وزير المجاهدين يشرف على إجتماع لمتابعة تحسين وتحديث آليات الإتصال الإداري    تعزيز التعاون الجزائري التونسي في قطاع التضامن    استحداث 5 ثانويات جهوية للرياضيات    باريس تغرق في شبر من ماضيها الأسود    "بريد الجزائر" يلتزم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة    مديريات لتسيير الصادرات ومرافقة المتعاملين    ملتزمون بدعم آليات التضامن والتكفّل بذوي الهمم    شؤون دينية: تحديد قيمة زكاة الفطر لهذا العام ب150دج    الكيان الصهيوني يمنع وصول الإمدادات إلى غزّة    "التاس" تصدر قرارها النهائي غير القابل للطعن    الملالي: أحلم بالتتويج بلقب مع المنتخب الوطني    توتنهام الانجليزي يدخل سباق ضم ريان آيت نوري    أهمية إرساء قيم الاخلاق التجارية الاسلامية    ذوو الهمم قدوة في مواجهة الصعاب    مساع لإنصاف فئة ذوي الهمم    أرشيف لأول مرة على التلفزيون الجزائري    الحقن وطب الأسنان لا يفسدان الصيام والمرضع مخيَّرة بين الفداء أو القضاء    الجوية الجزائرية تذكّر بالزامية اختيار رحلة الحج    وقفة إجلال أمام عزيمة ذوي الاحتياجات الخاصة    بينهم 3 صحافيين..استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    طاقات متجددة : المشاريع المشتركة محور لقاء بين السيد ياسع وسفير ألمانيا بالجزائر    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48543 شهيدا و111981 جريحا    وزير التربية الوطنية يشرف على الاحتفال باليوم الدولي للرياضيات    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : إعادة انتخاب براف يؤكد حوكمته في التسيير لخدمة الرياضة في افريقيا    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا": التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي    المخزن يُكرّس القمع وتكميم الأفواه    شرفة يترأس اجتماعاً    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى تظافر الجهود لمواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة    سوق أهراس.. احتراق 7 حافلات بحظيرة مؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري    بلوزداد يواصل رحلة الكأس    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : اعادة انتخاب الجزائري مصطفى براف بالتزكية على رأس الهيئة الرياضية القارية    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    بلمهدي يُرافِع لتكوين مُقرئين ومؤذّنين ببصمة جزائرية    حفاوة جزائرية بالثقافة الفلسطينية    دراجات: الجزائر تحتضن البطولة العربية 2025 للدراجات على الطريق والدراجات الجبلية    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    تكريم الفائزات في مسابقة المقاولات الناجحات    فرنسا بدأت استخدام الكيمياوي بالجزائر سنة 1830    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    رمضان : آيت منقلات يحيي حفلا بأوبرا الجزائر    الجزائر العاصمة: توقيف امرأة تمتهن الطب بدون شهادة أو رخصة    مجمع سونلغاز يكرم عماله من ذوي الاحتياجات الخاصة    رمضان: "إفطار جماعي ضخم" بالجزائر العاصمة    الأمم المتحدة تحذر من تزايد حدة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية    دعوة أطراف النزاع إلى اغتنام رمضان لوقف الاقتتال    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    حفظ الجوارح في الصوم    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    نزول الوحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراحل كان مثالا للاعب الخلوق، تربّى في شباب قسنطينة، تحدّث إلى أخيه قبل أن يتوفّى وألاعيب الغرب كانت وراء انتحاره
نشر في الهداف يوم 09 - 08 - 2010

اهتزت مدينة قسنطينة على وقع خبر انتحار اللاعب السابق لشباب قسنطينة عميور رؤوف ليلة الخميس الماضي بأحد شوارع حي سيدي مبروك الأعلى...
بعد أن اختار أن يضع حدا لحياته بسكب كمية كبيرة من مادة البنزين على جسمه قبل أن يشعل النار وهي الحادثة التي أثارت هلعا شديدا وسط أبناء الحي وخاصة المقرّبين من رؤوف.
البداية كانت من مطعم الرياضي وعمّي عامر دلّنا على المنزل
كانت بداية بحثنا عن مقر سكن عائلة عميور القاطنة في حي سيدي مبروك الأعلى من أحد المطاعم المشهورة هناك وهو مطعم الرياضي الذي قال صاحبه عمّي عامر إن كل لاعبي قسنطينة مروا من هنا، ولفت نظرنا أثناء تواجدنا هناك صور اللاعبين الكثيرة التي كانت تملأ المحل بالإضافة إلى صور أكبر الأندية الجزائرية مثل مولودية الجزائر، شبيبة القبائل ووفاق سطيف، وأخبرنا صاحب المحل أن الفقيد تربّى عنده قبل أن يرافقنا عمّي عامر إلى منزل الفقيد رؤوف عميور.
أجواء جنائزية مهيبة وعائلة الفقيد “في حالة”
أول ما شد انتباهنا عند وصولنا إلى منزل عائلة عميور القريب جدا من مقهى الرياضي هي تلك الأجواء المهيبة، حيث كان الصمت يخيّم على المكان رغم أن عددا لا بأس به من أصدقاء الفقيد وأفراد أسرته كانوا بالقرب من المنزل، وقام أحد أشقائه باستقبالنا عند وصولنا مباشرة ثم روى لنا شقيقه الأكبر ما حدث، إلى أن جاء الأب الذي كان هو الآخر في حالة يرثى لها ورغم ذلك تحدث إلينا.
الفقيد طلب من والدته أن تعطيه 200 دج الأخيرة في حياته
وبدأ أحد أفراد العائلة يروي لنا ما حدث حيث قال إن اللاعب طلب من والدته مبلغ 200 دج قبل أن يخرج، فسألته الوالدة عن السبب فقال إنه يحتاج هذا المبلغ لأنه تعوّد على اقتناء الحلوى لأبناء إخوته الصغار، لكن الوالدة لم تقتنع بذلك لأن الوقت قد تأخر كثيرا وهو ما جعلها تشعر بأن الأمر ليس طبيعيا، إلا أن الابن طمأنها وقال لها إن المبلغ الذي طلبه منها سيكون الأخير لذلك منحته له ثم غادر رؤوف المنزل.
أخرج دلوا مملوءا بالبنزين ولم يشك فيه أحد
من جهة أخرى أكد لنا أحد إخوة الراحل أن رؤوف خرج من المنزل حاملا دلوا مملوءا بالبنزين لكن لا أحد فكر أو شك في الأمر لأنه كان متعوّدا على أن يحمل ذلك الدلو لملئه بالماء الذي غالبا ما تحتاجه الأم من أجل أعمال البيت، وتوجه رؤوف بعد ذلك إلى أحد الممرات الضيقة التي توجد بالقرب من منزله واختار مكانا لا يستطيع أن يراه فيه أحد، وهو ما فسره شقيقه بأن رؤوف لم يكن يريد أن يتراجع عن قراره أو يقوم بلفت أنظار الجيران وقام بعد ذلك بسكب البنزين على جسده.
سكب البنزين على كامل جسده ثم أشعل النار
وواصل الأخ الأكبر للاعب كلامه عن شقيقه ثم توقف بسبب التأثر الشديد الذي بدا عليه، وهنا أكمل أحد أصدقائه الحديث إلينا حيث قال: “بعد أن توجّه رؤوف إلى المكان المعزول الذي اختاره من أجل الانتحار سكب البنزين الذي لا يدري أحد من أين اشتراه على كامل جسده ليتأكد من أنه لن ينجو، ثم قام بإضرام النار حتى احترق كليا دون أن يتفطّن أحد إلى ذلك وهو ما جعل جسمه يحترق بالكامل ولم نستطع أن نفعل شيئا إزاء الوضع الذي كان عليه”.
صاحب المنزل المجاور تفطّن للأمر وبعض المارة أغمي عليهم من بشاعة المشهد
وأخبرنا صديق آخر ل رؤوف كان في عين المكان أن أحد سكان المنازل المجاورة للمكان الذي انتحر فيه الفقيد تفطّن للأمر بعد أن شم رائحة الدخان وقام رفقة إحدى الساكنات في المنزل برمي الماء على رؤوف ومحاولة إخماد النار بكل ما كان يصادفهما خاصة البطانيات التي قاموا بإخراجها من المنزل، وفي الوقت نفسه كان عدد من الشبان يمرون بالمنطقة وسمعوا الصراخ فهرعوا من أجل المساعدة وقد أغمي على أحدهم فور مشاهدته المنظر.
لا أحد تعرّف عليه قبل أن يقول “أنا رؤوف والكل مدعوون إلى جنازتي”
وأضاف لنا صديقه الذي كان بجانبه قبل أن يتم نقله إلى المستشفى إن رؤوف تكلم طلب منه أن يكشف للجميع عن هويته، وأضاف إن الفقيد قال لهم إنهم مدعوون إلى جنازته في اليوم الموالي وهو ما زاد الجميع تأثرا هناك قبل أن يأتي رجال الشرطة والإسعاف ويتم نقل رؤوف إلى المستشفى الجامعي حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
المئات حضروا الجنازة ودعوا له بالرحمة
من جهة أخرى كانت “الهداف“ حاضرة في جنازة الفقيد التي عرفت حضور الكثير من الوجوه الرياضية المعروفة بالإضافة إلى أفراد عائلة عميور وأصدقائه بالإضافة إلى جميع المقربين والأشخاص الذين يعرفونه وكان عددهم بالمئات، حيث كان الجميع يدعوون له بالرحمة والمغفرة طيلة تواجدهم في المقبرة في أجواء مهيبة.
------------------------
عمّي أحمد (والد اللاعب): “كل ما أريده أن يدعو الجميع لابني بالرحمة والمغفرة”
رغم صعوبة الموقف إلا أننا حاورنا والد اللاعب رؤوف الذي جاء إلينا مباشرة بعد أن تم إبلاغه بوجودنا، وبدأ عمّي أحمد كلامه عن الحادث الأليم الذي حل بعائلته قائلا إن ابنه كان يتصرف بشكل غير طبيعي منذ أن عاد من مستغانم حيث أنهى مسيرته الكروية مبكرا ولم يلعب منذ ثلاث سنوات رغم أن العروض لم تكن تنقصه، وأضاف: “أعرف ابني جيدا، ليس هذا هو رؤوف الذي ربّيته وليس هذا هو رؤوف الذي عاش معي لأني تفاجأت بما أصابه في الفترة الأخيرة والأمر الذي زادني يقينا بأنه ليس عاديا هو أنه طلب بعض المال من أجل “الحرڤة” إلى إيطاليا أو أي بلد آخر المهم أن لا يبقى في الجزائر التي قال لي إنه لا يستطيع أن يعيش فيها، لكني رفضت أن أعطيه الأموال“.
“لم يكن يريد أوروبا لأنه سافر إلى تركيا ثم عاد“
وواصل عمّي أحمد كلامه قائلا: “ابني كان يريد أن يرحل نهائيا من الجزائر وكأن شيئا ما كان يطارده، حيث قال لي في الكثير من المرات إنه يريد الذهاب إلى أوروبا، لكني أعرف جيدا أن ذهابه إلى أوروبا لم يكن ليغير شيئا وقد قررت بعدها أن أرسلته إلى تركيا لأنه قال لي إنه يريد اللعب هناك وأنه تلقى عرضا من أحد الأندية الناشطة في الدرجة الثانية فقمت بمساعدته على الذهاب، لكنه عاد بعد أربعة أيام من ذهابه وقال إنه لا يستطيع أن يبتعد عن الجزائر، وهو ما جعلنا نحتار في أمره“.
“تلقى اتصالات من الحراش، الموب وعين البيضاء لكنه لم يكن يريد كرة القدم“
وأضاف عمّي أحمد: “تلقى رؤوف قبل وفاته الكثير من العروض من أجل اللعب في القسم الأول والثاني، حيث جاءه بعض المسؤولين من اتحاد الحراش وطلبوا منه الالتحاق بناديهم لكنه رفض وفضّل البقاء في المنزل، بالإضافة إلى عرض من مولودية بجاية بحكم أنه لعب من قبل في هذا الفريق وهو ما جعل مسؤوليه يطلبون التعاقد معه بالإضافة إلى بعض الأندية التي تنشط في بطولة ما بين الرابطات مثل اتحاد عين البيضاء، لكنه رفض رفضا قاطعا وقال إنه سئم اللعب في الجزائر“.
“إبني تغيرت أحواله كثيرا منذ أن عاد من ترجي مستغانم
وقال عمّي أحمد: “ابني كان من بين الشباب الذين يضرب بهم المثل في سيدي مبروك لأنه يحب الجميع وكان متواضعا جدا ولا يظلم أحدا حتى وإن كان “محڤور” وهو ما جعله يتميّز عن بقية الشباب، بالإضافة إلى أنه كان يريد دائما أن يساعدنا في أمور البيت ولم يتأخر عنا في يوم من الأيام، لكن عودته من مستغانم كانت بمثابة نقطة تحوّل في حياته حيث تغيّر كثيرا لكن نحو الأسوأ، هذا لا يعني أنه أصبح يظلم أصدقاءه أو ما شابه بل بالعكس صار منزويا ولا يكلم أحدا وهو ما جعلنا نتعذب معه خاصة أن الهواجس كانت تطارده في كل لحظة“.
“كان يحب الفريق العسكري لأنه لعب مع بزاز، ڤنيفي وفوضيلي في الجبل”
ومن بين الأمور التي كان رؤوف يتميز بها أنه كان أحد اللاعبين الأساسيين في فريق الناحية العسكرية الخامسة، حيث كان معه في الفريق ڤنيفي زبير لاعب وفاق سطيف وبزاز ياسين لاعب المنتخب الوطني وشباب قسنطينة آنذاك بالإضافة إلى لاعب شباب قسنطينة الآخر فوضيلي، حيث شكلوا مع بعض فريقا قويا كان يحصد الانتصارات بشكل غير مسبوق وبزاز شخصيا كان يبحث عنه منذ وقت قصير وطلب من أحد أصدقائه أن يقوم بإيصال رسالة إلى رؤوف مفادها أن يتصل به، وهو ما لم يحصل“.
-----------------------
شقيق رؤوف يكشف أسباب انتحار أخيه فخري (شقيق اللاعب): “أخي تعرّض إلى السحر من طرف فتاة في الغرب ومسؤلوو ترجي مستغانم مسؤولون عما حصل له”
فضّل فخري عميور الشقيق الأكبر للراحل رؤوف أن يتحدث إلينا بصراحة، حيث قال لنا إن السبب الوحيد الذي جعل شقيقه ينتحر ليس “الحرڤة” نحو الخارج وليس لعب كرة القدم ولا أي سبب آخر ذكرته وسائل الإعلام، وإنما هو إحدى الفتيات التي تعرف إليها بغرض شريف لكنه قام بإنهاء علاقته بعد أن تأكد بأن المواصلة لن تجدي نفعا وأنه لم يختر الإنسانة المناسبة ليكمل معها نصف دينه“.
“مسيرو ترجي مستغانم اكتروا له غرفة في فندق مشبوه وكانت تلك بداية القصة“
وبدأ محدثنا الكلام عن مسيرة شقيقه الكروية التي انتهت في مستغانم حيث انتقل إلى الترجي المحلي قادما من مولودية بجاية، وقال: “أراد مسيرو الترجي أن يدعموا فريقهم الذي صعد إلى القسم الوطني الثاني وهو ما جعلهم يسرعون إلى التعاقد معه، لكن أكبر خطأ ارتكبوه أنهم اكتروا له غرفة في أحد الفنادق المعروفة بسمعتها السيئة، وهو ما جعل اللاعب يحاول أن يبحث عن الراحة بعيدا عن مقر إقامته الجديد“.
“تعرّف على فتاة هناك على أساس أنها بنت فاميلية لكنها خدعته”
وأكمل فخري حديثه قائلا: “لم يكن أخي يتصور أنه في يوم من الأيام سيقع في مثل هذه المواقف خاصة أنه لعب في الكثير من المدن المعروفة بكثرة الملاهي الليلية لكنه لم يكن من مرتاديها بشهادة الجميع، وقد أجبر الوضع الجديد أخي على البحث عن الراحة بعيدا عن ذلك الفندق حيث تعرف على فتاة هناك وبقي معها لبعض الوقت وأراد أن تكون علاقته معها شرعية كما ينص عليه ديننا الحنيف وتحدث مع والدي لما عاد إلى قسنطينة لكن عودته مجددا إلى مستغانم غيّرت كل شيء لأنه اكتشف شيئا لا يعرفه أحد إلى اليوم“.
“أنهى العلاقة لكن الفتاة جاءت إلى قسنطينة وعودته إلى مستغانم أكدت لنا أنه مسحور”
وواصل محدثنا: “المرحوم كان قد قرّر أن ينهي تلك العلاقة لأنها صارت تسبّب له الكثير من المشاكل، لكن بعد انتهاء الموسم عاد رؤوف إلى المنزل ولم يتعرف عليه أحد حيث صار كثير الانزواء بالإضافة إلى أنه لم يعد يكلم أحدا، ولا أحد استطاع أن يفسر الأمر إلى أن سمعنا بأن تلك الفتاة جاءت إلى قسنطينة لتبحث عنه وهو ما جعلنا نفهم كل الموضوع، حيث يكون أخي قد تعرض إلى عملية شعوذة من تلك الفتاة وإلا كيف نفسر رغبته في إنهاء مشواره الكروي وهو في 27 من عمره، حيث أرادت الفتاة أن تبعده عن كرة القدم ليبقى ملكا لها وحدها وهو ما كنا نجهله إلى غاية اليوم“.
“أخي أنقذ أحد أصدقائه أراد الانتحار حرقا وجدتي التي كانت تريد رقيته دُفن بجوارها“
وتابع فخري كلامه قائلا: “أخي كان من بين الأشخاص الحريصين على علاقته مع الناس وخاصة أصدقائه، حيث قام في أحد الأيام بإنقاذ أحد أصدقائه أراد الانتحار حرقا لأنه لم يستطع أن يتزوج من الفتاة التي يريدها وقام بتلك المحاولة بعد أن أشعل أنبوب الغاز، لكن رؤوف وصل في اللحظة الأخيرة وقام بإنقاذه وتزوج بعدها صديقه وأنجب طفلا، على ما أعتقد أخي انتحر بالطريقة نفسها على الرغم من أنه قال لصديقه يوم أراد الانتحار هل أنت مجنون لتفعل ذلك؟ بالإضافة إلى أن جدتي رحمها الله كانت تطلب منا باستمرار أن نرقيه وكانت تسأل عنه دائما قبل أن يدفن اليوم بجانبها“.
“لم يشاهد لقاءات كأس العالم وكان يتابع أخبار الفرق من الهداف”
وختم محدثنا كلامه قائلا: “رؤوف لم يشاهد كأس العالم مثل عامة الناس حيث كان يسأل فقط عن نتيجة اللقاءات كما أنه توقع أن تفوز إسبانيا بالبطولة، لكنه لم يكن يتابع حتى لقاءات المنتخب الوطني الجزائري وفضل أن يتابع كل الأخبار الرياضية عبر جريدة الهداف التي كنت أشتريها له كل صبيحة حيث يقرأها في المقهى المجاور خاصة أخبار أصدقائه اللاعبين وما يفعلونه إلى غاية اليوم“.
----------------------
عمّي عامر (صاحب مطعم الرياضي): “رؤوف مثل ابني، تربّى وكبر أمامي ولا أصدّق إلى الآن أنه مات”
حدثنا عمّي عامر الذي أوصلنا إلى منزل الفقيد عن رؤوف عميور قائلا إنه كان من بين أحسن الشبان الذين قابلهم في حياته والذين مروا على ذلك المطعم كغيره من اللاعبين الذين سبقوه، حيث قال: “كان لا يظلم أحدا من أصدقائه بالإضافة إلى أنك لا تسمع له صوتا طيلة مدة تواجده معك وهو أكثر ما جعل الجميع يتأثرون لوفاته، بالإضافة إلى أنه كان في العقد الثالث من عمره ولا أحد استطاع أن يعرف السبب الحقيقي الذي جعله ينتحر“.
“كان تحت إشرافي لما كنت رئيسا لفرع كرة القدم في نادي واد الحد“
وبدأت القصة بين عمّي عامر والفقيد رؤوف عميور لما بدأ هذا اللاعب مسيرته الكروية مع نادي سيدي مبروك الأعلى قبل أن يتم استقدامه إلى نادي واد الحد الذي يلعب في الجهوي، وذلك بطلب من عمّي عامر بعد أن تأكد من أن لهذا اللاعب مستقبلا زاهرا حيث قام بتقديم عرض للاعب قصد الالتحاق بالنادي “الأصفر” وهو ما وافق عليه رؤوف حيث أدّى موسما كبيرا قبل أن ينتقل إلى مولودية بلدية قسنطينة.
“لعب في أم. بي. سي. ومرزقان حوّله إلى مولودية بجاية“
بعد أن لعب عميور رؤوف لمواسم عديدة مع واد الحد انتقل إلى مولودية بلدية قسنطينة حيث لعب موسما كبيرا استطاع من خلاله أن يحجز مكانته في النادي الأزرق، وكان اللقاء الذي جمع ناديه بمولودية بجاية التي كان يشرف على تدريبها آنذاك اللاعب الدولي السابق في الثمانينيات شعبان مرزقان فرصة من أجل الانتقال إلى مستوى أعلى، وهو ما كان له حيث انظم إلى “الموب” وأدى موسما استثنائيا أنهاه هدافا للنادي قبل أن يعيد الكرة في الموسم الموالي ويتوج بلقب هداف الفريق للمرة الثانية على التوالي وينتقل بعدها إلى اتحاد عين البيضاء.
لعب لعين البيضاء وشباب قسنطينة قبل أن ينتقل إلى مستغانم
وانتقل رؤوف بعد ذلك إلى اتحاد عين البيضاء الذي أدى معه موسما استثنائيا وسجل الكثير من الأهداف، كما أنه شارك في بعض اللقاءات مع شباب قسنطينة الذي حقق الصعود معه في سنة 2000 إلى أن قاده القدر للعب في ترجي مستغانم وهو النادي الأخير الذي حمل ألوانه، حيث أنهى مسيرته الكروية هناك رغم أنّ كثير من الأندية أرادت خدماته إلا أنه رفض وبقي معزولا وبعيدا عن الناس بالإضافة إلى أنه كان لا يكلم أحدا إلى أن وافته المنية.
---------------------------
مرزقان: “أنا مصدوم جدا، لم أستطع التصديق وعلى المسؤولين دراسة الموقف جيدا”
في اتصال هاتفي جمعنا بنجم الفريق الوطني للثمانينيات شعبان مرزقان الذي درّب رؤوف عميور لما كان على رأس العارضة الفنية لنادي مولودية بجاية، تحدث عن اللاعب وعن مستواه الكبير بالإضافة إلى أخلاقه العالية التي جعلته ينتقل إلى ناديه بطلب منه.
مساء الخير مرزقان معك مراسل جريدة “الهداف“ من قسنطينة.
أهلا وسهلا بك.
كيف أحوالك؟
بخير.
أردنا أن نعرف فقط إن كنت قد سمعت بخبر وفاة لاعبك السابق في مولودية بجاية رؤوف عميور؟
لا أدري ماذا أقول لك، قرأت الخبر للتو في الموقع الرسمي لجريدة “الهداف“ وأنا متأثر جدا مما حدث ولم أكن أتصور في يوم من الأيام أن يحدث هذا لأن رؤوف بكل بساطة بعيد كل البعد عن مثل هذه الأمور وأخلاقه العالية كانت توحي بذلك.
قيل لنا إن عميور تم استقدامه إلى مولودية بجاية بطلب منك، هل هذا صحيح؟
نعم، أذكر جيدا أننا كنا في المرتبة الأولى لما كنت مدربا لمولودية بجاية ولعبنا أمام مولودية بلدية قسنطينة في ملعب بن عبد المالك وخسرنا للمرة الأولى هناك، ولن أبالغ إذا قلت لك إن عميور كان السبب الأول في تلك للخسارة بعد المردود الرائع الذي قدمه وهو ما جعلني أطلب استقدامه في تلك الآونة وحقق لي رئيس “الموب“ رغبتي وتمكنا من التوقيع للاعب.
هل كان مستواه الكبير المعيار الوحيد لاختيارك للاعب أم أن هناك أمورا أخرى؟
لا، لم يكن المستوى الرائع الذي قدمه رؤوف أمام فريقي الأمر الوحيد الذي كان وراء استقدامي له بل كانت هناك أمور أخرى أهمها أخلاقه العالية التي اكتشفناها في اللقاء ذاتها وفي المدة التي قضاها معنا في بجاية، حقيقة كان لاعبا خلوقا ومميزا إلى أبعد الحدود ولم أكن أتصوّر في يوم من الأيام أن تكون نهايته بهذه الطريقة البشعة، لكن ليس لنا الآن إلا أن نطلب له المغفرة والرحمة.
ما هو الأمر الذي قد يجعل لاعبا يقدم على الإنتحار؟
لا يوجد أي أمر يُجبر اللاعب على الإنتحار فالرياضة قبل كل شيء أخلاق وتربية ولا أتصور أن إنسانا عاديا قد يقدم على الانتحار فما بالك بلاعب كرة قدم يتمتع بأخلاق عالية وروح رياضية، من الصعب أن نعرف ما كان يفكر فيه اللاعب في تلك اللحظات التي قرر فيها أن يضع حدا لحياته.
ما هو دور الاتحادية أو الرابطة الوطنية في هذا المجال وهل من تدابير وقائية يمكن اتخاذها؟
لا أدري بالضبط، لكن مادام الأمر وصل إلى حد الانتحار فعلى المسؤولين عن كرة القدم في النادي أن ينتبهوا إلى مثل هذه الحوادث التي تؤثر على كرة القدم، لأننا اليوم صرنا نسمع عن الكثير من حالات الانتحار لأسباب مختلفة، أعتقد أن الاتحادية مطالبة باتخاذ تدابير وقائية ناحية اللاعبين الذين تصادفهم مشاكل مشابهة.
كلمة أخيرة لعائلة الفقيد.
لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن تأثري الشديد بما حدث، أنا مندهش لما حصل إلى غاية الآن بالإضافة إلى أني لا أعلم السبب الذي جعل رؤوف يفعل ذلك ولا أملك إلا أن أدعو الله أن يغفر له ويرحمه وأن يلهم أهله وخاصة والديه والمقربين منه الصبر والسلوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.