تفاجأ سفير تايدر (20 سنة) لاعب وسط ميدان نادي بولونيا الإيطالي بمجرد أن أعلن موافقته على اللّعب للمنتخب الوطني باتصالات بالجملة يتلقاها من قبل الجانب التونسي، خاصة أن هذا اللاعب الذي يحمل الجنسيات الجزائرية، الفرنسية والتونسية كان دخل في وقت سابق في اتصالات مع المدرب السابق لنسور قرطاج سامي الطرابلسي أعطى خلالها موافقته المبدئية على الانضمام إلى منتخب تونس كأس إفريقيا.. وهو ما جعله يعيش خلال هذه الأيام ضغوطاً شديدة بالنسبة لشاب في مقتبل العمر وفي بداية تجربته الاحترافية، لذلك أصبح خوفه من أن يتسبب ما يدور حوله في فقدان تركيزه وهو الذي بدأ الموسم بقوة في بولونيا وخطف الأنظار من الجميع ممّا أدى ب "الفاف" إلى المسارعة لخطفه. أغلق هاتفه بسبب الضغوط والاتصالات التي تصله من تونس وحسب ما توفر لنا من معلومات فإن سفير تايدر كان يريد الانضمام للمنتخب الوطني دون صخب وبعيداً عن الأنظار دون أن تصل لقاءاته بالنّاخب الوطني وكذلك اتصالاته ب "الفاف" لأحد لأنه كان يعرف أن ردة فعل قوية ستثار في هذا الموضوع خاصة من الجانب التونسي، وهو ما حصل فعلاً لأنه بمجرد أن تسربت الأخبار عن طريق الصحف والمواقع الجزائرية حتى وجد اللاعب نفسه يتلقى عشرات الاتصالات يوميا من تونس لأجل محاولة معرفة موقفه وما إذا كان قد قرر فعلا اختيار المنتخب الجزائري أم لا، وهو ما جعله يقرر إغلاق هاتفه في الأيام الأخيرة تجنباً لكل ما يمكن أن يحصل. الجامعة التونسية لم تيأس وتحاول الضغط عليه بشتى الطرق ولم تيأس الجامعة التونسية حتى مع رحيل سامي الطرابلسي المدرب الذي كان أول من دخل مع اللاعب في مفاوضات لأجل محاولة ضمه ليلعب لنسور قرطاج، إذ حاولت عن طريق رئيسها وديع الجريء ومسؤولين آخرين الحديث معه لأجل الضغط عليه ودعوته إلى مراجعة قراره إن كان فعلاً قد قرر اللعب للجزائر (التونسيون يعتبرون هذه الأخبار غير صحيحة)، خاصة أنّ شقيقه نبيل لعب للمنتخب التونسي من قبل، وأكد لنا مسؤولون من الجامعة أن هناك اتصالات جمعت الطرفين حتى بعد كأس إفريقيا الأخيرة، وهو ما يؤكد فعلاً أن الطرف التونسي لم يقتنع بأن تايدر سيلعب للجزائر ولا يزال يلعب أوراقه في محاولة للضغط على هذا الشاب للتأثير فيه. الزواوي (المدير الفني لمنتخب تونس): "تكلّمنا معه بعد كأس إفريقيا وهو موافق على اللّعب لتونس" وقد اتصلنا أمس بالمدير الفني لمنتخب تونس يوسف الزواوي للحديث بشأن موضوع اللاعب تايدر فقال عن جديد اتصالات الجامعة التونسية ب سفير تايدر: "هناك اتصالات حثيثة مع هذا اللاعب، صراحة المنتخب التونسي مهتم جداً بمسألة ضمه وقد أعطانا الموافقة وسيكون معنا في التحديات المقبلة"، ثم سألناه عن جديد توقيت هذه الاتصالات فقال: "هي حديثة للغاية فقد تكلّمنا معه بعد كأس إفريقيا مباشرة"، ولما أعلمنا محدثنا بأنّ اللاعب اختار الجزائر قال: "سمعنا هذا الكلام، لكن لا ندري مدى صحته، اللاعب قدّم موافقته لنا في انتظار ترسيم الأمور بخطوة أخرى ليلعب رسميا لمنتخب تونس". اللاعب وسط ضجة كبرى وخائف من أن يتشتّت تركيزه من جهة أخرى، نقل لنا مصدر مقرّب من اللاعب إحساسه بالضغط المسلّط عليه لأنه كان يلعب ويتألق في نادي بولونيا الذي لعب معه 22 مباراة هذا الموسم في صمت قبل أن يجد نفسه بين ليلة وضحاها وسط ضغط شديد وعشرات الاتصالات من تونس وكذلك من الجزائر فضلا عن اهتمام إعلامي كبير به، وهو ما جعله يحس بأنّ الأمور يجب أن تعود إلى مجاريها من خلال التركيز على ما ينتظره من تحديات مع فريقه قبل نهاية الموسم مع وضع موضوع الاختيار جانبا إلى وقت لاحق على الأقل، وكانت مصادر أخرى قد أكدت ل "الهدّاف" أن تايدر لم يمض بعد على وثيقة الالتزام حتى يؤهل مع المنتخب الوطني، ولا ندري إن كان ذلك بسبب الضغوط القوية التي باتت مفروضة عليه أم أمور أخرى.