بثت قناة “نسمة” التونسية حصة “ناس المونديال” سهرة أول أمس للحديث عن مخلفات مقابلة أمريكا وتجربة “الخضر” في المونديال، وحضر الحصة جمال مناد، بلعرج، التليلي مدرب منتخب فلسطين الأولمبي والسليمي سمير اللاعب السابق للنادي الإفريقي، وتحدث هؤلاء عن الإقصاء وأمور أخرى، كما تطلعوا إلى مستقبل المنتخب الوطني بعد مونديال جنوب إفريقيا. مناد: “هدف أمريكا قاتل والمنافس كان قويا جدا” في البداية قال مناد مقدما إنطباعاته بشأن الهزيمة والخروج المؤسف من الدور الأول: “نتأسف على النتيجة، كان لنا أمل كبير قبل اللقاء، خاصة بعد المباراة الكبيرة التي أداها منتخبنا أمام إنجلترا والتي أعادت لنا الأمل، كنا متفائلين جدا، لكننا انهزمنا في الأخير بهدف قاتل، وحتى الفرص التي صنعناها لم نجسدها، إنها خيبة كبيرة ولو أنه لا بد من الإعتراف أن المنافس الأمريكي منتخب قوي جدا، وخلق ثغرات وسط دفاع “الخضر” لكن المشكل يبقا دائما مطروحا في الهجوم”. بلعرج: “ما ينقصنا هو مهاجمون من طراز عصاد، مناد وبن ساولة“ وأكد بلعرج المدرب السابق لرائد القبة قائلا: “مشكل الهجوم مطروح منذ مدة، ليس لدينا لاعب يستطيع أن يصنع الفارق عندما تكون النتيجة (0-0) يقوم مثلا بلقطة يسجل منها الهدف ويمنحك الأسبقية، نحتاج إلى لاعبين مثل عصاد، مناد وبن ساولة، لأن هذا ما ينقص منتخبنا الآن، ينتظر مسؤولي المنتخب الوطني عمل كبير لتحضير منتخب ينافس المنتخبات العالمية، صحيح أننا كنا قادرين على الفوز على أمريكا وسلوفينيا لكننا لم نفز، كنا قادرين على التسجيل في هذين اللقاءين وأمام إنجلترا ولم يتح لنا ذلك، ربما علينا في أنديتنا تكوين مهاجمين يسجلون ويصنعون الفارق”. السليمي: “الفراغات بين لاعبي الاسترجاع والمدافعين سمحت بالاختراقات“ من جهته عاد سمير السليمي إلى اللقاء وأكد أن جبور في (د5) كان يمكن أن يمنح مسارا آخر للمباراة، معترفا أن اللقاء كان هجوميا بدليل الفرص التي صنعت خلال 90 دقيقة ومن الجانبين، وأضاف قائلا: “المنتخب الأمريكي في رأيي كان يعرف جيدا ما يفعله، وقد عمد إلى تضييع طاقة لاعبي المنتخب الجزائري خلال شوط ونصف ونجح في ذلك، وكنت متخوفا على اللاعبين في 20 دقيقة الأخيرة، وقد أفلح بإيجاد بعض الثغرات لتهديد مرمى الرائع مبولحي، أؤكد أن برادلي وسط الميدان الإرتكازي كان مفتاح اللعب قام بكل شيء وحده، حيث كانت كل الكرات تنطلق من عنده رفقة إيدو، في حين شاهدنا لا توازن في تمركز لاعبي المنتخب الجزائري حيث كانت هناك 15 مترا على الأقل بين لاعبي الدفاع والمسترجعين، وهي المنطقة التي استغلها المنافس للاختراق“. “اللياقة البدنية للجزائريين خانتهم في الدقائق الأخيرة“ وواصل السليمي اعترافه أن سعدان أحسن قراءة المقابلة ونجح إلى حد ما، حيث قال: “لكن المشكل في رأيي أن الناخب الجزائري كان قادرا على أن يطلب من لاعبيه الرهان على ثقل لاعبي المنافس في الدفاع، وهو ما حصل في بعض الأحيان، حيث كانت الكرات التي تأتي وراء المدافعين خطيرة جدا لكن لم يتم التركيز عليها كثيرا، بالمقابل كان هناك حل آخر وهو التسديد من بعيد إذ نجح المنتخب الجزائري في ذلك، لكن أغلب الكرات لم تكن مؤطرة”. وصرح اللاعب السابق للنادي الإفريقي وقائده، أن زملاء مطمور لم يتمكنوا من مواصلة اللعب بالمستوى نفسه، حيث قال: “بدنيا تراجعوا وهو أكثر ما كنت أخشاه، وخانتهم اللياقة البدنية“. التليلي: “الإصابات، نقص المنافسة، الخبرة والتشكيك في الفريق، أمور أثرت كثيرا” من جهته كان ل التليلي رأيه بشأن إقصاء المنتخب الجزائري وهزيمته الثانية في 3 لقاءات، حيث قال: “اليوم ظهرت نتائج التحضير، أرى أن المنتخب الجزائري بدأ العمل لكأس العالم بلاعبين مصابين وآخرين لا يلعبون في أنديتهم، هذه عوامل أثرت فيه، ولا ننسى أيضا أن الجزائر لم تشارك في كأس العالم منذ24 سنة، وتمثل في هذا المحفل للمرة الثالثة فقط في حين تلعب أمريكا للمرة التاسعة، ففي مونديال 2006 بألمانيا كانت حاضرة، ولاعبوها يملكون الخبرة، بينما الجو العام للمشاركة الثالثة للمنتخب الجزائري لم يكن ملائما بوجود إصابات، نقص الخبرة، وتشكيك في قدرات المنتخب، بالإضافة إلى هذا كانت البداية سيئة جدا أمام سلوفينيا”. “5 فرص أمام أمريكا..لا تقلقوا فالمنتخب الجزائري بخير“ واعترف التليلي أن مقابلة سلوفينيا أثرت بشكل كبير في حظوظ المنتخب الوطني، الذي أضاع 3 نقاط في مقابلة كانت في متناوله، وقال: “هزيمة كتلك لم يكن من المفترض أن تكون في القاموس بتاتا، والدليل المستوى الذي قدمه المنتخب الجزائري بعدها أمام إنجلترا وحتى اليوم، حيث شاهدنا في اللقاء 5 فرص منها فرصتي جبور (د5) و(د54)، وفرصتي زياني (د60 ود72)، بالإضافة إلى لقطة صايفي، بهذا الكم من فرص التهديف يجب أن لا نتشاءم بشأن المنتخب الجزائري، فالأمور ستكون على أفضل ما يرام مستقبلا”. مناد: “كان يجب أن نفوز ولا أدري لماذا اعتمد سعدان على مهاجم واحد؟“ وتحدث الهذاف التاريخي ل “الخضر” مناد عن غياب الفعالية، وأرجع المشكل إلى خطة المدرب سعدان، حيث قال: “لعبنا اليوم بخطة 3-6-1، يعني أن المدرب اعتمد على خطة دفاعية، هذا ما لم أفهمه عندما أرى لاعبا واحدا رأس حربة، يعني أن المنتخب كان من المفترض أن يفوز، لهذا أتساءل لماذا لم نلعب بمهاجمين اثنين، جبور كان بمفرده في الهجوم لكن الكرات لم تصله جيدا، وعانى من نقص المساندة، كما أن المنتخب ككل لعب متخلفا إلى الوراء، ربما لهذا لم نسجل”. السليمي يؤكد أن المشكلليس في الهجوم وإنما في غياب التنشيط الهجومي أكد مناد مواصلا فكرته أنه لم يفهم سبب البطء الشديد الذي كان يلعب به المنتخب الوطني عندما يسترجع الكرة، “عكس المنافس الذي كان يتجه مباشرة وبكل وقوته إلى الأمام” على حد تعبير مدرب شبيبة بجاية، الذي رد عليه السليمي قائلا: “لا أوافقك أن اللعب بمهاجم واحد لا يترك المنتخب الجزائري يسجل، يمكن أن تلعب بخطة 3-6-1 وتسجل وتفوز ويمكن حتى أن تلعب ب 3-7-0، لكن المشكل دائما يوجد في التنشيط الهجومي الذي كان غائبا”. وهي الفكرة التي جعلت الضيوف يتساءلون إذا كان بإمكان وجود مغني أن يجعل المنتخب الوطني أفضل أم لا. التليلي: “انتظروا المنتخب الجزائري في 2012 و2014” وعن النتائج التي خرج بها المنتخب الجزائري من مشاركته في كأس العالم، قال التليلي: “هذه التجربة شرف كبير للاعبي المنتخب، أظهرت وجههم الجيد ومستواهم الرائع، رغم الإقصاء المر إلا أنني أعتقد أن الجمهور الجزائري غير محبط، ويشيد بالمنتخب الذي له مستقبل وسترون ذلك في 2012، لأن الجزائر ليست فرنسا، ف 80 بالمئة من تعداد المنتخب سيبقى بعد كأس العالم في 2012 وحتى 2014 وهذا هو الإنجاز الكبير، صحيح أنهم خسروا لكنهم اكتسبوا خبرة كبيرة”. وتحدث التليلي مجددا عن مشكل الهجوم بقوله: “أتساءل كيف تملك الجزائر كل هذا الكم من المحترفين وليس لها مهاجم قوي، هي نقطة للمراجعة والتصحيح، صراحة لا بد من إيجاد مهاجمين أقوياء”. مناد: “مطالبون بالبحث أيضا عن صانع ألعاب” ورغم أنه كان من المفترض أن يمنح رأيه عن مستقبل المنتخب الجزائري، إلا أن جمال مناد أصر على العودة إلى مشكل الهجوم، حيث قال: “أريد أن أعرف ما هو تعريف مهاجم؟ زياني، مطمور وبلحاج كلهم مهاجمون، لكن ما نفتقده هو الهداف وليس اللاعب المهاجم، بالإضافة إلى أن هناك مشكلاّ آخر ربما لم نتحدث عنه كثيرا، وهو غياب صانع ألعاب، هذا أمر يجب أن نبحث فيه بعد نهاية كأس العالم ويجب إيجاد حلول مستعجلة له”. السليمي: “يجب التفكير في المستقبل وجلب لاعبين جدد” وقال السليمي في الأخير: “يجب أن لا ننسى أن الهدف من البداية كان التأهل إلى كأس إفريقيا، ثم وجد المنتخب الجزائري نفسه بعد تلك الملاحم في كأس العالم، والوجود في المونديال يعتبر تتويجا في حد ذاته، وكما قلت في البداية انتهت مغامرة وبدأت مسيرة، ويجب على الجزائر أن تفكر في 2012 و2014، شرط أن تحافظ الإتحادية الجزائرية على القوة والإمكانات التي تملكها وتسخرها لهذا المنتخب وتعمل على انتداب لاعبين جدد، وتحديدا اللاعبين الذين يلعبون في 30 مترا التي هي حلقة مفقودة في المنتخب، الذي له التزامات مستقبلية بداية من تصفيات كأس إفريقيا التي ستنطلق بعد شهر أو شهرين”.