إذا كانت العناصر السطايفية ستعود مساء اليوم إلى أجواء التدريبات من أجل التحضير لمواجهة "أسفا أنيڤا" البوركينابي، فإن وفاق سطيف يستعد للدفاع عن شيء آخر. هيبة ملعب النار الحالية يجب أن تمتد للكأس والأكيد أن الكل يعلم أنه في الموسم الحالي يؤدي الوفاق واحد من مواسمه الاستثنائية في ملعبه، من خلال فوزه بكل المباريات التي لعبها فوق ميدانه في البطولة الوطنية في استثناء لم يحدث من قبل في تاريخ الوفاق. التأهل أمام بلوزداد يضمن الهيبة في الكأس ولأن اللقاء أمام بلوزداد هو الأخير الذي يلعبه الوفاق في منافسة كأس الجمهورية في الموسم الحالي، على اعتبار أنه في حالة تأهل الوفاق سيكون على موعد مع اللعب في 5 جويلية أو الشهيد حملاوي، والنهائي بطبيعة الحال سيكون في 5 جويلية، وبالتالي سيكون التأهل أمام بلوزداد في اللقاء المقرر يوم 30 مارس بمثابة ضمان هيبة ملعب النار والانتصار في كأس الجمهورية أيضا بعد التأهل في الدور 16 أمام نادي تڤرت. ...والتأهل أمام "أسفا أنيڤا" يضمن سنة من الهيبة في حين أنه وبعد اجتياز عقبة بلوزداد المنتظرة، سيكون الوفاق السطايفي على موعد مع لعب مواجهة رابطة الأبطال الإفريقية في 5 أفريل، وإذا نجح الوفاق في تحقيق الفوز فإنه سيصل إلى سنة من استعراض العضلات في ميدانه. آخر تعثر كان أمام "الحمراوة" يوم 14 أفريل 2012 وتبرز قيمة تحقيق نتيجة إيجابية في المباراتين القادمتين أمام بلوزداد و"أسفا أنيڤا"، في كون أن التأهل فيهما سيضمن الوصول إلى إشعال شمعة أولى من الانتصارات المتتالية في ملعبه، لأن آخر تعثر ل"الكحلة" يعود إلى 14 أفريل 2012، لما تعادل الوفاق أمام "الحمراوة" 1-1، وقبلها ب 4 أيام كان قد خسر أمام بلوزداد ب 0-2 في ملعب 8 ماي. الوفاق لن يلعب في 8 ماي في البطولة قبل 12 أفريل ومهما يكن تاريخ الجولة 25 من البطولة، فإن الفريق السطايفي لن يلعب في ملعبه سوى هذين اللقاءين، على اعتبار أنه سيلعب خارج ميدانه في مباريات نصف نهائي كأس الجمهورية المقررة في 12 أفريل. الوفاق حقّق 16 انتصارا متتاليا بدءا من 20 أفريل وكانت هيبة ملعب النار والانتصار قد بدأت منذ الموسم الماضي وبالضبط في لقاء الحراش في إطار نصف نهائي كأس الجمهورية، وهو اللقاء الذي لُعب سهرة الجمعة 20 أفريل 2012، وفاز بعده الوفاق في ميدانه في البطولة أمام شبيبة القبائل وشباب قسنطينة، ويضاف لهذه الانتصارات الثلاثة في نهاية الموسم 13 انتصارا مسجلا في الموسم الحالي فوق ملعب 8 ماي، ليصل العدد في الوقت الحالي إلى 16 انتصارا متتاليا. "فيلود" يسير بالوفاق نحو إنجاز غير مسبوق إن ما يعيشه الوفاق في الموسم الحالي من انتصارات متتالية في 8 ماي إنجاز غير مسبوق في تاريخ الوفاق مع المباريات التي يجريها في ملعبه، إذ يسير المدرب الفرنسي "فيلود" بالوفاق إلى البحث عن مواصلة تحقيق الانتصارات في 8 ماي. العدد مُمكن أن يصل إلى 22 انتصارا في نهاية الموسم وبالنظر إلى المقابلات المتبقية للفريق السطايفي في ميدانه، فإن عدد الانتصارات المتتالية بإمكانه الوصول إلى 22 انتصارا متتاليا إذا حقق الوفاق كل الانتصارات الممكنة في المقابلات المتبقية (3 لقاءات في البطولة أمام الشلف، القبائل، و"السنافر"، مواجهة في الكأس أمام بلوزداد، ومواجهتان في دوري أبطال إفريقيا أمام "أسفا أنيڤا" ومواجهة ثمن النهائي). استرجاع أيام "الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود" وبالطريقة الحالية التي يسير بها الوفاق السطايفي، فإنه يعبد وبطريقة أفضل لعودة أيام ملعب النار والانتصار الحقيقية ودوري أبطال العرب في نسخة 2006-2007، لما كانت أكبر القنوات التلفزيونية العربية تتحدث وقتها عن ملعب النار والانتصار بتحليل: "كان الله في عون أي فريق يزور ملعب سطيف لأن الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود". الجمهور له دور بارز في هذه الهيبة كما أن للجمهور السطايفي دور بارز في هذه الهيبة التي أصبح يتمتع بها فريقه فوق أرضية ملعب النار والانتصار، وهذا ما كان في العديد من المباريات التي كان فيها الوفاق السطايفي قريبا من التعثر، إلا أن مساندة الأنصار كانت وراء دفع الوفاق لتحقيق انتصارات كانت تبدو صعبة كما حصل أمام الساورة، الحراش وغيرها. ...حتى "فيلود" يتجه للبقاء حتى النهاية في إنجاز منذ 12 سنة وإضافة إلى الانتصارات المحققة في الفترة الأخيرة داخل الديار وحتى خارجها، واقتراب الوفاق من تحقيق هيبة سنة كاملة من عدم التعثر في ملعب 8 ماي، فإن المدرب الفرنسي للوفاق يتجه بدوره ليكون أول مدرب يبدأ الموسم ويكلمه مع الوفاق في السنوات الأخيرة، أي منذ 12 سنة لأنه منذ موسم 2000-2001 الذي بدأ فيه الموسم الثلاثي (حاج منصور، خلفة وعباسن) منذ أول حصة تدريبية وإلى غاية آخر لقاء، فإن لا أحد من المدربين بدأ الموسم مع الوفاق وأكمله إلى النهاية. حذار...شهر أفريل على الأبواب ولكن في المقابل، فإن أنصار الوفاق وبحكم التجربة المريرة في الموسمين الماضيين لما يدخل فريقهم في فترة فراغ غير عادية في كل مرة مع مقابلات شهر أفريل، كما حصل في 2009 لما ضيع نصف النهائي أمام البرج ونصف نهائي كأس العرب أمام الترجي في 72 ساعة، وفي أفريل 2011 أيضا لما ضيع الوفاق التأهل في الشهر نفسه أمام الحراش، وقبلها ب 4 أيام كان قد خسر حظوظه في اللعب لأجل البطولة أمام الحراش أيضا، وفي أفريل من السنة الماضية، أقصي الوفاق من كأس "الكاف" أمام "سيمبا" التنزاني، ومر ب 4 تعثرات متتالية في البطولة كادت تعصف بهدف تحقيق البطولة. ------------------------ الرزانة وتفادي الاحتجاج أهم إيجابيات لقاء "أسفا أنيڤا" رغم أن الوفاق خسر المباراة الأخيرة في بوركينا فاسو، إلا أن هذه الخسارة كانت مصحوبة بالعديد من الأمور الإيجابية التي ظهرت على لاعبي الوفاق في تصرفاتهم مقارنة بمجريات اللقاء. اللاعبون لم يحتجوا على رفض هدف عودية الشرعي وتبقى أولى العوامل الإيجابية هي تفادي الاحتجاجات من لاعبي الوفاق على الحكم، وخاصة في رفض هدف عودية الثاني في (د35) والذي أظهرت الإعادة التلفزيونية صحته مائة بالمائة، كما لم يكن هناك أي احتجاج في لقطة الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول في اعتراض مدافع "أسفا أنيڤا" كرة ناجي بيده، لأن الاحتجاجات في إفريقيا لن تجلب سوى متاعب إضافية بتمكين الحكم من توجيه البطاقات. الوفاق كانت له تجربة مرّة في "كادونا" وقد كان للوفاق السطايفي تجربة مرّة مع الاحتجاجات على قرارات الحكم في إفريقيا، من خلال ما حصل في "كادونا" في صيف 2011 لما تسبب فقدان الأعصاب في 3 بطاقات حمراء في وجه حمّاني، يخلف، إضافة إلى جابو الذي كان مهددا في تقرير الحكم ب 6 أشهر حُولت إلى 6 مقابلات حرمته من التواجد أمام "سيمبا" التنزاني في الموسم الماضي. ...وتجربة المولودية في "كوارا" الأصعب كما كانت تجربة المولودية العاصمية في دفع ثمن الاحتجاجات وفقدان الأعصاب في عقوبات كبيرة وصلت إلى سنة نافذة محليا وخارجيا ضد بوعصيدة، وسنتين ضد عبدوني، وعديد اللاعبين الآخرين بعدد من المقابلات بسبب التأثر بقرارات الحكم. إفريقيا تتطلّب الصبر والرزانة ويبدو أن لاعبي الوفاق فهموا جيدا الرسالة بأن إفريقيا تتطلب الصبر والرزانة وإن رأيت أن حقك مهضوم فوق الميدان، لأن احتجاجك سيكلفك عدم المشاركة في لقاءات ولقاءات أخرى، كما حصل للفريق السطايفي في "كالولو" في شهر ماي 2009 لما طرد الحكم السيشلي "جون كلوم ليباروس" سوڤار ومنح البطاقة الصفراء لثمانية من لاعبي الوفاق. الوفاق مُطالب بالمواصلة على نفس العقلية ويبقى الوفاق السطايفي مطالب بالمواصلة على نفس العقلية الحالية في تفادي الاحتجاج في إفريقيا، وبالمرة تفادي الحصول على بطاقات حمراء، وهذا في ما تبقى من المنافسة القارية لأن "السيناريو" الذي عاشه الوفاق مع الحكم "ياكوبا كايتا" في اللقاء الأخير ببوركينا فاسو سيكون موجود في كثير من الملاعب الإفريقية. ...وثقافة الاعتراف سر تواجد الوفاق في الصدارة محليا كما أن الوفاق في الموسم الحالي هو من أقل الأندية الجزائرية احتجاجا على التحكيم، وهذا ما حصل في أكثر من لقاء، خاصة التي انهزم فيها الفريق السطايفي، وكان Favoris & Partage : | | | PLUS