جاءت الجولة ال 22 من بطولة القسم الوطني الثاني في صالح “السيارتي“ التي واصلت زحفها نحو المقدمة وبخطى ثابتة خاصة بعد الفوز الرائع الذي حققه رفقاء راشدي على حساب مولودية قسنطينة الجمعة الماضي. فوز مكّن الشباب من القفز إلى المركز الثاني مناصفة مع مولودية سعيدة وبرصيد 36 نقطة حتى أن الفارق الآن تقلّص عن الرائد الجديد إتحاد بلعباس وأصبح نقطة واحدة يمكن تداركها والوصول إليها شريطة المواصلة بالنسق نفسه والمحافظة على الوتيرة نفسها والأهم من كل هذا أن أداء الشباب يتحسّن من جولة إلى أخرى منذ بداية مرحلة الإياب. عمل الطاقم الفني بدأ يعطي ثماره عند قدوم المدرب بن مشتة على رأس العارضة الفنية للشباب رفقة زميله شريط لم يجد الأمور في أحسن أحوالها، حيث قام ثنائي التدريب بتسطير برنامج عملي لضبط جميع الأمور ووضع حد لسلسلة الإخفاقات المتتالية التي عانى منها الفريق حينها. وبدأ بن مشتة وشريط العمل على تسوية الوضعية من جميع الجوانب بدءا برفع معنويات اللاعبين والتركيز على الجانب النفسي بإبعادهم عن الضغط المفروض عليهم وبعدها العمل على تحسين المردود البدني وكذا الفني باستغلال مرحلة توقف البطولة من خلال رفع وتيرة التدريبات. كل هذه المعطيات جاءت في صالح الشباب التموشنتي الذي وجد ضالته خلال مرحلة الإياب وهو يقدّم أحسن مستوياته ويطمع في المزيد. ... والتغييرات جاءت في وقتها قام الطاقم الفني بقراءة مميّزة لمجريات لقاء الجمعة الماضي، حيث أقحم كل لاعب بديل في مكانه وفي الوقت المناسب والبداية كانت بدخول المتألق صاري الذي أعطى الحيوية لخط الوسط وكان همزة وصل بين الخطوط الثلاثة بفضل تمريراته الدقيقة، إضافة إلى ذلك وفور دخول خلوفي في (د65) مكان صافا إنتعش اللعب الهجومي للشباب وإزداد الضغط على مرمى الزوار بفضل توغلاته الخطيرة والتي أتعبت دفاع المولودية وأعطت الكثير من الحلول، وحتى دخول حجار في (د80) بعد تسجيل الهدف جاء من أجل تكسير اللعب في خط الوسط وهو الدور الذي أداه اللاعب كما يجب، فالتغييرات كانت في محلها وساهمت في صنع الفارق وتحقيق الفوز. الدفاع “جدار برلين“ وراشدي الهداف شباب تموشنت دخل مواجهة مولودية قسنطينة برباعي دفاعي أدى ما عليه وعرف كيف يحد من خطورة الثنائي الهجومي للمولودية بقيادة شنيڤر – روان، حيث كان ثنائي المحور راشدي - مسعودي في أحسن أحواله وغطى الدفاع كما يجب، إضافة إلى الظهير الأيمن ولد لخضر الذي صال وجال في منطقته مثلما شاء وحتى موسى ساهم في صنع اللعب الهجومي بفتحاته ومساندته لرفاقه. ويواصل دفاع “السيارتي“ عروضه المميّزة والقوية منذ بداية البطولة، حيث لم تدخل شباك الشباب سوى 15 هدفا. وأكثر من هذا فإن مدافعي الشباب هم هدافو الفريق على غرار مسعودي وأهدافه الكثيرة والحاسمة، وفي لقاء المولودية جاء الدور على راشدي الذي أهدى فريقه فوزا ثمينا. الهجوم مازال يعاني نقص الفعالية مباراة مولودية قسنطينة كانت مثل سابقتها بالنسبة لمهاجمي “السيارتي“، حيث واصلوا صيامهم عن التهديف بالرغم من الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم والتي فشلوا في ترجمتها إلى أهداف وضيّعوا العديد من الكرات السهلة للتسجيل حيث صعبوا من مأموريتهم. كما أن رفقاء صافا ضغطوا وسيطروا وأخلطوا أوراق مدافعي “الموك” ولكنهم أخلطوا بين السرعة والتسرع وهم مطالبون مستقبلا بضرورة التركيز قصد تخفيف الضغط عنهم وعن زملائهم. شريط: “فوزنا مستحق والأداء أقنعني” “في الحقيقة وبكل صراحة الفوز نستحقه بالنظر إلى ما قدمه اللاعبون طيلة مجريات اللقاء حيث فرضنا سيطرتنا على منافسنا خاصة في المرحلة الثانية وكان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى لولا التسرع الذي ميّز أداء الخط الأمامي. وعلى العموم نحن راضون عن ما قدمه الفريق وما يهمنا حاليا هو التحسن الملحوظ على النادي في جميع الجوانب، حيث بدأ عملنا يعطي ثماره”. “لن نتحدث عن الصعود وسنلعب بقوة“ وفي عند سؤالنا المدرب إن كان الصعود من أهداف الفريق، جاء رد شريط صريحا وواضحا حيث أكد أن الهدف الأساسي لفريقه هو البقاء والجميع يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وأضاف شريط أن الصعود لا يمكن الحديث عنه في هذا الظرف حيث اعتبر هذه المسألة بالأمر الممكن ما دام أن النتائج في تحسن مستمر وحتى الفوارق من ناحية المستوى ليست بعيدة ولكن ما يعيقنا –قال شريط- هو الجانب المادي، فبكل صراحة إمكاناتنا المالية لا تسمح لنا باللعب على ورقة الصعود ولهذا فعلى الجميع الوقوف إلى جانبنا. مسعودي: “تفاؤلنا يزداد وطموحاتنا تكبر” أكد المدافع الصلب للشباب أن جميع اللاعبين أدوا ما عليهم وأن نتائج “السيارتي“ ليست وليدة الصدفة، بل جاءت بعد عمل ومجهودات جبارة التي يبذلوها الطاقم الفني واللاعبين، حيث قال: “أعتقد أنه بإمكاننا مزاحمة الجميع على ورقة الصعود نظرا لأننا متفائلون ونطمح للمواصلة والتربع على كرسي الريادة ونطلب من الجميع مساعدتنا ومد يد العون للفريق الذي يملك مجموعة قادرة على رفع التحدي“. الأواسط سحقوا حجوط استرجع أواسط “السيارتي“ لأقل من 20 سنة قوتهم ونشاطهم بعد سحقهم اتحاد حجوط بسداسية لهدف في إطار الجولة 14 من البطولة الوطنية في مجموعتها وسط/ غرب، حيث قدم الأواسط مستواهم المعهود وأكدوا قوتهم. وبهذا الفوز صعد رفقاء بلعربي إلى المركز الرابع برصيد 23 نقطة وعلى بعد 4 نقاط عن المتصدرين جمعية وهران ومولودية سعيدة.