لن يكون بإمكان الدولي الجزائري مراد مغني مواصلة مسيرته مع نادي أم صلال القطري على الأقل هذا الموسم، بسبب المستجدات التي طرأت في الفترة الأخيرة، والتي تتعلّق بعملية الإستقدامات على مستوى هذا النادي... فبعد أن اعتقد الجميع أن صانع ألعاب “لازيو” الإيطالي سابقا صار في منأى عن الإبعاد من الفريق، بعدما تمت إعارة السوري فراس الخطاب إلى نادي القادسية الكويتي يوم تعاقد الفريق مع البرازيلي “ماڤنو آلڤيس”، ها هو الخطر يحدّق باللاعب من جديد، بل ويعصف به هذه المرة إثر اقتراب إدارة “أم صلال” من التعاقد مع المهاجم السنغالي “مامادو طراوري” الذي كان يلعب في صفوف الرجاء البيضاوي من قبل، والذي سيحل اليوم بالدوحة- حسب المعلومات التي بحوزتنا- لإنهاء تفاصيل صفقة انضمامه إلى متذيل ترتيب البطولة القطرية. السنغالي مامادو طراوري يصل اليوم للخضوع إلى الفحوص الطبية وحسب المعلومات التي استقيناها، فإن إدارة أم صلال خطت خطوات كبيرة نحو التعاقد مع السنغالي طراوري، إذ اتفقت مع القائم بأعماله حول تفاصيل الصفقة على أن يحل اليوم بالدوحة للخضوع إلى الفحوص الطبية في مصلحة “آسبيتار”، ليمضي رسميا لصالح النادي القطري فيما بعد. كما علمنا أن إجازة الجزائري مغني ألغيت مثلما ألغيت من قبل إجازة السوري فراس الخطيب، وسجل بدلا منهما كل من البرازيلي ماڤنو آلڤيس- الذي انضم منذ أسبوعين- والسنغالي مامادو طراوري الذي سيحل اليوم بالعاصمة القطرية. مسيرو “أم صلال” سارعوا للتعاقد معه لأن الفريق في أمس الحاجة إلى لاعب جاهز والظّاهر أن مسيري النادي القطري وبعدما طال انتظارهم لعودة مغني من فرنسا وعدم تأكدهم من تماثله للشفاء، ضاقوا ذرعا من ذلك وسارعوا لإلغاء إجازته هذا الموسم، إذ قرّروا التعاقد مع لاعبين جدد لتعويضه والسّوري فراس الخطيب، ليقع اختيارهم على البرازيلي والسنغالي بصفتهما أكثر جاهزية من مغني في الوقت الحالي، وهذا الأخير في الوقت الحالي بحاجة إلى وقت إضافي إن شفي تماما من إصابته كي يعود إلى أجواء المنافسة، وهو ما لا يخدم مصالح أم صلال. يرغبون في إنقاذ الفريق من السقوط ويسعى القطريون بأي وسيلة لإخراج فريقهم من المنطقة الحمراء برفع التحدي خلال مرحلة العودة التي انطلقت أوّل أمس، وهو ما دفعهم إلى انتداب البرازيلي ماڤنو آلڤيس والسنغالي طراوري لإعطاء دفع جديد للقاطرة الأمامية لفريقهم، إذ أعادو آلڤيس الذي سبق له وأن تألق مع فريقهم منذ ثلاث سنوات من الآن، وسبق له وأن نال لقب هداف الفريق، وانتدبوا السنغالي طراوري الذي توحي سريته الذاتية أنه لاعب كبير، لاسيما أنه لاعب دولي في صفوف المنتخب الأولمبي السنغالي. مغني لن يلعب في مرحلة العودة بنسبة 100 بالمائة وبما أنّ القوانين لا تسمح للأندية القطرية بانتداب أكثر من أربعة لاعبين أجانب، وبما أن أم صلال صار بحوزته الآن أربعة أجانب وهم البحريني محمد حسين، والبرازيليان كابوري وماڤنو، إضافة إلى السنغالي طراوري، فإن مغني لم يعد له أي مكان في تعداد أم صلال على الأقل فيما تبقى من مشوار هذا الموسم، ما يعني أن الموسم قد انتهى بالنسبة له قبل أوانه بسبب الإصابة اللعينة التي عاودته من جديد على مستوى ركبته، وهو أمر مؤسف للغاية للاعب كان بالأمس القريب يصول ويجول في مختلف الملاعب الأوروبية. اللاعب كان منتظرا الأحد الماضي، لكنه لم يأت والظاهر أن مغني قد عرف مصيره مسبقا بأن القصة على الأقل هذا الموسم قد انتهت بينه وبين أم صلال، لأن اللاعب أرجأ عودته من فرنسا حيث خضع لعملية إعادة التأهل في إحدى العيادات، ولم يعد حتى الآن إلى الدوحة رغم أن مسيري أم صلال ظلوا في انتظاره منذ يوم الأحد الفارط، والسبب ربما يعود لعدم شفائه وتأكده من عدم قدرته على مواصلة المشوار مع أم صلال. أمين سر أم صلال يؤكد أن الإدارة أرسلت له التذكرة هذا وكان لمراسل “الهداف“ من الدوحة حديث مع أمين سرّ نادي أم صلال حول صحة الأخبار التي راجت حول عدم قيام الإدارة القطرية بإرسال تذكرة الطائرة للاعب كي يعود من فرنسا، إذ نفى ذلك نفيا قاطعا وأكد أن الإدارة قامت بكل التدابير كي يعود، لكنه لم يعد إلى الدوحة حتى الآن، وأنها تنتظر عودته بفارغ الصبر بما أنه لاعب في صفوف فريقها، كما أكد أمين سرّ النادي لمراسلنا أنّ الطاقم الطبي كان- وطيلة الفترة التي كان يعالج فيها مغني في فرنسا- على اتصال باللاعب لمعرفة تطور حالته. حكايته انتهت بسبب الإصابات ورغم امتداد عقد مغني مع نادي أم صلال إلى غاية صائفة 2014، إلا أن حكايته مع كرة القدم قد تكون نهايتها من الآن، لأن شبح الإصابات التي نخر ركبته في السنتين الأخيرتين يأبى أن يغادره، فهذا الشبح تسبب في وقت سابق في حرمانه من المشاركة مع المنتخب الوطني في “مونديال جنوب إفريقيا 2010”، كما عجّل بمغادرته المستوى العالي ورحيله عن نادي لازيو الإيطالي والتحول إلى البطولة القطرية وبالضبط إلى نادي أم صلال، الذي لا يملك باعا كبيرا ولا طويلا في كرة القدم العربية، وها هو الشبح ذاته يعصف به اليوم ويبعده عن حسابات ناديه الذي سينهي الموسم من دونه. عقده ينتهي بعد ثلاث سنوات لكنه قد يفسخ بنسبة كبيرة ورغم أن مغني يبقى مرتبطا مع ناديه بعقد إلى غاية 2014، ورغم أن إدارة أم صلال مازالت تؤكد حتى الآن أن اللاعب بإمكانه أن يعود للعب مع فريقها الموسم المقبل، إلا أن إمكانية فسخ العقد بينه وبين النادي القطري يبقى أمرا ممكنا في ظل ما حدث من مستجدات، فلا اللاعب سيقبل بأن يبقى بعيدا عن المنافسة لفترة أخرى، لاسيما إذا ما شفي عن قريب من إصابته، ولا الإدارة قد تقبل بدفع الرواتب الشهرية للاعب لن تستفيد منه في المباريات الرسمية، ومن المؤكد أن الطرفين سيسعيان لإيجاد صيغة اتفاق تجعلهما يفسخان العقد الذي يربطهما بالتراضي.