نجح اتحاد العاصمة في رفع التحدي في الأراضي الأردنية وسجل نتيجة هي الأولى من نوعها في كأس العرب إذ لم يسبق لأندية كثيرة أن فازت على منافسيها في عقر دارهم بسداسية كاملة، فوز الإتحاد كان بالنتيجة والأداء وبتألق واضح لأشبال كوربيس الأمر الذي رفع معنويات كل محبي الإتحاد الذين اطمأنوا على صحة الفريق وتواجد اللاعبين في أحسن أحوالهم، لكن المشكلة أنّ هذا التألق لم يشاهده "المسامعية" كثيرا في البطولة وهي المنافسة الأهم في نظر أبناء الإتحاد، والكل في محيط الفريق يتمنى أن تكون نتيجة مباراة البقعة الأردني عبارة عن محرك لنتائج مميزة في البطولة الوطنية. نتائج باهرة وسيطرة واضحة في البطولة العربية ولم يحقق الإتحاد نتيجة جيدة واحدة فقط في رابطة أبطال العرب بل كل المواجهات التي لعبها كانت قوية ولعبها بشكل مميز وحققوا فيها نتائج رائعة، فلما تنقل الفريق إلى موريتانيا وواجه "تفراغ زينة" ورغم أنه كان يمرّ بأزمة نتائج وسافر بدون مدرب رئيس (دزيري هو من أشرف على الفريق في تلك المواجهة) إلا أنه تمكن من تحقيق فوز بثنائية قبل أن يحقق انتصارا مريحا أمام نفس المنافس في بولوغين. ويلعب رفقاء بوشامة بشكل مميز ومتحرّر في مواجهات رابطة أبطال العرب، ورغم أن المنافسين لم يكونوا من العيار الثقيل إلا أن هذا لا يمنع من القول إنّ الفريق عرف كيف يتعامل مع مواجهاته. الكل ينتظر سيطرة مماثلة في البطولة هذا التألق الواضح واللافت للانتباه في رابطة أبطال العرب قابله أداء باهت في الكثير من المواجهات في البطولة المحلية وهو ما حيّر الأنصار والمقرّبين من النادي، لذلك فإنّ الكل ينتظرون أن يؤكد أشبال كوربيس أنّ هذه النتائج لم تتحقق لأن المنافسة سهلة بل لأن الفريق قوي وقادر على فرض نسقه على أي منافس، والكل ينتظرون مثل هذا التألق في مواجهات البطولة ولم لا جلب نقاط من خارج الديار بهذه الطريقة. البداية من لقاء سطيف والفوز فيه ضروري والبداية بالنسبة لمحبي الإتحاد يجب أن تكون في المواجهة المقبلة التي تنتظر أبناء "سوسطارة" أمام وفاق سطيف يوم الثلاثاء المقبل، فهذه المواجهة ستجمع رفقاء شافعي بمتصدر البطولة ومن الضروري تحقيق الفوز فها لأنه ستكون لديه الكثير من الدلالات والكثير من النتائج الإيجابية، أولها من الناحية النفسية فلا يمكن أن يتحدث الإتحاد عن قدرته على لعب المراتب الأولى والمنافسة على لقب البطولة دون أن يكون قادرا على فرض سيطرته في مواجهة مماثلة فوق أرضه. التفكير كله منصبّ على هزم أبناء عين الفوارة والأمر الإيجابي في تشكيلة الإتحاد أنّ لاعبي الفريق واعون بما ينتظرهم وبما يجب فعله في المواجهة المقبلة، فالكل نسي الفوز العريض أمام البقعة بسرعة وشرع في التفكير في مواجهة سطيف وكيفية تحقيق نتيجة إيجابية، والكل في الإتحاد يعرف أنّ هذا اللقاء هو الذي سيتخذه الجميع مقياسا لمستوى التشكيلة ولقدراتها، فإذا نجح أصحاب الزي الأحمر والأسود في الفوز على أبناء عين الفوارة وكسب النقاط الثلاث بالنتيجة والأداء فإنهم سيكونون قد كسبوا الرهان وبرهنوا أنّ الإتحاد من أقوى الأندية في البطولة الوطنية وقادر على العودة من بعيد. شافعي: "الفوز على سطيف أصبح قضية نيف" كلام لاعبي الإتحاد عن مواجهة سطيف وتصريحاتهم في الأيام الاخيرة يوضح الوعي الكبير الذي يسود المجموعة بأهمّية هذه المواجهة، فلا يصعب اكتشاف الرغبة القوية التي تحدو اللاعبين من أجل تحقيق الانتصار في مواجهة الثلاثاء المقبل بل الأكثر من هذا الكل يعتبرها مواجهة مصيرية والفوز فيها أكثر من ضروري، وهو ما يعبّر عنه بكل وضوح تصريح المدافع الشاب والمتألق في صفوف إتحاد العاصمة فاروق شافعي الذي لخّصه في القول: "الفوز على سطيف قضية نيف". الإتحاد يريد تفادي البدايات السيئة وكان إتحاد العاصمة في مرحلة الذهاب قد سجل الكثير من النتائج السلبية وهو ما وضعه في موقف محرج للغاية قبل أن تعود المياه إلى مجاريها في نهاية مرحلة الذهاب، لكن في بداية مرحلة العودة عادت النتائج السلبية وعاد تضييع النقاط السهلة مثلما حدث في مواجهة مولودية الجزائر ومباراة أهلي البرج التي تعادل فيها الفريق خارج الديار رغم أنه كان قادرا على كسب نقاطها، لذلك يريد أشبال كوربيس وضع حد لمثل هذه النتائج السلبية في بداية مرحلة العودة، وكسب نقاط اللقاء لتحقيق الانطلاقة الفعلية التي قد تجعلهم يقتربون أكثر من الريادة. مباراة سطيف قد تكون منعرج البطولة وقد تكون مباراة سطيف منعرج البطولة بالنسبة للفريقين معا، لكنها مباراة الفرصة الأخيرة أمام الاتحاد من أجل الاحتفاظ ببصيص أمل في التنافس على البطولة، ففوز الإتحاد على الوفاق سيبعث التنافس من جديد بين الأندية وسيعد أبناء "سوسطارة" نوعا ما إلى السباق، إذ سيصبح الفارق بينهم وبين الوفاق 9 نقاط قبل 9 جولات عن نهاية البطولة، وهو ما يعتبر أمرا ممكنا حتى وإن كانت قمة في الصعوبة. المعنويات في السماء لكن الحذر مطلوب والأمر الإيجابي أنّ معنويات لاعبي إتحاد العاصمة ارتفعت بعد الفوز المهم أمام البقعة الأردني بسداسية كاملة، إذ استعادوا الثقة بالنفس ويمكن القول إنّ الفريق تجاوز بشكل نهائي نكسة "الداربي" التي أثرت كثيرا على الفريق، والآن سيدخل الإتحاد هذه المواجهة الصعبة بمعنويات مرتفعة وبجاهزية كبيرة خاصة من الناحية الذهنية وهو عامل مهم في مثل هذه اللقاءات الصعبة التي تشهد عادة ضغطا شديدا، لكن رغم هذا على لاعبي الإتحاد الحذر والتعامل مع المباراة بشكل لائق لأن أي خطأ سيعني الكارثة للفريق. حوار كوربيس – فيلود سيكون من نوع خاص مواجهة إتحاد العاصمة أمام وفاق سطيف ستكون خاصة لكل الأطراف سواء للاعبين الذين سيتنافسون للبرهنة على أن كل فريق أقوى من الآخر بغض النظر عن النقاط التي بحوزة كل واحد منهما، كما ستكون عبارة عن حوار تكتيكي فرنسي خاص بين مدربين يسعى كل واحد منهما إلى البرهنة على أنه الأحسن حاليا في البطولة، فكوربيس منذ قدومه للإتحاد قلب الأمور وساهم في عودة الفريق بقوة ويريد التأكيد على أن هذه الاستفاقة ليست على الأندية المتوسطة والضعيفة في البطولة بل حتى على أندية المقدمة، بالمقابل فإن فيلود يريد التأكيد على أنه الأحسن وهذا بقيادة فريقه لتحقيق أحسن النتائج في أقوى المواجهات. ------------------------- بن عمارة: "نقاط سطيف ما فيهاش هدرة" كيف كانت رحلة العودة من الأردن؟ كانت عادية لكنها في نفس الوقت متعبة لأننا استيقظنا باكرا للوصول في الموعد المحدد، لكن المهم أننا عدنا إلى الجزائر والرحلة جرت في ظروف عادية. كيف كان الفوز على البقعة وكيف تعاملتم مع هذه المواجهة؟ كان فوزا هاما من أجل المعنويات والاحتفاظ بالثقة بالنفس، فالفوز بنتيجة جيدة وعريضة ساهم في الحفاظ على الاستقرار داخل المجموعة وجعل الجميع مرتاحين لأنّ الأمر حتى وإن كان أمام فريق متوسط من ناحية المستوى إلا أنه مهم بالنسبة لنا، لكن يجب أن لا نغتر بهذا الفوز بل يجب أن نفكر في شيء آخر وننسى هذه المواجهة التي انتهت، هي عبارة عن شوط في مشوار التأهل إلى نصف النهائي وقد انتهينا منه وحين يأتي موعد الشوط الثاني سنفكر فيه، لكن الآن يجب التفكير في المواجهة المقبلة في البطولة وما ينتظرنا من تحديات. في هذا اللقاء سجلت عودتك إلى التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل، كيف كانت العودة؟ كانت موفقة خاصة أنّ الفريق فاز بنتيجة مريحة ولم نتلق أهدافا كثيرة بل تلقينا هدفا واحدا وهو ما يعني أن الدفاع قام بواجبه مثل الهجوم، الأكيد أنه من الجيد أن تستعيد منصبك وتجد متعة التواجد في التشكيلة الأساسية من جديد وهذا الأمر رفع معنوياتي كثيرا. وكيف عشت إبعادك عن التشكيلة الأساسية؟ أكذب لو أقول إنني لم أتأثر بإبعادي عن التشكيلة الأساسية وإن بقائي في الاحتياط لم يزعجني، في الحقيقة تأثرت كثيرا لكن لا يمكنني قول أي شيء خاصة في ظل الوضع الحالي للفريق، المدرب قام بتغييرات وكان عليّ أن أصبر وأتقبّل قراراته بشكل رياضي، والآن بعد أن صبرت حصلت على فرصتي وأعتقد أني استغليتها كما يجب. وكيف هي المنافسة بينك وبين مفتاح؟ هي منافسة شريفة والأحسن بيننا هو من سيلعب، كل واحد منا يعمل ليخرج كل ما عنده سواء في التدريبات أو خلال المواجهات فتجد كل لاعب منا يصارع فوق الميدان لكي يحتفظ بمكانه وفي النهاية المدرب هو من يقرر، لكن كل هذا يسير في مصلحة الفريق لأن مبدأ المنافسة هو الأساس الذي تقوم عليه الأندية القوية، لكن يجب الإشارة إلى أمر هام وهو أنه خارج الميدان مفتاح أخي وعلاقتنا مميزة لكن هذا لا يمنعنا من التنافس فيما بيننا. وهل أنت راض بأدائك وهل يمكن القول إنّ بن عمارة "الكاب" هو بن عمارة الإتحاد؟ بكل صراحة لا، لست راض بما قدمته إلى حد الآن ولم أعط ما يجب إعطاؤه للاتحاد لأنّ الأنصار استقبلوني أحسن استقبال وساندوني كثيرا، لكني لم أعط ما كنت أتمنى أن أقدمه في إتحاد العاصمة إلى حد الآن، كنت أريد رد دين الأنصار والأشخاص الذين وضعوا ثقتهم بي، وبالتالي لازلت أعمل حتى أكون في المستوى اللازم. لكن لماذا لم تعط ما عندك؟ لا يمكن أن أعطي كل ما عندي إذا لم ألعب الكثير من المواجهات، لقد لعبت لحد الآن حوالي 10 مباريات في الإجمال ولا يمكن إظهار أشياء كثيرة وتقديم أحسن ما عندك في هذا العدد، من المهم أن تلعب مواجهات كثيرة ومتتالية حتى تتمكن من إيجاد معالمك وتقديم ما عليك، المهم بالنسبة لي أنني سأعمل لردّ خير الأشخاص الذين وضعوا ثقته فيّ وسأعمل على الظهور بأحسن مستوى فيما تبقى من مواجهات. كيف ترى لقاء سطيف؟ لقاء لا يستحق الحديث عنه، يجب الفوز فقط ونقاط هذه المواجهة "مافيهاش هدرة"، فيجب أن نوضح أننا لم نفقد الأمل فرغم ابتعادنا ب 12 نقطة عن الوفاق إلا أننا سنلعب حظوظنا كاملة في كل المنافسات وسنعمل على القيام بكل شيء ممكن لكي نبقى في السباق، وهو ما يجعل هذه المواجهة مهمة للغاية خاصة أنها ستُلعب فوق ميداننا وأمام أنصارنا، وبالتالي يجب استغلال الفرصة لتقليص الفارق إلى 9 نقاط. ------------------------- زماموش: "شهادة كوربيس تشرّفني" كان المدرب "رولاند كوربيس" قد أكد بعد نهاية مباراة البقعة أنّ الحارس زماموش من بين خيرة الحراس الذين عمل معهم في مشواره، وبعد وصول بعثة الإتحاد إلى مطار هواري بومدين بالجزائر اقتربنا من الحارس الدولي لأخذ رأيه في تصريحات مدربه فاعتبرها تشريفا له، وقال: "هذا التصريح يشرّفني كثيرا خاصة أنه جاء من عند مدرب معروف وعمل في أكبر الأندية الفرنسية، وبدوري أقول إنّ المستوى الذي وصلت له يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى لهذا المدرب بفضل ثقته التي يضعها في شخصي في كل مرة". ------------------------- فرحات يُستدعى لمنتخب أقل من 20 سنة والإتحاد يطالب بحضوره في مواجهة سطيف بمجرد أن وصل وفد إتحاد العاصمة إلى مطار هواري بومدين الدولي تلقى اللاعب زين الدين فرحات خبر استدعائه للتربص المقبل للمنتخب الوطني لأقل من 20 سنة الذي يحضّر للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا في مارس المقبل بوهران وتموشنت، وهو ما قد يجعله يغيب عن مواجهة يوم الثلاثاء المقبل أمام وفاق سطيف، لكن إدارة الاتحاد تصرّ على تواجد اللاعب في هذه المواجهة الهامة للغاية. سيغيب من 18 إلى 28 فيفري وسيجري تربص "الخضر" في الفترة الممتدة بين 18 و28 فيفري الحالي أي أنه سيبدأ يوما واحدا قبل موعد اللقاء أمام وفاق سطيف، وقد اندهش اللاعب من الأمر وتأثر بعض الشيء فرغم حماسه للمشاركة في تربصات المنتخب الوطني إلا أنه لم يتصور أنها ستحرمه من لعب مواجهات هامة مثل مواجهة سطيف. الإتحاد أرسل طلبا لإعفائه من بداية التربص وبمجرد أن وصلها استدعاء اللاعب قامت إدارة الاتحاد بسرعة بتجهيز طلب وإرساله للمسؤولين في "الفاف" وعلى منتخب أقل من 20 سنة لأجل إعفاء اللاعب من حضور بداية التربص والسماح له بالمشاركة في مواجهة وفاق سطيف ثم الدخول في التربص مع المنتخب في مركز سيدي موسى. اللاعب سيغيب عن مواجهة شبيبة القبائل بالمقابل فإن فرحات إذا تمكّن من المشاركة في مواجهة وفاق سطيف فإنه سيغيب الأسبوع المقبل عن مواجهة شبيبة القبائل بما أن موعدها يأتي في منتصف التربص الذي سيدوم 10 أيام. للتذكير فإنّ فرحات هو قائد المنتخب حضوره هام للغاية في مثل هذه التربصات. ------------------------- أردنيون طالبوا لاعبي الإتحاد بعدم القسوة على فريقهم لمّا كان وفد إتحاد العاصمة يهمّ بمغادرة مطار عمان اقترب بعض الأردنيين الذين يعملون في المطار وبعض المسافرين الذين تعرفوا على تشكيلة الإتحاد وتحدثوا مع اللاعبين عن التشكيلة الجزائرية التي قدّمت مستوى مميزا أمام نادي البقعة، كما طلبوا منهم عدم القسوة على فريقهم في مواجهة العودة وعدم الضرب بالثقيل.