حتى وإن كان أمر أداء منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا مسلّما به عند المتتبعين على أنه كان مشرّفا في المقابلات الثلاث أمام سلوفينيا، إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية واللاعبون أدوا ما عليهم ولم يبخلوا بمجهوداتهم في أول “مونديال” لهم، إلا أن الأداء يجب أن لا يكون بمثابة الشمس التي تغطي الغربال والنقائص الكثيرة التي لوحظت، حيث يكون قد اقتنع الكل بأن الخلل فادح على مستوى الخط الهجومي والمشكل أعمق مما يتصوّر البعض لأنه لم يظهر في هذا الحدث الضخم بل منذ مواجهة كوت ديفوار في نهائيات كأس إفريقيا. هدف وحيد من ركلة جزاء في 8 مقابلات منذ مباراة كوت ديفوار خاض منتخبنا الوطني إلى غاية مواجهة الأمس أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية ثماني مباريات كاملة لم يتمكن خلالها من تسجيل إلا هدف وحيد ومن ركلة جزاء أمام منتخب الإمارات، حيث بقي منتخبنا عاجزا عن إمتاع المناصرين بالأهداف لأنها أفضل وسيلة لإسعاد الجماهير وليس الأداء وحده بداية من مواجهة مصر ثم نيجيريا في دورة أنغولا وصولا إلى المباريات الودية أمام صربيا وإيرلندا. أربعة مهاجمين فقط في “المونديال” وعدة مدافعين لم يلعبوا أي دقيقة الأمر الذي سبق وأن تطرقنا إليه من خلال قائمة 23 لاعبا الذي اختارهم سعدان لتمثيل الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا هو أنها تضم أربعة مهاجمين فقط (صايفي، غزال، مطمور وجبور) حتى أن الحلول أصبحت قليلة عنده في اللقاءات الثلاثة من هذه الدورة، حيث يكتفي الطاقم الفني بتعويض غزال بجبور أو العكس أو إشراك صايفي في آخر الدقائق في وقت كان عدد المدافعين كبيرا بدليل أن بلعيد، العيفاوي ومجاني لم يلعبوا أي دقيقة في هذا المونديال لنغادر “المونديال” بصفر هدف. الافتقاد إلى التنويع في الهجمات صار واضحا المحللون والاختصاصيون يرون كذلك بأن المشكل لم يكن في المهاجمين بقدر ما هو في الطريقة التي يلعب بها المنتخب التي افتقدت إلى التنويع في الهجمات، ف”الخضر” اعتمدوا على الفتحات من الجهتين وفي بعض الأحيان التسديدات من بعيد. ففي مواجهة أمس التي كان لا بد فيها من تسجيل الأهداف إذا أردنا التأهل إلى الدور الثاني لم نر في النهاية إلا ثلاث محاولات سانحة طيلة 90 دقيقة من جبور، زياني وصايفي في آخر دقيقة. نشيد بشجاعة المنتخب، لكن عدم تسجيل أي هدف ليس له مبرّر وحتى إن كنا نشيد بشجاعة اللاعبين والطاقم الفني وعزيمتهم في إفراح الجزائريين والمباراة البطولية التي أدوها أمام إنجلترا وحتى وإن أقصي “الخضر” بشرف وودّعوا “المونديال” دون مهازل إلا أنه لا بد من أخذ العبرة وتصحيح النقائص الكثيرة الموجودة. صحيح أن منتخبنا يفتقد للخبرة الكافية لكن هذا ليس مبررا لأن نكون المنتخب الوحيد الذي لم يسجل أي هدف في هذه الدورة لأن منتخبات أخرى مثل نيوزيلندا ليست أفضل منا ولا هي تكتسب خبرة أكثر منا ومثلما يستقبل سعدان الإشادة والتشجيع المتواصل من الجزائريين عليه كذلك أن يعترف أنه عجز في إيجاد حل لعقم الهجوم. مبولحي رجل المباراة وأنقذنا من هزيمة ثقيلة بالعودة إلى مباراة البارحة، لا يختلف إثنان في أن مبولحي كان رحل المقابلة ولولا تألقه لربما انتهت المقابلة بهزيمة ثقيلة ل”الخضر”، فبعملية حسابية لأخطر فرص الأمريكان نجد أن مبولحي أنقذ مرماه من خمس أو ستة أهداف كانت تبدو محققة واستحق مبولحي العلامة الكاملة مثلما استحق أن يكون الحارس الأساسي في الفريق الوطني.