نزل المدرب المنتخب الوطني لسنوات الثمانينيات خالف محي الدين، أول أمس، ضيفا على القناة الإخبارية “ميدي 1 سات“، في حصة “ساعة مونديال“ تحدث من خلالها عن العديد من الأمور الخاصة بالدورة التي أسدل عليها الستار أمس في بلاد “نيلسون مانديلا”، كما كان للمدرب القبائلي السابق حديث قصير عن المنتخب الوطني الجزائري قبل نهاية الحصة، وظهرت كالعادة صراحة أحد رموز الكرة الجزائرية، حين قال: “في الحقيقة، يجب أن نكون متفائلين من جانب أن الجزائر بدأت تجد معالمها على الصعيد الدولي، وبعد التطوّر الملحوظ الذي عرفه أداء المنتخب أرى أنه من الواجب أن يكون الطموح أكبر الآن، ويفكر الجميع فيما هو أفضل وأنا أقصد بالقول هنا التتويج بكأس أمم إفريقيا 2012 في غينيا الإستوائية والغابون، ولا أرى أي واحد من الشعب الجزائري برمته سيرضى بغير ذلك لأنها الفرصة المناسبة وكل المؤشرات تدل على أن الفرصة أضحت مواتية لنا”. “كل الإمكانات متوفّرة ولا حجة للاعبين الآن” وربط محي الدين خالف كلامه بأسباب رآها منطقية -على حد تعبيره- وهذا من خلال توفّر كل الإمكانات التي تجعل اللاعبين قادرين على التألق في المواعيد القادمة والبداية في التصفيات المؤهلة إلى دورة 2012 بالرغم من صعوبتها، حيث أكّد أن المجهودات التي تبذلها السلطات الجزائرية كفيلة بأن تجعل من المشاركة الجزائرية في غينيا الإستوائية والغابون إيجابية جدا، وأضاف في هذا الصدد: “أرى أن اللاعبين أمام الأمر الواقع الآن، لأن كل شيء متوفّر لديهم حتى يتألقوا في المونديال القادم، ولا أقول هذا الكلام من فراغ لأن ما يعيشه الفريق الوطني اليوم لم يكن متوفّرا لأي جيل من أجيال المنتخب الوطني، وكل الجزائريين الآن يرغبون في رؤية النتائج ميدانيا ولم لا التتويج بكأس أمم إفريقيا لأن كل الإمكانات لذلك متوفرة”. “في نهائي 1980 لم نكن نملك ما لديه منتخب الفترة الحالية” وأضاف محي الدين خالف أن كل شيء متوفّر لتحقيق مبتغى الملايين من الجزائريين في غينيا الإستوائية والغابون، حيث أردف في هذه النقطة: “لأكون واضحا معكم إلى حد بعيد، تستحضرني المشاركة الجزائرية في كأس أمم إفريقيا سنة 1980، عندما شاركنا في الدورة ووصلنا إلى النهائي عن جدارة واستحقاق، لكن بٌعد المسافة بين المدينة التي كنا فيها والتي كان سيجري فيها اللقاء جعلنا نتنقل لمسافة تجاوزت ال100 كلم، وأقصد من كلامي هذا هو مشاكل التنقل بين المدن، حيث أصبح كل شيء يسيرا ولا يوجد أي سبب سيمنعهم من تحقيق الإنجاز في الدورة المقبلة في كأس أمم إفريقيا 2012”. كلام مثل هذا سيزيد الضغط على سعدان وبالرغم من أن خالف لم يذكر اسم رئيس “الفاف” أو حتى المدرب سعدان، إلا أن نبرة كلامه كانت توحي أن الأمر يتعلق بضغط زائد كان يفرضه التقني السابق للمنتخب الوطني على الرجلين بشكل غير مباشر، حيث يسعى للبرهنة على أن التتويج بكأس الأمم الإفريقية ليس بالصعوبة التي قد يتخيّلها البعض، وهي الرسالة التي يتمنى أن تصل إلى المسؤولين بشكل جيد ويضعوها في أذهانهم، ولم تعد هناك أي حجة للمعنيين من حتى لا يتوّج “الخضر” بكأس أمم إفريقيا. العديد من الجزائريين سيقفون في صف خالف ومما لا شك فيه أن كلام خالف محي الدين سيجد العديد من الآراء التي تقف في صفه، خاصة أن الذين يدعون إلى التتويج بكأس إفريقيا زاد عددهم بين الجزائريين في الآونة الأخيرة، لا سيما مع الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني في الدورة السابقة، فضلا عن النضج الذي أصبح يميز طريقة لعب “الخضر” في الآونة الأحيرة بفضل احتكاك العديد من اللاعبين ببطولات قوية مع مختلف النوادي التي لعبوا لها منذ فترة طويلة. هل ستصل رسالة خالف إلى روراوة؟ والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سيكون بإمكان روراوة وسعدان استيعاب الرسالة التي يحاول خالف إيصالها إليهما، خاصة أن الثقافة التي يريد كل الجزائريين أن تترسخ في مسؤولينا هي ثقافة التتويجات التي غابت منذ 20 سنة كاملة آخر تتويج جزائري ب”الكان”، وهو الأمر الذي يراود الجميع بمن فيهم خالف محي الدين الذي يكون بخطوته الأخيرة على قناة “ميدي 1 سات“ قد مارس ضغطا إضافيا على روراوة وسعدان.