مباراة مجنونة تلك التي دارت عشية أمس بقاعة القاهرة بين المنتخب الجزائري ونظيره التونسي في إطار الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا لكرة اليد المقامة فعالياتها في مصر، الجزائر 21 – تونس21 مباراة مجنونة تلك التي دارت عشية أمس بقاعة القاهرة بين المنتخب الجزائري ونظيره التونسي في إطار الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا لكرة اليد المقامة فعالياتها في مصر، حيث شهدت المباراة سيناريوهات مختلفة وكانت قمة في الإثارة والتنافس لتنتهي في الأخير بالتعادل (21 -21 )، وهي النتيجة التي تخدم “نسور قرطاج“ الذين سيلعبون نصف نهائي سهل أمام الكونغو، عكس المنتخب الوطني الذي سيكون على موعد مع نصف نهائي كبير أمام البلد المنظم مصر وحامل آخر كأس إفريقية. وسيكون المنتخبان الجزائري والمصري على موعد مع صراع رياضي آخر بعد أقلّ من شهر عن مباراة المنتخبين في أنغولا برسم نصف نهائي كأس إفريقيا لكرة القدم والتي انتهت بفوز “الفراعنة”. بداية مثالية وسلاحجي كان رائعا وعرفت المباراة بداية قوية جدا من جانب المنتخب الوطني الذي أدّى عشر دقائق مثالية، حيث كان أداؤه متوازنا وكان أشبال المدرب صالح بوشكريو في قمة التركيز ونجحوا في تسجيل أربعة أهداف كاملة من وضعيات مختلفة، مع تطبيق خطة دفاعية نموذجية جعلت التونسيين يعجزون عن الوصول إلى مرمى المنتخب خلال الدقائق العشر الأولى. كما برز حارس “الخضر“ سلاحجي الذي كان رائعا وتصدّى لكل الهجمات، وهو ما أدخل بعض الشك في نفسية “نسور قرطاج“ الذين لم يتعوّدوا على مثل هذه السيناريوهات في مبارياتهم السابقة. تراجع رهيب ووسام حمام يُعيد التوانسة من بعيد وبعد أن نجح المنتخب التونسي في طرد النحس الذي لازمهم خلال الثلث الأول في الدقيقة (11)، وهي الدقيقة التي اهتزت فيها شباك سلاحجي لأول مرة، انقلبت الأمور رأسا على عقب بما لم يكن يشتهيه المنتخب الوطني وأنصاره. حيث أصبح زملاء القائد حماد يهدرون الفرص بسهولة كبيرة وخاصة عن طريق بلفركوس وبرياح، ولم يسجل سوى هدف واحد في ظرف عشر دقائق. هذا السيناريو أعاد الثقة للتونسيين الذين تحرّروا وقلبوا النتيجة لصالحهم خاصة في ظلّ وجود لاعب من طراز عالمي إسمه وسام حمام الذي سجل سبعة أهداف كاملة في المرحلة الأولى من وضعيات مختلفة، ولم تنفع الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه حماد. للإشارة، فإن وسام حمام المحترف في فريق مونبيلييه الفرنسي توّج بلقب أحسن لاعب في إفريقيا في آخر بطولة عالمية. أخطاء بدائية، فرص ضائعة بالجملة قابلتها واقعية تونسية وفي الوقت الذي كان أنصار المنتخب يتوقعون تصليح المدرب صالح بوشكريو الأوضاع مع مطلع الشوط الثاني وعودة قوية ل “الخضر“، تواصلت المباراة بنفس السيناريو، أخطاء بدائية من المنتخب الوطني تسبّبت في طرد بودرالي ثم حماد بدقيقتين، وهذا النقص العددي استغله المنافس الذي سجل أهدافا كثيرة خاصة عن طريق حمام والڤفصي، وحتى الفرص التي أتيحت للمنتخب كانت تهدر بطريقة تافهة بسبب التسرّع ونقص التركيز من جهة، وبراعة الحارس التونسي الذي تصدّى لعدد أهداف محققة من جهة أخرى. نهاية مجنونة و“الخضر“ يعودون بقوة ولأن كلمة الاستسلام لا توجد في المصطلح الرياضي الجزائري، فإن منتخب كرة اليد آمن بحظوظه إلى آخر لحظة، ولم يؤثر فيه الفارق المريح الذي أخذه التوانسة في أول خمس دقائق (وصل الفارق إلى 5 أهداف كاملة) ولا طرد حماد وبودرالي بالبطاقة الحمراء. ورغم أن المنتخب لعب دقيقتين كاملتين بأربعة لاعبين فقط، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة زملاء لعبان الذين عادوا في النتيجة وأخذوا الأسبقية حتى ال 30 ثانية الأخيرة، حين نجح التونسيون في معادلة النتيجة (21 -21 ) وينتهي “الداربي“ في روح رياضية عالية. المنتخب المصري تابع المباراة باهتام بالإضافة إلى الجاليتين الجزائرية والتونسية المقيمتين في مصر واللتين إكتضت بهما القاعة، شهدت المباراة وجود كلّ أعضاء المنتخب المصري من لاعبين، جهاز فني وإداري، حيث تنقلوا خصيصا من أجل معاينة المنتخبين الجزائري والتونسي، إدراكا منهم أن منافسهم في الدورين نصف النهائي ثم النهائي لن يخرج عن دائرة المنتخبين المغاربيين. وقد دوّن المدرب المصري عدة نقاط حول الفريقين خاصة أن المباراة كانت قوية جدة وشهدت مستوى في القمّة.