خسر المنتخب الوطني أوّل رهاناته في “المونديال الإفريقي” وتكبد خسارة لم تكن متوقعة بما أن المنافس لم يكن من العيار الثقيل على غرار منتخبات من طينةإنجلترا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أو أي منتخب من المنتخبات العملاقة الأخرى التي تنشط في مجموعات أخرى، وبخسارة كهذه يمكن أن نجزم بأن حظوظ منتخبنا في بلوغ الدور الثاني صارت أكتر صعبة فقط لأن الأمر لا يتعلق في الجولتين المقبلتين بمنافسين من طينة منتخب سلوفينيا الذي عجزنا عن الإطاحة به، بل بمنتخب قيمته ثابتة كالمنتخب الإنجليزي المرشح لبلوغ أدوار متقدمة في “المونديال” الحالي وبمنتخب أمريكي أثبت قوته خلال الجولة الأولى وأكد على أنه لن يكون حصانا أسودا في مجموعة هو قادر على تخطي عقبتها بسلام ودون أي عائق. الكلّ يجمعون على أن الخسارة كانت بطريقة تافهة لاعبونا تأكدوا من ذلك وغادروا الملعب بعد نهاية المباراة محبطين ومتأثرين للغاية، لكنهم وقبل ذلك لم يتوانوا في الإعتراف بأن مهمة التأهل صارت أصعب بكثيرا مما يتصورون وأجمعوا على أن الخسارة أمام المنتخب السلوفيني كانت بطريقة تافهة للغاية، وأكدوا أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز أو التعادل على الاقل لولا الهدف الذي سُجل في مرمى شاوشي، ولولا طرد غزال المجاني في آخر ربع ساعة من المباراة ودقائق بالضبط قبل هدف المنتخب السلوفيني. ...وأن ما كان في المتناول ذهب في مهب الريح كما تحسّر اللاعبون على ضياع نقاط كانت في المتناول بما أن المنتخب السلوفيني لم يظهر بتلك القوة التي كانت منتظرة منه ولم يبد المقاومة التي كانت متوقعة وهو الذي أزاح من طريقه الدب الروسي قبل وصوله إلى هذه المحطة، وأجمعوا على أنهم كانوا أفضل منه من كافة النواحي لكنهم في نهاية المطاف أوقعوا أنفسهم في ورطة بعدما ضيعوا النقاط الوحيدة التي كانت تبدو قبل إنطلاق الدورة في المتناول، قبل أن تذهب في مهب الريح بسبب أخطاء تافهة في الفترات الأخيرة من المباراة، نقول أخطاء لأننا لا يمكن أن نحمّل شاوشي لوحده المسؤولية بما أن من صوب الكرة تركت له مساحات كبيرة لينطلق بالكرة ويصوب براحته دون أن يسد أي لاعب من لاعبي الوسط الطريق في وجهه. يعترفون بصعوبة المأمورية أمام إنجلترا ولسنا وحدنا فقط من نجمع على صعوبة المأمورية في لقاء إنجلترا لأن كافة اللاعبين الأساسيين منهم أو الإحتياطيين أجمعوا على أن المهمة ستكون شاقة وفي غاية الصعوبة خلال المباراة القادمة أمام المنتخب الإنجليزي المتعثر في الجولة الأولى أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يوحي بأن لاعبينا ندموا في قرارة أنفسهم على ضياع النقاط الثلاث التي كانت في متناولهم أمام سلوفينيا. مع ذلك يحلمون بمعجزة ويؤكدون أن الكرة ليست علما دقيقا ورغم إحباط لاعبينا وتأثرهم من الخسارة التي تكبدوها أمام سلوفينيا إلا أنهم أجمعوا على ضرورة عدم رمي المنشفة مبكرا ونحن مع بداية هذه الدورة العالمية، لأحلامهم بأنهم قادرون على تحقيق المعجزة في المبارتين القادمتين مهما كانت قيمة المنافسين، مؤكدين أيضا على أنّ الكرة ليست علما دقيقا وأن كل شيء فيها ممكن، كما أجمعوا أيضا على أنهم لن يخسروا شيئا بعد الآن وسيرمون بكل ثقلهم بغية مباغتة الإنجليز في الجولة القادمة، وهو طموح مشروع لكن ومن دون مبالغة إذ علينا ألا نكذب على أنفسنا لأن الإنجليز لن يرحمونا ولن يشفقوا علينا وسيرمون بدورهم بكل ثقلهم من أجل تدارك التعثر أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى يحققوا الإنطلاقة المنتظرة من منتخب معوّل عليه كثيرا في هذه المنافسة العالمية. عنتر يحيى: “قادرون على تحقيق المفاجأة لهذه الأسباب” صخرة دفاع المنتخب عنتر يحيى واحد من اللاعبين الذين يرفضون الإستسلام بل هو واحد من اللاعبين الذين أكدوا أن المنتخب قادر على تحقيق المفاجأة في مباراة إنجلترا، حيث صرح قائلا لمختلف وسائل الإعلام: “نعم نحن قادرون على إحداث المفاجأة أمام إنجلترا وكذلك أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية”، ولما سألناه عن السبب الذي جعله يبدو متفائلا أضاف قائلا: “قوة منتخبنا تكمن في الروح التي تسود المجموعة، الروح القتالية التي تعوّدنا على اللعب بها في أوقات الشدة ومختلف الفترات الحرجة، اليوم لعبنا جيدا لكننا خسرنا للأسف الشديد لكننا أمام الإنجليز قادرون على إحداث المفاجأة إذا تحلينا بتلك الروح التي أوصلتنا إلى هنا”. ما هو قادم أصعب وعلينا أن نحضّر الحقائب كلام جميل من يحيى عنتر ويبعث الأمل في نفوسنا من جديد ، لكن الواقع يثبت عكس ما قاله يحيى وما قاله كافة الزملاء فرغم أننا لا نشكك في روح المجموعة التي تحدث عنها يحيى ولا في قوة وتماسك هذه المجموعة في أوقات الشدة، إلا أننا نرى أن القادم أصعب بكثير مما فات والمنطق يقول إنّ من يعجز حتى عن فرض التعادل على سلوفينيا سيكون من المستحيل أن يصمد في وجه رفاق جيرارد، ونتمنى أن نكون في نهاية المطاف المخطئين ويكون عنتر يحيى وكافة من أجزموا بأنهم قادرون على تحقيق المفاجأة على صواب، لأن المنتخب الوطني هو من سيخرج منتصرا في النهاية.