بعد صمت طويل، اختار لاعب وسط ميدان “الخضر” جمال عبدون جريدة “الهداف” لتكون منبرا له ليوضح العديد من الأمور التي قيلت بشأنه وخاصة الحوارات التي رآها “مفبركة“ على لسانه، لاسيما فيما تعلق بعلاقته بالمدرب الوطني رابح سعدان في جنوب إفريقيا. ومنذ عودة “الخضر” من جنوب إفريقيا، عاد عبدون للحديث عن مشوار المنتخب الوطني والأسباب التي جعلته لا يتخطى عتبة الدور الأول، إضافة إلى إصراره على أنه لا يوجد أيّ مشكل بينه وبين سعدان، وأنه مستعدّ دائما للاستجابة لدعوة المنتخب الوطني. كما أسرّ لنا عبدون أنه يفضّل التركيز مع ناديه الحالي، لكن بالمقابل لن يغلق الباب أمام أيّ عرض يتماشى وطموحاته المستقبلية. قبل كلّ شيء، نقدّم لك تهانينا القلبية الحارّة بعد أن رُزقت بابن سمّيته على بركة الله “جهيني“.. بارك الله فيكم وأشكركم كثيرا على اهتمامكم، أصبحت الآن أبا وأنا أستمتع الآن بهذه اللحظات السعيدة مع عائلتي والحمد لله. وجدنا صعوبة كبيرة في الاتصال بك، هل بإمكاننا معرفة السبب؟ لأكون صادقا معكم، كنت أودّ أن أختفي عن الأضواء وأبتعد قليلا عن عالم كرة القدم بعد شهرين من التحضيرات والمنافسة، واستمتعت كثيرا بأجواء العطلة في هدوء تام، وكنت أرغب في أن أنسى كلّ شيء وأرتاح قليلا مع عائلتي الصغيرة. لو عدنا إلى المشاركة الجزائرية في “المونديال“، كيف رأيت الوجه الذي ظهر به “الخضر” طوال المنافسة؟ أعتقد أننا أدينا مباريات جيدة على وجه العموم، وما كان ينقصنا هو التأهل إلى الدور الثاني، كنا متماسكين ولم نكن سيّئين، صحيح أننا عجزنا عن المرور، وهو ما ندمنا عليه في الأخير وخاصة نحن اللاعبين، كنا نرغب في تحقيق إنجاز ونسعد كلّ أنصارنا، لكن هذا لم يحصل للأسف الشديد، وهذا هو قانون كرة القدم. هل يمكن القول إن عدم مرور المنتخب الوطني إلى الدور الثاني يُعتبر إخفاقا؟ كنا نستطيع التأهل ولكن الأمور انتهت كما يعلم الجميع، لم يكن باستطاعتنا فعل أي شيء، لكن لا يجب أن نعتبر هذا الأمر إخفاقا بما أننا جنينا العديد من الأمور الإيجابية من مشاركتنا، فنحن نملك تشكيلة شابة وأنا مقتنع بأن مغامرة جنوب إفريقيا ستفيدنا كثيرا في المستقبل. كيف تفسر مشكل الفعالية بالنسبة للخط الأمامي للمنتخب الوطني؟ اسمعني جيدا، المشكل لا يكمن على مستوى الهجوم فقط، فكل الفريق يتحمل هذه المسؤولية وغياب الفعالية، ويجب أن لا نحمل جبور، صايفي وغزال المسؤولية في عدم التسجيل، فحتى هم لا يتحصلون على كرات حاسمة وسانحة للتسجيل ولا يجب بذلك لومهم كثيرا والمشكل ليس في الهجوم بل يخصنا جميعا. هل يمكننا أن نقول إذن بأن الخطة التكتيكية المنتهجة في هذا المونديال هي التي لم تخدم المهاجمين؟ هناك مدرب في منصبه، ويعرف جيدا ما يفعله ولا يمكنني التدخل في هذا الجانب ونحن اللاعبين علينا احترام كل قراراته وتطبيق تعليماته بحذافيرها ودون نقاش. وبالنسبة لك، فلم تستفد من فترات طويلة للعب في هذا المونديال، هل يمكن أن نقول بأنك متذمر أو منزعج؟ كما تعلم فكل لاعب يوجد في كأس العالم يتمنى أن يشارك، وفيما يخصني فلا يمكنني أن أعلق على هذه النقطة لأنها قرارات المدرب، كما قلت لك لا يمكنني الحديث عنها وأنا مطالب باحترامها مهما كانت، وبما أنه لم يعتمد عليّ كثيرا فهذا يعني أنه يملك الأسباب لذلك، ومن جهتي فأحاول أن أتعلم قدر المستطاع ولا أضع في ذهني مثل هذه الأمور لأنني أبلغ من العمر 24 سنة فقط وينتظرني مستقبل كبير خاصة مع المنتخب الوطني، وأتمنى أن أصبح في يوم من الأيام إطارا في المنتخب. هل تحدثت مع سعدان في هذا الصدد وطلبت منه تفسيرات؟ لا، لم أفعل ذلك فأنا لاعب شاب، وما تواجدي في المنتخب الوطني إلا من أجل التعلم والاستفادة من الخبرة التي ستفيدني مستقبلا، فصحيح أنني كنت متأسفا بعض الشيء لعدم مشاركتي كثيرا في المونديال، لكن هذا لا يسمح لي بانتقاد المدرب أو ما شابه ذلك لأنه يقوم بعمل كبير ويدرك ما يفعل، وأتمنى أن يكون لدي الوقت للعب مع المنتخب وكسب ثقته ولم لا أتواجد في كأس العالم المقبلة. الجزائريون يجزمون على أن المدرب لم يحسن استخدام عبدون، ويرون أنه من غير الطبيعي ألا تلعب كثيرا وأنك عانيت حتى من “الحقرة”، ما قولك من كل هذا؟ لا يمكنني أن أفكر بهذا الشكل، فالجانب الجماعي أولى بكثير من الشخصي، ومن جهتي أفضل التركيز على العمل الجاد والصارم بدل الاكتراث بأمور أخرى قد تضرني مستقبلا، ويجب أن لا أقلق كثيرا لأن الفرصة ستأتي وسأستغلها إن شاء الله كما ينبغي ولا أضيعها. هناك من وصل به الأمر إلى التأكيد على أنه يوجد مشكل بينك وبين المدرب سعدان خاصة بعد كل ما حدث في جنوب إفريقيا، وهناك من قال بأن المدرب سوف لن يستدعيك في التربصات المقبلة، ما قولك؟ أؤكد لك أنه لا يوجد أي مشكل بيني وبين المدرب سعدان، وأنا دائما أكن له احتراما كبيرا ولم يسبق لي أن قللت من ذلك ويجب طرح السؤال على المدرب لتعرفوا كل شيء. في حالة ما إذا لم يستدعك المدرب في المرة المقبلة، كيف سيكون رد فعلك؟ كما قلت لك منذ قليل، لا يوجد أي مشكل مع المدرب، وإذا لم يستدعني في التربص المقبل لن يكون هناك أي مشكل، وسأتقبل قراره بصدر رحب، المهم سأبقى دائما في خدمة بلدي وخدمة الفريق الوطني. كيف تصف علاقتك بالمدرب سعدان بالنسبة لي علاقتنا جيدة ولا يوجد أي مشكل بيني وبينه، وكما قلت لك هو من يقرر، جئت إلى الفريق الوطني من أجل حمل الألوان الوطنية ولتقبل ما يقوله المدرب، واسمح لي أن أضيف شيئا... نعم تفضل... قرأت في بعض الصحف أنني قررت لدى عودتنا من جنوب إفريقيا أن لا أعود إلى الفريق الوطني ولن ألبي دعوة الفريق الوطني مرة أخرى، لكن أريد أن يعرف الجميع أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة تماما. كيف ترى مستقبل الفريق الوطني بعد هذا المونديال؟ يجب أن لا نتوقف عن العمل، بالعكس يجب أن نواصل العمل الذي بدأناه، كما ينبغي علينا أن نعمل بكل جدية للتحضير جيدا للمواعيد المهمة التي سنخوضها، تصفيات كأس إفريقيا 2012 ستبدأ عن قريب ولهذا يجب أن نبقى مركزين، وقعنا في مجموعة ليست سهلة تماما ولذلك يجب أن نحذر. تتجه الاتحادية الجزائرية للاحتفاظ بسعدان على رأس المنتخب الوطني خلال السنتين المقبلتين، ما رأيك في ذلك؟ رابح سعدان يعرف جيدا المجموعة وهو على رأس المنتخب منذ فترة طويلة، أظن أنه شيء جيد للفريق، وإذا جدد السيد روراوة الثقة في سعدان فهذا يعني أنه الشخص الذي يجب أن يكمل هذه المهمة وهو الرجل المناسب للفريق الوطني أكثر من أي شخص آخر. يقال إن سعدان فقد التحكم في المجموعة بجنوب إفريقيا، هل هذا صحيح؟ هذا ليس صحيحا ما يقال، كنا نتدرب مثلنا مثل أي منتخب آخر، وبالعكس المجموعة كانت تتدرب في جو رائع، لم نسجل الأهداف هذا كل شيء. لو سجلنا كنا سنتأهل ولن يتكلم أي أحد عن ذلك. لنتكلم الآن عن مستقبلك مع ناديك، نريد أن نعرف هل ستباشر التدريبات مع نادي نانت في ال 19 جويلية المقبل؟ نعم هذا صحيح. من كلامك نفهم أنك ستكمل هذا الموسم مع نانت؟ لحد الآن أنا مع نانت، وأنا مرتبط مع هذا النادي بعقد إلى غاية جوان 2012، إلا إذا تلقيت عرضا جيدا من أحد الأندية الطموحة قبل أن تقفل أبواب الاستقدامات في نهاية الميركاتو، هنا يمكن للأمور أن تتغير. منذ فترة وجيزة صرح مدرب نانت “باتيست جونتيلي” أنك ستغادر الفريق... انتظر، قلت في حالة ما إذا وصلتني عروض في الأيام القليلة القادمة وتكون هذه العروض مناسبة لي ولمسؤولي النادي كذلك، يمكن أن أرحل، وأريد أن أقول إذا رحلت من نانت فسأرحل من أجل اللعب في أحد الأندية الطموحة في المستوى العالي. سمعنا أن نادي أوكسير والصاعد الجديد إلى البطولة الفرنسية آرل آفينيون يريدان التعاقد معك، هل تؤكد ذلك؟ لا أستطيع أن أؤكد لكم ذلك، لأنه ولحد الساعة لدي عدة اتصالات، لكن لا يوجد شيء رسمي. جمال نشكرك كثيرا على هذا الحوار...