“الهجوم أصبح كابوسا مُرعبا... ونريد مهاجمين يزلزلون دفاع المنافسين” كيف هي أحوالك بعد نهاية البطولة؟ على أحسن ما يرام، البطولة انتهت والآن يجب أن أنال نصيبا من الراحة. و أودّ قبل كل شيء أن أوضح أمرا مهما. ما هو؟ بعض الصحف اليوم (الحوار أجري أمس) أشارت إلى أنني أحتل المراتب الأخيرة من بين اللاعبين الأقل مشاركة مع المنتخب في مونديال 86 بتوقيت قدره 31 دقيقة، والحقيقة هي أنه أكبر من ذلك بكثير، حيث لعبت مباراة البرازيل كاملة كما أني عوّضت زميلي جمال زيدان أمام إسبانيا في الدقيقة 59، ما يعني أني خلف بن ساولة ب120 دقيقة، لذلك أنا من بين اللاعبين الذين شاركوا بشكل منتظم مع المنتخب.. أطلب من هؤلاء فقط، الذين نشروا مثل تلك الأرقام أن يتأكدوا من معلوماتهم قبل نشرها. في الآونة الأخيرة انقسم الشارع الجزائري بين متفائل ومتشائم من المشاركة الجزائرية في “المونديال“، فإلى أي منهما ينتمي مناد؟ التفاؤل بمشاركة قوية في “المونديال“ كان السمة الغالبة بين كل أفراد الشعب الجزائري، لأننا كنا نملك لاعبين لا توجد مشاكل لديهم من حيث المنافسة مع أنديتهم أو حتى من الجانب الصحي ووصلت إلى مستوى أي منتخب قوي كان سيتنقل إلى جنوب إفريقيا للدفاع عن حظوظه، لكن المعطيات تغيّرت الآن. كيف ذلك؟ نحن نسمع أصواتا ترتفع من هنا وهناك تقول إن الجزائر قادرة على التأهل إلى الدور الثاني ونحن نعاني مشاكل جمّة من حيث عدم جاهزية بعض اللاعبين بدنيا وبنسبة 100 بالمئة، هذا تناقض على حدّ علمي، ويجب الكفّ عن قول أشياء لا معنى لها، لأن سعدان يعرف أنه أمام حالات صعبة من كل الجوانب، وخاصة الإنسجام بين اللاعبين. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه يجب انتظار مشاكل عديدة من حيث عامل الانسجام في “المونديال“ القادم، لأني تيقنت أنه كانت هناك فوضى عارمة في مباراة إيرلند بين لاعبينا، ولولا بعض اللقطات الفردية من بعض اللاعبين لما شاهدنا شيئا، عكس كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي شاهدنا لاعبين عاشوا مع بعضهم البعض لفترة طويلة في التربص وعزّزها معرفة كل لاعب للآخر بما أنه يلعب مع زميله لفترة طويلة. ما رأيك في من يقول إن هزيمة إيرلندا ما هي إلا نتيجة لمباراة ودية تحضيرية وليست مهمة؟ هذا هو الخطأ بعينه والتهرّب من المسؤولية في حد ذاته، لأن المباراة الودية وُجدت لكي نصحّح الأخطاء ونطوّر مستوى الأداء العام للفريق، ولكن ما شاهدناه أمام إيرلندا خطير جدا ويُوجب على كل واحد أن يعي ذلك جيدا، لأن المباريات الودية عند منتخبات مثل إنجلترا، إيطاليا، إسبانيا وفرنسا عبارة عن مباريات رسمية، ولهذا تراههم يأخذونها بكل جدية، ولو استطاعوا تسجيل أكبر عدد من الأهداف لفعلوا ذلك. لكن البعض يقول إنها ودية فقط ولا يمكنها أن تؤثر علينا، هل هذا ما تراه؟ من جهة إنها تؤثر، أقول إنها مؤثرة جدا، لأن لا أحد من الجزائريين أصبح يرضى برؤية شباكنا تتلقى أهدافا كثيرة في المباريات، فالكل أصبح يبحث عن أي شيء يرفع به معنوياته حاليا في أن منتخبنا قادر على الظهور بوجه مشرّف في “المونديال“، يجب استخلاص الدروس قبل فوات الأوان، وعلينا الاحتفاظ بالأشياء الإيجابية وترك الأمور السلبية جانبا. سنترك لك حرية الكلام لتتحدّث عن المهاجم عبد القادر غزّال... صحيح أنه يقول دائما بأنه يلعب دون كرة “ماعليش”، ربما هي طريقته الخاصة وعلينا احترامها لأنه يرى أنها ميزته الأساسية في ناديه أو حتى مع المنتنخب الجزائري، لكن أقول له: يا غزّال هذا الأمر غير كاف، لأننا “وقت الصح” لا نجده، ليزلزل دفاع المنافسين ويخترقه بقوة لتسجيل الأهداف.. صراحة، هذا الأمر أصبح مصدر قلق الجميع. خاصة أن شباك منافسينا لم تهتز منذ 5 أشهر منذ خروج منتخبنا أمام نظيره المصري في دورة أنغولا الأخيرة، ما رأيك؟ هذا صحيح، والأمر يدلّ على أن هناك مشكلا عويصا فيما يخص الطريقة التي يلعب بها مهاجمونا فيما يخص التناسق والانسجام فيما بينهم، حتى أصبحنا نعجز حتى على صنع فرصة حقيقية للتسجيل حتى لا نقول التسجيل نفسه. لكن هذا يجعلني أطرح سؤالا آخر: هل هناك حلول أخرى؟ أظن أن الإجابة معروفة والجميع سيقول لي “هذا واش عندنا”. لكن عندما ترى المهاجمين الذين يحوزهم منافسونا في المجموعة الثالثة نتأكد أن المأمورية ستكون صعبة علينا، أليس كذلك؟ ليس بالضرورة، لأن منافسينا لا يهمونني إطلاقا بقدر ما يهمني استعداد لاعبينا ل “المونديال“، لأننا لا نملك لاعبين يقلقون الدفاع، لكن لا يجب أن نحكم على الوجه الذي سيظهر به منتخبنا في دورة جنوب إفريقيا من الآن، لأننا قادرون على صنع المفاجأة دون مشكل والدليل هو في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، كما يجب على اللاعبين دون استثناء أن يضعوا في رأسهم أن الشعب الجزائري يريد أن يرى الحرارة والقوة في اللعب كما كان عليه الحال في السابق، ولن يرضى بكوارث أخرى في “المونديال“. حسب رأيك، هل هناك لاعبون وجودهم من عدمه في المنتخب الوطني أمر واحد؟ سعدان هو الوحيد الذي يمكنه الإجابة على هذا السؤوال، ولا يمكنني بأي شكل من الأشكال أن أملي عليه جلب لاعب أو ترك ذاك، لأني لو فعلت ذلك وقام الآخر بنفس الشيء “ما فراتش”... علينا أن نترك سعدان يعمل في هدوء لأنه يحتاج إلى ذلك فعلا، كما أن هناك تحدّيات أخرى في انتظارنا وليس “المونديال“ الإفريقي فقط، وعلينا التفكير فيه جيدا. ماذا تريد أن تضيف؟ الوقت لم يصبح في صالحنا، وعلينا إيجاد الحلول بسرعة حتى لا نذهب إلى جنوب إفريقيا للمشاركة فقط، لأن لا أحد من الجزائريين سيرضى بذلك بعد 24 سنة من الغياب عن هذا المحفل الهام، وندائي إلى اللاعبين هو أن يتخلّصوا من الضغوط ويلعبوا دون قيود، لأنهم عوّدونا على الظهور بوجه مشرّف أمام المنتخبات القوية، وأملنا فيهم كبير في أنهم لن يخيبونا والكرة في مرماهم.