مثلما كان منتظرا فقد تم رسميا الاستغناء عن خدمات ثلاثي إتحاد الحراش بوراوي - علمي - مداني بعد الاجتماع الذي عقده ليلة أول أمس المدرب بوعلام شارف بإقامة مركب “أوسياف عمر“ . وهو الخبر الذي سبق لنا أن تطرقنا إليه في أعدادنا الماضية عندما ذكرنا أن المدرب سيكون مطالبا بتسريح ثلاثة لاعبين من الفريق ما دام أن القانون يحتم عليه ذلك ولا يسمح بوجود أكثر من 25 لاعبا في النادي الواحد... في وقت أن الحراش كانت تضم 28 لاعبا كلهم مرتبطين بعقود رسمية مع أصحاب اللونين الأصفر والأسود، وعليه فإن الإدارة الحراشية ستفسخ عقودهم وتمنحهم أوراق تسريحهم أملا في إيجاد أندية تضمهم رغم أن الوقت لم يعد في صالحهم. ثلاثة أيام غير كافية لإيجاد فريق بعدما تأكد رسميا أن شارف تخلى عن خدمات بوراوي، علمي ومداني وهم اللاعبون الذين استقدموا خلال فترة التحويلات الصيفية الحالية ما دام أن الرابطة تمنح 25 إجازة فقط لكل فريق جزائري، فإن هؤلاء سيكونون في سباق ضد الزمن للانطلاق في رحلة البحث عن أندية تضمهم، خاصة أن المدرب لم يقتنع بخدماتهم عند خضوعهم للتجارب في تربص عين تموشنت، في وقت أن إدارة إتحاد الحراش برئاسة العايب سارعت إلى التعاقد معهم قبل الوقوف على قدراتهم الفنية والبدنية كما ينبغي، وعليه يمكن القول إن المدرب شارف أجحف في حقهم ما دام أن ثلاثة أيام لا تكفي لإيجاد فريق وكل الأبواب ستوصد في وجوههم، خاصة أنهم كانت لديهم عدة اتصالات مع أندية أخرى باستثناء مداني –حسب مصدر مسؤول. شارف تلاعب بمصيرهم وسيكونون مهددين بموسم أبيض تسريح الثلاثي بوراوي - علمي - مداني لم يأت في الوقت المناسب ما دام أن الرابطة حددت تاريخ 12 أوت آخر أجل لقبول ملفات اللاعبين الذين وقعوا على عقود جديدة مع أنديتهم، وهو التاريخ الذي كان مدرب إتحاد الحراش شارف على علم به لكنه فضّل تسليم القائمة النهائية للاعبين للإدارة الحراشية قبل أربعة أيام عن موعد إيداع الملفات، الأمر الذي أوقعهم (اللاعبين) في ورطة حقيقية يصعب الخروج منها. وأمام هذه الوضعية فإن الثلاثي المسرح سيكون مهددا بقضاء موسم أبيض وأن ابن عين الدفلى تلاعب بمصيره. بقاؤهم كلف خسائر مالية فقط كان على مدرب الحراش شارف أن يعلم اللاعبين الثلاثة بقرار التسريح قبل أسبوع على الأقل، لأن بقاءهم طوال التربص لم يأت بالفائدة وكلّف الفريق خسارة مالية تمثلت في مصاريف الإيواء والأكل إضافة إلى حصولهم على جزء من مستحقات الشطر الأول من الإمضاء، في وقت كانت الإدارة الحراشية تشكو كل مرة من نقص السيولة المالية، وبالتالي فما كان على شارف إلا أن يسرحهم قبل نهاية المعسكر الإعدادي الذي تزامن مع اقتراب تاريخ 12 أوت الذي يعتبر آخر أجل لقبول الملفات. أجهشوا بالبكاء وشعروا ب “الحڤرة” وفور سماعهم خبر تسريحهم خلال الاجتماع الذي عقده ليلة أول أمس مدرب اتحاد الحراش شارف بجميع اللاعبين، لم يتمالك بوراوي، علمي ومداني أنفسهم وأجهشوا بالبكاء حزنا على الطريقة التي سرحوا بها من الفريق الحراشي الذين كانوا يتمنون الدفاع عن ألوانه خلال الموسم الكروي الجديد ما دام أنهم رفضوا اللعب لأندية أخرى من أجل “الصفراء”، حيث أكد لنا أحدهم أنه شعر ب “الحڤرة” وقرار شارف لم يكن في محله، كما كانت علامات الأسى بادية على وجوههم أثناء موعد مغادرة مركب “أسياف عمر“ صباح أمس. زملاؤهم تأثروا وتمنوا لهم حظا موفقا وقد خيّمت ليلة أول أمس حالة من الحزن والأسى داخل مركب “أسياف عمر“ بعين تموشنت بعد صدور خبر تسريح المهاجم بوراوي والمدافعين المحوريين علمي ومداني، حيث تأثر كثيرا بلاط ورفاقه للطريقة التي سرحهم بها المدرب شارف من الفريق والتي جاءت في وقت متأخر جدا، لا سيما أنهم كانوا يقضون أياما رائعة خلال التربص التحضيري الذي دام 13 يوما وهي المدة التي سمحت للثلاثي بالتأقلم مع أجواء الفريق الحراشي، وبالتالي فإن ذهابه من الحراش سيخلق فراغا لدى لاعبي الحراش الذين رافقوهم أثناء المغادرة وتمنوا لهم حظا موفقا في مشوارهم الكروي. “الهدّاف” الأولى التي تطرقت إلى الموضوع كانت “الهدّاف” السباقة إلى الحديث عن وجوب تسريح ثلاثة لاعبين من اتحاد الحراش وتحدثت بإسهاب عن هذا الموضوع، خاصة أننا كنا على علم بأن المدرب شارف سيتخلى عن خدماتهم رسميا ما دام أن قائمته تضم 28 لاعبا والقانون لا يسمح بوجود أكثر من 25 لاعبا، رغم أن العديد اعتبر كلامنا ضربا للاستقرار، من بينهم المدرب شارف الذي أكد لمقربيه أن صحفي “الهدّاف” لا يريد المصلحة للفريق و”خلاّط كبير”. شارف حاول تغليط اللاعبين وأكد لنا أحد المسرحين خلال حديث مطول ليلة أول أمس أن شارف كان يحاول تغليطهم كل في مرة يجتمع فيها معهم، بالقول إن صحفي “الهدّاف” لا ينقل إلا الأخبار الكاذبة ولا تردوا على مكالماته الهاتفية ومن يفعل ذلك سيتعرض إلى عقوبات قاسية، خاصة عندما تطرقنا إلى موضوع تسريح اللاعبين، وقال في هذا الصدد: “شارف كان يحذرنا من الصحافة خلال كل اجتماع يعقده معنا وكان يأمرنا بعدم الحديث مع الصحفيين، خاصة بعدما تطرقتم إلى موضوع تسريح ثلاثة لاعبين قبل حوالي عشرة أيام، لكن بعد فوات الأوان شعرنا بالندم لأننا تأكدنا الآن أنكم كنتم على صواب وأن كل ما نشرتموه صحيح“. علمي أكبر المتأثرين وتسريحه مفاجأة كان اللاعبان بوراوي ومداني مرشحان لعدم حمل اللونين الأصفر والأسود خلال بطولة الموسم الجديد، خاصة أن مصدر مقرب من المدرب شارف أكد لنا في وقت سابق أنه سيتخلى عن خدماتهما رسميا وأن الإدارة ستفسخ عقديهما فور عودتهما من مركب “أسياف عمر“ بعين تموشنت، وأن اللاعب الثالث سيكون من وسط الميدان، غير أن شارف فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما سرح المدافع المحوري السابق لاتحاد بسكرة محمد علمي الذي كان أحد المرشحين للعب أساسيا ومزاحمة بن عبد الرحمان وڤريش في محور الدفاع نظرا للإمكانات الفنية والبدنية التي كشف عنها في المواجهات الودية التي لعبها بالعاصمة وعين تموشنت والتي كانت محل إشادة الكثير من المختصين. تعرض إلى صدمة وقضى ليلة بيضاء بدا المدافع المحوري محمد علمي حزينا جدا من خرجة المدرب شارف الذي وضعه ضمن قائمة اللاعبين غير المرغوب فيهم، حيث شكّل القرار صدمة قوية حرمته من النوم طوال ليلة أول أمس، الأمر الذي جعله يعاود الاتصال بنا ليشكو حاله، وقد صرح لنا علمي إن شارف أجحف في حقه وقرار التسريح لم يكن في محله، ما دام أنه يتمتع بإمكانات فنية وبدنية تؤهله للعب ضمن التشكيلة الأساسية لاتحاد الحراش. كان على وشك الإمضاء لباتنة وكان المدافع المحوري علمي على وشك الانضمام إلى مولودية باتنة بعدما اتفق مع مسيريها على كافة الأمور التي تخص العقد ومنحهم كلمته، غير أن رغبته في حمل اللونين الأصفر والأسود جعلته يغيّر وجهته إلى اتحاد الحراش الذي كان يتمنى اللعب فيه، في وقت كانت إدارة “البوبية” متحمسة للتعاقد معه. وأمام هذه الوضعية، فإن علمي وجد نفسه في حرج بعدما قرّر شارف الاستغناء عنه، خاصة أنه قد لا يجد الآن فريقا يضمه ما دام أن فترة الانتقالات ستنتهي بعد يومين من الآن. شارف لم يكن على علم بأنه أمضى في الحراش الغريب في الأمر أن المدافع علمي أكد لنا أن المدرب شارف لم يكن على علم بأنه أمضى رسميا للحراش وهو أمر لا يصدقه حتى المجانين، لأنه من غير المعقول أن توقع الإدارة للاعب ما والمدرب ليس على علم بالخبر، لأن الجميع يدرك في الحراش أن شارف هو الذي يستقدم اللاعبين وهو من يبت في مصيرهم سواء بالاحتفاظ بهم أو الاستغناء عن خدماتهم، وبالتالي فهو الوحيد الذي يتحمّل المسؤولية في حال ما إذا قضى اللاعب موسما أبيض. أخوه مهدي تأثر و”صماطتلو“ كان لاعب الأواسط مهدي علمي أحد المتأثرين لسماعه خبر تسريح شقيقه محمد علمي من اتحاد الحراش، حيث تدهورت حالته النفسية وبقي منعزلا بغرفته خلال ليلة أول أمس، إلى درجة أنه بدأ يفكر في عدم البقاء في الحراش ما دام أن ذهاب أخاه سيترك له فراغا كبيرا بعد أن راح ضحية “الحڤرة” التي تعرض لها من طرف المدرب شارف الذي لم يصب هذه المرة - حسب اللاعب. علمي: “منحت الكلمة للبوبية، لكنني فضّلت الحراش” أوضح المدافع المحوري علمي خلال اتصال هاتفي جمعنا به ليلة أول أمس أنه كان على وشك الانضمام إلى مولودية باتنة خلال فترة التحويلات الصيفية الحالية بعد أن منح كلمته للمسيرين الذين كانوا ينتظرونه بالمكتب لحسم كل الأمور المتعلقة بالجانب المادي ومدة العقد، غير أن حلمه لحمل اللونين الأصفر والأسود جعله يراوغ إدارة “البوبية” والتوقيع للحراش، وأضاف: “قبل أن أوقع للحراش كنت على شوك الانضمام إلى مولودية باتنة التي اتفقت مع مسيريها على كل الأمور التي تخص الجانب المادي ومدة العقد، لكني غيرت وجهتي في آخر لحظة وأمضيت للحراش بعدما أعجبت بأجواء الفريق الذي تمنيت أن يكون مفتاح النجاح في مسيرتي الكروية، وعليه فأنا الآن أشعر بحرج شديد بعدما ضاع كل شيء مني”. “غير الحراش اللّي نلعب فيها ونولي حراشي” وواصل علمي حديثه بالقول إنه ورغم تسريحه من طرف المدرب شارف، إلا أنه سيأتي اليوم الذي يحمل فيه اللونين الأصفر والأسود وسيصبح بعدها حراشيا شأنه شأن جميع اللاعبين، وعلق في هذا الصدد: “تمنيت البقاء في الحراش، لكن المدرب شارف حرمني من تحقيق رغبتي، لكن غير الحراش اللي نلعب فيها وسأصبح حراشيا مثل جميع اللاعبين لأنني تعلقت كثيرا بهذا الفريق”. “شارف سيعرف من هو علمي” وأضاف محدثنا بنبرة حزينة، أنه يثق في قدراته الفنية والبدنية وسيبرهن للمدرب شارف خلال المواعيد المقبلة أنه أخطأ في حقه بعدما قرّر تسريحه في آخر لحظة، خاصة أنه –كما قال لنا- بإمكانه اللعب لأي ناد جزائري وقدومه إلى الحراش كان من أجل اللعب أساسيا، وأضاف في هذا الشأن: “أقول لشارف أنك ستندم على تسريحي من الحراش وستدرك قيمتي خلال المواعيد المقبلة، لأني لدي قدرات فنية وبدنية تسمح لي باللعب في أي فريق كان ولعل مباراة بلوزداد الودية أحسن دليل”. --------------------- بوراوي: “كان على شارف أن يعلمنا بالقرار مسبقا” أكد لنا قلب الهجوم بوراوي أنه لم يتأثر من قرار التسريح بقدر ما تأثر من تأجيل المدرب شارف إبلاغه به، خاصة أنه لم يبق عن نهاية فترة التحويلات الصيفية سوى ثلاثة أيام فقط وهي مدة ليست كافية للبحث عن فريق جديد يضمهم، وقال في هذا الصدد: “صحيح أنني تأثرت كثيرا بعد استغناء المدرب شارف عن خدماتي، لكن ما حز في نفسي هو أنه كان بوسعه أن يعلمنا من قبل بهذا القرار، لأن الوقت لم يعد كافيا للبحث عن فريق آخر ما دام أن آخر أجل للتوقيع على العقود سيكون يوم 12 أوت”. “تمنيت الدفاع عن ألوان الحراش، لكن قدر الله وما شاء فعل” وتابع بوراوي قائلا إنه كان يتمنى الدفاع عن اللونين الأصفر والأسود خلال الموسم الجديد، لكن مغادرته الحراش هي قضاء وقدر ولا يمكنه فعل أي شيء، وأضاف في هذا الشأن: “كنت أتمنى أن أدافع عن ألوان الحراش خلال الموسم الجديد لكن شارف قرّر تسريحي في وقت متأخر ومع ذلك فأنا لست حزينا لأن بقائي في الحراش من عدمه ليس نهاية العالم، بل هو مكتوب من عند الله، وعليه سأسعى للبحث عن فريق آخر يضمني”. مدال، عبابو وعلمي مهدي سيمضون على إجازة احترافية غادر صباح أمس الثلاثي الحراشي مدال - عبابو - مهدي علمي الذي ينتمي إلى صنف الأواسط مركب “أسياف عمر” قبل موعد نهايته، حيث شد الرحال إلى العاصمة على متن الحافلة لتسوية وضعيته الإدارية، وعليه فإنه يكون قد أمضى على إجازة احترافية تسمح له اللعب الموسم المقبل في أول بطولة احترافية.