نريد أن نعرف في البداية الطريقة التي التحقت بها للجزيرة الرياضية؟ بصفة عادية جدا، الجزيرة كانت تبحث عن محللين جزائريين لإحداث التوازن مع تواجد محللين من مختلف الجنسيات من مصر وتونس ومختلف البلدان العربية، خاصة بعد رحيل ماجر، وتم ترشيحي لهذا المنصب من طرف لخضر بريش، هذا ما في الأمر. ألا ترى أن صداقتك مع بريش هي التي أوصلتك للجزيرة؟ لا يمكن ذلك، لأن بريش حتى وإن كان صديقي فإنه ليس صاحب القرار ولا يقدر على فرضي في قناة محترفة مثل الجزيرة الرياضية، فما كنت لأمدد تعاقدي معهم بعد كأس العالم لولا نجاحي في الفترة التجريبية التي خضعت لها قبل ذلك. كيف تقيم تجربتك الجديدة في التحليل؟ تجربة مفيدة من جميع النواحي، صحيح أني وجدت بعض الصعوبات في البداية، شعرت ببعض التخوف، فالمسؤولية ليست سهلة لأنني سأكون في مواجهة الملايين من المشاهدين في العالم العربي، لكني بدأت في اكتساب التجربة وتعودت وصرت مرتاحا تماما. وهي تجربة مفيدة جدا لأنها مكنتني من التقرب من المستوى العالي بعد تعاملي مع كبار المدربين في العالم مثل ماتيوس، أريغو، ساشي وأرسن فينغر وغيرهم. وهل تنازلت عن طموحاتك في عالم التدريب؟ عملي الجديد كمحلل لا يعني بالضرورة أني أفكر في الابتعاد عن عملي الرئيسي كمدرب، بالعكس اشتقت للميادين وعملي هذا أعتبره أشبه بتربص نظري، فكما قلت تحليلي لمباريات الدوري الإسباني الذي أتخصص فيه أكسبني معلومات قيمة دون أن أنسى تعاملي كما قلت مع أكبر المدربين. ولا زلت أتطلع للمزيد، خاصة مع المدرب فينغر الذي لدي مشروع خاص معه. ماهو هذا المشروع؟ عملي في تحليل مباريات كأس العالم قربني كثيرا من المدرب فينغر الذي صارت تجمعني به علاقة طيبة، وهو ما استغليته لأطلب منه مساعدتي في الحصول على تربص تطبيقى معه. وهو ما رحب به على الفور وطلب مني تحديد الموعد لأتحول عنده في لندن من أجل القيام بهذا التربص. هل تنازلت عن المنتخب العسكري لأجل التفرغ لعملك الجديد؟ إمنحني الفرصة لأوضح هذه النقطة وهي أنني لم أتخل عن المنتخب العسكري، بالعكس لم أكن راغبا في التنازل عن العمل الكبير الذي قمت به والذي أثمر بوصولنا لمونديال البرازيل العسكري، لكن ما حدث بتأجيل الدورة من شهر نوفمبر القادم لشهر جوان من العام المقبل أخلط كل الحسابات، وجعلني أرحب بعرض الجزيرة مادام أنه لم يكن أمامنا أي مسابقة أخرى، بعدها عرضت على المسؤول الأول عن المنتخب الجنرال مقداد أن أجمع بين العملين لكنه فضل أن أكون مدربا متفرغا تماما للمنتخب. لم نتوصل لاتفاق لكني أكدت أن أكون دائما تحت تصرف المنتخب. نصل لنقطة استعمالك اللهجة المصرية في تحليلك، الأمر لم يعجب المشاهدين الجزائريين للأسباب المعروفة؟ كما يعلم الجميع قضيت ثلاث سنوات في مصر خلال فترة احترافي مع الزمالك، وفي تلك الفترة لم يكن هناك حضور قوي للجزائريين هناك كما حدث في السنوات الأخيرة، خلال تلك الفترة لم أكن أتكلم سوى مع المصريين. وهذا ما جعلني أتقن اللهجة المصرية، لكني أؤكد لكم أنني لم أستعملها في تحليلي متعمدا، أدرك جيدا حساسية الأمر بالنسبة للجزائريين وأنا مثلهم لم أنس الإساءة التي طالت شهداءنا ورموزنا من طرف بعض المصريين وليس كلهم. فلما تستعملها إذن؟ لا أنكر أني استعملتها لكني استعملت أيضا كلمات جزائرية دارجة وحتى الفرنسية أيضا، أعتقد أنها قضية تعود فقط وسأتحسن أكثر في المستقبل، خاصة أني أطالع كل يوم “الهداف” وأتصفحه بشكل دقيق حتى أحسن من مستواي، سيما فيما يخص المصطلحات الكروية. على ذكر اللهجة المصرية، أكيد أنك التقيت زميلك السابق حازم إمام، فما دار بينكما من حديث بخصوص الأزمة الأخيرة؟ ليس حازم إمام فقط، نادر السيد أيضا. وتحدثنا مطولا عن الأزمة الأخيرة وبصفة أكثر على خالد الغندور وما فعله. ولقد لمست من كلامهما ندما على ما حدث وبأنهما لم يكونا راضين عن التجاوزات التي حدثت من الجانب المصري. حازم إمام نفسه ركب الموجة، ونذكر مشاركته في برنامج مع الغندور، إبراهيم حسن وميدو. لقد تابعت ذلك البرنامج وذكرته به ولمته على ما قاله، لكن حازم إمام ليس مثل الغندور أو البقية، إنه إنسان محترم جدا وأنا واثق أنه كان مجبرا على قول ذلك الكلام دون أن يكون مقتنعا به، هو الآن اعترف بخطئه وصار صديقا مقربا لكل الجزائريين العاملين في الجزيرة بريش، دراجي وبيرة. لو نتحدث الآن عن المنتخب الوطني الذي عرف لاعبا كنت دائما تطالب بتوجيه الدعوة إليه. تقصد جابو، صحيح هو لاعب مميز جدا وإمكاناته كبيرة حتى وإن كنت أرى أنه بحاجة لمزيد من القوة، أرى أنه كان يستحق الدعوة منذ الموسم الماضي، والآن لابد من فتح الباب لأسماء أخرى مثل تجار، عسلة وبلكالام، ويجب أن لا ننتظر أن يصبحوا في سن ال 30 حتى نقوم باستدعائهم. مادمت ربط علاقات مميزة مع فينغر وغيره من المدربين الكبار، لم لا تعمل على مساعدة جابو على الاحتراف في أوروبا؟ أنا مدرب ومحلل ولست مناجيرا، لكني لن أتأخر إذا ما أتيحت لي الفرصة في مساعدة اللاعبين الموهوبين مثل جابو. كيف وجدت تعيين بن شيخة خليفة لسعدان؟ أريد قبل هذا أن أتوقف عند نقطة مهمة وهي أني لم أتحمل ما قرأته في “الهداف” عن تعرض سعدان للشتم في ملعب بولوغين، سنه وماضيه المشرف مع المنتخب يجعله يستحق كل التقدير والاحترام، ومن جهتي أتمنى له كل النجاح والتوفيق في مشواره المستقبلي. وماذا تقول عن بن شيخة؟ بن شيخة أكثر من صديق وعلاقاتي به قديمة إلى سنة 1990 لفترة أدائنا سويا الخدمة العسكرية في المدرسة التطبيقية للإشارة بالقليعة، ويمكن أن أروي لكم حادثة طريفة قد تعطيكم فكرة عن طبيعة شخصيته. تفضل. كنا في فريق المدرسة نحضر للمباراة النهائية للكأس العسكرية، وأذكر أني راوغت بن شيخة بطريقة فنية رائعة، وهو ما لم يتحمله فوجه لي لكمة قوية تسببت في كسر نصفي لأحد أسناني، وهذا ما كلفه الحبس. هذا يدل على أن بن شيخة لا يتحمل الخسارة حتى في المباريات الودية المصغرة. وهل شارك في النهائي؟ نعم تدخلت من أجله لدى المسؤولين وتم الإفراج عنه، وما طلبت ذلك سوى لأننا كنا بحاجة لخبرته وحرارته في المباراة النهائية، لقد شارك معنا وساهم في فوزنا بالكأس. هل تراه المدرب المناسب؟ أكيد، بغض النظر عن شخصيته القوية وقدرته الكبيرة على تحفيز اللاعبين، فهو قوي جدا من الناحية التكتيكية، وكل ما أتمناه هو أن نتركه يعمل في هدوء.