اتصلنا بمدرب المولودية سعيد حموش مساء أول أمس الاثنين حتى يُقيّم لنا الفترة التي أشرف فيها على الفريق، لكننا فوجئنا بتردده في التصريحات وأكد لنا أنه يرفض التعليق في الوقت الحالي عن مستقبله مع الفريق، خاصة في هذه الفترة ومع ذلك أقنعنا حموش أننا سنتحدث عن فترة إشرافه على الفريق في مرحلة الإياب وعن كل المراحل الصعبة التي مرت بها المولودية حتى تحقق صعودها في نهاية المطاف ليجيب بعدها عن كل أسئلتنا بصدر رحب. “وجدت صعوبات كثيرة عندما إلتحقت بالمولودية” قيّم المدرب حموش في بداية حديثه الفترة التي أشرف فيها على الفريق، حيث قال: “جئت إلى المولودية في بداية مرحلة الإياب، عندها كان الفريق يحتل المرتبة الثانية مع وجود منافسة شديدة بين أكثر من خمسة فرق... المولودية كانت لا تزال في مرحلة البحث عن الصعود، لذلك مررنا بمرحلة صعبة في البداية ووجدنا صعوبات كثيرة في فرض برنامج العمل المسطر خاصة من ناحية فرض الخطة التكتيكية المناسبة. قبل مجيئي كان الفريق يعتمد على خطة (3- 5 – 2) وكان من الصعب أن نجعل اللاعب يتأقلم مع الخطة الجديدة (4 -3- 3)، زيادة عن ذلك فإن المدرب السابق لطرش كان يعاني من مشكل الانسجام في الهجوم، وهو ما وجدته عند إشرافي على المولودية ومع ذلك وبفضل العمل المتواصل تخلّصنا بعض الشيء من هذا المشكل والفريق أصبح يسجل بانتظام مع مرور الجولات”. “وفقت في التعامل مع بعض الحالات الانضباطية” بعد ذلك، سألنا حموش عن الطريقة التي تعامل بها مع الحالات الانضباطية لبعض اللاعبين حيث قال: “الحمد لله وفقنا في التعامل بطريقة جيدة مع بعض الحالات الانضباطية التي ظهرت منذ إشرافي على الفريق. لقد وجدت مشاكل في البداية بحكم أن الكثير من اللاعبين لا يعرفون عقلية المدرب الجديد ولا يعرفون صرامة حموش في العمل. لم تكن هناك ثقة متبادلة بيني وبين اللاعبين في البداية، ولكن وبعد مرور الوقت تجاوزنا كل ذلك والدليل أن الجميع لمس في المباريات الأخيرة أن الثقة كانت كبيرة بيننا وأصبحنا مثل أسرة واحدة وحققنا في نهاية المطاف الصعود للمولودية بفضل الروح القتالية”. “الجانب البدني كان أحد أساب تفوّقنا في اللقاء الأخير“ وواصل حموش تقييمه لفترة إشرافه على المولودية وتحدث عن الأمور التي ركز عليها في العمل وقال: “ركزت عملي على بعث الروح القتالية للاعب في الميدان، كما ركزت على الجانب البدني وهذا الأمر لا يعني أن اللاعبين كانوا ناق صين من هذه الناحية في الذهاب، بالعكس كنت أفكر في أن أجعل اللاعب يكمل آخر لقاء من البطولة بلياقة بدنية عالية وهو ما ظهر في لقاء لازمو الأخير بدليل أننا تحسنّا كثيرا في الشوط الثاني، وأحد أسباب تفوقنا على لاعبي الجمعية كان الجانب البدني بدليل أن مدربهم مجاهد أكد أن فريقه خسر اللقاء بدنيا. عملنا أيضا على أن نجعل اللاعب منضبط من الناحية التكتيكية، حيث وجدت أن اللاعبين يلعبون جيدا عندما تكون الكرة لديهم لكنهم يفقدون التركيز بمجرد أن تضيع الكرة ويفقدون تركيزهم إلى درجة أنهم كانوا يتلقون أهدافا ساذجة بسبب غياب الصرامة التكتيكية، لذلك حاولت قدر المستطاع بعث الانضباط التكتيكي في نفوس اللاعبين طيلة التسعين دقيقة وهو ما ظهر في لقاءات بسكرة، تموشنت، بن طلحة وبجاية”. “هذه هي النقائص التي عانت منها التشكيلة” وعن النقص الذي كانت تعانيه التشكيلة السعيدية، قيّم المدرب حموش كل الخطوط الثلاثة، حيث قال: “وسط الدفاع كان ممتازا ولم يكن يعاني من أي نقائص، المشكل كان في الجهة اليسرى، فبوطابية لم يكن جاهزا بسبب الإصابات الأمر الذي جعلنا في الكثير من المرات نقحم حجاري الذي لم يتأقلم مع المنصب الجديد. بالنسبة للوسط، فإن دلالو لم يكن مستقرا بمستواه بسبب الإصابات التي تعرض لها، الأمر الذي جعلنا نقحم وسط ميدان دفاعي واحد وهو اللاعب عاتق... أما بالنسبة لبن طوشة، فالجميع يعرف أن هذا اللاعب وسط ميدان دفاعي لكن الفريق كان بحاجة لصانع ألعاب وهو ما جعلنا نقحمه في هذا المنصب فوجد صعوبة لأنه أمر طبيعي بحكم أننا أرغمناه على اللعب في منصب غير منصبه. أما في الهجوم فلم يكن هناك تنسيق بين المهاجمين وهذا الأمر برز منذ بداية الموسم وليس فقط في مرحلة الإياب”. “حتى لو لم نحقق الصعود ضميري سيكون مرتاحا” وعدنا بالمدرب حموش إلى بداية الموسم عندما رفض الإشراف على العارضة الفنية للمولودية حينها وبرّر ذلك بتخوفه من عدم تحقيق المولودية للصعود، فقال: “لم أندم لأنني لم أشرف على الفريق منذ بداية الموسم، بالعكس أنا مرتاح جدا. في بداية الموسم كان بإمكان الإدارة جلب أي مدرب تريده، فإذا لم يأت حموش كان لطرش سيأتي أو أي مدرب آخر، لذلك رفضت لسبب واحد هو أنني تخوّفت من عدم صعود المولودية والجميع يعرف العلاقة الوطيدة التي تربطني بناس سعيدة، لكن في مرحلة الإياب المولودية كانت مجبرة على البحث عن مدرب بأسرع وقت، المسيرون قالوا لي إن سعيدة بجاحة إليك فلم يكن بوسعي أن أرفض وبالتالي لبيت النداء وحتى لو لم نحقق الصعود لكان ضميري مرتاحا لأنني قمت بواجبي تجاه السعيديين ”. “الاستقرار هو السبيل الوحيد لصنع فريق كبير” وواصل حموش حديثه عن مستقبل المولودية، حيث قال: “أتمنى أن لا يقع الفريق في الخطأ الذي أرتكب سابقا. في أول موسم له في القسم الأول حققنا نتائج جيدة وممتازة والناس كانوا يريدون كل شيء في موسم واحد. أتمنى أن يكون هناك تخطيط للمستقبل وأن تتبع سياسة العمل على المدى البعيد لأن تكوين فريق قوي يحتاج إلى وقت حتى يستطيع منافسة الكبار واللعب حتى على البطولة، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالاستقرار. شاهدنا عدة فرق حققت البطولة والكأس لكنها اليوم غائبة تماما.. لو كنا حافظنا على استقرار الطاقم الإداري في أول موسم لنا لكنا اليوم أفضل من فرق عديدة معروفه بتاريخها. على العموم المولودية مقبلة على الاحتراف وهذا أمر سيفيدها كثيرا وأؤكد أن سعيدة لديها كل الإمكانات لذلك وحتى الهياكل القاعدية لدخول عالم الاحتراف وما فعله السعيديون في لقاء لازمو الأخير يؤكد أن المولودية بأنصارها تستحق اللعب في البطولة المحترفة”. “لن أنسى لقاءات تموشنت، “الموك” والجمعية” سألنا حموش عن اللقاء الذي لن ينساه ولعبته المولودية تحت إشرافه، حيث قال: “لن أنسى لقاء تموشنت لأننا حققنا التعادل رغم الظروف التي عانيناه ورغم أننا لعبنا ب 8 لاعبين فقط حيث وضعنا خطة محكمة واللاعبون طبّقوها كما ينبغي، كما لن أنسى أيضا لقاء مولودية قسنطينة الذي حققنا فيه الفوز في آخر دقيقة، ذلك اللقاء كان مثيرا ولن أنساه أبدا... سأبقى أتذكر أيضا لقاء الجمعية الأخير، لقد كان لقاء الحماس والإثارة والأعصاب والسوسبانس والمفاجأة والأجواء الرائعة، لقد أعجبني فيه كل شيء خاصة ما فعله الأنصار على المدرجات”. “أنا سعيد جدا لهذه الأسباب” وقبل أن يختم حموش حديثه إلينا، أكد أنه سعيدا جدا لعودة المولودية إلى حظيرة الكبار حيث قال: “أنا في غاية السعادة لأن سعيدة وجدتني في وقت الشدة، وسعيد أيضا لأننا نجحنا وحققنا الصعود لوحدنا رغم نظام الصعود المتبع هذا الموسم. فمن أصل 18 فريقا حققنا الصعود لوحدنا والمواسم السابقة وكما يعلم الجميع كان الصعود فيها لثلاثة فرق، كما أني سعيد جدا لأنني كلما استيقظ في الصباح أفرح كثيرا لأنني أتذكر أن كل سعيدة فرحانة بصعود فريقها إلى القسم الأول. عندما أتلقى التهاني هنا في العاصمة بصعود فريقي، أتذكر أن أنصار المولودية احتفلوا وفرحوا بصعود فريقهم وهذا أمر يفرحني كثيرا”.