حققت مولودية باتنة انطلاقة موفقة في أولى جولات بطولة الموسم الجديد، عقب الفوز الذي أحرزه أبناء المدرب بن جاب الله أمام ضيفهم أولمبي المدية بهدفين مقابل واحد، وسمح هذا الفوز بإعادة الهدوء نسبيا إلى التشكيلة بعد سلسلة من المعاناة التي لاحقتها على مدار الأيام المنصرمة قبل أن تتعقد الأمور حين لوح اللاعبون بخيار الإضراب بسبب عدم تسوية مستحقاتهم المالية، وأجمع اللاعبون والطاقم الفني على أن الفوز المحقق يعد ردا صريحا على كل المشككين الذين أبدوا تشاؤما بمستقبل النادي كما اعتبروه رسالة مباشرة لإدارة زيداني حتى تضاعف جهودها لإنجاح سياسة التشبيب بدلا عن التغني بهذا الشعار دون توفير الدعم المادي اللازم. إرادة اللاعبين سمحت بإنهاء الشوط الأول بالتعادل واجهت المولودية صعوبات كبيرة في الشوط الأول، بسبب افتقاد غالبية العناصر الشابة إلى الخبرة الكافية في هذا المستوى وتأثرهم بحجم المشاكل التي عانوا منها في المدة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنع رفقاء زغيدي من التحلي بالإرادة التي كان لها دور كبير في تحقيق الفارق والصمود في وجه لاعبي المدية الذين سبق لغالبيتهم اللعب في القسم الأول، وهو ما سمح بإنهاء المرحلة الأولى بالعادل الأبيض الذي مهد بخوض الشوط الثاني بنفس جديد بدأ لأبناء بن جاب الله بفرض نسق خاص، بدليل الحيوية التي عرفها خط الوسط بفضل الوجه الجديد بلعيدي إضافة إلى المحاولات العديدة المسجلة على مستوى الخط الأمامي، ما حقق عدة فرص سانحة للتهديف عن طريق عليلي، زياد، بلهادي، ميساوي وغيرهم. اللياقة البدنية وتوجيهات بن جاب الله قلبت الموازين وعرفت المرحلة الثانية وجها إيجابيا من جانب التشكيلة الباتنية التي عرفت كيف تتفاوض مع متطلباتها من موقع مريح خاصة في ظل اللياقة البدنية الجيدة التي أبان عنها اللاعبون بفضل العمل التحضيري الذي قاموا به تحت قيادة المدرب بن جاب الله، كما عرف هذا الأخير كيف يستثمر نقاط الضعف التي أبانت عنها تشكيلة لونيسي خاصة في الجهة الخلفية، ما ساعد الباتنية على استثمارها في الدقائق العشر الأخيرة بفضل الهدفين اللذين أمضاهما كل من الوجه الجديد ميساوي إضافة إلى مخالفة زياد التي ساهم دفاع المدية في تحويلها إلى مرمى الحارس نايلي رغم أن المنافس سجل هدفا. اللاعبون هتفوا مطولا باسم بن جاب الله صنعت العناصر الباتنية أجواء مميزة داخل غرف الملابس مباشرة بعد صافرة النهاية، حيث عبروا عن فرحتهم بالفوز على طريقتهم الخاصة، وهتفوا مطولا باسم مدربهم بن جاب الله الذي نوهوا بالعمل الكبير الذي قام به طيلة فترة التحضيرات رغم الصعوبات التي اعترضت التشكيلة وغياب التكفل اللازم من الجهات الساهرة على النادي. الغياب الكلي للمسيرين النقطة السوداء وتبقى النقطة السوداء في مواجهة أول أمس هي الغياب الكلي للمسيرين أثناء موعد إجراء المباراة، حيث فضل المسؤول الأول زيداني مغادرة الملعب دقائق قليلة قبل انطلاق المباراة تخوفا من تلقيه انتقادات لاذعة من الأنصار في حال التعثر، في حين فضل زدام الحضور بصورة شكلية وتابع أطوار اللقاء من المدرجات بصورة مناصر وليس مسير في الوقت الذي لم يظهر لبقية المسيرين أي أثر وكأنهم تنبؤوا مسبقا بالخسارة. طريقة تسوية المستحقات تثير غضب اللاعبين أقدمت الهيئة المسيرة سهرة إجراء لقاء المدية على تسوية جزئية لمستحقات اللاعبين المتعلقة بأجرة شهر أوت المنصرم، موازاة مع المطالب الملحة لأصحاب اللونين الأبيض والأسود، ورغم التحركات التي قامت بها إدارة زيداني إلا أن العديد من اللاعبين وصفوها بالمحتشمة بسبب عدم اقتناعهم بالطريقة التي انتهجتها في تسديد مستحقات الشهر المنصرم خاصة وأنها عرفت اقتطاعات وصلت في بعض الأحيان نسبة 30 إلى 40 بالمائة، وهو ما أثار غضب العناصر الباتنية الذين قاطعوا الاجتماع التقني الذي كان من المفترض أن يعقد ليلة اللقاء. اللاعبون لم يقتنعوا باقتطاعات الإدارة لم يقتنع مجمل اللاعبين الذين حضروا اللقاء الذي عقدوه مع المسيرين طريقة تسديد مستحقاتهم، بعد أن أقدمت الإدارة على اقتطاع نسبة هامة من مستحقاتهم بحجة خصم النسبة الخاصة بالضريبة على القيمة المضافة وغيرها ومن الاقتطاعات، ما جعل اللاعب الذي كان من المفترض أن يحصل على 40 مليونا يجد في حوزته قرابة 20 مليونا، والكلام نفسه يقال عن بقية الشبان الذين أمضوا مقابل أجور متواضعة خصمت منهم نسبة معينة من حقوقهم المالية، الأمر الذي خلف العديد من التساؤلات التي طرحت على أمين الخزينة الذي أرجع السبب إلى الاقتطاعات الواجب القيام بها لتسوية الرسم على القيمة المضافة والرسم على الدخل الإجمالي وغيرها من التفسيرات. الطاقم الفني يحرم من تسوية مستحقاته وإذا كان اللاعبون لم يقتنعوا بالطريقة التي انتهجتها الإدارة في تسوية المستحقات، فإن الطاقم الفني لم يسلم هو الآخر من الإجراءات التي وصفت بالمجحفة بعد أن حرم من تسوية أجور الأشهر التي تولى فيها زمام تدريب النادي على مدار المسلسل التحضيري الذي ميز هذه الصائفة، حيث لم تضع الإدارة الأعضاء المشكلين للطاقم الفني بعين الاعتبار مكتفية بتسديد حقوق اللاعبين فقط، وهو ما أثار حفيظة المدرب بن جاب الله ومساعديه، خاصة بعد أن بررت الإدارة موقفها باعتمادها على القوانين الخاصة بالاحتراف التي تمنع المدربين من شغل ازدواجية المناصب على غرار عمال الصحة والتربية، وهو الأمر الذي لم يطبق ميدانيا حسبهم في بقية الفرق الأخرى التي تنشط في نفس المستوى بعد أن أقدم مسيروها على تسوية حقوق مدربيهم بصورة عادية مثلما كان معمولا به في المواسم المنصرمة. اللاعبون قاطعوا الاجتماع التقني ولقاء المدية ربحوه “نيف” أثارت الخطوة التي قامت بها الإدارة الباتنية حفيظة اللاعبين والطاقم الفني، فقد عبر رفقاء زغيدي عن عدم اقتناعهم بالفكرة من أساسها ما جعلهم يقاطعون الاجتماع الفني فور التسوية الجزئية لمستحقاتهم، مفضلين مغادرة ملعب عبد اللطيف الشاوي في إشارة إلى عدم رضاهم بالطريقة التي انتهجتها إدارة زيداني قبل ساعات قليلة من انطلاق مباراة المدية، في الوقت الذي لم يجد الطاقم الفني حلا سوى الانسحاب هو الآخر مكتفيا بالتوجيهات المقدمة خلال الحصص التدريبية المبرمجة في ملعبي الشاوي و1 نوفمبر، ورغم العراقيل التي واجهتها العناصر الباتنية قبل انطلاق المقابلة سواء ما تعلق بالطريقة التي ميزت تسوية المستحقات أو قضية الإقامة بعد أن حرموا في آخر لحظة من الإقامة في الفندق إضافة إلى حرمان الطاقم الفني من الحصول على مستحقاته، إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب اللونين الأبيض والأسود من خوض لقاء المدية بكل إرادة من أجل إبقاء النقاط الثلاث في الميدان من باب الرد على تصرف الإدارة من جهة وبعث الفرحة وسط الأنصار الذين عانوا الكثير هذه الصائفة. أمعوش يجري فحصا بالأشعة اليوم أرغم لاعب الوسط أمعوش على عدم إكمال اللقاء بعد خروجه الاضطراري في ربع الساعة الأول بسبب تعرضه إلى تمدد عضلي، حيث من المنتظر أن يجري فحصا بالأشعة حتى يقف على حالته الصحية، قبل الخضوع إلى برنامج تدريبي خاص وفقا للتوجيهات المقدمة له من طبيب الفريق. زندر تابع اللقاء وقدم ملاحظات لبن جاب الله تابع المدرب المساعد زندر الهاشمي اللقاء من المدرجات المغطاة بجانب مقصورة الصحفيين، وعمد إلى أخذ العديد من الملاحظات ليقدمها للمدرب بن جاب الله في فترة الاستراحة، في صورة بينت العمل المتكامل بين هذا الأخير ومساعده. زيداني غادر الملعب قبل بداية اللقاء بقي المسؤول الأول زيداني وفيا لعاداته وفضل عدم متابعة أطوار مباراة أول أمس، بدليل مغادرته الملعب قبل إعطاء إشارة الانطلاقة بقليل، تفاديا لحمى الانتقادات اللاذعة التي قد يتعرض لها من قبل الأنصار. لا أثر للمرطبات والمشروبات في غرف الملابس على غير العادة، تخلت الهيئة المسيرة عن التقاليد التي عودت بها المتتبعين في الجوانب الخاصة باستقبال اللاعبين والفرق المنافسة، ففي أول جولة من بطولة هذا الموسم، حرم أبناء بن جاب الله من الحلويات والمرطبات التي يتم إحضارها إلى غرف تغيير الملابس بعد نهاية اللقاء كمكافأة معنوية للاعبين في حال الفوز، ورغم غيابها إلا أن ذلك لم يمنع شبان المولودية من صنع أجواء مميزة معبرين عن فرحتهم بالفوز. ليتيم أساسيا وأنقذ المولودية من عدة أهداف فضل الطاقم الفني وضع الثقة في خدمات الحارس الشاب ليتيم الذي أقحم أساسيا في هذا اللقاء، حيث أبان عن مردود طيب مكنه من منح الثقة لزملائه، خاصة وأنه تصدى لمحاولات خطيرة، سمحت له بإنقاذ فريقه من أهداف محققة. زياد كان له دور كبير في ثنائية المولودية كان للاعب الوسط زياد دور هام في الفوز الذي حققته المولودية مساء أول أمس، فالهدف الأول الذي أمضاء ميساوي كان بفضل لمسة زياد، في الوقت الذي تولى اللاعب نفسه تنفيذ المخالفة التي كللت بإمضاء الهدف الثاني حين اصطدمت الكرة باللاعب لحسن الذي ساهم في التسجيل ضد مرماه. بيطام منح الأمان لم يخيب المدافع بيطام في أول ظهور رسمي له هذا الموسم، وكان أحد العناصر التي لعبت دورا مهما في ضمان التوازن على مستوى محور الدفاع، بفضل تدخلاته الموفقة التي سمحت بإبعاد الخطر عن منطقة المولودية رغم الهجمات الخاطفة للزوار، وهو ما يعكس التطور الكبير الذي وصل إليه ابن كشيدة الذي يتنبأ له الكثير بمستقبل باهر. الأواسط حققوا الفوز وحرموا من وجبة الغداء حذا أواسط المولودية حذو الأكابر بعد تفوقهم أمام نظرائهم من المدية بهدف لصفر، في اللقاء الذي جرى في ملعب الشاوي، إلا أن الشيء الذي تأسف له الكثير، هو حرمان اللاعبين من وجبة الغداء رغم الإنجاز الذي يستحق التنويه. حصة الاستئناف اليوم على الرابعة من المرتقب أن يعود رفقاء ليتيم إلى أجواء التدريبات مساء اليوم على الساعة الرابعة في ملعب الشاوي تحسبا للقاء المقبل أمام شباب قسنطينة.