موازاة مع تحضيرات المنتخبات ال 32 المشاركة في أول مونديال إفريقي من أجل دخول معترك كأس العالم هذه الأمسية من موقع قوة، فقد بلغت تحضيرات الجزائريين الذين يعيشون أهم مونديال في تاريخهم خلال العشرتين الأخيرتين قد بلغت ذروتها هي الأخرى، وقد عرفت محلات بيع وشحن بطاقات “الجزيرة الرياضية” في مختلف أرجاء الوطن وخاصة في العاصمة حالة طوارئ أمس، كيف لا ومشاكل المشتركين مع مسؤولي قناة “الجزيرة الرياضية” التي تحتكر حقوق بث العرس العالمي لم تنته رغم بداية العد العكسي لانطلاقة المونديال، حيث تعدّدت المشاكل هذه الأيام ويبقى مصدر القلق واحد وهو التخوّف من أن تذهب الأموال الباهضة التي صرفت في مهب الريح ويجد هؤلاء المشتركين أنفسهم عاجزين عن مشاهدة المونديال الذي انتظروه طويلا. حالة طوارئ أمس أمام محلات شحن وبيع البطاقات وقامت “الهداف” صبيحة أمس بجولة سريعة في مختلف أنحاء العاصمة وزارت بعض المحلات التي تتعامل مع “الجزيرة الرياضية” مباشرة وتتولى مهمة بيع بطاقات الشحن أو بطاقات المونديال الخاصة، حيث كانت تستوقفنا الطوابير التي شكلها زبائن هؤلاء المحلات وكانت الوجهة واحدة لكن المشاكل مختلفة، فهذا ينتظر حل مشكلة انقطاع القناتين الخاصتين بالمونديال (+9) و(+10) اللتين دفع لأجلهما مليون سنتيم وذلك يسأل عن كيفية الشحن حيث لم يفهما لحد الآن، أما الأغلبية فكانوا يسألون عن حقيقة الإشاعة التي انتشرت في مختلف الشوارع خلال الساعات الأخيرة ومفاداها أن رئيس الجمهورية قد قام بشراء بطاقات الشحن وقرر بيعها بملبغ رمزي في مختلف مراكز البريد كما كان عليه الحال في مونديال 2006، وهي الأخبار التي نفاها أصحاب محلات بيع البطاقات الرسمية جملة وتفصيلا. التخفيضات لم تمس البطاقات في الجزائر ولا أثر للبطاقات الجديدة وأهم ما اكتشفناه من خلال هذه الجولة الاستطلاعية أن تخفيض سعر بطاقة “الجزيرة الرياضية” الخاصة بالمونديال الذي تتحدث عنه القناة عبر موقعها الرسمي وعبر الومضة الإشهارية التي تقوم بها لم يمس الجزائريين بدليل أن أصحاب المحلات مازالوا يؤكدون أن سعر شحن البطاقات مليون سنتيم وأن البطاقات التي وصل سعرها إلى 80 دولار فقط لم تصل الجزائر بسبب ضيق الوقت وعدم امتلاك القناة مكتبا خاصا بها في الجزائر، أما فيما يتعلق بالبطاقات الجديدة التي تصل مدة صلاحيتها لسنة كاملة ويبلغ سعرها 17 ألف دج فقد اتضح أنها نفدت تماما من السوق بسبب محدودية الكمية التي وصلت إلى الجزائر، وظلّ بعض المواطنين يسألون عنها واستبعد أصحاب المحلات وصول كميات أخرى بعد انطلاق المونديال. قنوات المونديال ليست مضمونة وانقطاعاتها المتكرّرة تُقلق الجزائريين وتبقى الصورة التي تعبر حقا عن معاناة الجزائريين مع “الجزيرة الرياضية” رغم الأموال التي يصرفونها هي الإنقطاعات الدائمة والمتكررة للقناتين (+9) و(+10) إلى درجة تقلق الجميع، ولم يجد حتى أصحاب المحلات تفسيرا لذلك ويكتفون في كل مرة بالتأكيد أن الأمر يتعلق بتغيير الشفرة من أجل غلق الأبواب في وجه القراصنة، وقد أكد لنا بعض مشتركي “الجزيرة الرياضية” الذين تحدثنا إليهم أنهم يخشون كثيرا أن يذهبوا ضحية احتيال وتكون إدارة قناة “الجزيرة” القطرية قد قرّرت إنهاء مدة صلاحية البطاقات ذات النظام القديم قبل موعدها، ولم تتوقف معاناة الجزائريين عند ذلك بعدما إكتشف البعض أن القناتين المشفرتين لا تشتغلان في أجهزة الاستقبال التي تشتغل بالنظام القديم واضطر كثيرون لتحمّل مصاريف إضافية وشراء أجهزة جاهزة حتى لا يضيّعوا المونديال. بعض الجزائريين فضّلوا العودة إلى خيار “الأنالوجيك “ وبين غلاء بطاقات “الجزيرة الرياضية” من جهة ومشاكلها من جهة أخرى فقد فضّل بعض الجزائريين العودة قليلا إلى الوراء والاستنجاد بأجهزة الاستقبال القديمة “الأنالوجيك” لمشاهدة المونديال، خاصة أن كل المباريات ستكون مضمونة ودون مقابل على القنوات الفرنسية “فرانس 2” و”تي. في. 1 أو حتى “أم 6” بعدما اشترت هذه القنوات حقوق بث كل المباريات، وقد لاحظنا أن بعض أصحاب المقاهي والمطاعم لجأوا إلى أجهزة الاستقبال من هذا النوع حتى يكون الربح مضمونا خاصة أن الصورة في هذه القنوات تكون أفضل والأغلبية يستهويها التعليق بالفرنسية. ... والبعض الآخر ينتظر هدايا من “الجزيرة الرياضية“ وإذا كان بعض الجزائريين يسابقون الزمن من أجل ضمان مشاهدة أكبر عدد من المباريات في موعد لا يأتيهم إلا مرة واحدة كل أربع سنوات فإن البعض الآخر استسلم للأمر الواقع وينتظر قدره المحتوم بين متابعة بعض المباريات على القناة الأرضية التي اشترت 22 مباراة فقط وهدايا “الجزيرة الرياضية” بعد أن انتشرت إشاعات مفاداها أنها ستبث المونديال مجانا على قنواتها المفتوحة، وهي الإشاعة التي بدأت تتأكد أمس بعدما أعلنت “الجزيرة الرياضية” عبر موقعها الرسمي وفي نشراتها الرياضية أن مباراة الافتتاح بين جنوب إفريقيا والمكسيك ستكون منقولة على المباشر على قناة (+1).