من أندية الهواة قبل أربعة مواسم إلى طرق أبواب “المونديال” مع المنتخب الجزائري، عرف مشوار الوافد الجديد للمنتخب الوطني فؤاد قادير نقله نوعية كبيرة، إرادته ومثابرته جعلاه يتحدّى كل الصعاب ويخترق كل الحواجز ويققز كل المراحل. هكذا كان الحال عند وصوله مطلع الموسم الجاري إلى نادي “فالونسيان”، التحدي كبير بالنسبة له وهو القادم من نادي “أميان”، كان خارج حسابات مدربه الذي لم يكن يعتمد عليه تماما وكان لاعبا بديلا في أفضل الحالات، لكن الصبر والإرادة وقدرته على الاندماج دون أن ننسى مهاراته الفنية هي التي تميّز قادير، هي التي جعلت اللاعب الدولي الجزائري يفرض نفسه بالتدريج في الفريق، ويقدّم نهاية موسم مميّزة جدا ليصبح عنصرا أساسيا في فريقه، وهي التي فتحت له أبواب التألق على مصراعيها ليكون مفاجأة المدرب سعدان الذي لم يتأخر في توجيه الدعوة له ضمن قائمة ال 25 الأولية للمشاركة في نهائيات كأس العالم. وقد اهتمت كثيرا الصحافة الفرنسية بما يفعله اللاعب قادير ذو الأصول السطايفية، ويومها كشف عن حلمه الكبير في حمل الألوان الوطنية في جنوب إفريقيا، حلم في طريق التحقيق لهذا اللاعب الموهوب الذي يضرب لنا موعدا في بلد “مانديلا” شهر جوان المقبل. ------------------------------------------------- فيليب مونتانييه (مدرب فالونسيان): “قادير في كأس العالم، إنها فعلا مفاجأة سارّة” يشيد “فيليب مونتانييه” مدرب قادير في نادي فالونسيان طويلا بالوافد الجزائري الأخير للمنتخب الوطني ويؤكد على تطوّر اللاعب المذهل ويصف دعوته ل “الخضر” بالمفاجأة السارّة. في البداية، نريد أن نعرف إذا كنت على علم بدعوة قادير للمنتخب الوطني؟ بطبيعة الحال، الأمر يتعلق بلاعب في فريقي ومن البديهي أن أكون مطلعا على دعوة قادير. ماذا يمثل بالنسبة لك تواجد لاعب مرشّح للمشاركة في نهائيات كأس العالم في تشكيلة فريقك؟ أعتقد أن دعوة مثل هذه ستزيد المجموعة التي أشرف عليها والفريق ككل قيمة، أتصور أنها كانت مفاجأة سارة بالنسبة ل قادير كما كانت بالنسبة لي، لكن الشيء المؤكد هو أنها دعوة مستحقة جدا. كيف تلقى محيط نادي فالونسيان دعوة قادير للمنتخب الجزائري؟ الكل كان سعيدا وفخورا ب قادير، تواجد لاعب “مونديالي” في فريقنا يشرف نادي فالونسيان ويعني من جهة أخرى أن العمل الذي يقوم به أتى ثماره. مشوار قادير عرف تحولات كبيرة من اللعب لناد من الهواة إلى “المونديال”، هل يمكن لك أن تحدّثنا حول ذلك؟ ما يحدث مع قادير استثنائي، إنه فعلا لاعب رائع ومستواه تطوّر كثيرا وهذا ما وقفت عليه من خلال متابعتي له خلال السنوات الأخيرة، وأعتقد أن تدرّجه عبر كل هذه المراحل يجعله أكثر قوة وأكثر فعالية. لكن مع ذلك لم نكن نراه كثيرا مع التشكيلة الأساسية خلال بداية الموسم، كيف تمكن الآن من الحصول على ثقتك وهو الذي صار يلعب بانتظام في الفترة الأخيرة؟ الأمور لم تكن سهلة بالنسبة له عندما وصل إلى الفريق مطلع الموسم الجاري، لقد أبدى صبرا جميلا عند وصوله وخدمته في ذلك إمكاناته الفنية والذهنية من أجل الاندماج في المجموعة، وهو ما خدمه أيضا من أجل تحقيق مرحلة ثانية على أعلى مستوى، حيث قدّم مباريات مميّزة جدا من الناحية الفنية والبدنية أيضا. قادير في “مونديال” 2010، هل هذا يعد مفاجأة بالنسبة لك؟ بالنسبة لي نعم، بالنظر للمستوى الذي جاء منه هذا الموسم، يمكن أن أقول إنها كانت مفاجأة حقيقية ولكن سارّة بالنسبة لي. بما أنك تقول إنك تابعته منذ سنوات، هل يمكن أن تقول لنا أهم مميّزات هذا اللاعب؟ ما يمكنني أن أقوله هو أنه يلعب بثقة كبيرة، هو مميّز جدا من الناحية الفنية، لديه ميزة القدرة على اللعب على الجهة اليمنى والجهة اليسرى أيضا، يلعب بذكاء كبير وقويّ في الاحتفاظ بالكرة. ما هي نقاط ضعفه حسب رأيك؟ نقص التجربة الدولية، لكن أعتقد أن الموهبة لا تنقصه من أجل تعويض ذلك، أرى أيضا بأنه ملزم بالعمل أكثر ليكون أقوى من الناحية البدنية، وملزم أيضا أن يكون أكثر اندفاعا وأكثر حضورا عند دخوله منطقة العمليات. أرى أن قادير تطوّر كثيرا لكن بإمكانه أن يتطوّر أكثر وعليه أن يعمل لأجل ذلك، وهو قادر على ذلك لأن الموهبة لا تنقصه. في أيّ منصب تراه أكثر فعالية؟ بالنسبة لي ولفريقي، أستعمله وسط ميدان هجومي، سواء في المحور أو على الجانبين الأيمن أو الأيسر، مهاراته تجعله قادرا على اللعب في كلّ هذه المناصب. شاهدناه يلعب حتى في الهجوم، هل يمكن أيضا أن يلعب مهاجما؟ صحيح، لكني أشركته وراء المهاجمين، لديه رؤية جيّدة وقراءة جيّدة للعب تجعله قادرا على الاضطلاع بهذا المنصب بشكل جيّد. هل ترى أنه تغيّر في تصرّفاته بعد النجاح والتألق الذي حققه خلال الفترة الأخيرة؟ لا، لم يطرأ عليه أي تغيير، لازال اللاعب نفسه هادئا وخجولا لأبعد حدّ، يعامل الجميع بطريقة محترمة، بالإضافة إلى إمكاناته الفنية. فؤاد رجل محترم ومتخلق ولا شغل له سوى العمل وتحسين مستواه. المدرب سعدان قام بعدة تغييرات تحسبا ل “المونديال” وصنع مزيجا من لاعبين ذوي الخبرة واللاعبين الشبان، كيف ترى هذه التوليفة؟ لست على دراية جيّدا بالتعداد الذي شكله المدرب سعدان ولا أعرف الفرديات التي يضمها، لكن الأكيد أن مدربكم قام بعمل جيّد لحد الآن، أنا واثق من أنه يعرف جيدا ما يفعله، ما يحتاجه هو ثقة الجميع ودعمهم له، وأرى أنه يستحق فعلا تهنئته على ما حققه لحدّ الآن. هل قادير هو اللاعب الوحيد في فالونسيان الذي سيشارك في “المونديال” المقبل؟ ليس وحده، هناك أيضا لاعبان إيفواريان ولاعبان من الكامرون مرشّحون بدورهما للمشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة، وعليه إذا سارت الأمور على أحسن ما يرام فإن فالونسيان ستكون ممثلة بخمسة لاعبين، وهذا ما سيشكل إنجازا بالنسبة لفريقنا. هذا ربما السرّ وراء الموسم الجيد الذي حققه فالونسيان هذا العام؟ نعم، هو موسم إيجابي بالنسبة لنا، وكان بإمكاننا تحقيق الأفضل لولا الإصابات الكثيرة التي تعرض لها لاعبونا إضافة إلى بعض النتائج المخيبة في ميداننا، لكن على العموم كان موسما جيدا بالنسبة لنا. سؤال أخير، هل ستتابع قادير مع المنتخب الجزائري خلال “المونديال” المقبل؟ هذا مؤكد، ويمكنني أن أؤكد لكم أننا سنتابع كلنا ما سيفعله قادير والمنتخب الجزائري، وأضمن لكم في شخصى مناصرا جديدا، وأتمنى حظا موفقا لمنتخبكم.