لازال عميد الأندية الجزائرية ينتظر كغيره من الأندية قرار لجنة دراسة ملفات الاحتراف المقدمة من طرفهم، والتي تسمح للأندية بالمشاركة في أول بطولة احترافية تقام بداية من شهر سبتمبر القادم، حيث تأمل إدارة الفريق في أن يكون شباب قسنطينة ضمن أندية الدرجة الأولى المحترفة حتى يخرج من جحيم القسم الوطني الثاني الذي لم يستطع مغادرته والعودة إلى مصاف الكبار بعد المشاكل الكبيرة التي حصلت للفريق خاصة في آخر ثلاث سنوات حين كان يعاني من ضائقة مالية خانقة جعلته يلعب من أجل البقاء وفقط بدلا عن السعي للعودة إلى أندية النخبة. لا جديد بشأن الاستقدامات والإدارة ليست قلقة من تعطلها من جهة أخرى، فإن إدارة الشباب لم تتحرك في الأيام القليلة الماضية لضمان خدمات أي لاعب خاصة أن سوق الانتقالات الصيفية قد فتح منذ مدة، حيث بادرت الكثير من الأندية إلى استقدام أحسن اللاعبين على مستوى الجزائر كوفاق سطيف، شبيبة بجاية مولودية الجزائر وغيرها، ليبقى شباب قسنطينة واحدا من الفرق التي لازالت تنتظر الجديد بشأن مستقبلها الكروي والبطولة التي ستلعب فيها مستقبلا، حيث فضلت أن تقوم بعملية الاستقدامات مباشرة بعد أن تتضح معالم المنافسة هذا الموسم بالإضافة إلى أن الإدارة قامت بالتأكيد على بقاء بعض العناصر الشابة التي لعبت مع الفريق الموسم الماضي رغم أنها لم تستطع تحقيق الصعود الذي أضاعته في آخر الجولات، ويأمل الجميع في قسنطينة أن لا تطول المدة التي سوف ينتظر أثناءها مسيرو الفريق كثيرا لأن الوقت الذي مر إلى حد الآن ليس في صالح أحد ومن شأنه أن يعرقل الفريق. حتى المدرب لازال لم يفصل فيه والإدارة وضعت برنامج التربص لم تحدد الإدارة الجديدة لشباب قسنطينة إلى غاية اليوم هوية الطاقم الفني الذي سيشرف على الفريق خلال هذا الموسم وذلك لنفس الأسباب التي لم يتم على إثرها الانطلاق في عملية الاستقدامات، حيث تنوي الإدارة أن تستقدم مدربا يكون في مستوى طموحاتها وإمكاناتها المادية لأن الفريق في الوقت الراهن لا يستطيع أن ينفق الكثير خاصة أنه مطالب أولا بتحقيق ما هو موجود في دفتر الشروط، وهو ما سيكلف الفريق من دون شك الملايير من أجل إتمام كل الإجراءات اللازمة وتحضير المنشآت الرياضية المطلوبة، ورغم أن الإدارة الحالية لم تقم بعد باستقدام مدرب إلا أنها قامت منذ أيام باختيار مكان التربص الذي اعتبرت الكشف عنه سابقا لأوانه حيث قامت بوضع الخطوط العريضة للبرنامج وذلك حتى تسهل الأمر أكثر على الطاقم الفني الجديد خاصة أن التربص هذه المرة سيوافق شهر رمضان المعظم. الشباب لا يملك إلا مقر “طريق سطيف” وهو في حلة كارثية منذ فترة ليست بالبعيدة كان شباب قسنطينة أغنى ناد جزائري من حيث الممتلكات والهياكل القاعدية التي يتوفر عليها، إلا أنه اليوم وجد نفسه لا يملك من تلك الأشياء إلا المقر السابق الذي كان مغلقا والذي يوجد في طريق سطيف حيث ينتظر أن يحول هذا المقر إلى مكاتب إدارية خاصة بالفريق يسير من خلالها وتوضع فيه جميع المستندات والأوراق الخاصة به على أساس أنه يتمتع بمساحة لا بأس بها وبإمكانه أن يكون مقرا إداريا جيدا للفريق الذي كما قلنا ضيع سوء التسيير عليه الكثير من الممتلكات التي كانت تابعة للشباب من قبل انطلاقا من فندق “مرحبا” الذي يعتبر أكبر استثمار كروي في المدينة من خلال صرف الملايير عليه ليكون مشروعا يدر أموالا طائلة على النادي خاصة أنه يقع في منطقة استراتيجية وبالقرب من مطار محمد بوضياف الدولي، إلا أن سوء التسيير جعل الولاية تحرم الفريق منه وتجعله تحت إدارتها نظرا لكثرة الديون المتراكمة عليه والحالة الكارثية التي وصل إليها، إضافة إلى المحل الذي كانت تباع فيه اقمصة الفريق كل اللوازم أين أغلق هو الآخر بسبب خلافات مالية، هذا دون الحديث عن مطعم محطة المسافرين الذي ضاع هو الآخر وغيره من الممتلكات التي تركها “الرجال” في وقت ما وضيعها آخرون اليوم. حتى مركز تكوين الشباب لا وجود له بما أن شباب قسنطينة اليوم لا يمتلك حتى مكانا خاصا به يستطيع لاعبوه أن يقيموا فيه، فمن الصعب اليوم الحديث عن إنشاء مركز تدريب للشباب الراغب في ممارسة كرة القدم لأن الفريق الآن بعيد كل البعد عن مثل هذه المشاريع التي طالبت بها “الفاف” كل الفرق الطامحة إلى اللعب في البطولة الاحترافية، حيث ينتظر أن ينطلق مشروع مشابه مباشرة بعد إعلان اعتماد صيغة الاحتراف يمكن الفريق من تأطير وتكوين الطاقات الشبانية الهائلة التي أكدت أن لها كلمتها خاصة السنة الماضية حين لعب الكثير من اللاعبين عدة لقاءات رسمية رغم أن سنهم لم يتجاوز 19 سنة في مبادرة اكتشفت من خلالها إدارة الفريق أنه بإمكانها الاعتماد على الشبان مستقبلا، لذا عليها أن تفكر من الآن في كيفية تمكنها من بناء مركز تدريب وتكوين للشباب وفئاتها الشبانية التي تعاني كغيرها من فرق المدينة من قلة مراكز التدريب، حيث لازالت تؤدي مرانها اليومي على أرضيات ترابية. مجلس إدارة الفريق يوزع المهام ويضبط غلافه المالي هذه الأيام حسب ما جاء على لسان أحد المساهمين في شباب قسنطينة خلال تصريح له ل “الهداف”، أكد الرئيس السابق للفريق محمد بولحبيب أن النادي الآن لا زال في مرحلة التنظيم حيث تسعى الإدارة إلى تحديد المهام الإدارية في الفريق من خلال معرفة كل شخص للدور الرئيسي الذي يقوم به مع التأكيد على مبدأ عدم تداخل الصلاحيات لأن كل شخص سيكون مسؤولا عن نفسه أولا ومن غير المسموح له التدخل في أمور خارجة عن نطاقه، كما أن الإدارة تسعى جاهدة لاستقدام أشخاص ذوي كفاءة مهنية عالية يعتمد عليهم في تسيير الفريق خاصة إن انتقل فعليا إلى الاحتراف لأن هذا المجال يتطلب أناسا خبراء في جميع المجالات عملوا من قبل في الإدارة بالإضافة إلى ضبط الأمور على مستوى الجانب المالي حيث تعمل الإدارة على تحديد الغلاف المالي الموجود بحوزتها الآن ومستقبلا وتحديد المصاريف المتوقعة التي عليها تحملها خاصة أنها اليوم لا تملك أيا من المنشآت التي يتطلبها الاحتراف.