في الفندق الرائع الذي يقيم فيه فريق باري تربصه التحضيري للموسم القادم والذي يقع في منطقة شمال إيطاليا وعلى بعد كيلومترات قليلة عن النمسا، خصّنا عبد القادر غزال بهذا الحوار المطول الذي فتح لنا فيه قلبه ليرد على كل أسئلتنا متطرّقا الى كل المواضيع سواء حول مشواره مع المنتخب الجزائري وأيضا حول انضمامه الى نادي باري... كيف هي أحوالك؟ الحمد لله أنا أشعر أنني في لياقة جيدة، كما أنني مرتاح من الجانب النفسي بعد انضمامي الى نادي باري حيث أجري التحضيرات في ظروف رائعة. كيف كان انضمامك الى فريق باري؟ انضمامي الى فريق باري كان جيدا واندماجي جاء بسهولة كبيرة لم أكن أتوقعها حتى أنني أشعر وكأني في الفريق منذ مدة طويلة، حتى أن علاقتي مع اللاعبين والطاقم الفني وحتى المسيّرين جد طيبة. لماذا اخترت فريق باري على وجه الخصوص؟ باري نادٍ عريق، له ملعب كبير ويملك أيضا جمهورا عريضا وحماسيا، كما أنه يلعب كرة جميلة وبطريقة هجومية، وهذا ما يناسبني كوني مهاجما وهذا أمر سيكون في صالحي. ولكن أهداف باري ليست كأهداف نادي سيينا التي كانت تلعب على البقاء... أعلم هذا الأمر، وهو ما من شأنه أن سيشجعني لبذل مجهودات أكبر وأعمل كثيرا لتقديم ما هو مطلوب مني وأيضا لأبرهن على إمكاناتي. دعني أعود بك الى الوراء، كان هناك حديث عن تلقيك عروضا من نادي روما وأندية أخرى، ما تعليقك؟ هذا من الماضي وأنا أريد أن أتكلم عن الواقع، وبما أن عرض باري كان جديا وواقعيا وطلبني بصفة رسمية انضممت إليه وأنا جد سعيد بهذا الاختيار. كيف تتوقّع أن يكون مردودك في الموسم القادم مع باري؟ أتوقع أن يكون الموسم القادم موسمًا صعبًا لكني مستعد لهذا، وهذا ما سيشكل لي حافزًا لإظهار وجه طيب، كما أني أتوقّع أني سأقوم بواجبي على أكمل وجه وأكون عند ثقة مسؤولي باري، وأحاول أن لا أخيّب أنصار باري الأوفياء. الأنصار يهتمون كثيرًا بمباراة فريقكم مع ليتشي لأنها داربي، ما رأيك؟ أعرف ذلك ولقد سمعت كثيرًا عن هذا الداربي وأنا متشوّق للعبه، كما أنه سيكون رائعا بتواجد زميلي وأخي جمال مصباح (يبتسم) الذي سأكون سعيدًا بلقائه، لكن عندما تبدأ المباراة سأعمل كل شيء لتحقيق الفوز لفريقي (سأنساه). لكن قبل التفكير في مباراة ليتشي، سجّلت 3 أهداف في مباراة ودية... نعم، فبغض النظر عن المنافس فالمباراة كانت مفيدة لنا، وأشعر بأني سأسجل أهدافا كثيرة هذا الموسم وسأعمل جاهدا لتحقيق هذا. رأيناك متأثرا برؤية الراية الوطنية... صحيح، العلم الوطني ذكرني ببلدي وبالمنتخب الوطني وكذا خرجاتنا إلى إفريقيا، دون أن أنسى المباراتين أمام مصر في القاهرةوأم درمان، هذا كله أتذكره بمجرد أن أرى الراية الوطنية. وبهذه المناسبة أريد أن أؤكد أني لن أدخر أي جهد للدفاع عن ألوان بلادي. لنتكلّم عن كأس العالم، ما هي الأشياء التي لا زلت تتذكرها؟ كأس العالم تجربة رائعة لكل لاعب محترف ويحلم بها كل لاعب، المونديال عشته بكل جوارحي لأنه حدث كبير ومنافسة هامة، والحمد لله أني أتيحت لي الفرصة للعبها. وما هو الأمر الأبرز الذي لا زلت تحتفظ به؟ ما يبقى في مخيلتي دائما هو عندما وصلنا الى جنوب إفريقيا ونزولي من الطائرة، تذكّرت كل مشاهد تصفيات التأهل وكل المراحل التي قضيتها مع المنتخب منذ أول يوم الى حين وصلنا الى مطار جنوب إفريقيا، كل هذا شعرت به أكثر في مباراة سلوفينيا عند سماع النشيد الوطني. ولكن ما ميّز مباراة سلوفينيا هو الخسارة وطردك مباشرة بعد دخولك أرضية الميدان.. المشاعر تذكّرتها قبل المباراة خاصة عندما رأيت الجماهير في المدرجات، وزادت قناعتي بأننا نملك جمهورًا من ذهب ويستحق كل الجهود والتضحيات من أجل إسعاده، وبخصوص طردي لقد كان تصرفا غير إرادي ولم أشعر بخطورة الفعل إلا بعد حصوله، وكنت أول المتأسّفين لأني أدركت بأني سأترك زملائي يعانون من النقص العددي أمام منافس لم يكن سهلا ولم يكن قويًا أيضًا. كيف كانت حالتك النفسية بعد الطرد؟ الطرد من المباراة لم يكن أمرا جيدا لي وللمنتخب، لكن بعد نهاية المباراة لم يتسلل اليأس إليّ وتوجهت للتدرب بعدها بجهد ورغبة قوية لأكون جاهزا في المباراة الثالثة إن احتاجني المدرب، لأن الطريقة الوحيدة لتعويض ما حصل هو تقديم أداء جيد وأداء دوري على أكمل وجه في المباريات التي بعدها، لأن التفكير في حادثة الطرد لا يجدي نفعا. وكيف كان رد فعل زملائك؟ الأمور جرت بشكل طبيعي بيني وبين اللاعبين، نحن نتعامل فيما بيننا مثل الإخوة، أما بالنسبة لقضية طردي فهذه الأمور تحدث في كرة القدم، ولم أكن أقصد أن ألمس الكرة بيدي. بالمناسبة صديقي الذي لعب معي في سيينا المغربي حسين خرجة أرسل لي رسالة قصيرة عبر هاتفه عبر لي فيها عن مساندته بما أنه كان يتابع المباراة. لكن هذا الطرد حرمك من المشاركة في مباراة الانجليز... بالطبع أي لاعب يريد المشاركة في مباراة أمام عملاق كروي مثل انجلترا، وبالتالي فالغياب عنها ليس سهلا خاصة أنني كنت واثقا من أننا سنقدم مردودا طيبا وتأكد لي ذلك بعد نهاية المباراة حيث قدم زملائي مباراة في القمة. كيف كانت الأجواء بين اللاعبين في التدريبات وأيضا قبل وبعد المباريات؟ الأجواء كانت رائعة وأخوية، كنا نتعاون ونتضامن بيننا وكل واحد فينا كان يحاول تقديم الأفضل لكن هذا لم يؤثر في العلاقات الأخوية بيننا لأن المنافسة على المناصب لم تكن مشكلة. هل أثرت فيك الانتقادات التي وجهت لك؟ إذا كانت الانتقادات تدخل في إطار المباريات ومردودي على أرضية الميدان فأنا أتقبّلها بصدر رحب سواء كانت من الإعلاميين أو الأنصار، ما لا أتقبّله هو الإشاعات التي ينشرها البعض عني وتمس حياتي الشخصية وهي غير صحيحة. مثل ماذا؟ أنا لا أريد الدخول في جدال حول هذه الأمور، لكن كانت قد نسبت لي بعض التصريحات في السابق وأنا لم أقلها على غرار ما قيل أني كنت قد تحدث مع مورينيو في مباراة سيينا مع الإنتير، وأيضا ما قيل عني أني قبل وصولي إلى معسكر المنتخب الوطني بسويسرا تأخرت بسبب إمضاء عقد مع روما... إلخ من الأمور التي لا أريد العودة إليها. كيف تقيّم مردود المنتخب الوطني بشكل عام في مشاركته في مونديال جنوب إفريقيا؟ صحيح أننا تحصلنا على نقطة واحدة في ثلاث مباريات، لكن المردود بشكل عام كان مشرفا ودافعنا عن الراية الوطنية بكل ما نملك من قوة ولم ندخر جهدا في سبيل ذلك. ألا تعتقد أن المنتخب الجزائري كان يستطيع المرور إلى الدور الثاني من المونديال؟ كنا نطمح لذلك، ورغبتنا كانت شديدة لتجاوز الدور الأول، وأنا شخصيا كنت أشعر أنني مستعد جيدا لأقوم بدوري على أحسن وجه وعملت كل ما في وسعي لأكون على أتم الاستعداد، لكن في بعض الأحيان كرة القدم لا تسير فيها الأمور كما نحب وهنا أريد أن أضيف أمرا آخر. تفضّل... سأواصل العمل والاستعداد لأقوم بدوري كما يجب لما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، لأن الراية الوطنية عزيزة عليّ. أضف إلى ذلك أن الجمهور الجزائري يمثل الكثير بالنسبة لي وهو الذي ساندني منذ الوهلة الأولى التي انضممت فيها إلى المنتخب الوطني، ويستحق أن أعمل المستحيل لأكون عند حسن ظنه. لقد ساندني عندما تطلب الأمر ذلك، والمبادرة التي قامت بها اليوم جمعية “عادل” للجزائريين المقيمين في إيطاليا بمدينة “ترينتو” الذين جاءوا من مكان بعيد قاطعين مسافة طويلة من أجل تكريمي دليل على ذلك، ما يعني أن الجمهور الجزائري رائع بأتم معنى الكلمة، خاصة أن التكريم كان أمام أعين أنصار ومسؤولي “باري”، إضافة إلى أنه جاء أمام كاميرات وسائل الإعلام الإيطالية. عنتر يحيى كان سيلتحق بك، ماذا تقول عن هذا؟ نعم سمعت بذلك في بداية الأمر، وكنت سأشعر بالسعادة لو لعب إلى جانبي أخي وصديقي عنتر يحيى، لأن “باري” فريق عريق في إيطاليا، لكن الآن لم أعد أسمع عن هذا الأمر. أعتقد أن الأمور لم تسر كما كنت أتمنى، المهم أن عنتر يبقى لاعبا كبيرا وهو الذي سجل في أم درمان وتأهّلنا على إثر ذلك إلى كأس العالم. بما أننا نتحدث عن انتقالات اللاعبين، ما رأيك في انتقال بلحاج؟ بلحاج لاعب يملك إمكانات عالية، وحسب رأيي يستطيع أن يلعب في أي ناد قوي. انضمامه إلى السد القطري جاء بعد موافقته ويجب أن نحترم قراره، لأن بلحاج يبقى دائما لاعبا كبيرا ولا أحد يستطيع مناقشته في النادي الذي يرغب في الانضمام إليه. هل تعتقد أن مغني ترك فراغا في المنتخب؟ نعم، بالتأكيد. مغني لاعب موهوب وصاحب إمكانات فنية عالية، المنتخب الوطني كان في حاجة ماسة إلى خدماته وكنا سنستفيد من إمكاناته كثيرا، لكن الفرص لا زالت كثيرة أمام مغني ليقدم خدماته للمنتخب، المهم الآن أن يسترجع صحته وعافيته ثم يفكر في المستقبل. ما رأيك في بقاء سعدان على رأس المنتخب؟ المدرب سعدان يعرف كل اللاعبين وكان قاد المنتخب في تصفيات ونهائيات كأس إفريقيا وكأس العالم الأخيرتين، كما كان وراء تأهل الجزائر إلى “مونديال” جنوب إفريقيا بعد غياب طال كثيرا، وبالتالي أعتقد أنه سيواصل قيادة المنتخب بالكفاءة نفسها، ولو أنني لاعب وأسمح لنفسي بتقييم المدرب. الآن كيف ترى مستوى المنتخب الجزائري؟ في الوقت الحالي نملك مجموعة أصبحت أكثر انسجاما وقوة، لعبنا نهائيات كأس إفريقيا ووصلنا إلى الدور نصف النهائي، وتأهلنا إلى كأس العالم، و أنا متأكد من أننا سنحقق نتائج جيدة لأننا نملك لاعبين ممتازين، والأجواء بيننا أخوية فضلا عن التنظيم المحكم والاحترافية التي تميز تربصاتنا وتنقلاتنا وهذا يرجع إلى ما تقوم به الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي لم تتأخر في توفير كل شروط النجاح التي يتمناها أي لاعب. إقصائيات كأس إفريقيا ستنطلق قريبا، ما تعليقك؟ أول شيء نسعى لتحقيقه هو ضمان التأهل لكأس إفريقيا 2012، ثم سنعمل للذهاب بعيدا في هذه المنافسة، لأننا نملك تجربة ومشاركتنا في المونديال تجعلنا ندافع أكثر عن سمعة الكرة الجزائرية وعلى الألوان الوطنية بأكثر قوة لأن كل منتخب سنواجهه سيحاول الإطاحة بنا لأنه سيكون له الشرف الإطاحة بمنتخب مونديالي. كيف ترى اللقاء القادم للمنتخب الوطني أمام الغابون؟ الآن أنا أحضر للموسم القادم مع باري، لكني أحضر أيضا للمباريات التي سألعبها مع المنتخب الجزائري لأتمكن من القيام بدوري كما يجب، سأكون جاهزا بنسبة كبيرة في المباراة أمام الغابون. للإشارة أنا سعيد جدا لأن المباراة القادمة ستقام في الجزائر وأمام الجمهور الجزائري المميز الذي لا يبخل علينا بالتشجيع ويتنقل معنا في كل مكان ولا يهاب المسافات البعيدة. بالمناسبة فالاستدعاء لهذه المقابلة وصلني وأغتنم الفرصة التي منحتني إياها جريدة “الهدّاف” لأحيي الجمهور الجزائري.