يبدو أن سهام الانتقادات الحادّة التي تلاحق المدرب الوطني رابح سعدان بعد كل تعثر لم تعد حكرا على النقاد واللاعبين السابقين الجزائريين فقط، بل امتد إلى التونسي طارق دياب محلّل “الجزيرة الرياضية“، الذي فتح النار على سعدان وأكد أن هذا الأخير يتحمّل لوحده مسؤولية هزيمة أمس أمام المنتخب الأمريكي ومسؤولية الخسارة الأولى أمام سلوفينيا، وذهب إلى أبعد من ذلك لما قال إن سعدان كان أنانيا وتنقل إلى جنوب إفريقيا لأجل خدمة مصلحته الشخصية وإثراء سيرته الذاتية حتى ولو على حساب مصلحة المنتخب الوطني. وعقب دياب في هذا السياق قائلا: “لماذا كلّ هذا الإصرار الدفاعي من سعدان رغم أن المنتخب الجزائري كان بحاجة إلى الفوز وفقط، وحتى التعادل الذي ظلّ يبحث عنه لا يسمن ولا يغني. تغييراته لم تكن مفهومة إطلاقا، كان يغيّر منصبا بمنصب رغم أنه كان يتوجب عليه إقحام مساعد آخر يساعد مطمور وجبور. ما أخشاه فقط هو أن يكون سعدان يبحث فقط عن نفسه ويريد إثراء مشواره كمدرب”. “اللاعبون صمدوا 50 دقيقة فقط وعانوا كثيرا من الناحية البدنية” أكد طارق دياب أن الشقّ الهجومي للمنتخب الجزائري تحسّن كثيرا في مباراة أمريكا مقارنة بمباراتي سلوفينيا وإنجلترا، لكن حسب ما قاله طارق دياب فإن الجانب البدني هو الذي فعل فعلته ب “الخضر“ أمس، وظهر أن اللاعبين لم يكونوا جاهزين ليخوضوا ثلاث مباريات على أعلى مستوى في ظرف عشرة أيام فقط، وصرّح دياب في هذا السياق قائلا: “المنتخب الجزائري ظهر ضعيفا من الجانب البدني ولاعبوه لم يكونوا جاهزين ليتأقلموا مع النسق العالي الذي فرضه المنتخب الأمريكي والذي كان أفضل من هذا الجانب، بدليل أن لاعبيه كانوا في لياقة جيدة وبدوا محضرين جيدا، ولذلك فقد آمنوا بحظوظهم حتى آخر لحظة وجاء الهدف في الوقت الضائع”. “الدفاع فقد هيبته وكان ثقيلا هذه المرّة“ وعرّج بعد ذلك طارق دياب الذي كان موضوعيا وتحدّث بعيدا عن لغة العاطفة، للحديث عن دفاع المنتخب الجزائري الذي كان نقطة قوة “الخضر“ في اللقاءين الأوليين، وأكد أن الخط الخلفي للمنتخب الجزائري كان بعيدا عن مستواه هذه المرّة وارتكب لاعبيه هفوات قاتلة أستغلها أشبال المدرب “برادلي“ جيدا، وكادت النتيجة تكون ثقيلة جدا لولا وجود حارس عالمي إسمه مبولحي الذي أنقذ مرماه من عدة أهداف محققة. وصرّح دياب في هذا السياق قائلا: “الجانب البدني فعل فعلته أكثر بالمدافعين الذين أنهوا المباراة بصعوبة وظهروا ثقل الحركة في هذه المباراة، وهذا ما تفطن له المدرب “برادلي“ الذي طلب من لاعبيه الاعتماد على التمريرات القصيرة والتوغل في عمق دفاع المنتخب الجزائري. ورغم أن الهدف تأخر كثيرا إلا أن خيارات هذا المدرب كانت إيجابية، ولا بد أن نعترف أنه تفوّق تكتيكيا على سعدان”. “لو كنت مكان سعدان كنت سأفضّل لاعبين محليين على محترفين قضوا الموسم على مقعد البدلاء” ووجّه طارق دياب انتقادات لاذعة للمدرب الوطني رابح سعدن بسبب تفضيله دخول غمار “المونديال“ بتشكيلة مكوّنة من اللاعبين المحترفين فقط، وصرّح على قناة الجزيرة في هذا السياق قائلا: “مشكلتنا نحن العرب هو أننا نتعامل كثيرا بالعاطفة ولا نتعامل مع الأمور بطريقة محترفة. لم أفهم لماذا همّش سعدان لاعبي البطولة الجزائرية رغم أنني متيقّن أنها تزخر بمنجم حقيقي من المواهب الشابة، لكنه استدعى بالمقابل لاعبين محترفين ينشطون في نوادي الدرجة الثانية وهناك من لم يلعب مع ناديه أصلا وقضوا الموسم على مقعد البدلاء. يجب أن يكون المنتخب ملكا للجميع وكل من يستحقّ الفرصة يحصل عليها”.