عاد كريم زياني بقوة إلى جو التدريبات مع “الخضر“، مقدما مردودا رائعا في المباريات التطبيقية التي شارك فيها إلى حد الآن، وكشف وسط ميدان “الخضر” عن استعدادات هائلة ولم يظهر عليه تماما أنه كان بعيدا عن المنافسة مدة طويلة، لكن اللاعب ورغم الأهداف التي سجلها والمستوى الكبير الذي أظهره، خاصة في آخر حصة تدريبية، إلا أنه يبقى متواضعا ويؤكد أن الأهم هو المباريات الرسمية. “أمام إيرلندا ستظهر تحضيراتنا ولا نشعر الآن أن هناك لاعبين جددا“ في المباريات الرسمية وليس في التدريبات فقط“ “بجمهور كهذا مستحيل أن نُخيّب في كأس العالم“ بداية كيف يشعر كريم زياني باقتراب إنتهاء التربص هنا بسويسرا؟ الحمد للّه، أشعر أنني في كامل طاقتي لأنني لا أعاني من أي إصابة، وأتدرب يوميا وبجدية كبيرة، في انتظار ساعة الحقيقة وهي المباريات الرسمية التي سيظهر من خلالها العمل الذي قمنا به. لكن كيف تقيّم مستواك؟ من هذه الناحية أنا راض عن نفسي، خاصة أنني عندما أتدرب أعطي كل ما عندي وليس لي أي مشكلة من هذه الناحية، حتى لما كنت مع نادي فولفسبورغ كنت لا ألعب، لكنني تدربت بجدية كبيرة، ما جعلني اليوم لا أشعر بالنقص مقارنة بزملائي. لكنني كما قلت علينا أن نكمل الأيام الثلاثة المتبقية، لنرى في المباراة الودية أمام إيرلندا مدى تقدم تحضيراتنا. إذن تُعولوّن كثيرا على لقاء إيرلندا لأجل الوقوف على ما قمتم به إلى حد الآن نعم، فحتى وإن كانت هذه المواجهة ودية إلا أنها ستسمح لنا بتصحيح الأخطاء التي سنقع فيها، كما أن هذا اللقاء سيظهر استعداداتنا البدنية، إضافة إلى كثير من الأمور التي سنستنتجها من مواجهة الجمعة القادم. قبل الحديث عن المنتخب ككل، كيف هي أجواء المجموعة؟ وهل نجح الجدد في الاندماج بعد أكثر من 10 أيام؟ صدقني أننا نسينا أن هناك لاعبين جددا في المنتخب، ربما كان الحديث عن هذا الأمر في أول وثاني يوم، لكن الآن أعتقد أنكم حضرتم كل التدريبات، وتعلمون أن المجموعة أصبحت عائلة واحدة وكل اللاعبين لا يوجد أي فرق فيما بينهم. كثرة الغيابات ربما أقلقت الكثير من محبي المنتخب الوطني، ألم يكن هذا مقلقا لكم؟ بطبيعة الحال، الإصابات تُقلق أي فريق، خاصة أنها العدو الأول للرياضي، لكن الغيابات التي نعاني منها في المدة الأخيرة لا تتعلق بإصابات خطيرة، بل كل ما في الأمر أن الطاقم الطبي الذي يرافقنا لا يريد المغامرة بأي لاعب قبل أن يشفى نهائيا... فالعمل الذي يقوم به اللاعبون الغائبون عن الحصص التدريبية كبير، وغياب لاعب عن التدريبات لا يعني أنه في عطلة، بل بالعكس فالجميع يعمل وفق برنامج مسطر، وفي الوقت المناسب سيكون الفريق مكتملا في التدريبات. إذن تُطمئن الجمهور أن بعض الإصابات البسيطة لن تُعيق مشاركة بوڤرة، يبدة وبودبوز في المباريات القادمة بطبيعة الحال، فحتى لو لم يشاركوا في مباراة إيرلندا لعدم المجازفة بهم، إلا أن هذا لا يعني تماما أنهم سيكونون بعيدين عن المنتخب، بل القصد من إراحتهم هي العودة القوية فيما بعد وأنا من هذه الناحية مطمئن للغاية. شاهدناك في أحسن مستوى خلال المباريات التطبيقية، إلى درجة أنك أصبحت تسجل كثيرا ووراء كل المحاولات، هل تشعر بأنك عدت فعلا إلى مستواك؟ الحكم على مستواي يجب أن يكون في المباريات الرسمية، لأن المباريات التطبيقية لا يمكن أن تكون معيارا حقيقيا، لكنني فعلا أشعر من الناحية البدنية أنني في المستوى، رغم أن العمل لم ينته بعد وعلينا أن نرى في مباراة الجمعة القادم ردّ فعلنا على الميدان أمام منتخب قوي. لكن الذي يشاهدك في التدريبات يدهشه المستوى الذي تلعب به والذي لم نشاهده منذ مدة. أنا أصلا لم أكن ألعب، فكيف يمكن الحكم عليّ وعلى المستوى الذي أقدمه، صحيح أنني أعمل بجدبة كبيرة في التدريبات، لكنني أؤكد مرة أخرى أن الميدان هو الذي سيظهر كل شيء، فيمكن أن تسجل 4 أهداف في مباراة تطبيقية وتكون نجم اللقاء، لتظهر بمستوى ضعيف في مباراة رسمية، أنا من جهتي أفضل أن أبرز في اللقاءات الرسمية ولا يهم أن أسجل أم لا في المباراة التطبيقية. لو نتكلم الآن عن المجموعة، كيف وجدت زملاءك في الأيام التي قضيتموها من التربص وإلى حد الآن؟ يجب التنويه في البداية بالمرافق والإمكانات التي تم تسخيرها لنا لأجل التحضير والتي تضاهي ما نراه في أكبر المنتخبات العالمية، إضافة إلى الطاقم الطبي والمختصين الذين يقفون على كل كبيرة وصغيرة تخص المجموعة، حيث نعمل في ظروف ممتازة وهذه حقيقة يجب الإشارة إليها، كما أن بالنسبة إلى المجموعة أظن أنه عندما تجد ظروفا مثل هذه لا يُمكن لأي لاعب أن يطلب أكثر، بالتالي تجد أن الجدية سائدة في المنتخب وأنا متأكد أنه إذا واصلنا على المنوال نفسه فسنكون جاهزين لأداء “مونديال“ في المستوى. كنت من بين اللاعبين الذين انبهروا بالإستقبال الذي حظيتم به في ملعب “سيون“، ما تعليقك؟ أنا أعلم أننا نملك جمهورا غير عادي والكثير ربما يحسدوننا عليه، بالتالي فلم أتفاجأ لما شاهدت الملعب كله بالألوان الوطنية، ما يجعلني أقول إنه لا يحق لنا أن نُخيّب جمهورا كهذا، بل مستحيل أن لا نكون في المستوى في كأس العالم عندما يكون لدينا أنصار مثل هؤلاء. لقد تأثرت كثيرا للإستقبال الذي حظينا به منذ حلولنا هنا في سويسرا، وأتمنى أن نكون في مستوى ثقة الجمهور لأن المسؤولية أصبحت ثقيلة علينا. هل بدأ التفكير من الآن في مباريات “المونديال”؟ بطبيعة الحال، فالجميع يُفكر بالتأكيد في هذه المقابلات التي تنتظرنا في دورة جنوب إفريقيا، ولا يمكننا إلا العمل لكي نكون جاهزين يوم 13جوان، لأن الذي سيتذكره الجميع هو مباريات “المونديال“ وليس المقابلات التحضيرية أو ما نقوم به في التدريبات. بصراحة ألا تخشون من المنتخبات الكبيرة التي ستواجهونها؟ لا، نحن لا نخشى أحدا ثم أننا تأهلنا إلى المونديال عن جدارة واستحقاق و لم نسرق هذا التأهل، فأي منتخب لا نخشاه لأننا نملك نحن أيضا مؤهلات للذهاب بعيدا في هذه المنافسة. تبقى متفائلا إذن أنا دائما متفائل ولما تجد إلى جانبك جمهورا مثل الذي وجدناه هنا في سويسرا، تزداد ثقتك في النفس أكثر.
