قرر أخيرا رئيس شباب قسنطينة نور الدين أونيس أن يتقدّم بطلب إلى مديرية الشباب والرياضة لعقد الجمعية العامة وذلك من أجل ترسيم بقائه على رأس النادي وذلك بعد أن يقدم تقريريه المالي والأدبي أمام جميع الأعضاء، بالإضافة إلى أن هذه الجمعية ستكون كالعادة برئاسة غربي أو المدير الجديد ويريد أونيس من خلال هذه الجمعية أن يُبعد جميع أعضاء مجلس الإدارة متناسيا أن لا علاقة لهم بالجمعية العامة. مجلس الإدارة يحكمه القانون التجاري وليس قانون الجمعيات من جهة أخرى لم ينتبه نور الدين أونيس إلى أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا إزاء مجلس إدارة النادي المحترف لأن هذا المجلس يخضع للقانون التجاري أما الجمعية العامة فينظمها قانون الجمعيات، وما عقده للجمعية العامة إلا محاولة من أجل البقاء على رأس النادي الهاوي فقط وفي حالة بقائه فعلا فإنه سيكون مجرد عضو عادي ممثل لنادي شباب قسنطينة على مستوى مجلس الإدارة وليس بإمكانه أن يفعل أي شيء تجاه مجلس الإدارة. يريد أن تختاره الجمعية العامة رئيسا مجددا وهو الرئيس الحالي للنادي ولم يفهم كثير من الأشخاص على مستوى شباب قسنطينة سواء المسيرين أو أعضاء مجلس الإدارة سر عقد جمعية عامة استثنائية، وذلك بعد أن صرح أونيس بأنه ينتظر من أعضائها تجديد الثقة فيه رغم أن هذه الجمعية جددت ثقتها في هذا الرئيس الذي يبدو أنه لم يفهم بعد ما يفعله. الشباب يعرف نهاية أفشل موسم في تاريخه يأمل أنصار شباب قسنطينة أن تنتهي أزمة النادي قريبا خاصة أن الأمور اتخذت منحى خطيرا في الأيام القليلة الماضية بعد أن أصبح النادي قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح واحدا من الأندية العادية في الجزائر بعد أن كان في وقت سابق ينافس على الألقاب. أونيس قال في بداية الموسم إنه سيصعد في الذهاب بالعودة إلى بداية الموسم الماضي وبالضبط أثناء انعقاد الجمعية الانتخابية التي نظمت بعد أن تم إبعاد رئيس النادي السابق كان محمد حشاش ونور الدين أونيس أقوى المرشحين لرئاسة النادي، حيث كانت الغلبة في الأخير ل أونيس الذي فاز بعدد كبير من أصوات أعضاء الجمعية العامة خاصة بعد أن وعدهم بصعود النادي في مرحلة الذهاب، بالإضافة إلى أنه جاء ليضع أكثر من ثلاثة ملايير كبداية في مرحلة الاستقدامات وهو ما جعل الجميع يرحب بالفكرة خاصة أنه لا خيار أمام أعضاء الجمعية الذين لم يجدوا أي شخص يترشح لهذا المنصب دون أن ينتبهوا إلى أن كل ما قاله أمر غير منطقي، لأنه لا أحد يستطيع أن يصعد إلى القسم الأول خلال 15 جولة وفي ظل تواجد مولودية سعيدة وجمعية وهران وغيرها من الأندية العريقة التي كانت تلعب على الصعود. بداية موسم فاشلة ولاعبون أعمارهم تفوق 33 سنة تم استقدامهم بعد أن تم تعيين نور الدين أونيس رئيسا لشباب قسنطينة قام بالتنسيق مع مكتبه المسير والمناجير العام للنادي طارق عرامة باستقدام الكثير من اللاعبين الذين لازالوا يلعبون بأسمائهم فقط بعد أن تجاوز كثيرون منهم العقد الثالث، حيث أمضى لاعبون كانت أعمارهم تتراوح بين 30 إلى 35 سنة وهو أمر غير معقول لناد يلعب على الصعود لأنه لو حدث ونجح في تحقيق هدفه والعودة إلى القسم الوطني الأول ستكون أول عقبة أمامه هي إعادة جلب فريق بأكمله لأن أغلب لاعبيه الأصليين في نهاية مشوارهم الرياضي، والكل يعلم مدى غلاء لاعبي هذا المستوى في الوقت الذي يعاني النادي من أزمة مالية خانقة منذ سنوات عديدة، وهو ما لم يتفطن له أونيس ومكتبه المسير كما أنه استقدم لاعبين يعانون من إصابات خطيرة منعتهم حتى من لعب ولو لقاء واحد وهو ما عجّل بفشل الموسم مبكرا. عقد طويل يكشف أن النادي لم يكن يلعب على الصعود لم يكن أحد يتصوّر أن الإدارة قد تمضي للاعب لمدة ستة أشهر فقط لكن هذا الأمر حدث في شباب قسنطينة الذي احتار أنصاره يومها عن السبب الذي يجعل لاعبا خلوقا وكبيرا مثل فريد طويل يقبل باللعب في القسم الوطني الثاني وفي ناد تكثر فيه المشاكل ولا يستطيع أن يكمل موسما واحدا دونها، وهو ما جعل اللاعب يطلب التوقيع على هذا النوع من العقود التي تفسخ تلقائيا بعد مرور 6 أشهر من تاريخ إمضائه لأنه وضع في باله أنه في حالة لعب الفريق على الصعود فعلا سيبقى في النادي لكن إن ساءت الأمور فسيضطر للمغادرة، وهو ما كان فعلا حيث غادر بعد 5 جولات من البطولة بعد أن تأكد من أن بقاءه لن ينفع النادي. أبناء النادي أمضوا بمنح ضئيلة وفي نهاية الموسم استنجدوا بهم من جهة أخرى تم تسريح جميع اللاعبين الذين لعبوا مع النادي في الموسم ما قبل السابق مثل رابطة شريف الذي كان يربطه عقد لمدة ثلاث سنوات بالإضافة إلى وسط الميدان المتألق حوايت ونجم الفريق الأول كاب علي أمين الذي تم التفريط فيه لأنه طالب بمبلغ قالت الإدارة إنه كبير، رغم أن لاعبين في مرحلة نهاية المشوار أمضوا بأكثر منه، بالإضافة إلى أن بقية اللاعبين الذين بقوا مع النادي تم الإمضاء لهم مقابل مبالغ مالية رمزية لا يمضي بها إلا لاعبو الأندية التي تلعب في بطولة ما بين الرابطات كما حدث مع خلاف جعفر أحد أحسن اللاعبين في منصب وسط الميدان الدفاعي والمدافع المتألق كموش زين العابدين والحارس ضيف لعمارة والبقية الذين أصبحوا اليوم يريدون الذهاب من الفريق أكثر من أي وقت مضى. الشباب صار ينهزم أمام فرق صغيرة وهيبته في خبر كان بعد انطلاق البطولة ظهر جليا للجمهور الرياضي الكبير أن الفريق الذي أسال الكثير من الحبر هو مجرد ناد عادي لأن لا أحد من اللاعبين الذين تم استقدامهم استطاع أن يفعل شيئا للنادي الذي صار ينهزم أمام فرق صغيرة، وكانت الهزيمة التي تلقاها الفريق أمام اتحاد بلعباس القطرة التي أفاضت الكأس بعد أن كان متفوقا في النتيجة ثم تلقى ثلاثية من فريق كان يلعب بعشرة لاعبين، وتأكد الجميع يومها أن الأسماء لا تصنع الفرق. من جهة أخرى واصل النادي مسيرته في بطولة القسم الوطني الثاني بثلاث تشكيلات مختلفة اثنتان منها لعبتا مرحلة الذهاب قبل أن يتم طرد جميع اللاعبين وترقية اللاعبين الشبان الذي استنجدوا بهم في آخر المطاف وقيل يومها إن النادي يفضل الآن أن يتبع سياسة التشبيب التي في دول أخرى يتم الإعداد لها في بداية الموسم وعلى مدار سنين، لكن في شباب قسنطينة يتم وضعها قيد التنفيذ قبل خمس جولات من نهاية الموسم ويقال إنها أتت بثمارها. حتى الأنصار سئموا وقاطعوا الفريق الكارثة العظمى التي حلت بالنادي هي أنه فقد أكبر ورقة رابحة كان يتميز بها عن باقي أندية الجزائر وهي أنصاره الأوفياء الذي يعدون بالآلاف في كل لقاء، حيث كانوا في السنوات الأخيرة يأتون إلى ملعب النادي بأعداد هائلة تفوق 50 ألف متفرج في اللقاءات العادية وأدهشوا كل الأندية التي كانت تلعب أمام شباب قسنطينة، بالإضافة إلى ما كان الأنصار يفعلونه قبل لقاءات الفريق حين تتزين المدينة بأعلام النادي والرايات العملاقة التي تغطي وسط المدينة بالإضافة إلى أغاني النادي التي نجدها في كل مكان، وهو ما جعل الجميع يتأسف على مقاطعتهم للفريق الذي أصبح لا شيء من دونهم بعد النتائج الكارثية التي سجلها الموسم الماضي. مقر النادي كان عبارة عن غرفة في دار شباب بوالصوف بالإضافة إلى الكارثة التي كانت على مستوى التشكيلة وأنصار النادي فإن شباب قسنطينة فقد كل ممتلكته وهي فندق النادي الذي يحتوي على 200 غرفة وجميع المرافق اللازمة بالإضافة إلى مقر النادي الموجود بنهج عويطي ومكتب آخر في حي بلوزداد بالإضافة إلى محل النادي الذي كانت تباع فيه ألبسة الفريق ومطعم آخر كان ملكا لشباب قسنطينة، بالإضافة إلى ملعب الشهيد حملاوي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح ملكا للنادي لكن اليوم الفريق يتخبط في مشاكل لا نهاية لها إلى أن أصبح مقر هذا النادي العريق غرفة صغيرة في دار الشباب الموجودة بحي بوالصوف وهي من بين المساعدات التي قدمتها مديرية الشبيبة والرياضية للنادي من أجل تسيير أموره من هناك. حتى جهاز الفاكس والكومبيوتر كانا صدقة من مديرها لم تكن تلك الغرفة الصغيرة التي تم إنقاذ الفريق بها الشيء الوحيد الذي تم إعطاؤه للنادي، حيث تحصلت الإدارة أيضا على جهاز الفاكس الذي لم يكن موجودا من قبل رغم أن ثمنه لا يمثل1% من منحة إمضاء أحد اللاعبين، إلا أن الإدارة فضلت أن تتحصل على هذا الجهاز عن طريق «الصدقة» إلى جانب جهاز الكمبيوتر والآلة الطابعة وهو ما يمثل فعلا الحالة المتدهورة التي وصل إليها النادي ويعطي أحسن صورة للتسيير العقيم الذي كانت تنتهجه الإدارة، لأن الفريق الذي يصل به الحال إلى عدم امتلاك حتى جهاز الهاتف والفاكس لا يمكن أن يكون كبيرا أو حتى صغيرا لأن مثل هذه الأمور لا تحدث في أي ناد في العالم إلا في شباب قسنطينة الذي يعرف أسوأ أيامه منذ نشأته. الوقت حان من أجل التغيير ومجلس الإدارة «قادر عليها» من جهة أخرى صرح كثيرون من أعضاء مجلس الإدارة بأن الوقت حان من أجل إرجاع هيبة النادي، حيث يريد هذا التشكيل الإداري أن ينطلق في عمله في أقرب فرصة بعد أن يتمكن من الحصول على الاعتماد من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد أن تتم دراسة ملف النادي الذي يوجد الآن في أروقة مبنى دالي إبراهيم. ملف النادي الاحترافي يتضمّن أخطاء في الإجراءات الإدارية علمت «الهداف» بأن ملف شباب قسنطينة الاحترافي الذي تم إيداعه لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سيتم رفضه إذا لم يتم تعديل بعض الأمور فيه، حيث يعاني ملف الفريق من خلل في بعض الوثائق والإجراءات الإدارية التي قام بها رئيس النادي نور الدين أونيس قبل أن يودع الملف الاحترافي حيث قام بعكس بعض مطالب الاتحادية التي قامت بوضع الملف جانبا إلى حين تصحيح الأخطاء الموجودة.