كما سبق أن كشفنا في عدد من أعداد “الهداف” الماضية فإنّ الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وجّه الدعوة للاعب وسط الميدان عامر بوعزة للمشاركة في تربص باريس الذي سيجري في الفترة ما بين 6 و12 ماي المقبل، وهو استدعاء يثير أكثر من علامة استفهام بالنظر إلى الوضعية غير المستقرة للاعب “ميلوال” الإنجليزي الذي لا يلعب بانتظام مع فريقه منذ فترة طويلة، ويكون بذلك حليلوزيتش قد كسر القاعدة من جديد وخالف ما ظل يصرّح به منذ مجيئه وهو ضرورة الإستنجاد بمن يلعبون ومن يتواجدون في لياقة بدنية جيدة فقط. بوعزة غائب عن لقاءات فريقه منذ فترة وحتى لا نظلم بوعزة فإننا عدنا إلى الدقائق التي لعبها مؤخرا مع فريقه فوجدناه غائبا عن أجواء المنافسة الرسمية في اللقاءات الخمسة الأخيرة بسبب الإصابة التي تعرض لها في ساقه خلال إحدى الحصص التدريبية، لكنه مقابل ذلك تلقى الدعوة لحضور التربص التحضيري الأول الذي سيبرمج في شهر ماي المقبل. لسنا ضدّ بوعزة بل ضدّ تراجع البوسني عن الكلام الذي يقوله وكان بوعزة في وقت سابق قد عبّر عن انزعاجه مما تكتبه الصحافة عنه في كل مرة يوجّه له الدعوة حليلوزيتش، وبدورنا نوضح أنّ الإعلام الجزائري لا توجد له أي مشكلة مع بوعزة الذي سبق له أن ساهم في أراح الجزائر لما كان سعدان مدربا، لكن الإعلام من حقه انتقاد خيارات الناخب الوطني لاسيما إذا كانت هذه الخيارات منافية لما يقوله، فالمعروف عن حليلوزيتش أنه ظل يؤكد في كل مرة على استدعاء من يتواجدون في لياقة بدنية جيدة وحالة فنية مميزة في وقت نجده مرة أخرى يستدعي من يعانون من نقص المنافسة. لاعبون آخرون يلعبون بانتظام ولم توجّه لهم الدعوة وكان من الأجدر بالبوسني أن يوجّه الدعوة للاعبين آخرين لم ينقطعوا عن المنافسة الرسمية منذ انطلاق الموسم في صورة زياني المتواجد في أفضل أحواله أو حتى عبدون الذي يلعب بانتظام في البطولة اليونانية، لكنه يبقى مصرّا على قرار إقصاء هذه العناصر والاستنجاد بلاعبين لا يلعبون مع فرقهم وفوق ذلك لا يدرجهم في المباريات الرسمية لأنّ بوعزة مثلا كان قد تنقل إلى غامبيا ووجد نفسه خارج قائمة 18 في نهاية المطاف. إذا كان يرغب في اختباره خلال تربص باريس فعليه أن يختبر آخرين وحتى لا نستبق الأحداث فإنّ استدعاء بوعزة يخص التربص الأول الذي سيخوضه المنتخب في باريس، وهو تربص قد يختبر خلاله حليلوزيتش عناصره من الناحيتين الفنية والبدنية ويقف على مدى جاهزيتهم لتحديات جوان المقبل قبل أن يحسم في أمر القائمة الرسمية الموسّعة التي ستكون حاضرة أمام رواندا، مالي وغامبيا، لكنه مع ذلك أخطأ في حق آخرين كان عليه أن يوجّه لهم الدعوة كي يختبرهم ويقف على مدى جاهزيتهم، وفي النهاية نتساءل عن الحجج التي سيلجأ لها حليلوزيتش لتبرير استدعاء بوعزة هذه المرة، فهل سيقول لنا إنه استدعاه لأجل اختباره فقط في تربص باريس أم سيقول لنا إنه لا يملك عناصر أخرى تلعب على الجهة اليسرى؟