كان الموعد صبيحة أمس بداية من الساعة الحادية عشر ونصف مع إنطلاق رحلة وفد المنتخب الوطني إلى سويسرا حيث سيجري في مركز “كرانس مونتانا” تربصه التحضيري الأول تحسبا لنهائيات كأس العالم 2010.. وكما كان متوقعا اقتصر السفر أمس على الحارسين المحليين ڤاواوي وزماموش ولاعب محترف وحيد هو الجناح الأيمن لبوروسيا مونشنڤلادباخ الألماني كريم مطمور الذي كان متواجدا في أرض الوطن بسبب عقد قرانه، فيما التحقت العناصر المحترفة الأخرى مباشرة من أوروبا إلى سويسرا دون أن تمر عبر الجزائر. شاوشي والعيفاوي يلتحقان غدا وكما كشفنا عنه أمس فإن لاعبي وفاق سطيف شاوشي والعيفاوي تأجل سفرهما إلى سويسرا بسبب التعب الذي نال منهما جراء سفريتهما الشاقة مع الوفاق إلى زامبيا بحر الأسبوع الجاري، وهو ما جعل الرئيس سرّار يتقدم بطلب إلى رئيس “الفاف” محمد روراوة طالبه فيه بمنح هذين اللاعبين راحة لا تزيد عن يومين يسترجعان فيها بعض الشيء، وهو الطلب الذي وافق عليه روراوة على أن يلتحق شاوشي والعيفاوي برفاقهما غدا السبت حيث سيتنقلان صباحا في رحلة الجزائر – جنيف. سعدان التحق مباشرة من مرسيليا وإفتقدت الرحلة أمس المدرب رابح سعدان الذي تعوّد في وقت سابق على السفر مع المحليين من أرض الوطن عندما يتعلق الأمر بمباراة رسمية أو تربص تحضيري، لكنه هذه المرة خرج عن المألوف وسافر من مرسيليا التي زارها في اليومين الأخيرين لقضاء بعض الأيام رفقة عائلته قبل أن يشد الرحال مباشرة إلى “كرانس مونتانا” بسويسرا لانتظار لاعبيه. كل الطواقم حاضرة في الرحلة وعرفت الرحلة بالمقابل سفر كافة أعضاء الطواقم سواء الفنية بحضور المدرب المساعد لمين كبير ومدرب حراس المرمى بلحاجي، بالإضافة إلى بعض أعضاء المكتب الفيدرالي وأعضاء الطاقم الطبي، وكذلك الطباخين وبعض أعوان الأمن ممن تعوّدوا على السفر مع المنتخب. حضور مطمور صنع الحدث ولفت الجناح الأيمن ل “الخضر” كريم مطمور الأنظار إليه في هذه السفرية بما أن لا أحد كان يتوقع أن يسافر مع المحليين من أرض الوطن، حيث صنع حضوره الحدث في القاعة الشرفية وظل الجميع ملتفا حوله لأخذ صور للذكرى معه من جهة وتهنئته من جهة ثانية على دخوله القفص الذهبي وتطليقه عالم العزوبية، وهو الأمر الذي جعل الابتسامة لا تفارق لاعب مونشنڤلادباخ. طلبة يبحثون عن ڤاواوي حارس جمعية الشلف ڤاواوي هو الآخر كان الطلب عليه كثيرا في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين سواء من طرف أصحاب الحظ ممّن تمكّنوا من اقتحامها للإقتراب من اللاعبين الدوليين، أو من بعض الطلبة أتوا خصيصا من أجل إعداد روبورتاج عنه قد يُدمج في بحث من بحوثهم لنهاية السنة الدراسية أو لإدماجه في مذكرة من المذكرات حول “الخضر”. زماموش لم يسمع بحفل زفاف مطمور وكان حارس مولودية الجزائر محمد لمين زماموش من بين مهنّئي مطمور بزفافه، حيث اعتذر له على عدم حضور حفل الزواج وأكد له عدم علمه بالخبر وإبلاغه من أي طرف بأنه سيقيم حفل زفافه في أرض الوطن، وهي الاعتذارات التي قبلها عريس المنتخب الوطني بصدر رحب ويكون قد وعده ربما بأن يدعوه للعشاء في سويسرا أو ألمانيا أو جنوب إفريقيا لتعويض ما فاته في الجزائر. تأثر كثيرا لأنه غاب عن مواجهة بجاية وبدا التأثّر على زماموش رغم سعادته بتواجده مع المنتخب وتنقله من أجل المشاركة في تربص تحضيري لمنافسة عالمية قد يكون متواجدا فيها، وسبب تأثره هو عدم مشاركته في المباراة الهامة التي خاضها رائد ترتيب البطولة مولودية الجزائر أمام شبيبة بجاية وهي المباراة التي غابت عنها خمس عناصر أساسية من المولودية بداعي الإصابة والعقوبة. الحديث عن الكاميرا الخفية التي وقع فيها عنتر وبوڤرة في الوقت الذي كان الحارس ڤاواوي منشغلا بالحديث مع الطلبة الذين أتوا من أجله إلى مطار هواري بومدين، تحدّث زماموش ومطمور عن الفخ الذي وقع فيه بوڤرة ويحيى عنتر لدى تواجدهما مؤخرا بأرض الوطن لإمضاء بعض العقود الإشهارية، ألا وهو “الكاميرا الخفية” التي تتبعت خطوات اللاعبين لدى زيارتهما الأخيرة وأوقعتهما في فخ سنستمتع بمشاهدته في شهر رمضان المقبل. تهافت الأمن لالتقاط صور مع الثلاثي اقتصار التواجد في المطار على 3 لاعبين لم يمنع المعجبين من التهافت عليهم لإلتقاط صور للذكرى معهم، فالمحظوظين ممن دخلوا القاعة الشرفية إلتفوا حول ڤاواوي، مطمور وزماموش وظفروا بالعديد من الصور معهم، ورجال الأمن العاملين في القاعة الشرفية بالإضافة إلى عمال المطار أيضا نالوا حصتهم من الصور وتحسّروا فقط على غياب العناصر الأخرى وغياب المدرب الوطني رابح سعدان عن الرحلة. روراوة من مصر وصادي سبق الجميع ولم يكن سعدان والمحترفون فقط من شدّوا الرحال مباشرة من أماكن تواجدهم إلى مركز التربص بسويسرا، بل أن الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة هو الآخر شدّ الرحال أمس من مصر التي حضر فيها أحد إجتماعات “الكاف” إلى مركز التربص، فيما كان عضو “الفاف” وليد صادي أول الوافدين إلى هناك منذ ثلاثة أيام حيث سبق الجميع للقيام بكل الترتيبات قبل وصول الوفد وكان من بين من استقبلوا الجميع فور شروعهم في الوصول ظهر أمس إلى “جنيف”. --------------------- زماموش جلس مع عجوزة “شبعاتو دعاوي“ جلس محمد الأمين زماموش في مقدمة الطائرة، حيث كان بالمقربة من امرأة متقدمة في السن جمعه معها حديث طيلة الرحلة ولما وصلت الطائرة إلى مطار جنيف ساعدها في حمل حقائبها... من جهتها هذه العجوز “شبعاتو دعاوي”، خاصة أنها أكدت له أنها اعتبرته مثل ابنها وتمنت له التوفيق وللمنتخب الوطني. مطمور الأكثر طلبا كان كريم مطمور مطلب الجميع من أجل أخذ الصور معه، حيث نال حصة الأسد من طلبات الصور والأوتوغرافات داخل الطائرة وحتى أفراد طائقمها استغلوا فرصة تواجده هناك من أجل أخذ صور معه، حيث ذهبوا به إلى الدرجة الأولى في الطائرة لأخذ الصور بكل راحة. جلس مع شيخ و“حشمو منّو الناس“ وجلس كريم مطمور في مؤخرة الطائرة، حيث كان بقرب شيخ تجاذب معه أطراف الحديث طيلة الرحلة، وكان هذا الشيخ بمثابة المنقذ بالنسبة ل مطمور لأن الجميع “حشم” من هذا الشيخ الكبير الذي كان لا يستطيع النهوض كثيرا لذلك قلّت طلبات الصور مع مطمور وقضى نجم نادي “مونشنڤلادباخ” رحلة هادئة. ------------------------- حاصروه لدى وصوله إلى سويسرا... أبناء الجزائر تركوا “بلاتيني“ حائرًا “ميشال بلاتيني”، نجم الكرة الفرنسية سابقا، كان وسط الجزائريين أمس بسويسرا، الخبر لا هو “سمكة أفريل” ونحن مقبلون على الصيف الحار، ولا أي شيء من هذا القبيل، بل هو حقيقة كان أبطالها، نجم الكرة الفرنسية من جهة، وأفراد الجالية الجزائرية الذين غص بهم مطار “جنيف” أمس لدى انتظارهم الوفد الجزائري وهو يصل إلى سويسرا من أجل إجراء تربصه. خبر وصوله انتشر بسرعة والكل في انتظاره خبر وصول بلاتيني إلى سويسرا من أجل حضور إحدى جلسات الإتحاد الأوروبي الذي يرأسه، انتشر بسرعة البرق أمس قبيل وصول الوفد الجزائري، حيث راح الأنصار يتحدّثون فيما بينهم “نعم إنه بلاتيني لقد وصل منذ قليل”، فيما راح البعض الآخر يتحيّن الفرصة للانقضاض عليه والاقتراب منه من أجل الحصول على “أوتغراف” أو صورة للذكرى، إلى أن طل علينا حقا النجم العالمي عندما كان يهم إلى مغادرة المطار. “قف” الجزائريون هنا ولكم أن تتصوّروا الدهشة الكبيرة التي أصابت بلاتيني لحظة خروجه، حيث وجد حشودا كبيرة من أعضاء الجالية الجزائرية الذين أتوا من أجل منتخبهم، وحينها تيقن من أن “الخضر” قادمون من أجل التربص، فما كان عليه إلا أن يرضخ وينصاع لمطالب الجزائريين الذين تهافتوا عليه من أجل التقاط صور معه، فنال من أراد ذلك مبتغاه، ونال من فضل “الأوتوغرافات” مبتغاهم أيضا، ونال من أرادوا الحديث معه مبتغاهم أيضا. وافق بصدر رحب على إلتقاط صورة بالعلم الجزائري بعدها تسلّلنا وسط تلك الحشود، وتقدمنا من بلاتيني الذي عرّفناه بأنفسنا وأعلمناه بأننا صحفيون من “الهدّاف”، فوافق على الحديث إلينا، بل ووافق أيضا على طلبنا عندما استأذناه بأن يحمل الراية الوطنية ويلتقط صورًا بها، وبصدر رحب وافق على ذلك ووضعها على كتفيه (أنظر الصورة)، وهي المرة الأولى التي يحمل بلاتيني فيها العلم الجزائري. بدا متواضعًا وتحدّث من دون تكبّر مع كل الجزائريين هذا وللأمانة فإن بلاتيني بدا رغم نجوميته كلاعب عالمي، بل كأسطورة من أساطير الكرة العالمية، وكرئيس للإتحاد الأوروبي لكرة القدم، فوافق على الحديث مع كل الجماهير التي التفت حوله، ولبى للجميع طالباتهم، قبل أن يهم للمغادرة لأن الوقت كان يداهمه من أجل الوصول بالموعد الذي أتى من أجله إلى سويسرا. ------------------------ بلاتيني: “في حياتي لم اُستقبل هكذا بسويسرا وحب الجزائريين لمنتخبهم جنوني” “ميشال” هل من تعليق حول الإستقبال الذي حظيت به هنا من طرف أعضاء الجالية الجزائرية؟ صراحة استقبال رائع، لم أتصوّره ولم أنتظره، وأؤكد لك أني في حياتي ومنذ أن صرت أتنقل على الدوام إلى سويسرا لم أحظ باستقبال حار كهذا، لكن الجزائريين أخرجوني عن القاعدة، وخصوني اليوم بهذه المفاجأة التي أثبتت لي شيئا واحدا وهو أنهم فريدون من نوعهم. هل كنت تتصور من قبل بأنك محبوب من طرف الجزائريين لهذه الدرجة؟ (يضحك) اليوم تيقنت من ذلك، وبهذه الكيفية التي استقبلت بها سوف أطلب الحصول على الجنسية الجزائرية، فما دمت محبوبا لهذه الدرجة لا أرى مانعا في ذلك، إنه لأمر رائع ما شاهدته اليوم من صور. أنت تعلم من دون شك أن الأنصار أتوا لانتظار المنتخب الوطني الذي سيتربص هنا. ما إن رأيت هذه الحشود حتى تعرفت على السبب الذي جلبهم إلى هنا بهذه الأعداد الكبيرة، وصدقني أنا مندهش، لأن الذي يشاهد هذه الصور يعتقد أن الجزائر فازت مسبقا بكأس العالم، في وقت لم تنطلق المنافسة بعد، وأنا أتصور مسبقا كيف سيكون الحال لو أن الجزائر تتألق هناك في جنوب إفريقيا وتحقق أفضل النتائج. ------------------------------ مجاني: “توقعت أن يكون إلتحاقي بمثابة لا حدث، فإذا بي أُفاجأ باستقبال رائع“ في البداية، هل من تعليق على الاستقبال الذي وجدته هنا في سويسرا لدى وصولك؟ صراحة أنا متفاجئ لهذا الاستقبال الأكثر من رائع، وصدقني أني لم أنتظر أن أجد كل هذه الأعداد الغفيرة من الأنصار في المطار لانتظار اللاعبين لحظة وصولهم. أنا سعيد جدا ولا يمكنني أن أصف لك ما أشعر به، كما لا يمكنك أنت أيضا أن تشعر بما أشعر به لأنه شعور خاص لا ينتاب سوى صاحبه. وصولك تزامن ووصول الثلاثي ڤاواوي - زماموش - مطمور من الجزائر، فهل تحدث مع مطمور؟ لا، ليس بعد، لقد شاهدته منذ قليل لكني لم أحدثه بعد. أعتقد أنّ الفرصة ستكون مواتية في الفندق لأحدثه هو واللاعبين الآخرين، وأنا أتوقع أن أجد تسهيلات من طرف اللاعبين القدامى الذين سيهّلون علينا نحن الجدد مهمة التأقلم والاندماج مع المجموعة. أكيد أن معرفتك للبعض منهم ستُسهّل عليك المهمة؟ بطبيعة الحال، أعرف زياني وصايفي اللذان لعبت معهما في لوريون، كما أني إلتقيت صايفي هذا الموسم خلال مباراة “إيستر” أمام “أجاكسيو” وتبادلنا أطراف الحديث، وأنا متيقن أن تواجدهما سيُسهّل عليّ المهمة ويجعلني أندمج دون أي مشكلة. الثنائي أثنى عليك خلال الحديث الذي جمعنا به، وقال عنك كلاما جميلا، ما رأيك؟ أشكرهما كثيرا على ما قالاه عني، كلاهما يعرفني جيدا وآمل أن أكون عند حسن ظن الجميع لأني قدمت إلى المنتخب الآن وأنا صغير جدا، ومع مرور الوقت سأكشف عن إمكاناتي وأظهر كل ما يمكنني تقديمه. يا أخي الكرة في مرماي الآن، وأعتقد أن الاستقبال الرائع الذي حظيت به اليوم سيمنحني ثقة في النفس لأشرف الجزائر وأسعد هذا الشعب الذي كان في الموعد. كيف استقبلت عبارات “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري” التي رددها الأنصار في المطار؟ اقشعر بدني لسماعها، وأنا الذي كنت أنتظر أن يكون وصولي بمثابة لا حدث إلى هنا بسويسرا، حيث توقعت أن أحمل حقيبتي وأتوجه مباشرة إلى الفندق، لكن مفاجأتي كانت كبيرة لمشاهدتي هذا الكم الهائل من الأنصار وهم يستقبلوننا بحفاوة ويرددون أهازيج تمجد الوطن والمنتخب... إنه أمر رائع حقيقة. أكيد أنك تتشوق لاكتشاف الأجواء في المنتخب؟ هذا أكيد، أنا شغوف لاكتشاف هذه الأجواء، لم يمض على وصولي سوى بضع دقائق، وإلى حد الساعة لم أكلم أي لاعب، سيكون وصولي إلى هناك بالمركز بعد فترة، وستكون الفرصة أمامي لأتعرف على كل شيء داخل المنتخب.