ركز الناخب الوطني، وحيد حليلوزيتش خلال آخر حصة تدريبية برمجها للعناصر الوطنية مساء أمس على الساعة الرابعة بعد الزوال (الثانية بالتوقيت الجزائري) التي جرت على الملعب الرئيسي “بنجامين نكاتا” على العمل الهجومي، وهي الحصة التي أخذت كل وقته، لا سيما أن المدرب الصربي يرى في لقاء اليوم أمام المنتخب التانزاني فرصة للاعبي الهجوم لنفض الغبار عن أنفسهم والتحرر من العقدة التي لاحقتهم لزمن طويل مع ضعف الهجوم وقلة الأهداف التي حيرت كل من اشتغل من قبل على رأس العارضة الفنية للمنتخب. تركيزه انصب على الفعالية أمام المرمى كما تبين من خلال متابعتنا للحصة التدريبية أن المدرب الفرنكو صربي “حليلوزيتش” جمع عناصره لوقت من الزمن في منطقة لا تبعد كثيرا عن المرمى وبدأ يطبق تمارين الهجومية، سواء الخاصة بالتمركز، التحرك والوقت المناسب للهجوم والتقدم، فضلا عن التوضيح لأشباله الأماكن التي يجب أن يسيطروا عليها في كل كرة ثابتة تتاح لهم، وبقي في العديد من المرات يوجه لاعبي الهجوم وينصحهم بالاندفاع نحو المرمى للتسجيل وليس إعادة الكرة واللعب السلبي الذي لا فائدة منه في لقاء يحتاج خلاله المنتخب للفوز والتسجيل. الصربي استغل خبرته كلاعب ليكشفها لعناصره كما استغل المدرب الوطني الخبرة التي اكتسبها كمهاجم وهداف في البطولة الفرنسية سنتي 1983 و1985 والتي توج خلالها “حليلوزيتش” كأحسن هداف ومهاجم للبطولة الفرنسية، ليوضح بطريقة أدق تفاصيل التمارين التي برمجها لعناصره الهجومية مساء أمس، خاصة حينما كان يصيح ويطلب من مهاجميه الاندفاع أكثر إلى الأمام والاقتراب من المرمى، مع الإشارة إلى أن الحصة التدريبية لنهار أمس دامت قرابة الساعة الكاملة. .. وعمل مع 22 لاعبا أمام المرمى وحينما نأتي للحديث عن الحصة التدريبية وما وقفنا عليه مساء أمس، فقد اتضح لنا بأن “حليلوزيتش” اعتمد على 22 لاعبا في التمارين الهجومية التي برمجها، وبدا لنا وكأن الناخب الوطني أراد بذلك التأكيد على أن المهمة التي جاء من أجلها للمنتخب هي كسر عقدة الهجوم ونزع العقم الذي يلاحق مهاجمينا أمام المرمى. تمارين تكتيكية كلها حول الهجوم فضلا عن عمل الناخب الوطني مع 22 عنصرا في الهجوم، فإن هذا العمل لم يكن توزيع على الأجنحة والتعامل مع الكرة بتحويلها إلى الشباك وهي طريقة كلاسيكية، بل كانت هناك العديد من التمارين التكتيكية سواء بطريقة التمركز، التوزيع بالنسبة للاعبين أمام المرمى، التعامل بذكاء مع المدافعين والكرة في نفس الوقت، وهذا ما يعكس رغبة “حليلوزيتش” في رفع درجة التأهب وسط عناصره لتكون اليوم في مستوى الحدث والآمال المعلقة عليها لهز شباك التانزانيين. لم يكشف في الحصة عن التشكيلة الأساسية ورغم حرصنا الشديد على فك شيفرة التشكيلة الأساسية التي سيوظفها “حليلوزيتش” في مباراة اليوم، وتركيزنا في التمرين الأخير الذي كان للفريق نهار أمس، والذي حاولنا من خلاله التعرف على العناصر التي يوظفها لاسيما في الوسط والهجوم، إلا أن كامل مساعينا باءت بالفشل، وكأن “حليلوزيتش” أراد من خلال التمرين الذي برمجه أن يوضح للحاضرين أنه لا يملك لاعبا أساسيا وآخر احتياطيا، بل من يكون جاهزا وبوسعه تشريف ثقة المنتخب والألوان التي يحملها هو من سيكون له شرف اللعب أساسيا. .. وخيل لنا أن المنتخب غير مقبل على مباراة دولية هامة وبما أن أغلب المنتخبات تركز في آخر حصة تدريبية تجريها قبل أي مباراة رسمية على التشكيلة الأساسية التي ستدخل بها المباراة، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على المنتخبات بل أيضا على الأندية، إلا أن ما وقفنا عليه أمس جعلنا نتخيل أن المنتخب غير مقبل على لعب مباراة رسمية ودولية هامة في مشواره من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، خاصة أن أغلب أوقات الحصة التدريبية خصصها “حليلوزيتش” للجانب الهجومي ومن دون أن يكشف عن الرسم والنظام التكتيكي الذي سيلعب به في لقاء اليوم. .. يكون حضر كل شيء في سيدي موسى وبما أن حليلوزيتش لا يترك أي شيء للمفاجأة، فإن ما وقفنا عليه هو أن المدرب الجديد للمنتخب الوطني يكون قد حضر كل شيء خلال فترة تربص المنتخب الوطني في مركز “سيدي موسى” بالجزائر، وعليه فإنه لم يترك سوى تفاصيل بسيطة قام بالوقوف عليها في الحصة التدريبية الأخيرة، وهذا ليبطل مساعي الباحثين عن هوية العناصر التي ستدخل لقاء اليوم أساسية. حليلوزيتش عقد اجتماعا مع عناصره سهرة أمس ومن جانب آخر فقد دعا المدرب الوطني عناصره إلى اجتماع عقب تناولهم وجبة العشاء في الفندق الذي نزل به “الخضر”، وحاول خلاله مناقشة المسائل التي لاحظها على التعداد بالإضافة إلى النقاط الخاصة بسير العمل في فترة التربص الإعدادي للقاء تانزانيا، كما يكون حليلوزيتش قد سمع من عناصره انشغالاتهم ورؤيتهم للقاء.