“غياب مغني سيكون له تأثير شديد في المجموعة“ ما تعليقك على أداء المنتخب أمام إيرلندا؟ أعتقد أن لاعبي المنتخب كشفوا أنهم كانوا يحضرون بجدية في “كرانس مونتانا“، بدليل أنهم لم يتأثروا كثيرا بتغيير المناخ ولا بالإرتفاع. وفي رأيي فإن الخسارة أمام إيرلندا لا تهم إطلاقا، لأنها تسمح للمدرب الوطني بتصحيح الأخطاء، كما توضح لكل لاعب الأمور التي يجب تحسينها، ولهذا أقول إن الخسارة بقدر ما هي مؤثرة بقدر ما هي مفيدة. لكن الخسائر تتوالى؟ الأمور ستتحسّن بدليل أن جميع من كان يعاني من نقص المنافسة ومن الإصابات سرعان ما استعاد عافيته، وهذا أمر يحسب للطاقم الفني. أما فيما يخص مباراة إيرلندا، أقول إن المدرب الوطني جرب عددا كبيرا من اللاعبين وصل إلى سبعة، وليس سهلا تحقيق الانسجام فوق أرضية الميدان، فعند إقحام سبعة لاعبين جدد يعني أن أربعة عناصر قديمة ستكون في التشكيلة، وبهذا الشكل صعب جدا تكوين منتخب قوي وإيجاد فعالية هجومية أو تحقيق الانسجام. نفهم من كلامك أن الخسارة مفيدة؟ صحيح أننا كنا نتمنى الفوز بالمباراة على الأقل لإسعاد العدد الغفير من الأنصار الذي تنقل لمناصرة المنتخب، ولكن في نظري الخسارة هي الأخرى مفيدة لا سيما للاعبين الجدد، فالمباراة أصلا بُرمجت للوقوف على إمكانات اللاعبين واختبار مدى جاهزيتهم، وهذا هو الأمر المفيد في الفترة الحالية. بما أنك مدافع، ولعبت لوقت طويل مع المنتخب، فما هي النقائص التي شاهدتها على خط الدفاع؟ النقص الوحيد الذي لاحظته يكمن في قلة الانسجام بين العناصر الدفاعية، أما عن الأهداف التي تلقاها المنتخب فقد كان الهدف الأول عن طريق كرة ثابتة، الثاني بتوزيعة والثالث ركلة جزاء، وهي أخطاء ليست فردية في نظري لنلوم عليها خط الدفاع أو نحمّله المسؤولية كاملة في الخسارة، ولهذا أقول وأكرر الخسارة مفيدة جدا في الوقت الحالي. أين تكمن فائدتها والمنتخب تلقى 11 هدفا في أربعة لقاءات (مصر ونيجيريا في كأس إفريقيا، وصربيا وإيرلندا)؟ لا أريد الحديث عن الماضي، فنحن اليوم نتحدث عن تحضيرات المنتخب لنهائيات كأس العالم وعلينا أن نحسب لقاء إيرلندا فقط، لأن المباريات السابقة كانت في منافسة مختلفة والمنتخب الوطني تغيّر، والمدرب الوطني كانت مهمته صعبة جدا مع تجريب العناصر التي استقدمها، والأمر نفسه مع الجدد حيث كانوا مطالبين بتشريف الثقة وكشف قدراتهم. وهل ترى أن اللقاء المتبقي للجزائر أمام الإمارات كاف ليتمكن اللاعبون من تحقيق الانسجام وتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها؟ الانسجام لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها، فهو يأتي بعد سنوات من العمل، أعرف جيدا زملائي وأعرف أيضا أنهم قادرون على رفع التحدي وجعل المجموعة تسير بشكل أحسن مستقبلا، لا سيما أن الإرادة والحرارة في اللعب ميزة هامة في المنتخب تجعل المجموعة تتحدى كل الظروف وتصل إلى المستوى المطلوب. ما دام سعدان يبحث عن لاعبين جاهزين، فإنك الأجدر بمكانة في المنتخب؟ لا يمكنني أن أقول هذا الكلام ولا حتى أن أوجه انتقادات لزملائي أو أفرض نفسي “ذراع“، أو القول إنني لو لعبت فإننا لن نتلقى ثلاثة أهداف، بل يجب على الأقل أن يكون هناك تنسيق وانسجام بين الدفاع والوسط، ولا تظهر فراغات، خاصة أنني أعرف جيدا طريقة لعب زملائي وهذا أهم شيء يبحث عنه المدرب الوطني في الوقت الحالي، لاعب جاهز ويملك المنافسة ولا يحتاج إلى انسجام طالما أن الجميع يعرفه. وهل هناك أمور إيجابية لاحظها زاوي على أداء المنتخب؟ أكيد هناك عدة أمور إيجابية، ومن أهمها الجانب البدني، حيث لم يظهر على اللاعبين أي نوع من التعب، وهذا ما شاهدناه على عدد من عناصر المنتخب التي بقيت طيلة فترات اللعب محافظة على قوتها ولياقتها، من بينها زياني ومهدي لحسن، كما يوجد أمر آخر يكون قد لاحظه البعض وهي طريقة اللعب، حيث كان يبحث اللاعبون عن وضع الكرة على الأرض والاعتماد على الكرات القصيرة، بمعنى “دڤة.. دڤة“. وماذا عن اللاعبين؟ أحسن لاعب كان فوق الميدان هو لحسن، حيث كشف عن إمكانات فنية وبدنية معتبرة، والأمر نفسه بالنسبة لزياني الذي وإن لم نتحدث عنه إلا أنه يبقى كبيرا ودائما في المستوى، هذا عن اللاعبين القدامى. وماذا عن الجدد؟ بالنسبة لي، فإن أفضل لاعب كان عدلان ڤديورة لأنه لعب مباراة قوية رغم أنه لعب في غير منصبه، حيث لاحظنا أنه كان يصعد من حين لآخر لتدعيم الهجوم، بينما الأصل هو أنه لاعب وسط ميدان دفاعي، كما يوجد أيضا الظهير الأيسر جمال مصباح الذي كشف هو الآخر عن مهارات فنية وبدنية جيدة وسيكون بديلا ممتازا لبلحاج. تحدثت عن الغيابات من قبل، فهل ترى أن اللاعبين باستطاعتهم رفع التحدي واستعادة إمكاناتهم سريعا؟ قبل أن أجيب عن سؤالك عليّ أن أؤكد على أمر هام، وهو غياب مراد مغني عن “المونديال“، حيث سيكون له تأثير شديد في المجموعة، لا سيما أن الجميع يعرف قدرات هذا اللاعب ويدرك وزنه في التشكيلة، خاصة في وسط الميدان. عفوا على المقاطعة ولكن هناك لاعب شاب وواعد شد انتباه المتتبعين، وهو رياض بودبوز، وقيل إنه قادر على خلافة مغني... أكيد أن الدقائق التي لعبها بودبوز عرف فيها كيف يشد إليه الأنظار ويخفف القلق الذي انتاب الشارع الجزائري والمتتبعين من غياب مغني، كما أعتبر بودبوز شخصيا مستقبل الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني، خاصة أنه يلعب في فريق قوي في فرنسا، ومع صغر سنه سيكون قادرا على الظهور بقوة مستقبلا . وماذا عن المصابين؟ لا يمكنني التشكيك في قوة مجيد بوڤرة أو عنتر يحيى ولا حتى بقية اللاعبين، لأن هؤلاء قادرون على رفع التحدي والعودة في الوقت المناسب إلى المنتخب، كما ستكون مباراة الإمارات الودية القادمة فرصة للمصابين لكسب المنافسة واستعادة الانسجام الذي طرح بقوة في اللقاء الأخير. وهل ترى أن “الخضر“ سيظهرون بوجه أفضل خلال لقاء الإمارات؟ صدقني أنا شخصيا لا تهمني أصلا مباراة الإمارات، لأنه لقاء ودي تحضيري لنهائيات كأس العالم، والمهم هو بلوغ الانسجام اللازم بين اللاعبين، لا سيما أن الفريق تجدد بنسبة كبيرة، وأيضا اختبار كل لاعب لمدى جاهزيته لدخول منافسة كأس العالم بقوة، وهي فرصة أجدد فيها تمنياتي للمنتخب لتأكيد قوته وقول كلمته في المونديال.