يرى صخرة دفاع المنتخب الوطني رفيق حليش أنّ الإرادة الكبيرة التي لعب بها ورفاقه أمام إنجلترا هي التي جعلتهم يخرجون بتلك النقطة الثمينة أمام منافس عملاق، كما يُؤكّد أنّ اللاعبين لعبوا يومها متحرّرين من أي عقدة أو ضغوط تجاه نجوم كابيلو ولعبوا وكأنهم يتبارون أمام منافس عادي. “لم أشعر بأي عقدة تجاه روني ولامبارد لأني تعوّدت على مواجهة الكبار في أوروبا” “أتمنى أن يكون مسجل الهدف مهاجما ولم لا أسجل مرة أخرى!“ رفيق، كيف هي المعنويات بعد التعادل الثمين الذي حققتموه أمام المنتخب الإنجليزي؟ يا أخي المعنويات جدّ مرتفعة لأننا لعبنا مباراة كبيرة وكنا في يومنا جميعا ومن دون إستثناء، قدمنا كرة حديثة، نسوجا كروية جميلة، وعروضا لافتة أمام منافس غنيّ عن كل تعريف إسمه المنتخب الإنجليزي الذي يعجّ بالنجوم والأسماء. الحمد للّه أنّ مجهوداتنا لم تذهب هباء، حيث جنينا ثمارها وتحصلنا على نقطة تعادل ثمينة بعثت فينا الأمل من جديد وجعلتنا نؤمن حقا أننا قادرون على الذهاب إلى الدور الثاني. كنت من بين أفضل اللاعبين في المستطيل الأخضر، فكيف تقيّم مردودك أنت شخصيا؟ (يضحك مطوّلا) يا أخي لا يُمكنني أن أقيّم مردودي الشخصي، فالحكم يعود إلى الفنيين والمختصين ولكم أنتم كإعلاميين، فإذا ما إرتأيتم أني قدمت مستوى طيبا فهذا أمر يُحفزني كثيرا وسأعمل دوما على الحفاظ على لياقتي ومستواي وأسعى في آن واحد إلى تحسينهما. لاحظناكم محفزين كثيرا، فهل يعود إلى أنّ الأمر يتعلق بالمنتخب الإنجليزي أم ماذا؟ صحيح أنّ التحفيز كان شديدا للغاية، لكن أعتقد أننا لعبنا بنفس الطريقة وبنفس التّحفيز أيضا في اللقاء الأول أمام المنتخب السلوفيني، حيث كنا مركّزين للغاية في تلك المباراة وكنا حاضرين في الميدان من كل الجوانب، فضلا على أننا سيطرنا على المنافس ولم نترك له أي مجال لكي يضغط علينا، لكن للأسف الشديد أننا في نهاية المطاف تكبدنا هدفا بطريقة باهتة للغاية عن طريق تصويبة من بعيد لم يكن بوسعنا أن نفعل أمامها شيئا... وأمام إنجلترا لعبنا بنفس الطريقة، مع ربما تحفيز وتركيز إضافيين بعض الشيء بما أن الأمر يتعلق بمنتخب إنجلترا، ضبطنا أمورنا جيّدا، ضيّقنا الخناق على المنافس ولم نترك له المساحات اللازمة لكي يلعب كما يشاء، وفي النهاية نجحنا في مسعانا وحققنا نقطة غالية سيكون لها شأن كبير إن نحن تأهلنا. ربما تصريحات لاعبي المنافس قبيل المباراة هو ما حفزكم على الردّ في الميدان. في الحقيقة لم أطّلع على تصريحاتهم قبل المباراة، وبالتالي ليس لي علم إن كانوا قد احتقرونا أم لا. ما أعرفه هو أنّ مجرد ذكر المنتخب الإنجليزي ومجرد التأهب إلى مواجهته، فإنّ ذلك يعدّ تحفيزا لأي منافس بالنظر إلى السمعة الكبيرة الي يحظى بها هذا المنتخب، فضلا عن عوالم أخرى كروعة أرضية الميدان، روعة الملعب، حضور الأنصار من الجانبين بأعداد غفيرة، اللعب ليلا تحت الأضواء الكاشفة، الإهتمام الذي حظيت به المباراة من طرف عدد قياسي من المتتبعين في العالم بأسره، المونديال، أهمية نتيجة المباراة بالنسبة لنا وغيرها من العوامل التي جعلنا نرمي بكل ثقلنا يومها ونحقق تلك النتيجة الرائعة. شعرنا خلال المباراة أنكم لعبتم متحرّرين، رغم أن الأمر يتعلق بنجوم عالمية مثل لامبارد، روني، جيرارد وجون تيري وغيرهم، ما الذي جعلكم تنسون تلك الفوارق بينكم وبين المنافس؟ شخصيا لعبت متحرّرا من أي عقدة، لأن الأمر ليس بجديد عليّ، إذ أن الفترة التي احترفت فيها سمحت لي بمواجهة عدد كبير من اللاعبين الدوليين، بالتالي فالأمر صار جدّ عادي بالنسبة لي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رفاقي الذي يلعبون في مختلف البطولات الأوروبية، فمنهم من ينشط في فرنسا، ومنهم من يلعب في إنجلترا، والبعض الآخر في ألمانيا وإيطاليا، وكل البطولات الأوروبية تقريبا، بالتالي فالأمر كان جدّ عادي لنا أن نواجه روني أو أي لاعب آخر. رغم ثقل هذه الأسماء؟ رغم ثقلها والنتيجة في نهاية المطاف كما قلت لك أننا حققنا تعادلا بطعم الفوز. الآن نعرج على لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية، فكيف تتوقع أن يكون وأنتم المطالبون بتحقيق الفوز وانتظار ما ستسفر عنه مباراة إنجلترا أمام سلوفينيا؟ مباراة أمريكا بالنسبة لنا عبارة عن نهائي بأتمّ معنى الكلمة، سنلعب خلالها كل حظوظنا من أجل بلوغ الدور الثّاني، وهو الحلم الذي يحدونا ويحدو جميع الجزائريين. لا أنكر أن المهمة لن تكون سهلة أمام منافس يسعى إلى الفوز من أجل التأهل هو الآخر بعد تعادليه في اللقاءين الأول والثاني، لكننا بدورنا نسعى إلى نفس الهدف ولن نرضى بأي نتيجة أخرى سوى الفوز. أكيد أنكم ترغبون في دخول التاريخ بتحقيق التأهل إلى الدور القادم. بطبيعة الحال نرغب في دخول التاريخ، لا سيما وأن الجزائر لم يسبق لها وأن بلغت هذا الدور من قبل، ومن الجيد أن يكون دخول التاريخ على أيدينا، ولن نسعى إلى ذلك فقط لأننا نرغب في التأهل حتى نسعد الشعب الجزائري الذي ينتظر منا وجها مشرفا في هذا المحفل العالمي الكبير، وحتى نعيد للكرة الجزائرية هيبتها الحقيقية. وهل تملكون فكرة عن المنافس القادم، وهل شاهدتم بعض مبارياته أم ليس بعد؟ أكيد أننا نمتلك أفكارا عنهم وليس فكرة فقط، لقد لعبوا حتى الآن مبارتين أمام إنجلترا وسلوفينيا، سجلوا أهدافا وتلقوا أهدافا أخرى، وهما المبارتان اللتان تابعناهما باهتمام كبير، ونحن مجبرون على ذلك بما أن المنتخب الأمريكي سيكون منافسنا في الجولة القادمة في مباراة حاسمة للغاية لنا ولهم، وبالتالي فمن المنطق أن نتابعه حتى نقف على نقاط قوته وضعفه، ويتسنى لنا بعدها أن نتعامل معه وفقا لما حفظناه ودرسناه عنه. هل أنت على علم أن دفاع الجزائر في لقاء إنجلترا ولأول مرة في تاريخه لم يتلق أي هدف في منافسة من هذا النوع؟ واللّه الأمر مشجع، ومشرف لي شخصيا أن نتمكن من الدفاع بتلك الطريقة وتتمكن في آن واحد من الحفاظ على نظافة الشباك في لقاء صعب للغاية كلقاء إنجلترا، فذلك ليس بالأمر الهين، وما يزيد من حلاوته كما ذكرت أنها المرة الأولى التي لا تتلقى فيها شباك الجزائر أي هدف في المونديال، إن شاء اللّه تدوم في المباريات القادمة. لكن في لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية المهمّة لن تقتصر على الدفاع عن العرين، بل إنّكم مطالبون بالتسجيل إن أنتم أردتم التأهل. (يتحدث مازحا) يا أخي في السابق حملنا على عاتقنا نحن المدافعين مسؤولية التهديف، هذه المرة عليهم أن يُسجلوا... لا خوف على هجومنا ولا تقلقوا لأن ضرورة التهديف في المباراة القادمة ستجعل مهاجمينا يُحولون الفرص التي تتاح لهم إلى أهداف. ربما الحل سيكون من مدافع مثلما حدث في غالب المرات. أيا كان مسجل هدف الفوز والتأهل، سواء كان مدافعا أم مهاجما، فالمهم بالنسبة لنا هو أن نصل إلى الدور القادم وندخل التاريخ من بابه الواسع. ربما قد يكون الحل منك، وأنت الذي سبق وأن أهلت الجزائر في نهائيات كأس إفريقيا بفضل هدفك في مرمى مالي. (يضحك) لم لا!؟ إن أتيحت لي الفرصة سأضع الكرة في الشباك، وأتمنّى ذلك ... سأحاول الصعود من حين لآخر في الكرات الثابتة، وإذا ما أتيحت لي الفرصة لن أتوانى عن استغلالها للحظة واحدة. هل حفزك تواجد الوالد في المدرجات خلال لقاء إنجلترا؟ تواجده شجّعني كثيرا، لأني لم أر الوالد منذ أكثر من شهر، وجاءت تلك الفرصة كي أرى والدي، وهو الحضور الذي حفّزني وجعل معنوياتي ترتفع كثيرا، وأعتقد أنني بفضل ذلك أيضا لعبت مباراة جيدة. ---------------------------- حليش تراهن مع ڤاواوي في القذفات قبل بداية حصة أمس التدريبية، كانت الأجواء الحماسية بين عناصر “الخضر” في أوجها، الأمر الذي ظهر أكثر بين حليش وڤاواوي اللذين كثرت بينهما المراهنات في تسجيل قذفات حليش على ڤاواوي. ووصل الأمر بهما إلى حد المزاح بينهما بأن يدفع الخاسر منهما 1000 أورو إلى الفائز.