"يوهان كرويف" يزور مقرّ "الهدّاف" ويمضي في السجل الذهبي

كان اللاعب الأسطوري العالمي والمدرب الهولندي المشهور "يوهان كرويف" لناديي "أجاكس أمستردام" (هولندا) وبرشلونة (إسبانيا) هو المفاجأة الكبرى التي وعدت بها "الهدّاف" و"لوبيتور" وضيف شرف حفل "الكرة الذهبية" الجزائرية ل "الهدّاف" و"لوبيتور" في طبعته ال 12
الذي احتضنته القاعة البيضوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف سهرة أمس. إذ حل بالجزائر في طائرة خاصة وفرتها إدارة نادي فالنسيا. ولقد أقلعت الطائرة من برشلونة حاملة "كرويف" وصديقه الإسباني و"المناجير" غونزال" في اتجاه "فالنسيا" أين كان وفد هامّ لنادي "فالنسيا" من مسيري هذا الفريق، ونجم "الخضر" الجديد سفيان فغولي في الانتظار لتقلّ الطائرة الجميع نحو الجزائر.
الطائرة حطّت بالمطار على الواحدة والنصف وحظي باستقبال مميّز
وفي حدود الواحدة والنصف بعد الزوال، حطت الطائرة الإسبانية المقلة لضيوف "الهدّاف" و"لوبيتور" في مطار هواري بومدين الدولي، ووجدوا في الاستقبال طاقمي الجريدتين. وقد وجد "كرويف" وفغولي ووفد "فالنسيا" كلّ الترحاب ليس من أعضاء "الهدّاف" و"لوبيتور" فحسب، بل حتى من بعض المسافرين الجزائريين في المطار ممن تعرّفوا بسرعة على فغولي والنجم السابق ل "البارصا".
طيلة الطريق وهو يتأمّل البنايات
وكانت الوجهة مع "كرويف" بعد خروجه من المطار مباشرة نحو مقرّ يوميتي "الهدّاف" و"لوبيتور". وفي الطريق بين مطار هواري بومدين ووسط الميدان بقي يتأمّل العمارات والبنايات على حافة الطريق، ولم يتوان في التعبير عن إعجابه بالعمران وبقي يقول ويردّد: "الجزائر بلد جميل وسعيد لأنني بينكم. وقبولي دعوتكم أحسن دليل على أني كنت متشوقا لاكتشاف هذا البلد الذي أنجب العظماء".
وجد مدير اليوميتين وكلّ الصحفيين والتقنيين في الاستقبال
ولم تدم الرحلة بين المطار ومقر "الهدّاف" وسط العاصمة وقتا طويلا، على اعتبار أن رجال الأمن سهّلوا كثيرا مهمة ضيوف الجزائر، وذلك بفتح الطريق لسيارات الوفد إلى غاية الوصول إلى مقر الجريدة. إذ حظي "كرويف" باستقبال مميّز من أعضاء طاقمي "الهداف" و "لوبيتور"، من صحفيين وتقنيين يتقدّمهم المدير نبيل عمرة، الذي رحّب بضيف الشرف لحفل "الكرة الذهبية" وتجاذب معه أطراف الحديث على مائدة الحلويات والمشروبات.
أمضى في السجل الذهبي، متواضع كثيرا وأخذ صورا مع الجميع
وبعد ذلك أمضى "كرويف" في السجل الذهبي ليوميتي "الهدّاف" و"لوبيتور"، قبل أن يأخذ صورا للذكرى مع كل صحفيي وتقنيي اليوميتين، مبيّنا تواضعا كبيرا ولبى رغبات الجميع قبل أن يطوف في أرجاء المقرّ الذي نال إعجابه. كما بقي يتمعّن في صوره القديمة عندما كان لاعبا في "أجاكس" و"برشلونة" و"فينورد روتردام"، ليتوجّه بعدها إلى شرفة العمارة ليلقي نظرة من بعيد على ميناء الجزائر والبواخر التي كانت راسية. ليودّع بعدها الجميع ويتمنى مزيدا من النجاح لليوميتين.
--------------------------------------
أصّر على زيارة القصبة رغم ضيق الوقت...
"كرويف" ينبهر بعمران العاصمة، يكتشف القصبة وأنصار الريال أخذوا صورا معه
صنع النجم العالمي الهولندي السابق ل"أجاكس أمستردام" وبرشلونة الإسباني "يوهان كرويف"، الحدث في حفل الكرة الذهبية الذي كانت القاعة البيضوية مسرحا له سهرة أمس مثلما صنع الحدث قبل بداية الحفل في شوارع العاصمة وأزقة القصبة، ذلك أن "كرويف" ومباشرة بعد خروجه من مقر "الهدّاف" في حدود الساعة الثالثة و20 دقيقة عصرا، كانت وجهته الثانية فندق "الأوراسي"، إذ أخذ ضيف "الهدّاف" و"لوبيتور" قسطا من الراحة.
صنع الحدث في "الأوراسي" وتناول فيه وجبة الغداء
بعدما استراح قليلا من مشقة السفر والزيارة التي قادته إلى مقر يوميتي "الهدّاف" و"لوبيتور"، تناول ضيف الشرف في حفل "الكرة الذهبية" وجبة الغداء في فندق "الأوراسي"، إذ دعا طاقم "الهدّاف" و"لوبيتور" النجم "كرويف" ومرافقيه إلى مأدبة غداء جرت في أجواء مفعمة بالحيوية، وبقصص كثيرة سردها النجم الهولندي عن مسيرته الكروية المليئة بالألقاب والإنجازات، كما صنع الحدث في الفندق بعدما تعرّف عليه المقيمون وعمال الفندق الذين سارعوا إلى أخذ صور تذكارية معه.
لبينا رغبته بزيارة القصبة رغم ضيق الوقت
رغم ضيق الوقت الذي كان يفصلنا عن انطلاق حفل "الكرة الذهبي"ة، إلا أن صانع أفراح برشلونة السابق أصّر على اكتشاف الجزائر العاصمة التي يزورها لأول مرة، وقد لبينا رغبته ورافقناه إلى حي القصبة العتيق مثلما كان يريد ويرغب كل الضيوف العالميين السابقين، الذين حضروا حفل "الكرة الذهبية" على غرار "لوران بلان"، "بوتراڤوينيو" و"كانافارو".
انبهر بعمران العاصمة، احتار لازدحام الطرقات والشرطة لم تفارقه
الشيء الذي اكتشفناه في "كرويف" هو انبهاره بالهندسة المعمارية للعاصمة، سواء عندما كان قادما من المطار إلى مقر "الهدّاف" أو من فندق "الأوراسي" نحو القصبة. إذ عبر عن إعجابه الشديد بعمران وبنايات العاصمة لكنه في الوقت نفسه عبر عن حيرته للازدحام الذي عرفته الطرقات. وهنا لابد من توجيه رسالة شكر إلى رجال الأمن الذين رافقوا "كرويف" ومرافقيه، منذ أن وطأت قدماه مطار هواري بومدين الدولي إلى غاية مغادرته ليلة أمس الجزائر. إذ سهّلت له الشرطة كثيرا سيره في الطرقات، ما أراح كثيرا ضيف شرف حفل "الكرة الذهبية".
سألنا عن معنى اسم الجزائر
سألنا "كرويف" الذي اختير أحسن لاعب أوروبي لكل الأوقات، عن معنى كلمة "الجزائر" ولماذا سميت بهذا الاسم؟ فوجد عندنا الإجابة عندما أكدنا له أن الجزائر سميت بهذا الاسم لأنها في الماضي كانت عبارة عن مجموعة جزر، والتي اختصرت في كلمة واحدة وهي "الجزائر".
تجوّل في القصبة "زنقة زنقة" وكثيرون تعرفوا عليه و"تصورو معاه"
المفاجأة التي لقيها الهدّاف السابق للمنتخب الهولندي، أنه عندما كان يتجوّل في أزقة القصبة تعرف عليه الكثير من المواطنين الذين تسابقوا لأخذ صور تذكارية معه، وهي الفرصة التي استغلها حتى بعض سكان القصبة من مناصري ريال مدريد. إذ قالوا لنجم برشلونة السابق: "نحن ريال"، وكان يرد عليهم ضيف الجزائر بابتساماته العريضة وفهم ما كان يقصده هؤلاء، قبل أن يلتحق ثلاثة مناصرين ل"البارصا" وألقوا على "كرويف" التحية ورحبوا به في حيّهم، ولم يتركوه يذهب دون أن يأخذوا معه صورا للذكرى.
التقى مناصرا ل"أجاكس" رافقنا إلى سطح بيته
ولم يكن "كرويف" يتوقع أنه سيجد مناصرا آخر خاصا لا يناصر لا برشلونة ولا ريال مدريد، بل كشف لنا أنه يعشق "أجاكس أمستردام" إلى النخاع وهو الفريق الذي تألق فيه "كرويف" بشكل لافت للانتباه، وترك فيه تاريخا لا يمحى من ذاكرة الهولنديين. هذا المناصر فضّل أن يصعد معه "كرويف" ومرافقوه وصحفيا "الهدّاف" و"لوبيتور" وحتى رجال الأمن إلى سطح بيته، الذي يطل على كل العاصمة بشكل أفضل ويمنح منظرا رائعا. وقد أكد لنا "كرويف" أن هناك بعض الأحياء في المدينة الهولندية "أمستردام" تشبه إلى حد كبير أزقة القصبة.
كرويف: "الجزائر البيضاء، هي بيضاء فعلا ووجدتها كما تخيّلتها"
لم يتأخر "يوهان كرويف" في التعبير عن إعجابه الشديد بأزقة القصبة وضيق "دروجه"، قبل أن يصعد إلى واجهة القصبة التي تطل على العاصمة والشريط الساحلي. إذ قال "كرويف" بالحرف الواحد: "نعم إنها اسم على مسمى، الجزائر البيضاء وهي فعلا بيضاء. إنها مدينة جميلة ورائعة وهي بصراحة كما تخيّلتها، قبل أن آتي إلى هنا في أول زيارة لي إلى الجزائر".
"أنا سعيد جدا لزيارة الجزائر لأول مرة ومعجب كثيرا بعمرانها"
واصل "يوهان كرويف" يقول إنه أعجب كثيرا بشوارع وعمران العاصمة والقصبة، وأنه سعيد جدا لأنه اكتشف لأول مرة الجزائر، كما أضاف يقول: "بلدكم رائع ومناخه جميل. أنا سعيد لوجودي بينكم وأشكركم كثيرا على حفاوة الاستقبال، ولو أن هذا الشيء ليس بجديد أو غريب عن الشعب الجزائري المضياف. شكرا، شكرا ل"الهدّاف" و"لوبيتور" اللتين منحتاني الفرصة، لزيارة الجزائر لأول مرة في حياتي".
-------------------------------------
في ندوة صحفية عقدها قبل انطلاق الحفل
كرويف: "فغولي موهبة كروية تستحق التتويج بالكرة الذهبية"
عقد يوهان كرويف الإمبراطور الطائر ضيف شرف حفل الكرة الذهبية ليوميتي "الهداف" و"لوبيتور" سهرة أمس قبل انطلاق حفل الكرة الذهبية ندوة صحفية في قاعة المؤتمرات التابعة للقاعة البيضوية تحدّث فيها عن أمور عديدة، وكانت أول نقطة تطرق إليها تتويج فغولي بالكرة الذهبية حيث تحدث في هذا السياق قائلا: "فغولي موهبة كروية وأعتقد أن الجزائر استفادت منه كثيرا، ما يقدّمه حاليا في فالنسيا يتحدث عنه لقد طرق أبواب التألق في ظرف قصير لذلك فهو يستحق التتويج بالكرة الذهبية ولا أحد يشك في حقيقة إمكاناته".
"من السهل الوصول إلى القمة لكن يجب أن يكافح ليبقى هناك"
ثم قدّم الأسطورة الهولندية ولاعب برشلونة السابق نصيحة ل فغولي لما واصل حديثه عنه قائلا: "فغولي مازال أمامه الكثير من الوقت ليتطوّر أكثر فأكثر، تتويجه بالكرة الذهبية يعني أنه وصل إلى القمة لكن صعب للغاية أن تبقى هناك ويجب عليه أن يكافح ليبقى ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في الجزائر على الأقل".
"الجزائر بلد يتنفس الكرة ولم أتردد لحظة واحدة في تلبية الدعوة"
وفي تعليقه على زيارته للجزائر لأول مرة بمناسبة دعوة يوميتي "الهداف" و"لوبيتور" لحضور حفل الكرة الذهبية صرّح كرويف قائلا: "أنا سعيد جدا بزيارة الجزائر لأول مرة خاصة أنها بلد يتنفس كرة القدم مثلي، لقد اكتشفت اليوم أنّ الجزائريين يحبون الكرة ويمارسونها في الشوارع مثلما هو موجود في كتالونيا".
"لا يمكنني الحديث عن ميسي لأنه قال كل شيء بقدميه"
"مهما قلت عن لاعب برشلونة ميسي فلن أعطيه حقه لأنه يفضّل أن يتحدث عن نفسه بقدميه، إنه يتكلم في كل أسبوع وفي كل مباراة بلغة الأهداف وتمريراته الحاسمة، إنه ببساطة أحسن لاعب في العالم وأعتقد أنّ العالم محظوظ جدا في ظل العروض التي يقدمها هذه الظاهرة في برشلونة".
"لا مجال للمقارنة بيني وبين ميسي"
وفي رده على سؤال آخر حول الفوارق بينه وبين ميسي فصرح قائلا: "هذا الأمر غير ممكن ولا مجال للمقارنة بيني وبين ميسي، كلانا لعب في برشلونة وكل واحد قدّم الكثير في وقته ومع جيله، منحت المتعة مثلما يمنحها هو الآن وكل واحد منا قدّم الألقاب والبطولات في زمنه وهكذا هي عجلة كرة القدم لا تتوقف عن الدوران".
"تسمية ابنى جوردي لا علاقة لها بكتالونيا"
وفي الأخير تحدث يوهان كرويف عن جانب من حياته الشخصية وهي تسمية ابنه "جوردي" الذي هو اسم كتالوني بحت رغم أن الرجل هولندي وعمّا إذا كان له علاقة بالسياسة قال: "صحيح أنه تربطني علاقة قوية ببرشلونة وبكل ما هو كتالوني لكن لا علاقة لذلك باسم ابني جوردي وكل ما في الأمر أنّ هذا الاسم يعجبني كثيرا وفقط".
---------------------------------------
فغولي تسلم اللقب الثمين من يديه
كرويف ...إمبرطور الكرة الهولندية الطائر وملك "الكرة الشاملة"
وصلت لحظة الحسم، وسقط القناع عن ضيف "الكرة الذهبية" في نسختها الجديدة الذي جعل عطر النجومية يفوح من سماء القاعة البيضوية في ليلة غير كل الليالي. نجم سهرة ليلة أمس كان مختلفا واستحق أن تقف معه العاصمة على قدميها استقبالا له، ولهذه الكوكبة من نجوم السياسة وكرة القدم. إنه "هندريك يوهاناس كرويف" المشهور باسم "يوهان كرويف"، ليس فقط أعظم لاعب كرة قدم على الإطلاق في تاريخ الكرة الهولوندية، ولكنه يقف في الصف الأول مع أعظم لاعبي الكرة في القرن العشرين مع "بيلي"، "مارادونا"، "ديستيفانو"، "بيكنباور"، "ليف ياشين" و"بوبي شارلتون".
من لم يدخل الملعب من الباب دخله من فوق الحائط
ولد "يوهان كرويف" في تاريخ 25 أفريل من عام 1947 ونشأ في عائلة فقيرة. كان "يوهان كرويف" وهو صبي في الثامنة من العمر يقطن بجوار ملعب "لومير" والذي كان ملعب فريق "أجاكس أمستردام" آنذاك، مما وطد علاقة خاصة بين "يوهان" وفريق "أجاكس". وتعلق المهاجم صاحب قامة متر و78 سنتميترا ووزن 68 كيلوغراما بالكرة في سن مبكرة، إذ كان يتسلق جدران الملعب لأجل حضور تدريبات الفريق الهولندي العملاق حينها وكله أمل في أن يكون أحد لاعبيه في المستقبل، ورغم تحذيرات والده البقال آنذاك له من مغبة ذلك إلا أن إصرار الطفل "يوهان" على ذلك وتعلقه بفريقه المفضل كانا يدفعانه لتكرار الأمر ذاته دائما.
والده تركه صغيرا ووالدته اشتغلت عاملة نظافة في نادي "أجاكس"
طفولة "يوهان كرويف" لم تكن سعيدة البتة، فوالده الذي كان بقالا توفي تاركا يوهان طفلا صغيرا في سن الثانية عشرة، ولأن حال عائلته كان تعيسا لحد ما فقد اضطرت والدته للاشتغال عاملة نظافة في فريق "أجاكس أمستردام" الذي يقرب ملعبه من منزلهم حتى تستطيع تغطية تكاليف معيشة أبنائها بعد وفاة زوجها، وهنا بدأت حياة "كرويف" في التغير وأصبح حلمهspan cla