رمضان صعب عليكم مع شبيبة القبائل هذا الموسم؟ نعم، الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لي وزملائي، حيث نتواجد في فندق “الساميتال" في تربص تحضيري مغلق، وأنا شخصيا أقضي رمضان لأوّل مرّة بعيدا عن العائلة. إلى ما تفتقد؟ ما دمت بعيدا عن العائلة فأكيد أني أفتقدها، أفتقد للوالدين الكريمين، أفتقد للأصدقاء، “الحومة".. صراحة، لا يوجد أفضل من الصيام في منزلك. "حلاوتها" عندما تجتمع العائلة، لكن ما باليد حيلة، فنحن لاعبون محترفون وعلينا أن نتعامل مع كل ظروف العمل لأن العمل الذي نقوم به الآن سيُفيدنا كثيرا. كيف تقضي رمضان بين 4 جدران في غرفتك بالفندق؟ (يضحك)... نوم طيلة نصف اليوم، متابعة الأفلام في النصف الثاني، التدريبات ليلا، نلتقي نحن اللاعبين ونتبادل أطراف الحديث فيما بيننا، “نلعبو الدومين"، المهمّ أننا نقضي أوقاتا ممتعة حتى نقضي على “الروتين". متى ستنهون التربص الحالي؟ ليلة السّبت المقبل، وهي فرصة كي نقضي يومي الأحد والإثنين رفقة عائلاتنا، على أن نشدّ الرحال يوم الثلاثاء إلى المغرب في تربّص آخر. كسول أنت أم نشيط؟ أعتقد أنّني نشيط، لأني أنام على الخامسة صباحا وأنهض على الواحدة، وهذا ليس بكثير. هل يتذكّر سليم كم كان عمره يوم صام لأوّل مرّة؟ على ما أعتقد 8 سنوات، لقد كان حدثا بالنّسبة إلى عائلتي. هل لعائلتك عادات لمّا يصوم الصغير؟ لا توجد عادات مميّزة، الأكيد أنهم جعلوني الأسعد يومها في المنزل، حضروا لي كل شيء حتى أصوم في ظروف مريحة. وهل تتذكّر يوما أفطرت فيه عمدا؟ ليس يوما فقط، بل أياما، كسائر الصغار في سنّي، ما إن تغادر “العجوز" المطبخ، أتوجه مباشرة إلى هناك، آكل ما أجده، أمسح فمي وأغادر سريعا، فعلتها مرارا وتكرارا. هل تفطنوا لك؟ حتى وإن يتفطنوا لي لا أحد فيهم يُعاتبني، لأنني كنت صغيرا ولا حرج عليّ إن أفطرت، أحيانا “كانو يشوفوني ويغمّضو عينيهم". فريك أم فارميسال؟ فارميسال. هل تتلذّذون بالأطباق التي تقدم لكم في فندق “ساميتال"؟ نعم الأطباق شهية ولذيذة، والكل في “ساميتال" من عمال الفندق يسهر على راحتنا وراحة شبيبة القبائل. أنت أعزب، لكن ما ستُفضّل يوم تتزوج أطباق الوالدة أم أطباق الزوجة؟ لا أدري، أنا الآن أعزب بأتم معنى الكلمة (يضحك) لا مرتبط ولا خاطب ولا مُتزوج، وأفضّل أطباق الوالدة حفظها اللّه، ويوم أطلق العزوبية سنرى. تُفضّل البوراك أم البريك؟ البوراك، وهو متوفّر هنا. حمود بوعلام أم كوكا كولا؟ منتوج بلادي حمود بوعلام، لكنه ليس متوفرا هنا في فندق “ساميتال"، حيث يوفّرون لنا عصير البرتقال فقط. وما العمل؟ أغادر الفندق قبيل الإفطار، أشتري حمود وأعود، ولا تخف فإن زجاجة “سيليكتو" مُتواجدة في الغرفة. زلابية أم قلب اللوز؟ زلابية، ولا بدّ أن تكون زلابية بوفاريك. قهوة أم شاي؟ لا قهوة ولا شاي، لا أحبهما معا، منذ صغري، أقول إن شرب القهوة يؤدي إلى التدخين، بالتالي لم أحاول أن أعوّد نفسي عليها. لبن أم رائب؟ أحب كلاهما. بڤري أم غنمي؟ غنمي. أين يكون حنيفي عندما يؤذّن لصلاة المغرب؟ صراحة، أكون على المائدة أعدّ الدقائق، لا بدّ لي أن أتناول قليلا من الشربة، وبعدها أصلي المغرب، ثم أعود مُجدّدا إلى المائدة لآكل براحتي. هناك من يقضي يومه في النوم، هناك من يصوم على الأكل والشرب، وأنت على ما تصوم؟ شهر رمضان شهر مختلف عن كافة الأشهر الأخرى، هو شهر العبادة والتقرّب من اللّه، علينا التقرّب من خالقنا، أن نؤدّي الصلوات في وقتها، أن نكثر من الدعاء للّه، وأن نتصدّق ونقوم بالأعمال الخيرية. هل تصلي التراويح؟ بما أن التدريبات تنطلق على العاشرة ونصف ليلا، فإن ذلك لا يسمح لي بأدائها في المسجد، لذلك أصليها أنا وزميلي بن شريفة في الغرفة بعد عودتنا من التدريبات. قلق أنت أم هادئ؟ هادئ إلى درجة لا يُمكنك تصوّرها. إذن مسامح لكل من يخطئ في حقك؟ نعم، أسامح كل من يخطئ في حقي، ولو أني أعترف أني ليس هناك أشخاصا يخطئون في حقي أو أشخاصا لا أتّفق معهم. ما هي آخر مرة تشابكت فيها في رمضان؟ منذ ثلاث سنوات، “درت فيها دبزة" والخطأ ليس خطئي، حيث كنت في السيارة أنا وأخي وأحد أقربائي، فإذا بمجموعة من الشبان في سيارة أخرى إستفزونا من دون سبب وقاموا بلقطة غير أخلاقية، فما كان عليّ إلا أن نزلت من السيارة أنا وشقيقي وقريبي و"خلّطناها" وكانت تلك آخر “دبزة" لي وربّي غفّار لأن الإنسان عليه أن يتحكّم في أعصابه مهما حصل. ما الذي لا تحبه في الجزائريين؟ لا أحب فيهم التسرّع، الغضب، القلق، النرفزة لسبب أو من دون سبب. لو كان الأمر بيدك، ما الذي تُغيّره فيهم؟ الجزائريون أشخاص طيبون وعاقلون، نقطتهم السلبية الوحيدة القلق والإشتعال سريعا، وهي النقطة التي كنت سأعمل على علاجها. ما هو عيبك في رمضان؟ صراحة لا أجد أي عيب، لا أنام كثيرا وها أنت تحاورني والساعة تشير إلى الواحدة زوالا (الحوار أجري يوم الأربعاء)، أنا هادئ، لست قلقا، أؤدي الصلوات في وقتها ولا أجد عيوبا لنفسي في هذا الشهر. لمن تكثر بالدّعاء في السجود؟ تذكّرت كل العرب الذين يعيشون الحروب، تذكّرت السوريين، تذكّرت الفلسطينيين، دعوت بأن يفرج اللّه كربهم ويعيد الهدوء إلى بلديهم لأنهم إخوتنا، تذكّرت المرضى والمساكين والفقراء أيضا، تذكّرت والدة زميلي في القبة سابقا سمير بن طيب التي أدعو لها بالشفاء العاجل. ما رأيك في بن طيب؟ لن أنسى خير وفضل بن طيب عليّ ما حييت، “شيكولة" إنسان طيّب “فحشوش" وكل الناس تحبه، ساعدني في القبة كثيرا، وأتمنّى له كل الخير وأتمنّى الشفاء لوالدته الغالية. ما هو نوع الأعمال الخيرية التي يُفضّل حنيفي القيام بها؟ ليس من باب التباهي، بل أني لا أقوم بالأعمال الخيرية في رمضان وفقط، وإنما أقوم بها في الأوقات الأخرى أيضا، أزور المرضى في المستشفيات، علينا أن نتذكّرهم لأنهم يُعانون في صمت دون أن يشعر بهم أحد، هناك مرضى يحتاجوننا، زرت مستشفى “مايو" وزرت مستشفى “مصطفى باشا" ورأيت الفرحة في عيون المرضى لدى زيارتنا لهم. “فرحوا" بك؟ أجل، هم يفرحون لأي زائر، حياة لاعب كرة القدم لابد ألا تكون فقط لأجل كسب المال والسيارات، “ربّي رزقنا" وصرنا نكسب أموالا هذا جيّد، لكن علينا أن نتذكّر المرضى والفقراء والمساكين، وعلينا أن نكثر من عمل الخير لأننا سنجد أعمالنا في قبرنا. من هم الأشخاص الذين ترغب في تواجدهم إلى جانبك على المائدة؟ هنا في فندق “ساميتال" أفضّل أن يكون إلى جانبي صديقي بن شريفة، وفي البيت أفضّل العجوز، الشيخ وجميع أفراد العائلة، “القعدة مع العائلة وهي ملمومة على مائدة واحدة" صدقني لا تُعوّض بأي ثمن. ما رأيك في ظاهرة رمي القمامة من نوافذ المنازل في العمارات؟ هذه الظاهرة أعرفها جيّدا لأني عشتها، “ربّي يهدي ما خلق"، أتذكّر أن إمرأة كانت تسكن في عمارتنا بالطابق السفلي، عانت من العديد من الأمراض بسبب تراكم القمامة والنفايات أمام بيتها بسبب هذه الظاهرة، أتأسف كثيرا لأنها لا زالت منتشرة، وأتأسف كيف لشخص يدّعي أنه يحترم نفسه ولا يُكلّفها دقيقتين كي ينزل من بيته ويرمي “القمامة" في المكان المخصص لها، عوض رميها من النافذة. وظاهرة من يُفرّطون في السرعة لأجل الوصول بموعد الإفطار؟ على من يُفرّطون في السرعة أن يفكّروا في سلامة أرواحهم، وسلامة أرواح الآخرين وأن يفكروا في الوالدين، ما ذنب الأم “تتحرق على وليدها" بسبب الإفراط في السرعة. أنت من الذين يُفرّطون في السرعة؟ لا، أنا كنت ضحية حادث مرور قديم عندما كنت أبلغ من العمر 20 سنة، قمت به في بن عكنون، ومنذ ذلك الحين إستخلصت الدروس وتأكدت من أن خطأ بسيطا يؤدي بصاحبه إلى الهلاك، وصرت أسير في تأن، لأن في التأني السلامة والعجلة الندامة كما يُقال. “كارطا" أم “دومين"؟ أنا صفر في “الكارطا والدومين" ربما أنا الأضعف عالميا في هاتين اللعبتين، رغم أني أمارسهما. ربما تُجيد “الداما“؟ “داما" قليلا، و"الدومين" نلصّق “الحجر". قيل لنا إنك تُشاهد الأفلام كثيرا؟ نعم قمت أنا وبن شريفة بجلب سلسلة أمريكية، نتابعها يوميا نهارا وليلا. تتجوّل في المطبخ في رمضان؟ أقوم بجولات عديدة، أتفقد برنامج الأكل وأطمئن بأنهم سيُقدون لي ما لذّ وطاب. تساعد الوالدة؟ نعم أساعدها في الساعات الأخيرة التي تسبق الإفطار، هي اليوم تفتقد إلى مساعدتي، لكني يومي الأحد والإثنين سأساعدها على تجهيز المائدة، “نلوّي البوراك" ونجهز الفاكهة. تُفضّل التدريبات ليلا أم نهارا؟ ليلا، وأتمنّى أن نلتحق بالأوروبيين وأن نلعب كل مبارياتنا ليلا. لو تلتقي فخامته بوتفليقة ما تقول له؟ سأكون صريحا معه، ساعد شبان الجزائر، يوميا أشاهد عبر شبكات الأنترنت ما يُعانيه شباننا، على فخامته أن يمنح العمل والسكن للشبان، لأن هناك من لا يعمل ومن لا يُمكنه أن يحقق حلم إكمال نصف دينه بسبب أزمة السكن وإنعدام العمل. ما الذي ستفعله يومي الأحد والإثنين؟ سأبقى في البيت رفقة عائلتي لأجل تعويض ما فاتني، وسأستغل الفرصة لألتقي أبناء “حومتي" وأصدقائي الذين إشتقت لهم، ربما سنبرمج جولة خفيفة إلى البحر في السهرة. وهل إشتقت لأنصار الشبيبة؟ نعم إشتقت لهم كثيرا، وأعدهم بأني سأكون والشبيبة عند حسن ظنهم الموسم المقبل وسأسجل أهدافا كثيرة، وأكثر من الموسم الفارط عندما سجلت 12 هدفا، أستغل الفرصة لأقول لهم صح رمضانهم وصح رمضان أنصار فريقي السابق رائد القبة، وصح رمضان كافة الشعب الجزائري. صح فطورك سليم؟ شكرا صح فطوركم وفطور كل الجزائريين. حاوره: عدلان ش.