بدت لنا الأجواء داخل معسكر المنتخب الوطني منذ وصوله إلى غامبيا جيدة ومثيرة للإرتياح فالسعادة بدت واضحة على البعض بالإلتقاء مجددا داخل المنتخب بعدما غابوا عن بعضهم البعض منذ آخر لقاء ودي لعبوه أمام تونس بالإضافة إلى اللقاء التطبيقي الذي لعبوه فيما بينهم تعويضا لمباراة الكامرون، غير أنّ هناك ما بدا لنا ناقصا داخل المعسكر في ظل غياب العديد من العناصر القديمة التي تعوّدت على التواجد في مختلف التربصات الماضية وتعوّدت على خلق أجواء رائعة داخل المجموعة، ونخص بالذكر أقدم عنصر في هذا التعداد ألا وهو كريم زياني الذي شعرنا مثلما شعر اللاعبون القدامى بغيابه عن هذا الحدث، بالإضافة إلى جبور، يبدة المصاب وبلحاج الغائب بسبب مشكلة شخصية، إذ أن غياب الأول بدرجة أكبر والثلاثي الآخر بدرجة أقل نوعا ما أفقد المجموعة شيئا ما وجعل الأجواء تبدو لنا عادية. إجماع على أنّ خبرة زياني كانت مفيدة ويفتقد اللاعبون كثيرا لزملائهم الغائبين عن هذا الحدث لاسيما بوڤرة وعنتر يحيى اللذين تعوّدا على التواجد مع زملائهما الغائبين ونخص بالذكر زياني الذي ظل اسمه على كل لسان هنا في غامبيا لأنه كان يستحق التواجد في قائمة حليلوزيتش بما أنه من أكثر اللاعبين خبرة وتجربة في مثل هذه المواعيد القارية المهمة، ناهيك عن أن تواجده داخل المجموعة كان سيفيد زملائه الشبان الجدد الذين تدعّم بهم المنتخب. عنتر يحيى وبوڤرة افتقداه كثيرا وحتى إن لم يعلنا لنا عن ذلك صراحة إلا أننا لاحظنا أن عنتر يحيى وبوڤرة افتقدا كثيرا ل زياني الذي تعوّدا منذ أن تقمصا ألوان “الخضر” لأول مرة على التواجد معه في كل المباريات ودية كانت أم رسمية وفي كل التربصات والمواعيد التحضيرية، لكنهما هذه المرة وجدا نفسيهما يقودان التشكيلة بدونه. جبور الوحيد الذي يسجّل باستمرار وزملاؤه تأسّفوا على عدم تواجده وحتى جبور كان على لسان اللاعبين وكل أعضاء البعثة الجزائرية المتواجدة هنا في بانجول، فالإجماع وقع أيضا على أنه كان يستحق تلقي دعوة اللعب في هذه المباراة ليس فقط لأهميته داخل المجموعة بل للبصمة التي يتركها في كل لقاء يخوضه مع فريقه اليوناني “أولمبياكوس”، حيث تعوّد على التسجيل في كل مباراة وآخر ما فعله أنه سجل هدفين في آخر مباراتين خاضهما منذ عودته إلى التشكيلة الأساسية. مشكلة بلحاج خاصة لكنه خلّف فراغا مع يبدة ورغم أنّ غياب بلحاج لا علاقة له بخيارات المدرب بما أنه يواجه مشكلة عائلية خاصة به حالت دون مجيئه إلاّ أنّه كان على كل لسان هو الآخر والجميع افتقدوه بما أنه من بين العناصر القديمة التي تعوّدت على مساعدة الجدد في كل مرة على الإندماج ناهيك عن وزنه في التشكيلة، وهو ما جعل الجميع يتأسفون على غيابه هو الآخر، نفس الشيء بالنسبة ل يبدة الذي حتى إن كان قد قام بزيارة خاطفة إلى معسكر المنتخب في باريس تفقد من خلالها زملاءه إلا أن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها جعلته يلقى تعاطفا شديدا من زملائه الذين يرغبون في إهدائه الإنتصار هذه الأمسية. بوڤرة قريب جدا من الجدد لإدماجهم وفي ظل غياب القدامى في صورة زياني، جبور ويبدة وبلحاج ألقيت مسؤولية قيادة المجموعة على عنتر يحيى وبوڤرة باعتبارهما أقدم العناصر في التشكيلة الحالية، إذ أنّ بوڤرة مثلا شاهدناه منذ وصول المنتخب إلى بانجول قريبا جدا من اللاعبين الجدد على غرار فغولي الذي لم يفارقه إلا نادرا، أو كادامورو الذي كان إلى جانبه أيضا صبيحة أمس ببهو الفندق، وهدف بوڤرة من وراء ذلك إدماجهما في التشكيلة بما أن كادامور يتواجد لأول مرة مع المجموعة وفغولي يتواجد لثاني مرة بعد لقاء تونس الودي الذي لم يشارك فيه.