتفاظ بنفس التعداد في عهد المدرب مهداوي؟ — أود قبل ذلك أن أؤكد أن مستوى البطولات العسكرية مرتفع عكس ما يظنه البعض خاصة في إفريقيا، وخير مثال مستوى المنتخب المصري الذي يملك لاعبين دوليين من المنتخب الأول ولا يجب احتقار هذه المنافسة أو تقليل إنجاز أشبال مهداوي لأنه أول لقب عالمي جزائري في تاريخ الرياضات الجماعية وليس سهلا أن تتوج بالذهب في مثل هذه المنافسات، وللإجابة عن سؤالك فقد تم الاحتفاظ بأغلب ركائز المنتخب لأن مشكل المنتخب العسكري هو تغيير التعداد بعد انتهاء مدة الخدمة العسكرية، ولكننا وجدنا صيغة سمحت لنا بالاحتفاظ بأغلب اللاعبين بعدما كان المنتخب مشكلا من عسلة، حميتي، آيت علي والذين أهلوه إلى دورة البرازيل من خلال تعاقدنا مع برشيش، طهراوي وآخرين بعقود عمل كرياضيين مع الجيش في خانة شبه عسكريين، وهو ما سمح لنا بالاحتفاظ بأغلب الركائز مع تدعيم المنتخب بلاعبين جدد متعاقدين مع الجيش في إطار الخدمة الوطنية. - وما هي أسباب انسحابك من تدريب هذا المنتخب؟ — عندما عقدت اجتماعا عند بداية مهمتي مع المنتخب العسكري مع مقداد وبن جودي حددنا هدف الوصول إلى نهائي البطولة العسكرية، وكان هدفنا الأول هو الحصول على إحدى المراتب الأربع الأولى في كأس إفريقيا والمؤهلة إلى دورة البرازيل لنتمكن من الوصول إلى النهائي بفضل العمل طويل المدى الذي قمنا به من أجل فرض الصرامة والانضباط والجدية في العمل داخل المجموعة والتي تعتبر سر نجاح الفرق، أتذكر أننا كنا نواجه أندية القسم الأول من أجل معرفة مستوى المنتخب رغم تحذيرات البعض من ذلك لتجنب الخسائر الثقيلة، إلا أننا فزنا أمام المولودية، الشلف، القبائل والاتحاد وخسرنا فقط في ثلاث مواجهات من أصل 23 مباراة ودية لعبها المنتخب في عهدي، وفي شهر جانفي الفارط وبعدما عملت محللا في قناة الجزيرة كنت صريحا مع الجنرال مقداد وأكدت أنني لن أستطيع مواصلة عملي بانتظام، حيث فضلت الانسحاب واتفقنا على أن يخلفني المدرب القدير مهداوي الذي أكمل مشوار المنتخب العسكري. - وماذا عن دور مهداوي في هذا الإنجاز؟ — لقد قدم المدرب مهداوي لمسته، والإصلاحات التي قام بها في المنتخب العسكري كانت وراء التتويج باللقب العالمي، لا أحد ينكر ذلك، ولو تنقلت مثلا إلى البرازيل كنا قادرين على الإقصاء من الدور الأول رغم أنني أعترف بأننا كنا نحضر من الجانبين الفني والتكتيكي جيدا، حيث تمكن الشيخ مهداوي من تقديم الإضافة التي أفادت اللاعبين. - وبالنسبة للمستوى الفني للمباراة النهائية أمام مصر؟ — في المواجهات النهائية لا يهم الأداء بل تهم النتيجة والتتويج باللقب، وفي مباراة مصر تفوق الجزائريون في الجانب التكتيكي من خلال غلق الرواقين، كنا أحسن من المصريين في هذا الجانب أمام فريق يملك خبرة في هذه المنافسة وسبق له أن فاز علينا في دورة 2006 بألمانيا حيث شاهدنا لاعبين من الأهلي، الزمالك والمقاولون وأهنئ مرة ثانية أشبال مهدواي بهذا الإنجاز الذي يؤكد أن المدرسة العسكرية تخرج دائما اللاعبين الجيدين على غرار ما حدث معنا ومع جيل الثمانينيات. - ما قيمة هذا الإنجاز بالنسبة للكرة الجزائرية؟ — لقد كشفت دورة البرازيل أنه يتوجب إعادة النظر في اللاعب المحلي الذي برهن بأنه يملك مؤهلات جيدة، حيث سمح الانضباط والصرامة في العسكر بتحقيق هذه النتائج وعندما أتحدث عن الانضباط أتحدث عن الانضباط التكتيكي داخل الميدان والذي كان مفتاح فوزنا بدورة البرازيل. - ما موقفك من أحداث العنف التي تبعت المباراة؟ — لقد أراد ذلك اللاعب الصغير أحمد عيد إفساد العلاقة بعدما تحسنت في الآونة الأخيرة من خلال تصرفه الجبان تجاه إيزري، لقد أخل هذا اللاعب بالانضباط العسكري وستتم معاقبته في مصر لأن العالم بأسره شاهد تلك المهزلة التي كان يريد من خلالها تقزيم الإنجاز وتحويله إلى مشكل حساسية العلاقة الكروية بين البلدين، من حسن الحظ أنني لم أكن في تلك الدورة لأنني لم أهضم ما قام به هذا اللاعب... وفي الأخير نحن من توجنا باللقب والعلاقة لن تتأثر بسبب هذا اللاعب الجبان.