نصّبت نتائج سبر آراء يوميتي “الهدّاف” و”لوبيتور”، رياض بودبوز، صانع لعب نادي “سوشو“ الفرنسي أفضل لاعب جزائري وصاحب الكرة الذهبية خلال موسم (2010/2011) دون منازع، بعدما حاز على أكبر عدد من النقاط سواء تلك المتعلقة بتصويت أهل الاختصاص من مدرّبين ورؤساء الأندية ولاعبين وإعلاميين ب “545 نقطة”، أو تلك التي تتعلّق بتصويت الجمهور التي قاربت 500 ألف صوت لصالحه. ورغم التنافس الشديد الذي ساد التصويت منذ الإعلان عن بدايته، إلاّ أن بودبوز حسمها لصالحه على حساب سوداني صاحب المركز الثاني، ومصباح الذي نال الصف الثالث، فيما اقتسم اللاعبون الآخرون المراتب المتبقية، حيث جاء يبدة في الصف الرابع، ومترف خامسا، وبوڤرة سادسا، وجبور في الصفّ الأخير بأقل رصيد من النقاط. إجماع وسط الإعلاميين والفنيين على أنّه الأفضل ويبدو اختيار بودبوز أحسن لاعب جزائري للموسم الفارط جدّ منطقي بما أنه برز بشكل لافت للانتباه وساهم في احتلال فريقه “سوشو” الصفّ الخامس في البطولة الفرنسية، وفي مشاركته مع مطلع الموسم الجاري في منافسة “الأوروبا ليغ”، ناهيك على العدد القياسي الذي خاضه من اللقاءات، حيث لعب ما لا يقلّ عن 40 مباراة في كل المنافسات، وأمضى 8 أهداف حاسمة، فضلا عن تمريره 10 كرات حاسمة لرفاقه، وهي كرات كلّلت بأهداف قادت فريقه إلى تحقيق انتصارات ثمينة. ورغم عدم بروزه كثيرا مع “الخضر” خلال الموسم المنقضي، إلاّ أنّ تألق بودبوز في الدوري الفرنسي سمح له بأن يكون أحسن لاعب جزائري. من أحسن لاعب آمال إلى أفضل لاعب أكابر والظاهر أن بودبوز لم يحرق المراحل، بدليل أنّه وفي طبعة الموسم الماضي تمّ اختياره أحسن لاعب آمال بعدما برز مع ناديه “سوشو”، وفي بدايته مع المنتخب الوطني الذي التحق به وفرض نفسه أساسيا خلال “مونديال” جنوب إفريقيا 2010، وها هو سنة من بعد ذلك الإنجاز يحطم كلّ الأرقام ويتبرّع على عرش أفضل لاعبي الكرة الجزائرية، رغم المنافسة التي وجدها من لاعبين لا يقلون شأنا عنه في صورة: مترف، سوداني، بوڤرة، جبور ومصباح وآخرين. إن واصل على المنوال نفسه سيفعلها كما فعلها زياني وبوڤرة ومثلما حدث مع زياني وبوڤرة اللّذين توّجا بالذهب في مناسبتين متتاليتين، فإن المؤشرات توحي أن بودبوز قد يفعلها هو الآخر ويتوّج بها ثانية الموسم المقبل إن هو واصل على المنوال نفسه، كيف لا وهو يواصل التألق من جديد مع مطلع هذا الموسم في “سوشو”، الذي وحتى إن كانت أحواله لا تبعث على الخير في ترتيب البطولة الفرنسية، إلا أن بودبوز تألق في مختلف الجولات حتى الآن، كما تألق مع المنتخب الوطني في اللقاء الودي أمام تونس بإمضائه هدف الفوز، في بادرة خير تبشّر أنّ بودبوز سيمضي قُدمًا لتحقيق انطلاقة جديدة مع المنتخب الوطني. بوڤرة يتدحرج إلى المركز ما قبل الأخير وإن لم يحمل تتويج بودبوز بالذهب أيّ مفاجأة بما أنّه كان مرشّحا للتتويج بها، إلا أن المفاجأة تمثّلت في تدحرج مجيد بوڤرة صاحب الكرة الذهبية الأخيرة إلى الصفّ السادس (الصف ما قبل الأخير)، في مفاجأة من العيار الثقيل بما أن مجيد ساهم الموسم المنقضي في تتويج فريقه “ڤلاسڤو رانجيرز” بالثنائية: لقب الدوري الأستكلتندي والكأس، غير أنه وجد نفسه هذه المرّة غير قادر على المنافسة فتدحرج إلى الصّف ما قبل الأخير. والظاهر أن بوڤرة ذهب ضحية انضمامه إلى “لخويا” القطري، بدليل أن المصوتين لم يراعوا تألقه مع “ڤلاسڤو”، فأحجموا عن منحه أصواتهم بسبب تدحرجه من البطولات الأوروبية إلى البطولة القطرية. سوداني يستحقّ الصفّ الثاني كما كان متوقعا، ظفر هلال سوداني بالصف الثاني متفوّقا على مصباح بعدد قليل من النقاط، وهو أمر مستحق بما أنّ سوداني لفت الأنظار بتألقه الموسم الفارط مع جمعية الشلف، عندما قاده بأهدافه ال 20 إلى التتويج بلقب بطولة انتظرته الجمعية سنوات طويلة، ناهيك على أنه توّج بلقب هداّف البطولة، وظفر بعقد احترافي في نادي “فيتوريا غيماراش”، ما يجعل احتلاله الصفّ الثاني مستحقا. يبدة لم يشفع له وصوله إلى رابطة الأبطال يبدة واحد من اللاّعبين الذين خيّبوا الآمال، بما أننا توقعنا أن يحتلّ المراكز الأولى في سبر الآراء هذا، إلا أنّ اللاعب الحالي ل “غرناطة” الإسباني حلّ في الصّف الرابع، في مفاجأة من المفاجآت بما أنّ يبدة تألق الموسم الفارط مع ناديه الإيطالي السابق “نابولي”، أين حجز لنفسه مكانة أساسية، وساهم أيضا في احتلال هذا النادي العريق الصفّ الثالث في الترتيب العام للدوري الإيطالي، وفي مشاركته هذا الموسم في منافسة رابطة الأبطال الأوروبية، وهي المنافسة التي لم يكتب ل يبدة أن يشارك فيها بعدما تخلى عنه ناديه نابولي في نهاية المطاف. جبّور في المركز الأخير.. من أكبر المفاجآت ولم تخلُ عملية سبر الآراء من المفاجآت، فبالإضافة إلى مفاجأتي تدحرج بوڤرة إلى المراتب الأخيرة، وعدم تمكّن يبدة من احتلال الصفوف الأولى أو المنافسة بشراسة على لقب أفضل لاعب جزائري للموسم المنصرم، فإنّ وجود جبور في الصفّ الأخير شكّل مفاجأة من العيار الثّقيل، لأنه وبعدما تخلّص من المشاكل التي كان يعاني منها في “آيك أثينا”، وُلد من جديد في منتصف الموسم الماضي هناك مع فريقه الجديد الحالي “أولمبياكوس”، وسجّل أهدافا حاسمة قاده بها للتتويج بلقب البطولة اليونانية، والمشاركة هذا الموسم في رابطة الأبطال الأوروبية، غير أن كلّ ذلك لم يشفع له في الترتيب النهائي لعملية سبر الآراء، والذي حلّ فيه في المؤخرة. عدلان ش.