يبدو أن الهزيمة القاسية التي تعرض لها شباب قسنطينة على ميدانه ستترك معها علامات استفهام وقد لا تمر بردا وسلاما على “السنافر”، بعد أن أصر رئيس الفريق أونيس على اعتبار المواجهة مرتبة وأن الإتحاد استفاد من النقاط بفضل تقاعس اللاعبين ورفعهم الأرجل. وهي اتهامات خطيرة لم تبق مجرد كلام بل تعدت إلى تصريحات أدلى بها الرجل الأول في النادي مساء أول أمس على أمواج الإذاعة المحلية، ما خلّف أكثر من ردود فعل لدى مختلف الأوساط بمن في ذلك اللاعبين باعتبارهم الطرف المعني بالقضية. اتهم كابري وأشخاصا آخرين بأنهم “قاسو” اللاعبين أونيس في تصريحاته، أكد أن هناك وسطاء تربطهم علاقة جيدة بالمدافع كابري -لاعب إتحاد بلعباس - والذي حمل كما هو معروف الموسم الماضي ألوان شباب قسنطينة، قاموا بالتنسيق مع رئيس “المكرّة” بن عيسى بالاتصال ببعض اللاعبين وإقناعهم بترتيب المقابلة وهو ما وقع فعلا، حيث بدا رئيس “السنافر” حسب نبرة كلامه أكثر من متأكد أن المقابلة كان فيها “اللّوش” وأن الهزيمة لم تكن طبيعية وما كانت لتحدث لولا حدوث أمور تحت الطاولة. شكّك صراحة في مردود بعض العناصر بعد ذلك صرح أونيس أن مردود بعض العناصر كان ضعيفا للغاية ويؤكد الشكوك التي راجت قبل المقابلة حول وجود اتصالات بينهم وبين الجانب البلعباسي، حيث وبناء على ما قدموه من مردود استطاع أونيس أن يحكم على هذا الأمر، الذي يكون بسببه قد قرّر عقد اجتماع طارئ، حيث أخبر اللاعبين في غرف حفظ الملابس بعد نهاية اللقاء أنهم معنيون باجتماع طارئ يوم الأحد للحديث عن تبعات هذه الهزيمة، وما يمكن اتخاذه من إجراءات ربما عقابية في حق بعض اللاعبين الذين اعتبرهم مقصرين في حق الفريق. اجتماع أول أمس ألغي وكذلك التدريبات وكان من المفترض أن ينعقد اجتماع في الساعة العاشرة صباحا قبل موعد الحصة التدريبية ليوم أول أمس، لكن لا أحد من اللاعبين حضر، وهو ما كان مفاجأة لرئيس الفريق أونيس الذي وجد نفسه وحيدا قبل أن يتصل باللاعبين الذين جاؤوا من أجل التدرّب في المساء وكانت من بينهم غيابات كثيرة على غرار حزي، حركاس، بوتريعة، ضيف وبوقوس، لكن رئيس النادي منع الحاضرين من التدرّب وطلب منهم العودة يوم الغد (أي أمس) لأن هناك اجتماع طارئ مبرمج يريد الحديث فيه عن بعض الأمور التي قال إنها ضرورية جدا قبل عودة الجميع إلى التدريبات. اجتماع طارئ أمس، وممكن قرارات حاسمة هذا، ومن الممكن أن يكون قد عقد الطاقم المسير يوم أمس اجتماعا مع اللاعبين بناء على ما تم التطرق إليه مسبقا، وهو الاجتماع الذي لم يستبعد مقرّبون أن يتم اتخاذ قرارات عاجلة فيه قد تصل حد إبعاد بعض اللاعبين بسبب تشكيك المسيرين في مردودهم. وكان الرئيس أونيس قد التقى بعض المسيرين بعد المقابلة من أجل الحديث عن تبعات الهزيمة وتحديد المتسببين فيها، وما يمكن أن يصدر في حقهم من قرارات عقابية. حديث عن اتهام 3 لاعبين بالتواطؤ وقبل معرفة ما دار في الاجتماع، فإن رئيس النادي كشف لمقربين منه أنه شكك في مردود 3 لاعبين، وبعد البحث والتحري تأكدنا أن الأمر يتعلق بمدافع، وسط ميدان ومهاجم، رأى أن ما قدموه ليس هو مستواهم الحقيقي. ولكن السؤال الذي يطرح هو: ما إذا كان سيتم مصارحة هؤلاء اللاعبين وإعلامهم بشكوك الإدارة التي تبقى في كل الحالات دون دليل قطعي، أم أن الأمر سيبقى مجرد كلام يمتد إلى إنذارات شفوية في أقصى الحالات، ما دام في كل الحالات لا تستند الإدارة لأي دليل مادي في حق العناصر التي تشكك فيها، أو بشأن المباراة التي قدم فيها الفريق للتذكير مردودا جيدا قياسا بالمستوى الذي يقدمه على أرضية حملاوي منذ بداية الموسم؟ اللاعبون يستغربون وملّوا الاتهامات اللاعبون، وبعد أن بلغتهم هذه الاتهامات العلنية، التي فيها تشكيك في مردود البعض منهم استغربوا ذلك كثيرا وأكدوا أنهم لم يظنوا للحظة أنه سيتم اتهامهم بشأن مردودهم، خاصة أن أغلب اللاعبين إن لم نقل جلهم قدموا –حسبهم- ما عليهم على أرضية الميدان. ومصدر قلق البعض منهم أن الحديث عن الاتهامات ورفع الأرجل صار عاديا هذا الموسم، حيث اتهم بعضهم في مباريات بأنهم لم يقدموا الجهد المطلوب على أرضية الميدان، ما جعل الكل في حالة استنفار قصوى خاصة أن الاتهامات يمكن أن توجه لأي كان منهم. الحمد لله لا توجد منافسة نهاية الأسبوع وبعيدا عن ردود الفعل التي خلفتها مواجهة بلعباس والتي لم يتمناها أحد، خاصة أن كل شيء ممكن في المباريات القادمة، خاصة الأربعة التي تأتي لتكون بمثابة المنعرج، فإن الأمر الوحيد الذي يبعث على التفاؤل هو أنه لا توجد منافسة نهاية هذا الأسبوع، حيث ستركن البطولة إلى الراحة بإجراء مقابلات كأس الجمهورية، وهي فرصة لاسترجاع الهدوء الذي يبقى ضروريا لأن الموسم لم ينته بخسارة 3 نقاط ولا زالت 12 جولة تفصل عن نهايته، ما يعني 36 نقطة يمكن أن يحدث فيها كل شيء، خاصة مع الوتيرة الضعيفة جدا لبطولة هذا الموسم التي تجعل حتى فرق وسط الترتيب “تطمع” في الالتحاق بالقسم الأول. تساؤلات حول مصير بوتريعة ومزياني أونيس يتراجع عن الاتهامات وعودة قريبة لخلاف تراجع أونيس أمس في الاتهامات التي أدلى بها للإذاعة المحلية، أمام اللاعبين وطلب منهم وضع اليد معه من أجل تأدية مشوار طيب، وهو ما أفرح اللاعبين الذين تخوفوا من أن يتم الزج بهم في متاهات هم في غنى عنها، حيث اتفق الجميع على طي صفحة مقابلة بلعباس وعدم العودة إليها من جديد، إلا لأخذ الدروس، ما أراح المدرب رواس كثيرا، وقد أكد أونيس أن اللاعبين الذين لم يحضروا الاجتماع الفني لا يريدهم مستقبلا، على غرار بوتريعة ومزياني. هذا الأخير حضر الى الاجتماع ثم غادر لأسباب مجهولة، دون نسيان الحارس ضيف الذي من حسن حظه أنه كان قد حضر ما تبقى من الاجتماع بعد أن قام بنزع ضرسه، فيما تطرح التساؤلات حول مصير بوتريعة ومزياني. وعلى صعيد آخر تكلم المدرب رواس ومساعده بوخدنة مع الرئيس أونيس من أجل إعادة وسط الميدان خلاف، وتسير الأمور نحو رجوع “سكولز” من جديد الى الفريق في انتظار الجديد. الإدارة تطلب عدم الحديث مجددا عن الأموال طلب الرئيس أونيس من اللاعبين أن لا يتحدثوا مجددا عن الأموال بعد خسارة بلعباس. وقد اتهم بعض العناصر بأن لا هم لها سوى المطالبة بالحصول على مستحقاتها دون أن تقدم على الميدان ما يثبت أنها تستحق هذه الأموال. وهو الكلام الذي قاله أمام أسماع الجميع في غرف حفظ الملابس، ولم يكن لأي منهم الحظ في الرد خاصة بعد الخسارة التي وضعت اللاعبين في موقع ضعف. إنزال بولعويدات إلى فئة الأواسط لم يكن المهاجم بولعويدات معنيا بلعب مقابلة بلعباس الأخيرة، لا أساسيا ولا احتياطيا وقد علمنا أن السبب يعود إلى القرار الذي اتخذه الطاقم الفني القاضي بإعادته إلى صنف الأواسط. يحدث هذا في الوقت الذي لعب تقريبا كل المقابلات الأخيرة للفريق أساسيا، ويبدو أن السبب هو عدم رضا الطاقم الفني على ما قدمه اللاعب في الجولات الأخيرة حيث تراجع مستواه بشكل غريب قياسا بما كان عليه في بداية الموسم. نحيلي كان مستعدا للمشاركة وتم إعفاؤه كان المدافع الأيسر نحيلي غائبا أيضا عن مقابلة بلعباس بعد أن فضّل الطاقم الفني عدم المغامرة به، بعد أن كان قد أصيب منتصف الأسبوع واكتفى بالركض في آخر حصتين. المعني أكد أنه قادر على اللعب، لكن رواس كان له رأي آخر وطلب منه التريث إلى غاية شفائه النهائي حتى لا يخسره – لا قدر الله – لفترة طويلة. ضيف لعب بإصابة ويبقى دائما في المستوى هذا، وقد لعب الحارس ضيف عمارة المباراة بإصابة على مستوى الركبة، جعلت مدرب الحراس هشام ضيف يطلب منه تفادي ركل الكرة من موضع 6 أمتار، وتمريرها باليد إلى الزملاء تفاديا لتفاقم الإصابة التي سيّرها الحارس العنابي بطريقة جيدة، وحتى الهدف الذي تلقاه لا يتحمّل مسؤوليته وجاء من “خالوطة“ في الدفاع، فيما كان المعني مثلما حدث في أغلب المباريات التي لعبها أفضل عناصر الفريق.