حل أمس بمطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة وفد الأهلي المصري قادما إليه من القاهرة في رحلة عادية، من أجل مواجهة شبيبة القبائل في إطار الجولة الثالثة من دوري أبطال إفريقيا وهذا بأغلب التعداد وكل نجومه على غرار جدو، أبو تريكة، معوض وأحمد حسن، وكما كان متوقعا فقد أحدث الفريق المصري هستيريا، بما أنه أول فريق مصري يحضر إلى الجزائر منذ آخر مواجهة بين منتخبي البلدين بعد الإقصائيات المؤهلة للمونديال الأخير، حيث وجد زملاء أبو تريكة أحسن وأفضل استقبال في المطار وإلى غاية ركوبهم الحافلة التي نقلتهم إلى تيزي وزو. لاعبو المنتخب الوطني لا حدث وقبل كل هذا، شهد المطار حضور بعض لاعبي المنتخب الوطني الذين كانوا يستعدون للسفر كل حسب وجهته، ولكن ما شد انتباهنا هو البرودة الشديدة التي تعامل بها الجزائريون مع لاعبيهم، ومروا مرور الكرام ولا أحد أعارهم أدنى اهتمام وكان تواجد مجاني، بلعيد، يبدة وآخرين لا حدث، خصوصا بعد المهزلة التي كانوا أبطالها أول أمس أمام الغابون والتي جعلتهم محل سخط واستياء كل الجزائريين. تجنّد واسع للمسيرين القبائل وكان الرئيس القبائلي محند شريف حناشي حاضرا في المطار أمس، رفقة المسيرين على غرار دودان، مصطفى واكد، سيدعلي، رشيد، جيلالي، نسيم وبقية المسيرين، ما يدل على الأهمية البالغة التي يمنحها المكتب المسير لشبيبة القبائل لوصول الوفد المصري، إضافة إلى كل هذا، فقد تكفّل الجميع بتسهيل خروج الأهلي والوفد المرافق له في هدوء. تعزيزات أمنية مكثفة من المطار إلى تيزي وزو إضافة إلى كل هذا، فقد شهد المطار حضور تعزيزات أمنية مكثفة وهذا لتجنب أي طارئ، حيث شهدت قاعة الوصول إضافة إلى بهو المطار وإلى غاية الحافلة التي أقلت الوفد المصري وجود عدد كبير من رجال الشرطة الذين أبعدوا كل من يحاول الاقتراب من لاعبي الأهلي، كما عرفت القافلة وجود مكثّف لسيارات الكتيبة الخاصة “البحث والتدخل السريع” التابعة للشرطة القضائية، وهذا لتأمين الطريق إلى غاية وصول الوفد إلى تيزي وزو، وهو ما أراح زملاء جدو الذين شعروا بارتياح واطمئنان. حضور إعلامي قوي وسجلت وسائل الإعلام الوطنية بمختلف أنواعها المكتوبة منها والمرئية حضورا قويا لتغطية وصول الوفد المصري، وهو ما خلق أجواء مميزة في المطار تدل على الأهمية البالغة التي يوليها الجميع للقاء، بما أنه سيكون الفرصة التي ينتظرها الجميع دون شك لطي صفحة الخلافات بين البلدين. “نيل سبور” حاورت حناشي والسفير المصري بالجزائر ومن بين وسائل الإعلام التي حضرت في المطار، وجدنا قناة “نيل سبور” المصرية التي حضرت لتغطية حدث وصول الأهلي المصري، حيث أجرت حوارا مع رئيس شبيبة القبائل حناشي حول المباراة والظروف التي تسبقها، إضافة إلى محاورتها للسفير المصري بالجزائر والذي جاء خصيصا للوقوف على آخر الترتيبات التي هيأتها إدارة المطار لاستقبال الأهلي المصري. الوفد المصري وصل في مصر للطيران وكانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشرة وثلاثين دقيقة، لما حطت الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران على أرضية مطار هواري بومدين الدولي، بقي الجميع يترقب خروج نجوم الأهلي، وقبل ذلك تكفّل مصطفى واكد رفقة كريم دودان بتنظيم كل شيء على مستوى شرطة الحدود، في الوقت الذي التحق به الوفد المصري بالقاعة الشرفية للمطار. آثار التعب كانت بادية على لاعبي الأهلي وما شد انتباهنا هو الحالة البدنية التي كان عليها لاعبو الأهلي حيث دلت ملامح وجوههم أن أغلبهم استسلم للنوم في الطائرة، خاصة أن أغلبهم لم يرد الإفطار، إضافة إلى أنهم لعبوا لقاء أول أمس في إطار البطولة، وهو ما جعلهم يستنزفون طاقات كبيرة، وهو ما يدركه المدرب حسان البدري الذي قرّر برمجة حصة تدريبية خفيفة سهرة أمس كما أشرنا إليه، وهذا لتتخلص عناصره من آثار التعب والإستعداد الجيد للمواجهة المرتقبة هذا الأحد. حناشي جنبا إلى جنب مع حسن حمدي وبعد أن استقبل نظيره المصري بالأحضان وبباقة ورد (مصور “الهدّاف” كان الوحيد الذي التقط الصورة لحظة الإستقبال) بقي الرئيس حناشي إلى جانب حسن حمدي رئيس النادي المصري يتجاذبا أطراف الحديث، ودل كل شيء على الرضا التام من الطرف “الأهلاوي” على الاستقبال والتسهيلات التي وجدها أشبال حسام البدري في المطار، كما وضع حناشي سيارة خاصة تحت تصرف حسن حمدي والمكلف بالإعلام في النادي أحمد مرتجي لتتكفل بإيصالهما إلى تيزي وزو. ... ورئيس الأهلي المصري يرفض التصريح كما رفض رئيس الأهلي المصري الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام الجزائرية، وهو ما يدل على رغبته في الابتعاد عن الأضواء قدر الإمكان، خاصة أن المعروف عن حسن حمدي أنه يكره الأضواء كثيرا وحتى في مصر فمن الصعب أن تصل إليه إلا نادرا، ورفض كل محاولات الحديث معه بلباقة ودبلوماسية. ------------------------------ سقوط حاجز حديدي “خلع” المصريين لقطة طريفة تلك التي وقعت للوفد المصري أمس، ففي الوقت الذي كان فيه لاعبو الأهلي والوفد المرافق لهم بمغادرة المطار، ومع التدافع الكبير من بعض الأنصار لالتقاط صور ل أبو تريكة، سقط حاجز حديدي كان على مشارف الرواق المخصص لخروج النادي الأهلي، وهو ما أثار هلعا شديدا لدى لاعبي النادي المصري، ما جعل رجال الأمن المرافقين لهم يطمئنونهم بأنه لا يوجد أي شيء يدعو للقلق ولن يتعرضوا لأي اعتداء. رجال الأمن فتشوا غرف فندق “عمراوة“ إضافة إلى الإنتشار المكثف لقوات الأمن في محيط الفندق من خلال وجود سيارات للشرطة والدرك الوطني، فقد أجرى بعض رجال الأمن تفتيشا دقيقا لغرف لاعبي الأهلي المصري في فندق “عمراوة“ تجنّبا لأي طارئ، وهو ما يدل على الحذر الشديد الذي يميز السلطات الأمنية من أي انزلاقات في اللقاء، ولم تغادر عناصر الأمن غرف اللاعبين حتى تأكدت أن كل شيء على أحسن ما يرام. صورة مكبرة ل بوتفليقة مع مبارك في مدخل تيزي وزو ومباشرة بعد وصول الوفد المصري إلى تيزي وزو في حدود الساعة الثانية وعشر دقائق، شد انتباهنا وجود صورة عملاقة في مدخل مدينة تيزي وزو للرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والمصري حسني مبارك وعبارة أهلا بالأشقاء المصريين، كدليل على الرغبة التي تحدو السلطات الأمنية والولائية لتيزي وزو في المساهمة بطريقتها الخاصة في إنجاح الحدث، كما وجد لاعبو الأهلي بعض البراعم باللباس التقليدي القبائلي وحتى المصري الفرعوني وهو ما نال إعجاب أبو تريكة والآخرين. برنامج تدريبات الأهلي في تيزي وزو سيجري النادي الأهلي حصصه التدريبية في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بداية من الثامنة ونصف مساء وهذا دقائق فقط بعد الإفطار وبدأ ذلك من يوم أمس، وحصة أخيرة مقررة غدا في توقيت المباراة وهذا حسب ما تنص عليه القوانين، وبالرغم من الطلب الذي تقدمت به إدارة الأهلي بتحويل حصة إلى توقيت المباراة إلا أن طلبهم قوبل بالرفض من طرف الإدارة القبائلية بالنظر إلى حاجة النادي القبائلي الماسة إلى التدرب في تلك الفترة. مشاركة شهاب أحمد، حسام عاشور وأحمد شكري “في الشك“ بالرغم من حضور النادي الأهلي إلى تيزي وزو بكامل التعداد وحضور اللاعب محمد شوقي الذي شكل مفاجأة كبيرة، إلا أن مشاركة شهاب أحمد، وحسام عاشور إضافة إلى أحمد شكري غير مؤكدة بسبب معاناتهم من إصابات، ولن تتحدد مشاركتهم من عدمها إلا في الساعات التي ستسبق المواجهة. حسام البدري: “الشبيبة فريق قوي، لكن هدفنا هو الفوز والمرتبة الأولى” قال المدرب حسام البدري: “المواجهة ستكون صعبة على الطرفين وبالرغم من قوة الشبيبة إلا أن هذا لن يمنعنا من القول إننا نسعى إلى الظفر بالنقاط الثلاث التي تعني المرتبة الأولى، لكن المهمة ستكون صعبة أمام منافس محترم جدا”. أحمد حسن (قائد الأهلي المصري): “اللقاء سيكون صعبا على الفريقين ” أما قائد الفريق أحمد حسن فقد صرح قائلا: “اللقاء سيكون كبيرا بين الفريقين والصعوبة لا تكمن فقط في أننا سنلعب خارج ميداننا بل أيضا في خصوصيات المواجهة التي تجعلها صعبة على الفريقين، وعلى هذا الأساس فإن هدفنا الرئيسي هو تحقيق نتيجة إيجابية نضمن بها استمرارية بدايتنا القوية في رابطة الأبطال الإفريقية”. --------------------------------------- أبو تريكة يخطف الأضواء، وإدارة الشبيبة تكرّمه كما كان متوقعا، حظي لاعب الأهلي وصانع ألعابه محمد أبو تريكة باستقبال كبير من طرف الشبيبة وحتى بعض الجزائريين المتواجدين في المطار، فبالرغم من أنه كان يبدو متعبا كثيرا جراء الصيام ولعبه مباراة أول أمس مع فريقه الأهلي، إلا أن ابتسامته المعهودة والتي تعتبر ميزته الخاصة لم تفارق وجهه إطلاقا، وقامت إدارة الشبيبة بتكريمه بباقة ورد كانت مهداة إليه بشكل خاص، بالنظر إلى عدم انسياقه وراء أصحاب المغالطات والذين شتموا الجزائر في فترة من الفترات، فقد كان أبو تريكة حينها مثالا حيا للاعب المحترف والبعيد كل البعد عن كل ما لا يمت للرياضة بصلة. بعض المناصرين اهتزوا لمجرد رؤيته وبمجرد أن شاهده بعض المتتبعين لكرة القدم أبوتريكة، حتى انفجروا كرجل واحد مرددين اسمه وبعض الشعارات الممجدة للاعب الأهلي، وهو ما جعل لاعب المنتخب المصري يبادلهم التحية بشكل كبير وتواضع لا يتسم به إلا الكبار، ما يدل على المكانة المرموقة التي يحظى بها، خاصة أننا سمعنا أحد المواطنين يقول وبصريح العبارة: “بعد الذي حدث بين البلدين في الآونة الأخيرة، لم نجد صوتا يدعو إلى الحكمة والتعقل مثل أبو تريكة، والذي يبقى مثالا للأخلاق الحميدة وسيكون مرحبا به في الجزائر في كل مكان وزمان”. غادر المطار تحت حراسة أمنية مشددة ولأنه كان مستهدفا من طرف الكثير من محبيه، فقد لجأ رجال الشرطة إلى تأمين خروج أبو تريكة من المطار إلى غاية باب الحافلة، حيث منعوا أي شخص من الاقتراب منه حتى لو تعلق الأمر برجال الإعلام، وهي ربما تعليمات من الجهات المسؤولة، حتى يتم خروج الأهلي ولاعبيه المعروفين في أحسن الظروف ودون وقوع أي مناوشات. أبو تريكة: “الاستقبال كان حافلا، والمباراة ستكون عرسا كبيرا بين الفريقين” وفي تصريح خاطف للنجم المصري، أكّد أبو تريكة أن كل شيء يدل على أن المواجهة المرتقبة بين شبيبة القبائل والأهلي المصري ستكون غاية في الإثارة والتشويق، حيث صرح في هذا الشأن قائلا: “الاستقبال كان حافلا، وهو دليل على الرغبة التي تحدو جميع الأطراف لتجاوز صفحة الخلافات، ومن جهتي لم أشك مطلقا في أننا سنجد مثل هذا الاستقبال، خاصة أننا في بلد أكنّ له كافة الاحترام والتقدير وهو مثال يحتدى به في الشجاعة والكرم، وأما عن المباراة فستكون عرسا كبيرا بين الناديين والأحسن هو من سيفوز والمهم هو أن نمسح الصورة القاتمة التي شوهت وعكّرت الصفو الحسن لعلاقة البلدين”. --------------------------- عبد العزيز سيف النصر (السفير المصري في الجزائر): “الرياضة فائز وخاسر، وعلينا أن لا ننسى أننا أشقاء قبل كل شيء” “في الحقيقة، اللسان يعجز عن وصف السعادة الكبيرة التي أشعر بها بعد الاستقبال الذي وجدته في المطار من طرف الأشقاء الجزائريين، هذا الأمر ليس بغريب على شعب كريم مثل الجزائر، وعلينا قبل كل شيء أن لا ننسى بأننا إخوة وأشقاء قبل كل شيء والإسلام هو الذي يجمع بيننا، أما عن المباراة المرتقبة فهي رياضة والرياضة فيها “الكسبان والخسران” وكل واحد عليه أن يتقبل النتيجة التي ستنتهي عليها المباراة”. خارج مرتجى (المكلف بالإعلام في النادي الأهلي): “شكرا للجزائريين “ “في البداية، أقول شكرا للإخوة الجزائريين على كل ما قاموا به منذ أن نزلنا من الطائرة، وهذا يدل على الأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها هذا الشعب الشقيق، وكما صرحت به في إحدى المرات ل “الهداف”، لم نكن في حاجة إلى ضمانات للحضور، والاستقبال الذي حظينا به اليوم أحسن دليل على أنني لم أخطئ في تقديري”. وائل جمعة: “الفوز سيكون للروح الرياضية” “الاستقبال كان مميزا على طول الخط، ونحن سعداء جدا لأن العلاقة بين الشعبين ستأخذ أبعادا أخرى وستكون إيجابية هذه المرة، وليس “ماتش كورة” هو الذي سيفسد بين الشعبين، ومهما يكن من أمر، فإن الروح الرياضية هي التي ستخرج فائزة من مواجهتنا أمام شبيبة القبائل”. حناشي: “قمنا بما يجب في المطار، ويجب أن نفكر الآن في النقاط الثلاث” “ما كان واجبا علينا القيام به فعلناه، من استقبال جيد وحفاوة في التعامل، لكن علينا الآن أن نفكر في اللقاء الذي سيجمعنا يوم الأحد القادم، وعلينا كذلك أن نضع في أذهاننا أن المهم هو أن تكون النقاط الثلاث من نصيبنا ولا نقاش في ذلك على الإطلاق، الجميع واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبضرورة العمل على إسعاد الشعب الجزائري برمته”، كما تطرق الرئيس القبائلي إلى العديد من الأمور الخاصة بالمنتخب الوطني، ورأيه في الناخب الوطني خلال حوار سنعود إليه بالتفصيل في عدد الغد إن شاء الله . دودان: “ما قمنا به من عادات الشبيبة مع زوارها” “كما تعلمون، ليست هذه المرة الأولى التي نخصص فيها مثل هذا الاستقبال للنوادي التي تحط رحالها في الجزائر لتواجه الشبيبة، فقد سبق لنا وأن فعلنا ذلك مع العديد من الأندية، وما قمنا به مع الأهلي عادي جدا، وبالرغم من خصوصية المباراة التي تبقى هامة بالنظر إلى ما حدث بين جمهوري البلدين في الآونة الأخيرة، إلا أننا سنحاول أن نشرف الكرة الجزائرية وشبيبة القبائل بشكل خاص، ونقدم أجمل صورة عن الروح الرياضية”. ------------------------------------ أوصالح:“الشبيبة تغيّرت كثيرا مقارنة ب 2006 ومعطيات هذه المباراة مختلفة تماما“ يعد المدافع القبائلي نسيم أوصالح ثاني اللاعبين، بعد القائد الحالي دويشر لعمارة، الذين سبق لهم أن واجهوا نادي الأهلي المصري قبل أربع سنوات من الآن بملعب 5 جويلية، في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا. وشاءت الصدف أن يواصل إبن “يما ڤوريا” الحكايات الإفريقية مع النادي القبائلي وسيواجه للمرة الثانية النادي نفسه، لكن هذه المرة بمعطيات مختلفة تماما عن ما كانت عليها في 2006، وفي هذا الحوار يكشف لنا أوصالح عن العديد من الأمور التي تحيط بالمباراة. أولا، كيف هي ظروف التحضيرات قبل ساعات قليلة من موعد المواجهة القوية التي تنتظركم أمام نادي الأهلي المصري؟ إلى حد الآن، التحضيرات تجري في ظروف جيّدة جدا، وكما تعرفون يكتسيها طابع إفريقي. أمامنا ثلاثة أيام نُحاول فيها أن نكون على أتم الإستعداد على جميع المستويات، وإن شاء اللّه سنكون في الموعد هذه المرة أيضا. هل نستطيع القول إنكم تجاوزتم المحنة بعد الذي حدث مع بداية هذا الأسبوع؟ في المرة الأولى صدمتنا كانت قوية جدا، لكن مع مرور الوقت بدأ اللاعبون يستعيدون معنوياتهم والتركيز أكثر على موعد هذه المباراة. يُمكنني القول إن الحصص التدريبية التي خضناها إلى حد الآن كشفت أن الجميع واع بالمسؤولية الكبيرة التي تنتظرهم هذا الأحد... إراداتنا قوية جدا لأجل تحقيق الفوز الثالث على التوالي في هذه المنافسة الإفريقية. لنعد قليلا إلى الوراء، وبالضبط إلى المواجهة التي جمعت الشبيبة بنادي الأهلي المصري في 2006 بملعب 5 جويلية وكنت حينها ضمن تعداد “الكناري“، فبماذا تُذكّرك تلك المواجهة؟ صحيح، كنت ضمن تعداد “الكناري” الذي واجه الأهلي المصري في تلك المباراة، لكنني لم أشارك فيها حيث كنت إحتياطيا يومها، حدث في تلك المباراة ما لم يكن في الحسبان حيث كنا متفوّقين بهدفين مقابل هدف إلى غاية اللحظات الأخيرة أعلن الحكم المغربي عن ركلة جزاء نفذها أبوتريكة وعادل بها النتيجة. لكننا أدينا مباراة في المستوى بغض النظر عن النتيجة النهائية، وأقول لا أستطيع أن أضيف شيئا عما قاله حيماني ودويشر. المناسبة عادت من جديد وستواجهون هذا الأحد النادي نفسه وهو الأهلي المصري وفي المناسبة نفسها أيضا، فماذا يمكن أن تقوله؟ صحيح أن المناسبة عادت مرة أخرى وسنواجه للمرة الثانية الأهلي المصري بعد أربع سنوات من المواجهة الأولى، لكن أعتقد أن المبارتين مختلفتان تماما، والمعطيات تغيّرت كثيرا، اليوم الشبيبة أصبحت أقوى بكثير، بدليل النتائج التي حققتها في هذه المنافسة، كما أن نادي الأهلي تغيّر نوعا من حيث التعداد، حيث دعم صفوفه بلاعبين آخرين وأصبح أقوى بكثير. صحيح أنه لم يحصد العديد من الألقاب، لكن أكد أنه فريق كبير.. دون شك اللقاء سيكون في غاية الصعوبة وسنعمل كل ما بوسعنا من أجل تحقيق الفارق في هذه المباراة. أين تكمن نقطة قوة المنافس؟ نقطة قوة الأهلي المصري تكمن أساسا في الهجوم الذي يتميز بسرعة التنفيذ، كما أن هذا الفريق بحوزته ثمانية لاعبين ينتمون إلى المنتخب الوطني المصري ويملكون خبرة طويلة في مثل هذه المنافسات عالية المستوى، لكن تبقى هذه مجرد معطيات لأن أرضية الميدان تقول أشياء أخرى. أما نحن فنقطة قوتنا تكمن في ثراء التعداد، كل اللاعبين أبدوا استعداهم للمشاركة في هذه المباراة، وما النتائج الإيجابية الرائعة التي حققناها إلا ّدليل على رغبتنا في مواصلة ما تبقى من المشوار على الكيفية نفسها. في نظرك ما هي الأمور التي يجب أن تتوفر حتى تُحققوا الفوز في هذه المباراة؟ هناك العديد من العوامل التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، أولا علينا أن ندخل اللقاء بحذر شديد، وعلينا ألا نترك مساحات كبيرة أمام المنافس حتى لا يستحوذ أكثر على الكرة، لأن الأهلي من الناحية الجماعية قوي جدا. أما نحن فعلينا أن نستغل الفرص التي تتاح لنا وعلينا أن نفرض أنفسنا فوق أرضية الميدان. هل تعتقد أن إجراء لقاء الذهاب في أول نوفمبر يعد أولوية بالنسبة لكم؟ بطبيعة الحال، إجراء هذه المباراة في عقر الديار يعد أولوية بالنسبة لنا، خاصة أن الأنصار ستنقلون بقوة هذه المرة أيضا من أجل مساندتنا. ونريد أن نستغل هذه الفرصة ونحقق الفوز الثالث على التوالي... أعتقد أن كل المعطيات تعد في صالحنا هذه المرة أيضا ولا ينبغي أن نضيّع هذه الفرصة للبقاء دائما في ريادة الترتيب. نحن نعلق أمالا عريضة على أنصارنا ويجب عليهم أن يحضروا بقوة. اللاعبون عندما يرون المدرجات مكتظة بالأنصار، خاصة في مثل هذه المواعيد الكبيرة، تصبح إرادتهم أقوى ويُضاعفون من جهودهم مع مرور الدقائق، من المهم جدا حضور الأنصار. ما رأيك فيما قاله المدرب السابق جون إيف شاي بأن الشبيبة سواء فازت أو تعادلت ستتأهل إلى الدور نصف النهائي؟ ما قاله شاي يُشجعنا فعلا، لكن نحن لا نفكر بهذه الكيفية لأننا مجبرون على تحقيق الفوز، وسندخل اللقاء من أجل الظفر بالنقاط الثلاث وليس من أجل نقطة واحدة، لأن التعادل ليس في صالحنا ما دامت العديد من المباريات في انتظارنا. صرح أيضا لاعب المنتخب المصري والأهلي محمد بركات وقال إن الشبيبة تبقى دائما كبيرة، فما هو تعليقك؟ أعتقد أن محمد بركات عندما قال هذا الشيء يعرف جيّدا لماذا قال ذلك، فهو يدرك أن الشبيبة فعلا فريق كبير، خاصة عندما إستطاعت أن تُحقق فوزين متتالين في دور المجموعات من كأس رابطة أبطال إفريقيا. الآن أصبحت كل الأندية تنظر إلينا بنظرة كبيرة جدا، من الناحية المعنوية نتواجد في أحسن أحوالنا، ويجب أن نؤكد للجميع أننا قادمون وبقوة أيضا. هل نستطيع القول إنه لو تحققوا الفوز أمام الأهلي في مباراة هذا الأحد أن الشبيبة ستكون رسميا في المربع الذهبي بالنظر إلى ما تبقى من المشوار؟ حتى إن حققنا الفوز أمام الأهلي المصري أقول لم نتأهل بعد، بل وضعنا خطوة كبيرة لأجل التأهل. تعرفون جيدا أن مرحلة العودة لم تبدأ بعد والعديد من المباريات المهمة في انتظارنا، معطيات المباريات تتغيّر ولا فريق بإمكانه أن يضمن الفوز قبل بداية المباراة. ينتظرنا تنقلان صعبان إلى مصر ونيجيريا، وحتى موعد الإسماعيلي هنا بملعب أول نوفمبر سيكون في غاية الصعوبة، بالتالي علينا أن نسير هذا المشوار مباراة بمباراة إلى غاية الجولة الأخيرة. ---------------------- بوهلال: “يوم 15 أوت ستكون الشبيبة أول من يتأهل إلى الدور نصف النهائي” بدا المدرب كمال بوهلال خلال حديثه معنا سهرة أول أمس، متفائلا جدا بخصوص المباراة التي تنتظر أشباله هذا الأحد أمام نادي الأهلي المصري في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، خاصة بعد الحيوية الكبيرة التي لمسها لدى اللاعبين خلال مختلف الحصص التدريبية التي أجرتها الشبيبة هذا الأسبوع.. ورغم أنه في البداية أكد أن المهمة سوف لن تكون سهلة أمام اللاعبين لأن المنافس يملك خبرة كافية في مثل هذه المنافسات، إلا أنه أشار بوضوح إلى أن “الكناري“ سيحقق الفوز ويضيف النقاط الثلاث إلى رصيده وبالتالي يدفع من جديد بعجلة التأهل إلى الأمام قبل موعد مباريات العودة، وقال في هذا الخصوص: “التحضير لهذه المباراة بدأ مباشرة بعد نهاية المباراة الماضية أمام نادي هارتلاند النيجيري، لأننا ندرك جيدا أهمية نقاطها، دخلنا الآن مرحلة جديدة فيما يخص التحضيرات خاصة أمام البرنامج الجديد الذي سطر للاعبين خلال شهر رمضان المعظم، نريد أن نجعل اللاعبين يتأقلمون مع هذه الأجواء ويركزون فقط على هذا اللقاء، أنا متفائل جدا بتحقيق الفوز رغم صعوبة المباراة وأؤكد لكم أن يوم 15 أوت ستكون الشبيبة أول فريق يتأهل إلى الدور نصف نهائي، وتعم الفرحة كل أرجاء الوطن أقول هذا بكل تحفّظ“. “مواجهات الأندية المصرية تختلف كثيرا عن باقي المواجهات“ وفي سؤالنا حول أهم المحاور التي يركز عليها المدرب خلال التدريبات خصيصا لمثل هذه المباريات التي تتسم بالمستوى العالي، أجابنا بوهلال قائلا: “سبق للكناري أن واجه في العديد من المرات الأندية المصرية، في مختلف المنافسات القارية، كما أني أعرف جيدا طبيعة المباريات كهذه، أقول إن المباريات بين الأندية الجزائرية والأندية المصرية، تختلف كثيرا عن باقي المباريات، فهي تكتسي طابعا خاصا، يجب علينا الحذر منذ البداية لأنه بإمكان المنافس أن يباغتك في أية لحظة وبعد ذلك نجري وراء النتيجة والوقت، ولهذا يجب علينا أن نحافظ على تركيزنا طيلة التسعين دقيقة، مثل الملاكم الذي يحمي نفسه من لكمات المنافس وفي الوقت نفسه يفكر كيف يهاجم وإلى أين يوجه اللكمة”. “حققنا مشوارا إيجابيا ولا ينبغي أن يضيع كل ما حققناه” أما المحور الثالث الذي تطرق إليه بوهلال، كان عن أهم الحوافز التي تشجع اللاعبين على بذل مجهودات إضافية لتحقيق الفوز الثالث على التوالي حتى وإن كان المنافس هو الأهلي المصري، حيث قال في هذا الشأن: “لا يوجد شيء يخيف اللاعبين لأن كل المعطيات إلى حد الآن تعد في صالحنا، لو نعود قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى المشوار الكبير الذي قطعته الشبيبة في هذه المنافسة الإفريقية نجد أنها حققت نتائج رائعة جدا قلما حققتها أندية أخرى، أقصت العديد من الأندية الكبيرة في الدور التصفوي، على غرار النادي الإفريقي، بيترو أتليتيكو الأنغولي، بعدها عادت بفوز كبير جدا على حساب الإسماعيلي بمصر وهذا ليس في متناول أي فريق قبل أن تجسد قوتها أمام هارتلاند، هذه النتائج تشجع اللاعبين على الفوز هذا الأحد، ولا ينبغي أن نترك الفرصة تضيع من بين أيدينا ونهدم كل ما بنيناه منذ أشهر طويلة”. “وجدنا الحل الأمثل أمام الأهلي وسيتجسّد يوم المباراة” حتى إن بدا بوهلال في البداية متحفّظا بخصوص الطريقة التي ينوون الاعتماد عليها يوم المباراة، إلا أنه لمح بطريقة غير مباشرة إلى أهم النقاط التي تم التركيز عليها خلال التدريبات وكشفها عندما قال: “قلت لكم من قبل إن كل شيء إلى حد الآن يسير بالشكل الصحيح وسط التشكيلة، بقي أمامنا ثلاثة أيام سنحاول التعرف على الحالة البدنية للاعبين قبل موعد اللقاء، أما عن المنافس أقول إننا وجدنا الحلول اللازمة التي سنعتمدها أمامه من خلال معرفتنا الشاملة لأهم نقاط قوته وضعفه من خلال المباريات السابقة، ومثلما أشرت إليه فيما مضى إختيار التشكيلة الأساسية سيكون بطريقة مدروسة إن شاء اللّه ”. “لا تنتظروا 26 فرصة في هذه المباراة، الفرصة الأولى يُمكن أن تكون كافية لأجل تحقيق الفوز” بحكم الخبرة الطويلة التي يملكها بوهلال في ميادين كرة القدم، يرى أن المواجهة ستكون في غاية الصعوبة وسيشتد الخناق أكثر خاصة في دائرة وسط الميدان، مضيفا:” في هذه المباراة يجب أن لا تنتظروا 26 فرصة للشبيبة حتى ولو كان ذلك في عقر الديار وأمام أنصارنا، بل يمكن أن تكون الفرصة الأولى كافية لتحديد الفارق، دون شك هذا اللقاء سوف لن يكون مفتوحا بل المناورة بين لاعبي خط وسط الميدان ستكون كبيرة جدا، ولن تكون هناك فراغات على هذا المستوى”. “علينا أن نحسن تسيير طاقة اللاعبين أمام المعطيات الحالية” وأمام الحرارة الشديدة التي تتميز بها حاليا مدينة تيزي وزو حتى خلال السهرة، قال بوهلال: “فعلا الحرارة شديدة في مدينة تيزي وزو وهذا العامل أخذناه بعين الاعتبار منذ البداية، وأمام هذه المعطيات يجب علينا نحن كطاقم فني مسؤول عن اللاعبين أن نحسن استغلال الطاقة البدنية للاعبين، وتسييرها على مدار التسعين دقيقة دون أن يشعروا بالإرهاق مثلما خضنا المباريات السابقة حين ظهر اللاعبون بمستوى بدني كبير جدا”. “اللاعبون نسوا ما حدث في بداية الأسبوع ولا يُفكّرون إلاّ في الفوز والاستمرارية في النتائج الإيجابية“ لا يمكن أن نتحدث مع المدرب بوهلال حول مباراة فريقه أمام الأهلي المصري دون أن نعود إلى ما حدث بداية هذا الأسبوع مع المهاجم فارس حميتي، وقال في هذا الصدد: “الحالة المعنوية للاعبين في الوقت الحالي جيدة جدا، والذي حدث لحميتي هو قضاء وقدر، لكن المياه عادت إلى مجاريها الطبيعية، واللاعبون نسوا كلية هذه الحادثة وأصبحوا لا يفكرون إلا في الفوز في هذا الموعد الهام، لأنه من الواجب عليهم أن يحافظوا على استمرارية النتائج الإيجابية”. “لا يوجد ضغط على اللاعبين بما أن الشبيبة تحتل المرتبة الأولى” في الوقت الذي يتحدث البعض عن ضغط المباراة وانعكاسه على اللاعبين، فإن بوهلال له رأي آخر وقال في هذا الشأن: “أعتقد أنه لا يوجد أي ضغط على اللاعبين، بل العكس تماما، لأن الشبيبة حاليا تحتل المرتبة الأولى برصيد كامل من النقاط (ست نقاط من أصل مبارتين)، عليهم فقط أن يبذلوا جهودهم للمحافظة على هذا الفارق”. “كوليبالي سيعود إلى المحور ووجدنا الحلول في المناصب الأخرى” يعلم الجميع أن التشكيلة القبائلية سوف تكون محرومة من خدمات المدافع المحوري علي ريال، بسبب العقوبة المسلطة عليه بعد تلقيه الإنذار الثالث في المباراة الماضية أمام هارتلاند النيجيري، وكذا غياب صاحب الهدف الثمين في الجولة الماضية فارس حميتي، ومع ذلك فإن بوهلال لم يظهر قلقا في هذا الشأن وقال في هذا الخصوص: “من الناحية الدفاعية الشبيبة قوية جدا، حتى في حالة غياب ريال سنجد الحلول اللازمة لنحافظ على هذه القوة، من المنتظر أن يعود المدافع كوليبالي إلى مكانه الأصلي في محور الدفاع، وسنجد اللاعب الذي يتولي الجهة اليمنى، أما فيما يخص الهجوم في ظل غياب حميتي، أعتقد هناك العديد من المهاجمين، لكن لا يمكن أن ندخل هذه المباراة بجل المهاجمين ولا نترك واحدا في الاحتياط، بل علينا أن نفكر في هذا الأمر، سندخل اللقاء بمهاجمين ونترك الآخرين للحالات المناسبة”. “تنقل الأنصار بقوة هو الذي سيدفع اللاعبين إلى الفوز” وكان الحديث عن تنقل الأنصار يوم المباراة بقوة، المحور الأخير الذي تحدث عنه بوهلال، حيث قال في هذا الخصوص: “الجميع يعرف جيدا أن هذه المباراة ذات أهمية بالغة للشبيبة، والفوز فيها يعني أننا في الدور نصف النهائي بنسبة كبيرة، ولهذا يجب أن نتحد جميعا وندفع سويا بالنادي إلى تحقيق هذا الهدف، أغتنم هذه الفرصة لأوجه نداء إلى الأنصار للتنقل بقوة إلى مدرجات ملعب أول نوفمبر، لأن تواجدهم بهذه القوة هو الذي يدفع باللاعبين إلى تحقيق الفوز في نهاية المطاف”.