“جاكوماتزي” لاعب دولي أوروغواياني سابق، يعدّ من أقدم العناصر التي يضمّها نادي “ليتشي” الذي يلعب له الجزائري جمال مصباح. منصبه الأصلي وسط ميدان هجومي، سبق له وأن حط الرحال في “ليتشي” ولعب لبعض الأندية الإيطالية من بينها “باليرمو” و”إيمبولي”. التقينا اللاعب مؤخرا وأبينا إلا أن نتطرق خلال الحديث الشيّق الذي جمعنا به إلى مصباح وإمكاناته والمنعرج الذي عرفه مشواره الكروي بعدما صار لاعبا دوليا، وإلى الحديث عن غزال ومغني وكل ما يتعلق بالكرة الجزائرية... في البداية، ما رأيك في اللاعب الدولي الجزائري جمال مصباح؟ لا يمكنني أن أتحدث عنه كلاعب، لأن مردوده الطيب ومشواره مع النادي، ولأنه لاعب دولي، عوامل تتحدث عنه شخصيا وتصفه لكم ولنا، لكني أسمح لنفسي بأن أتحدث عنه كشخص داخل الملعب وخارجه، وأقولها بصوت عال الأمر يتعلق بشاب محترم، شاب ذو أخلاق عالية وهو أمر يشرفه ويشرف عائلته والجزائر. بصفتك قائد نادي “ليتشي” وأحد العارفين بشؤون النادي من الداخل، هل تغيّر مصباح بعدما شارك مع الجزائر في “المونديال”، أم أنّه بقي الشخص الذي تعرفه؟ أبدا، جمال لم يتغيّر تماما، وبقي هو نفسه الشخص الذي كنت أعرفه قبل تنقله مع المنتخب الجزائري إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في نهائيات كأس العالم، لقد احتفظ بتواضعه وهي السمة التي ستجعله يذهب بعيدا في مشواره الكروي كلاعب دولي. وانطلاقا من الخبرة الطويلة التي اكتسبتها على الميادين، أؤكد لك أنّ مصباح يشعر الآن بمسؤولية أثقل تجاه ناديه “ليتشي” وبلده الجزائر. قبل أن تتعرف على مصباح، هل سبق وأن عرفت لاعبين جزائريين؟ اللاعب الذي كنت أعرفه قبل أن أعرف مصباح، هو مراد مغني. كيف عرفته؟ بحكم مسيرتي الطويلة في البطولة الإيطالية التي ألعب فيها الآن منذ أكثر من عشر سنوات، وهي فترة أتاحت لي الفرصة لأواجهه في عدّة مناسبات، سواء مع “ليتشي” أو مع “باليرمو” أو مع “إيمبولي”. وما رأيك فيه، وأنت الذي واجهته في أكثر من مناسبة؟ دون أدنى شكّ، مغني لاعب كبير، يتمتع بإمكانات فنية معتبرة، فنيات عالية وخارقة للعادة. إنه لمن دواعي البهجة والسّرور أن أراه يلعب، ولن أبالغ إن قلت لك إنه من حين لآخر يخطر على بالي، فمؤخرا فقط فتحت موضوعا للحديث عنه أنا وأحد الزملاء. مع من تحدثت عنه، وما هو الكلام الذي قلتماه عنه؟ منذ شهر أو شهرين فقط جمعني حديث بأحد الزملاء يلعب في “لازيو” اسمه “ليديسما”، ونحن نتحدث تطرقنا إلى مراد مغني الذي يلعب إلى جانبه هناك، وللأمانة فقد قلنا كلاما جميلا عنه وتحسرنا سويا فقط على أمر واحد. ما هو الكلام الجميل الذي قلتماه، وعلى ماذا تحسرتما؟ اعترفنا معا بأنه لاعب كبير وموهبة خارقة للعادة، إلى درجة أن زميلي قال لي إن أحوال لازيو كان من الممكن أن تكون بخير لو أن مغني يتواجد في أفضل أحواله، لكننا تحسرنا لأنه لاعب ضعيف بدنيا، ويذهب دائما ضحية شبح الإصابات الذي يطارده منذ فترة. إن تحدثت عن مغني فهو صانع ألعاب حقيقي نادرا ما تجده في ملاعبنا، لاعب يفعل بالكرة ما يشاء، لكن الإصابات هي شبحه الأسود للأسف الشديد. وهل تعرف لاعبين جزائريين آخرين ما عدا مغني ومصباح؟ نعم أعرف عبد القادر غزال. وهو الآخر ما الذي تعرف عنه بالضبط؟ مهاجم جيد، يجيد التمركز، قوي البنية وأعتقد أنه سيبرز بشكل ملفت للانتباه هذا الموسم مع ناديه الجديد “باري”. وما هي الأمور التي تعرفها عن الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني على الخصوص؟ لا أعرف الكرة الجزائرية من الداخل، لكني أعرف بعض الأمور عن المنتخب الوطني الذي تابعت بعض مبارياته. تعرف المنتخب ومبارياته منذ أن صار مصباح لاعبا دوليا، أليس كذلك؟ لا، أعرفه قبل ذلك، وبالدليل أيضا (ضحك). ما هو دليلك؟ مبارتا الجزائر أمام مصر لحساب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم تابعتهما باهتمام بالغ، وكأن الأمر يتعلق بمباريات منتخب بلادي، فمن جهة كنت أتطلع لمعرفة المنتخب الذي سيقتطع تأشيرة الوصول إلى “المونديال” ومن جهة لأني أعرف منتخب مصر بعض الشيء. وكيف صرت تعرف المنتخب المصري؟ لأني يوم كنت لاعبا دوليا في صفوف منتخب الأوروغواي واجهت المنتخب المصري في ثلاث مناسبات، واحدة منها في الإسكندرية، وصدقني اللعب في مصر ليس بالأمر السهل، فضلا عن قوة هذا المنتخب في تلك الفترة، حيث كانت مصر تملك منتخبا قويا ومنسجما عبر كامل خطوطه، ومن باب الفضول تابعت لقاءيه أمام الجزائر واستمتعت بهما كثيرا. ما الذي تذكره عن هذين اللقاءين؟ أذكر جيدا أن الجزائر كافحت في القاهرة، وصمدت كثيرا ولعبت لقاءها باحترافية عالية، وعرفت في نهاية المطاف كيف تخرج وهي محافظة على حظوظها في التأهل إلى نهائيات كأس العالم كاملة، وهو الأمر الذي أعطاني الانطباع أن الكفة ستميل لصالحها في لقاء السدّ بالسودان، لا سيما وأن المصريين اعتقدوا أنهم سيلعبون المباراة وهم في راحة تامة، قبل أن يصطدموا بمنتخب جزائري قوي من جهته من كل النواحي. وهل ترى أن تأهل الجزائر كان مستحقا في السودان؟ نتيجة المباراة الأولى جعلتني شغوف لمتابعة اللقاء الفاصل، وصراحة المباراة جرت مثلما توقعته، والجزائر كانت في يومها من جميع النواحي، فنيا، تكتيكيا، بدنيا وأكثر شعور بالمسؤولية، وبالنظر إلى مردودها في المباراتين لا أحد بإمكانه أن ينكر أحقيتها في اقتطاع تأشيرة الوصول إلى “المونديال”. وكيف تتوقع أن تكون مسيرة مصباح في “الكالتشو” الآن بعد صعود النادي إلى مصاف الكبار؟ مصباح برهن منذ فترة طويلة على أنه جدير باللعب في المستوى العالي، لذلك أنا واثق أنه سيكون له شأن عظيم في النادي الموسم القادم، ومن أنه سيؤدي دوره على أكمل وجه ويذهب بعيدا في مسيرته الكروية، لا سيما بعد الخبرة الدولية التي اكتسبها من خلال مشاركته في “المونديال” وتواجده ضمن العمالقة هناك، مثله مثل غزال الذي سيبرز مع ناديه الجديد “باري”. كلامك فيه نوع من المجاملة... لا، أنا لا أجامل في مثل هذه الأمور، أعرف جمال جيدا وأعرف إمكاناته الحقيقية، وهو ما جعلني أؤكد ذلك الكلام، وأعرف غزال من بعيد وواثق من أنه سيتألق هو الآخر. بدايتكم ستكون في “سان سيرو” أمام العملاق “ميلان”، ألا ترى أنها مهمة صعبة بعض الشيء لمصباح وللنادي؟ بالعكس، من الجيد أن نبدأ الموسم أمام ناد قوي من طينة “آسي ميلان” وفي ملعب كبير مثل ملعب “سان سيرو”، وبفضل ذلك اللقاء سنعرف ما إن كنا قد قمنا بعمل في المستوى خلال فترة التحضيرات أم لا، كما يمكننا من خلال هذا اللقاء يمكننا أن نصحح الأخطاء تحسبا للمستقبل.