في تصريحات حصرية أدلى بها إلى قناة “نسمة“ التونسية على هامش الجمعية العامة لاتحاد شمال إفريقيا، أكد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.. أن فوز “شيخ المدربين “ رابح سعدان بعهدة جديدة على رأس “الخضر“ التي ستمتد إلى غاية كأس أمم إفريقيا 2012 لم يكن هدية من أحد، وأن النتائج الجيدة التي حققها سعدان منذ اعتلائه العارضة الفنية للمنتخب الوطني هي التي كانت وراء تجديد الثقة في شخصه وليس أي شيء آخر. ولم يتوان روراوة في حديثه مع القناة التونسية في الدفاع عن سعدان وعن قرار تجديد الثقة في شخصه، مذكرا بالإنجازات التي حققها “الخضر“ في عهده وفي مقدمتها التأهل إلى كأسي أمم إفريقيا والعالم، وهو الإنجاز الذي لم يكن يحلم به أحد - قال روراوة- لاسيما أن المنتخب الوطني كان عاجزا عن التأهل حتى إلى كأس أمم إفريقيا التي غاب عنها مرّتين متتاليتين “وهو الغياب الذي جعلنا نحلم فقط بالعودة إلى كأس إفريقيا لنجد أنفسنا بين عشية وضحاها في كأس العالم التي غبنا عنها 24 سنة كاملة، بل وننشط الدور نصف النهائي لدورة أنغولا وهو الدور الذي لم تبلغه الجزائر منذ كأس أمم افريقيا التي نظمتها الجزائر قبل سنة 1990“ قال رواروة. “سعدان كان يجب أن يُكافأ وليس العكس“ وبخصوص موضوع تجديد الثقة في المدرب رابح سعدان، قال روراوة: “هذا المدرب قدّم كل ما عليه وتمكن من إعادة قطار “الخضر“ إلى السكة الصحيحة التي زاغ عنها منذ فترة طويلة، وأن المنطق كان يفرض عليّ كمسؤول على كرة القدم الجزائرية مكافأة هذا المدرب والاعتراف بجميله من خلال تجديد الثقة فيه وليس إبعاده من العارضة الفنية للمنتخب مثلما طالب به البعض“، في إشارة إلى الأصوات التي تعالت بعد “المونديال“ والتي طالبت بتعيين مدرب أجنبي على رأس “الخضر“، بحجة أن نتائج هؤلاء لم تكن في مستوى التطلعات خلال عرس جنوب إفريقيا، وأن سعدان يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في هذه النتائج. “المنتخب الوطني أدّى ما عليه في المونديال والمرتبة 27 مشرّفة” وقد عرّج روراوة في حديثه مع قناة “نسمة“ عن المشاركة الجزائرية في “مونديال“ جنوب إفريقيا واصفا إياها بالإيجابية جدا رغم خروج “الخضر“ من الدور الأول وعجزهم عن تسجيل ولو هدف واحد خلال المباريات الثلاث التي لعبوها. وفي سياق دفاعه عن رأيه المشيد بهذه المشاركة، قال روراوة بأن جلّ لاعبي المنتخب الوطني الذين شاركوا في “المونديال“ كانوا يفتقدون إلى التجربة باستثناء ثلاثة منهم، وأن المدرب سعدان استدعى أحسن اللاعبين قبل أن يتأكد بأن هؤلاء لم يكونوا قادرين على تقديم أحسن مما قدّموه، بل ولم يكونوا في مستوى الأهداف المرسومة رغم أنهم صمدوا أمام إنجلترا وكانوا على وشك هزم سلوفينيا والولايات المتحدة لولا بعض الأخطاء الفردية. وأضاف روراوة بأن احتلال “الخضر“ المركز السابع والعشرين في سلم ترتيب المنتخبات المشاركة في “المونديال“ يعدّ في رأيه انجازا كبيرا، وأنه ضد كلّ من يقول بأن المرتبة التي احتلها “الخضر“ في تصنيف المنتخبات المشاركة في عرس جنوب إفريقيا سيئة، لاسيما أن منتخبات أخرى لها باع أكبر في “المونديال“ حلت في مراتب أسوأ من المرتبة التي احتلها “الخضر”. “الإحتراف لا رجعة عنه وهو السبيل الوحيد لإخراج الكرة الجزائرية من المأزق“ وكان ملف الاحتراف حاضرا في حديث رئيس الاتحادية الجزائرية مع القناة التونسية، حيث أكد روراوة أن خيار الاحتراف على مستوى بطولتي القسمين الأول والثاني لا رجعة عنه بداية من الموسم المقبل، وأن الدولة قدّمت كل المساعدات اللازمة التي من شأنها إنجاح هذه الخطوة التي لا بديل عنها لإخراج الكرة الجزائرية من المأزق، ومن ذلك القطع الأرضية التي ستمنح للفرق المحترفة لبناء مراكز التكوين الخاصة بها، وكذا القرض المالي المقدر بمليون أورو الذي لن يتم تسديده إلا بعد مدة طويلة بفائدة لا تتعدى الواحد بالمئة، ناهيك عن المساعدات الأخرى من قبيل الحافلات التي ستمنح لهذه الفرق وكذا التسهيلات في مجال النقل على مستوى شركة الخطوط الجوية الجزائرية. “سنساعد العديد من اللاعبين القدامى على قيادة المنتخبات الوطنية“ وفي ختام حديثه مع القناة التونسية، أكد روراوة أنه لن يتوانى في إعادة الاعتبار للاعبين المحليين ومن ورائهم جيل الثمانينيات، وذلك من خلال مساعدة العديد من الوجوه التي تعاقبت على حمل القميص الوطني خلال الحقب السابقة على الإشراف على مختلف المنتخبات الوطنية، ومن ثم الاستفادة من تجارب وخبرات هؤلاء اللاعبين الذين رفعوا الراية الوطنية عاليا خلال المحافل الدولية. أحمد المغيربي: “الشعب الجزائري لن يقبل بالقليل مستقبلا ومهمّة سعدان لن تكون سهلة“ وقد كان لضيوف حصة “ناس سبور” التي بثت فيها تصريحات روراوة تعقيبا على ما قاله رئيس الاتحادية الجزائرية، ومن بين هؤلاء التقني التونسي أحمد المغيربي الذي وإن أثنى على قرار “الفاف” القاضي بتجديد الثقة في رابح سعدان، إلا أنه أكد في المقابل أن مهمة هذا الأخير ستكون في غاية الصعوبة لأن أنصار “الخضر“ لن يقبلوا مستقبلا إلا بالنتائج الجيدة بعد كل الذي حققوه خلال كأسي إفريقيا والعالم. وهو نفس ما ذهب إليه الدولي التونسي السابق سمير السليمي الذي ثمّن من جهته قرار الإبقاء على سعدان مدربا ل “الخضر“، مؤكدا أن شيخ المدربين أدّى واجبه وزيادة، وأن المستقبل سيكون للمنتخب الجزائري مع هذا المدرب الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه من طينة الكبار.