بعد الأجواء المشحونة التي لعبت فيها المباراة سهرت أول أمس بين النادي الأهلي وشبيبة القبائل، غادر صباح أمس الفريق المصري الجزائر من مطار هواري بومدين الدولي متوجها إلى القاهرة في رحلة خاصة، وذلك في ظل تعزيزات أمنية مشددة كانت تحيط بالنادي الأهلي ولاعبيه لعدم ترك المجال لوقوع أي حادث آخر من شأنه أن يزيد من كهربة الأجواء بين الطرفين قبل 15 يومًا من موعد لقاء العودة. الوصول إلى المطار كان على 11 صباحًا وكان وصول النادي الأهلي إلى مطار هواري بومدين في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، حيث قدمت من مدينة تيزي وزو حافلتان ضمت الأولى أعضاء من الإدارة والمسيّرين على رأسهم رئيس النادي الأهلي حسن حمدي، وضمت الحافلة الثانية اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني، وكان في مقدمتهم المدرب أحمد البدري ومساعديه، حيث كان البدري أول من نزل من الحافلة، وهذا في أجواء ميزتها حراسة أمنية مشدّدة. الشرطة الجزائرية حاضرة في كل مكان وكان وصول حافلتي النادي الأهلي إلى المطار كان محاطا بشاحنات وسيارات الشرطة الجزائرية التي سهرت على حفظ أمن كل أعضاء الوفد المصري منذ انطلاقهم من مدينة تيزي وزو وصولا إلى المطار، وإضافة إلى هذا فإن الشرطة الجزائرية كانت حاضرة أيضا بقوة قبل وصول الفريق وانتشرت عند كل المداخل المؤدية إلى بهو المطار وكذا عند نزول اللاعبين وأعضاء بعثة الوفد المصري، حيث رافقوهم إلى غاية دخولهم المطار، وكل هذا من أجل توفير الحماية اللازمة للبعثة المصرية. السفير المصري بالجزائر كان حاضرًا أيضًا وقصد توديع لاعبي النادي الأهلي وباقي الوفد المرافق له أبى السفير المصري بالجزائر عبد العزيز سيف النصر إلا أن يحضر إلى المطار من أجل الوقوف على كل كبيرة وصغيرة تخص الوفد المصري، وكذا قصد تسهيل المهمة لهم، وهذا بعدما سجل السفير المصري بالجزائر حضروه سهرة أول أمس إلى ملعب أول نوفمبر بجانب والي ولاية تيزي وزو معزوز حسين، حيث تابع كل أطوار اللقاء، كما شهد بنفسه كيف دخل لاعبو الأهلي في اشتباكات مع الشرطة الجزائرية دون أي سبب يدعو إلى ذلك. تسهيلات كبيرة لبعثة الأهلي داخل المطار وحظيت بعثة نادي الأهلي المصري بتسهيلات كبيرة داخل المطار خصوصا عند التوجه إلى منطقة تسجيل الأمتعة والختم على جوازات السفر، حيث تمّت هاتان العمليتان جماعيا وتجنب اللاعبون المرور بهذه المراحل، وقد تم تعيين شخصين من مرافقي النادي الأهلي للقيام بكل هذه الإجراءات الإدارية، إضافة إلى أن موظفي المطار من شرطة وجمارك وأعوان الأمن قاموا هم أيضا بتوفير تسهيلات كبيرة لجميع أعضاء الوفد المصري، وهذا لربح الوقت وتجنبا لاحتكاك اللاعبين مع الجماهير الجزائرية التي كانت داخل المطار. هتافات one...two...three...viva l'Algérie دارت حالة” وتصادفت لحظة دخول لاعبي النادي الأهلي إلى المطار مع تواجد عدد كبير من الجزائريين الذين بمجرد أن رأوا لاعبي النادي الأهلي حتى انفجرت حناجرهم وردّدوا عبارة one two three viva l'Algérie. ليعبّروا عن فرحتهم للنتيجة التي حققتها الشبيبة أمام فريق يضم عددًا كبيرًا من لاعبي المنتخب المصري، أما عن سبب تواجد هذا العدد الكبير من الجزائريين داخل المطار فهذا يرجع الى كوننا الآن في شهر رمضان حيث يفضّل عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج قضاء هذا الشهر الفضيل مع أهاليهم الذين كانوا في استقبالهم هناك. لاعبو النادي الأهلي يتوعّدون الشبيبة في لقاء العودة وحاولنا الاقتراب من لاعبي النادي الأهلي لحظة نزولهم من الحافلة لمعرفة آرائهم حول نتيجة مباراة الأمس، إلا أننا واجهنا صعوبات بالغة لإدراك ما كنا بصدد البحث عنه، وذلك بسبب التعليمات التي وجهتها إدارة النادي الأهلي إلى لاعبيها بعدم الإدلاء بأي تصريح لأي كان، لكننا في الأخير تمكنا من الحديث ولو للحظات قليلة مع بعض اللاعبين الذين توعّدوا الشبيبة بأن أنصار النادي الأهلي سيخصّصون لهم استقبالاً مثل الاستقبال الذي حظيوا به في الجزائر، في إشارة منهم إلى الأحداث التي وقعت في الأيام التي قضاها الأهلي في تيزي وزو، وقالوا أن شبيبة القبائل سترى الجحيم في القاهرة. حسن حمدي رئيس نادي الأهلي : “الكلام سيكون في مباراة العودة” من جانبه رئيس النادي الأهلي حسن حمدي لم يدلِ بأي تصريح يخص المباراة أو الاستقبال الذي خصّصه نظيره محند شريف حناشي لأعضاء وفده في الأيام التي سبقت المباراة وامتنع عن التصريح، لكنه لم ينس هو الآخر أن يلمح إلى أن لقاء العودة سترى فيه شبيبة القبائل ما معنى الاستقبال، وقال : “لا أريد الحديث حول المباراة لكن عليكم أن تعلموا أن مباراة العودة سيكون فيها كلام آخر”، وهو ما من شأنه أن يزيد في التوتر بين الجانبين، لذلك على شبيبة القبائل أن تعمل للحصول على ضمانات لدى الاتحادية الإفريقية لكرة القدم ومن جانب النادي الأهلي لحماية اللاعبين، خصوصا أن لقاء العودة سيكون بعد خمسة عشر يوما. ------------------------- دون أن تحدث أي إصابات حافلة الأهلي تُرشق بحجرة أخرى بعد نهاية المباراة لم تكف التعزيزات الأمنية القياسية التي وضعتها مصالح الأمن الجزائرية، من أجل تأمين بعثة النادي الأهلي لتحول دون تعرضها لحادث آخر بعد الأول الذي وقع مساء السبت، حيث تعرضت حافلة النادي الأهلي بعد مغادرتها الملعب بدقائق للرشق بحجر من أحد التلال القريبة هشم الجانب الأيمن من زجاج المقدمة، وتدخلت مصالح الأمن بسرعة لتواصل الحافلة رحلتها إلى فندق “عمراوة” بصفة عادية دون تسجيل أي إصابات، لكن زادت توتر وغضب أفراد البعثة واللاعبين الذين رصدتهم “الهداف” يدخلون الفندق وهم في أوج الغضب. بعثة الأهلي أصرّت على الخروج وحسب أعوان الأمن الذين أكدوا أن الحادثة عمل فردي، فإن مسؤولي النادي الأهلي فرضوا ضغطا شديدا على المسؤولين من أجل السماح لحافلة النادي بالتحرك من الملعب قصد العودة للفندق، ورفضوا توصيات مسؤولي الأمن بالتريث إلى غاية التحكم في الجماهير التي كانت تجوب الشوارع قصد الاحتفال بنادي القرن الإفريقي، حتى وإن كانت بعثة الأهلي قد انتظرت مرور ساعتين بعد انتهاء المباراة. حمدي ومرتجي بحثا عن مراقب المباراة دون فائدة وفور وصول بعثة الأهلي إلى فندق “عمراوة”، بحث رئيس النادي حسن حمدي رفقة عضو مجلس الإدارة خالد مرتجي عن وسيلة لحضور مراقب المباراة الإيفواري قصد تدوين الحادثة في تقريره، لتخفيف الإدانة التي يحملها التقرير نفسه ضد بعض لاعبي الأهلي يتقدمهم شوقي، معوض وغالي بعد اعتدائهم على مساعد حكم المباراة، مساعي مسؤولي الأهلي للوصول إلى مراقب اللقاء باءت بالفشل حيث كان مقيما في أحد فنادق العاصمة. لاعبو الأهلي يعودون في أجواء جنائزية عاد لاعبو الأهلي المصري على الساعة الثانية صباحا إلى فندق “عمراوة” في أجواء جنائزية، وبدت ملامح الغضب والتوتر على رفقاء سيد معوض الذين التحق أغلبهم بغرفهم في الطابق الرابع دون تناول وجبة السحور، فيما فضل البعض الآخر تناولها في غرفهم استعدادا للسفر صباحا إلى مطار هواري بومدين الدولي ومنه إلى مصر، وقد استقل وفد الأهلي الحافلة أمس على الساعة التاسعة وربع صباحا. ---------------------- بعد أن كان يشيد بالإستقبال الذي حظي به فريقه في الجزائر رئيس الأهلي يهاجم أنصار الشبيبة ويصف الأجواء التي جرى فيها لقاء الأحد بغير الرياضية في ندوة صحفية عقدها بمطار هواري بومدين الدولي دقائق قبل إقلاع الطائرة التي أعادت بعثة الأهلي المصري إلى القاهرة، لم يتوان رئيس نادي القرن حسن حمدي في انتقاد الأجواء التي جرى فيها لقاء فريقه أمام شبيبة القبائل برسم دوري أبطال افريقيا والذي آلت نتيجته ل “الكناري” واصفا إياها بالمعادية وغير الرياضية. وإذا كان رئيس الأهلي قد ظل يثني على الجزائريين حتى بعد الإعتداء الذي تعرضت له حافلة فريقه عشية لقاء الأحد، فإنه انقلب على أعقابه في الندوة الصحفية المذكورة وقال إن فريقه لعب في ظروف غير رياضية وكان عرضة للعديد من الإعتداءات سواء قبل المقابلة، أثناءها أو بعدها مما أدى إلى إصابة لاعبين من الفريق المصري بجروح، وأضاف حمدي أن إدارة فريقه تعاملت مع اعتداء يوم السبت بكثير من الحكمة ولم تشأ تضخيمه حفاظا على العلاقات بين الشعبين الجزائري والمصري ومن ثم عدم التأثير على جهود المصالحة بين مصر والجزائر، بيد أننا فوجئنا -يقول حمدي- بتواصل الإعتداءات على فريقنا الذي كادت حافلته أن تتعرض لتخريب جديد وهي في طريقها إلى ملعب أول نوفمبر. “ما هكذا تعود المياه إلى مجاريها بين مصر والجزائر” وتابع رئيس النادي المصري حديثه عما وصفه بالأجواء المشحونة التي جرى فيها لقاء الأهلي والشبيبة، مؤكدا أن ما عاشه رفقاء أبو تريكة في تيزي وزو لا يخدم المصالحة بين الجزائر ومصر ولا يساعد على تجاوز مخلفات أحداث لقاءي القاهرة والسودان، مضيفا أن الحكم الطوغولي الذي أدار المواجهة يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في خسارة فريقه وتعرضه لكل ما تعرض له شأنه شأن محافظ المباراة الذي اختفى عن الأنظار -حسب المتحدث- مباشرة عقب المواجهة، “إلى درجة أننا لم نجد أي جهة نقدم لها احتجاجنا على ما لحق بفريقنا بعد اللقاء” استطرد رئيس الأهلي المصري. “رغم كل ما حدث أدعو أنصار الأهلي إلى استقبال الشبيبة أحسن استقبال” وفي ختام ندوته الصحفية المقتضبة أكد رئيس الأهلي أنه سيعمل كل ما بوسعه من أجل إجراء لقاء العودة بين الفريقين في أحسن الظروف، وأنه يوجه من الآن نداء إلى أنصار الأهلي من أجل استقبال الفريق الجزائري أحسن استقبال وعدم الرد بالمثل على ما لحق بفريقهم بملعب تيزي وزو، لأن المهم في النهاية -يقول حمدي- هو الحفاظ على العلاقات الجزائرية- المصرية والحيلولة دون تكرار ما حدث في القاهرة والسودان بمناسبة التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم. إدارة الأهلي تتقدم باحتجاج رسمي ل “الكاف” وبعيدا عن تصريحات رئيس الأهلي التي تحمل في طياتها الكثير من الرسائل المشفرة، ذكرت صحيفة “اليوم السابع” المصرية أن إدارة الأهلي تقدمت بشكوى رسمية للإتحاد الإفريقي ضد الحكم الطوغولي الذي أدار مواجهة الأحد وكذا منظمي اللقاء الذين لم يوفروا الأمن الكافي -حسب إدارة الأهلي- وهو ماجعل هؤلاء حسب نص الشكوى عرضة للعديد من الإعتداءات لاسيما بعد إلغاء هدف التعادل الذي سجله الفريق المصري في آخر لحظات المباراة وذلك بداعي التسلل. ----------------------- علاء صادق: “حكم المباراة قذر وأتوقع أن يكون حكم العودة مثله” خصنا المحلل الرياضي والإعلامي المصري المعروف علاء صادق بهذا الحوار، وتحدث لنا فيه عن المباراة التي جمعت شبيبة القبائل بالأهلي المصري، حيث وصف حكم المباراة ب”القذر” لأنه –حسب رأيه- كان منحازا كثيرا لأصحاب الأرض على حساب النادي المصري. جاء في بعض المواقع والمنتديات على شبكة الأنترنت أنك اتهمت حكم مباراة شبيبة القبائل أمام الأهلي بالرشوة، هل هذا صحيح؟ هذا غير صحيح، قلت إن حكم المباراة كان في قمة القذارة ولم يتصرف باحترافية وأفسد المباراة بقراراته المنحازة وهذا التصرف يميز أغلب حكام القارة الإفريقية للأسف الشديد. كما أن أغلب ما يرد على هذه المواقع أكاذيب ومن يروج لهذه التصريحات باسمي كلهم “كذابين” بل هناك من قال إني سأعود للعمل في قناة “مودرن سبور” وهي القناة التي لن أعود للعمل فيها مهما حدث. ما هو تعليقك على المباراة عموما؟ كما قلت سابقا أهم ما ميز مباراة أمس (الحوار أجري البارحة)، هو التحكيم غير العادل الذي أخرج المباراة من إطارها، حيث لم يحكم المباراة بمعيار واحد فالأخطاء التي كان يعلنها للشبيبة لم يكن يصفرها لنادي الأهلي. وهذا ما يعد ميزة الحكام الأفارقة الذين ينحازون إلى صاحب الملعب وهذا ما يجعل الكرة الإفريقية هي الخاسر الأكبر. كما أن المناوشات بدأت في (د86) يعني بقيت 4 دقائق على نهاية الوقت الأصلي، لكن هذا الحكم أعلن عن 3 دقائق فقط وقتا بدل ضائع يعني حتى الوقت الرسمي للمباراة لم يكتمل في حين كان من المنتظر أن يضيف وقتا أطول، وكما هو معروف في إفريقيا فإن صاحب الأرض يكون دائما عنده امتيازات إضافية، وأتوقع أن نادي الأهلي سيستفيد منها في لقاء العودة في القاهرة وهذا الأمر معروف في كرة القدم الإفريقية. وبخصوص هدف الأهلي الذي رفضه الحكم بداعي التسلل... الهدف الذي سجله أحمد شوقي كان تسللا 100% وهذا أمر واضح ولا نقاش فيه، إلا أن تصرف الحكام هو الذي أثر كثيرا في لاعبي الأهلي، زد على هذا هل لاعبو شبيبة القبائل ملائكة لكي لا يأخذوا أي إنذار في حين تم إشهار ست بطاقات صفراء وبطاقة حمراء في وجه لاعبي الأهلي وهذا ما جعلهم يفقدون تركيزهم، وهذه التصرفات أصبحت ميزة التحكيم الإفريقي للأسف. كيف تتوقع مباراة العودة بين الأهلي والشبيبة في القاهرة؟ أتمنى من كل قلبي أن تسير الأمور بكل هدوء، ولا نشاهد مرة أخرى هذه الحالات من الحماس المفرط والاحتقان بين الجانبين، كما أطالب مصالح الأمن المصرية برفع حالة التأهب من الآن لكي لا تتعقد الأمور أكثر، وإن شاء الله ستجري المباراة في ظروف جيدة لكي يكون الميدان هو الفاصل. كما أن هذه الوضعية الحرجة بين البلدين يجب أن تنتهي وتعود العلاقات إلى وضعها الطبيعي لأننا في الأول والأخير عرب ومسلمون.