إذا كان سعدان قد رضخ للأمر الواقع عندما لم يعارض قرار إبعاد مساعده السابق لمين كبير من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فإنه لن يقبل بسهولة أن يتم تدعيم العارضة الفنية بأي وجه ترغب في استقدامه “الفاف”، فالرجل وإن كان قد وافق على إبعاد كبير، إلا أنه يبدو وحسب مصادرنا غير موافق تماما على الأسماء التي اقترحت عليه من طرف الاتحادية في الفترة الأخيرة.. بل وبدا رافضا رفضا شديدا فكرة انتداب لاعب من اللاعبين الدوليين القدامى كي يساعده في مهامه، كما أنه بدا مترددا حتى في إعطاء رأيه حول بعض أسماء المختصين الذين اقترحوا عليه كي يكونوا ضمن طاقمه الفني، ما يعكس حقا رغبة الرجل في أن ينفذ الآن ما يمليه عليه عقله، بعدما فرض عليه إبعاد أحد مساعديه، ولا غرابة إن لجأ إلى اشتراط مساعده بنفسه مثلما فعل عندما اقترح جلب بوعلي قبل أن يرفض طلبه من طرف المسؤولين. لهذا السبب سعدان يرفض اللاعبين القدامى كم هو عدد اللاعبين الدوليين القدامى الذين يطمحون اليوم لأن يكونوا ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني خلال الفترة المستقبلية، العدد كبير وكبير جدا، ولا داعي حتى لكي يستدل بأمثلة، لأن العدد قياسي، غير أن رغبة كل واحد من هؤلاء اللاعبين الدوليين القدامى في أن يكونوا ضمن الطاقم الفني ل “الخضر” تصطدم بالرفض الشديد لسعدان الذي علمنا أنّه اشترط على المسؤولين مباشرة بعد موافقته على قرار إبعاد مساعده السابق كبير، بأن يكون المدرب المساعد فني، أخصائي وكل شيء إلا أن يكون دوليا سابقا ولاعبا قديما في صفوف المنتخب الوطني، والسبب يعود إلى الانتقادات اللاذعة التي كانت توجه له من طرف القدامى منذ نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، انتقادات حتى وإن كانت بناءة في غالب الأحيان، إلاّ أن ناخبنا لم يحتملها، ففضل أن يتحاشى العمل مستقبلا مع من كانوا يوجهون له سهام الانتقاد بالأمس. شرطه أن يكون المساعدلم يعارضه من قبل؟ وحسب ما استقته “الهداف” فإنّ سعدان اشترط أن يكون المساعد الذي سينضم إليه وإلى جلول زهير، لم يسبق له أن عارضه من قبل في تحليله، أو أن وجه له انتقادات، حتى يسهل له العمل معه بعيدا عن أي ضغينة أو أي شيء من هذا القبيل، وحسب المصدر ذاته فإن سعدان طالب بأن يوافق شخصيا على تعيين الشخص الذي ترغب “الفاف” في ضمه إلى الطاقم الفني، وركز على شرط وحيد، وهو ألا يكون من الدوليين القدامى فقط حتى يتحاشى أي خلافات معهم. عدد من المختصين لم ينتقدوه ورغم أننا غير مقتنعين بمطلب سعدان هذا، لأنه من غير المعقول ألا يقبل مدرب يشرف على منتخب وطني كبير وعريق كالمنتخب الجزائري بالانتقادات من طرف المختصين، فكبار المدربين في العالم يتعرضون يوميا للانتقادات من طرف المختصين ورجال الإعلام ويتقبلون تلك الانتقادات بصدر رحب، إلا أننا بحثنا وعدنا إلى الأرشيف فوجدنا ولو عددا قليلا من الفنيين والمختصين ممن لم يعترضوا سبيله، مدربون ومختصون لم يوجهوا له أدنى انتقاد، بل دافعوا عنه وعن خياراته في أنغولا وفي جنوب إفريقيا. عادل عمروش، قريشي وبيرة لم ينتقدوه ومن بين الأسماء القليلة التي قالت كلاما جميلا عن ناخبنا ودافعت عنه وعن خياراته، وجدنا المدرب الجزائري عادل عمروش الذي لم يسبق أن تدخل في شؤون سعدان يوما، وجدنا أيضا المدرب والمحلل توفيق قريشي الذي هو الآخر لم ينتقد سعدان في تحليله سواء للتلفزيون الجزائري أو لوسائل الإعلام المحلية، المدرب مصطفى بسكري هو الآخر لم يعترضه ولو بكلمة، عبد الكريم بيرة أيضا وفي مختلف تدخلاته سواء في الجزيرة الرياضية خلال دورة أنغولا الإفريقية، أو تدخلاته عبر وسائل الإعلام المحلية في دورة جنوب إفريقيا العالمية، لم ينتقده ولم ينتقد خياراته التكتيكية هو الآخر، بالإضافة إلى عدد من المختصين الذين كانوا يؤكدون في كل مرة أن منتخبنا يفتقد إلى مهاجمين ولا يفتقد إلى مدرب. ماذا لو يكون مساعده واحدا من هؤلاء؟؟ وإن كنا وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر لا نعلم من هو المدرب المساعد الذي سينضم إلى العارضة الفنية للمنتخب الوطني في الفترة المستقبلية، إلاّ أن شرط سعدان بعدم تدعيم عارضته بلاعب دولي قديم، أو أي وجه من الوجوه التي انتقدته وبشدة طيلة الفترة الماضية، يجعلنا نتنبأ بأن المدرب المساعد قد يكون واحدا من الأسماء الأربعة التي ذكرناها، لاسيما أن هذه الأسماء تتوفر فيها الكفاءة الميدانية، فكل اسم من الأسماء التي كشفنا عنها، له باع طويل في مجال التدريب، سواء قريشي، أو بسكري أو عادل عمروش أو بيرة، وحتى إن لم يكن اسم المساعد واحد من هذه الأسماء فإن الأكيد حسب مصادرنا أنه سيكون مدربا محنكا لديه من الكفاءة ما يسمح له بأن يكون ضمن طاقم تدريب “الخضر”.