“أنا سعيد لأن السيّد سعدان باقٍ على رأس المنتخب الجزائري”“محور الدفاع المكوّن من حليش وبوڤرة مستواه عالٍ جدا” قبل أيام قليلة عن المباراة التي ستجمع منتخبكم بالمنتخب الجزائري، كيف هي معنويات مجموعتكم؟ أنا سعيد جدا لأني سأباشر العمل مع الغابون من جديد، مهمة تدريبه تهمّني كثيرا. فكما تعلمون فإن الغابون وبعد سنتين ستحتضن نهائيات كأس إفريقيا مناصفة مع غينيا الإستوائية، ورهان تدريب الغابون كان يهمّني منذ البداية ولم يكن بوسعي أن أرفضه، وأعتقد أن مباراة الجزائر أمر جيّد، وهي ثالث مباراة لي على رأس المنتخب. ولحد الآن حصيلتي إيجابية، حيث فزت على الغابون بثلاثية نظيفة، فضلا على أننا حققنا تعادلا جيّدا أمام منتخب “كورسيكا” المكوّن من عدد كبير من اللاعبين الذين ينشطون في القسم الأول من البطولة الفرنسية، على غرار “بينتيو” الذي يلعب في “فالونسيان“، و“بيرنغير” الذي ينشط في “نانسي“. إذن بإمكان منتخب الغابون أن يُحدث مشاكل للمنتخب الجزائري؟ هذا ما أتمناه. نحن منتخب محفّز، وهدفنا من خلال هذه المواجهة هو مواصلة بناء المنتخب تحسّبا للتحديات الهامة المقبلة. النتيجة في هذه المباراة لا تهمنا كثيرا، لكننا مع ذلك سنحاول أن نقوم بأشياء جيدة، وأن نُحرج الجزائر. كيف وجدت المنتخب الجزائري في “المونديال“ الأخير؟ أمور إيجابية كثيرة وقفت عليها، لقد لعب منتخبكم بطريقة جيّدة، وللأسف الفعالية خانته في تجسيد الفرص التي أتيحت له خلال المباريات التي خاضها. لقد كنتم تستحقون تسجيل الأهداف التي تسمح لكم بتحقيق الانتصارات المرجوّة. وبالنسبة للخط الخلفي أعتقد أنه كان رائعا، في صورة المحور المكوّن من حليش وبوڤرة، وهو محور من مستوى عالٍ جدّا. بحصيلة خاوية من الأهداف، ألا ترى أن المنتخب الجزائري فشل هجوميا؟ نعم، لقد افتقد المهاجمون إلى الفعالية لتجسيد الفرص المتاحة، رغم أن الموهبة كانت حاضرة. المادة الخامّ كانت موجودة، هم يجيدون المراوغة، قادرون على إحداث الفارق، والقيام بتمريرات حاسمة، توزيعات في المستوى، وأعتقد أنهم يعانون انعدام الثقة في النفس وغياب برودة الأعصاب. لكني واثق من أنهم بالوقت قادرون على تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها، وقادرون على تدارك نقص الفعالية، وبفضل الخبرة سيكونون أفضل في المستقبل. من هم اللاعبون الذين نالوا إعجابك؟ لاعبو الخط الخلفي، كما أني أعجبت كثيرا بالعمل الذي قام به مطمور، صحيح أنه لم يسجل إلا أنه كان رائعا.. كريم زياني هو لاعب مهمّ بالنسبة للمنتخب الجزائري، صديقي جمال عبدون الذي أشرفت عليه في “نانت“ لم يلعب كثيرا، وكنت أتمنى أن يحصل على فرصه بشكل جيّد لأنه لاعب جيد، ودون مجاملة أو مبالغة هو لاعب قادر على أن يعطي الإضافة اللازمة للمنتخب الجزائري، إنه لاعب ممتاز بمهاراته الخارقة للعادة. أعرف أيضا أن كارل مجاني صار ضمن تعداد المنتخب، إنه لاعب جيّد كنت أستفيد منه كثيرا كوسط ميدان دفاعي في “أجاكسيو“. ما تعليقك على قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بإبقاء على سعدان مدربا ل “الخضر”؟ قرار صائب، أنا سعيد لأنه سيواصل، إنه سيّد محترم. خلال “المونديال“ كان يستحق حصيلة أفضل، لقد حقق مشوارا رائعا في التصفيات المؤهلة إلى هناك، وأخصّ بالذكر لقاء شاهدته ألا وهو لقاء الخرطوم، عندما أثبت الجزائريون وكشفوا قوة ذهنية كبيرة. فبعد لقاء القاهرة كان ردّ فعلهم مذهلا، وهو ما يدلّ على أنهم يستحقون التأهل إلى “المونديال“. سبق لي أن مررت بتجربة في تونس، وأعرف كم هو من الصعب على المغاربة أن يخوضوا مبارياتهم في مصر. لقاء منتخبك أمام الجزائر من الممكن أن يلعب أمام مدرجات مملوءة عن آخرها ووسط أجواء حماسية حارة، ألا يؤثر هذا على أشبالك؟ لا تخافوا! أعرف جيدا الجزائر، جئت إلى هنا سنة 1980 مع “بوردو“، واجهت “الفناك” وفزنا عليهم بثنائية مقابل هدف وحيد، وتلك الذكرى لا يمكنني أن أنساها. الموسم الفارط أيضا كنت هنا مع فريقي التونسي النجم الساحلي عندما واجهنا جمعية الشلف لحساب رابطة الأبطال الإفريقية، أتذكر جيدا أن الأجواء كانت رائعة، وساخنة وسط الجماهير، كانت هناك ألعاب نارية كثيرة. مع “بوردو“ واجهت الجزائر ظهيرا أيمن، هل تتذكر منافسك المباشر يومها؟ بطبيعة الحال، إنه لاعب كبير، وأنت تقصد صالح عصاد، أنا أعرفه، لكن لا أتذكر أنه تلاعب بي كثيرا أو أنه أجبرني على أكل العشب (يضحك)... لقد كنا أقوياء يومها. من هم اللاعبون الجزائريون الذين لفتوا انتباهك سواء لمّا كنت لاعبا أم بعدما صرت مدربا؟ نعم، في “نيس“ درّبت مالك شراد. في البداية كان بحوزتي 5 مهاجمين، وبعدها قرّرت أن أمنحه فرصته، فصار مهاجمنا رقم واحد في ظرف قياسي، للأسف أن أمورا خارجة عن الإطار الرياضي فوّتت عليه فرص البروز والنجاح بشكل أفضل. وأحتفظ بذكريات جميلة عن حليم بن مبروك، علي بن عربية في “بوردو“ وعلي بوعافية في “كريتاي“. من الممكن أن يتزامن لقاء الأربعاء المقبل وأول أيام شهر رمضان المبارك، ألا ترى أن هذا العامل قد لا يخدم الجزائر؟ حتى أنا أملك لاعبين في صفوف منتخبي يؤدّون واجب صيام رمضان، على غرار “برونو مبوغوي زيتا” و”جون بيار بامبا”، هما أيضا يصومان، وإذا لم أخطئ سنكون في بداية شهر الصيام، لذلك لا مجال للخوف.