دخل اتحاد العاصمة بداية من يوم أمس السبت المرحلة الثانية من التربص. فبعد المرحلة الأولى التي كانت مخصصة للجانب البدني أكثر منه للجانب الفني، بدأ رفقاء القائد حسين عشيو بداية من يوم أمس التركيز على العمل الفني، إذ أصبحت جل التمارين في التدريبات تخص العمل الجماعي بالكرة وكيفية تطبيق الخطط الفنية، حيث يسدي المدرب النصائح للفريق من أجل التعوّد على طريقة اللعب التي يراها مناسبة وتطبيق بعض الخطط الثانوية التي يحتاجها الفريق في الأوقات الضرورية. نتائج الأسبوع الأول كانت مشجعة وجاءت نتائج الأسبوع الأول من التربص بالإضافة إلى الأيام الثلاثة من التدريبات في الجزائر مشجعة، وهو الأمر الذي يبعث على الارتياح بالنسبة للفريق لأن الفوز بثلاث مباريات ودية، ورد فعل جيد من اللاعبين سواء في التدريبات أو في المباريات التحضيرية من شأنه أن يجعل الطاقم الفني ينتقل إلى المرحلة الثانية عكس لو كانت هناك نتائج سلبية تحتّم على المدرب إيجاد حلول استثنائية التي من شأنها أن تجعل الفريق يضيع الكثير من الوقت. نتائج اللقاءات الودية أحسن دليل على أن العمل في المستوى ولعل أكبر دليل على أن العمل يسير في الطريق السليم هي نتائج المباريات التحضيرية، فالفوز بخماسية على القليعة وبعدها بثنائية على بن طلحة وأخيرا بسداسية على نادي “إيفري” يجعلنا نقول إن الفريق يتحسن من يوم لآخر، وينتظر التأكيد في المباريات المقبلة التي ستكون بمثابة المرحلة الأخيرة من التحضيرات، قبل الشروع في اللمسات الأخيرة التي تسبق انطلاق البطولة. اللاعبون استأنفوا بمعنويات مرتفعة استأنف اللاعبون التدريبات بمعنويات مرتفعة. فبعد التدريبات الشاقة وعناء الصيام، من الطبيعي أن تحدث بعض المشاكل بين اللاعبين بسبب الضغط، لذا تفطن المدرب لمثل هذه الأمور التي من شأنها أن تجعل التربص يخرج عن المألوف، لذا جاءت الراحة مفيدة للاعبين. التدريبات بمعدل حصتين في اليوم استأنف أبناء نادي سوسطارة التدريبات بمعدل حصتين في اليوم، حيث كانت حصة أمس بداية من الساعة الخامسة ونصف مساء قبل أن يتناول اللاعبون وجبة الإفطار الخفيفة في حدود الساعة التاسعة مساء، ليعود رفقاء غازي إلى أجواء التدريبات بداية من الساعة العاشرة ونصف لتدوم الحصة ساعة ونصف وبعدها كان الموعد مع الإفطار الحقيقي. تدريبات شاقة في المساء تعويضا لراحة الجمعة وجاءت التدريبات شاقة للغاية، حيث أجرى اللاعبون حصة شاقة مساء أمس وكان فيها العمل الفني مقترن بالعمل البدني، لكن اللاعبين لم يتأثروا كثيرا لأنهم كانوا قد ركنوا إلى الراحة يوم الجمعة وجاءت التدريبات سهلة. يوم راحة بين الأسواق والتجوال واللاعبون رفهوا عن أنفسهم قضى جل اللاعبين يوم الجمعة خاصة مساء، في التجوال والترفيه عن النفس. فبعد عناء التدريبات الشاقة، جاء دور “التحواس” حيث فضّل كل ثلاثة أو أربعة لاعبين الذهاب مع بعض كل في الوجهة التي يراها ممكنة، وكان الاستيقاظ باكرا على غير العادة، حيث كانت السهرة قصيرة يوم الخميس، لذا راحوا يستغلون الوقت للخروج وتغيير الأجواء والانتهاء من روتين التدريبات والعودة إلى الفندق. اللاعبون اقتنوا الكثير من الهدايا وقد اقتنى اللاعبون الكثير من الهدايا. فبعد قضاء بعض الوقت في التجوال والترفيه عن النفس، توجه اللاعبون إلى الأسواق والمساحات الكبيرة التي تعرض سلعها، وهو ما جعل اللاعبين يستغلون الفرصة ليقتنوا هذه الهدايا، لكن بعض اللاعبين يعوّلون على اقتناء هدايا أخرى في الأيام المقبلة، لأنهم سيحصلون على راحة أخرى الجمعة المقبل. ينتظرون دزيري ينتظر اللاعبون قدوم اللاعب دزيري بلال إلى مكان التربص بمركز “ليوناردو دافينتشي“ اليوم الأحد. وقد عبّر لنا عدد من اللاعبين عن سعادتهم بعودة الابن المدلل للنادي إلى أجواء الفريق والبقاء بالقرب إليهم، وهم الذين كانوا يظنون أن دزيري طلّق عالم الكرة ولن يعود إليه، فجل اللاعبين الذين تحدثنا إليهم كانوا سعداء بعودة قائدهم السابق، وهذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها دزيري عن تربص مدينة “ليس” حيث كان حاضرا في كل المواسم السابقة، ما عدا تربص 2000 أين كان رفقة “سدان” الفرنسي وهو ما جعله يجري تربصا مع هذا النادي وليس مع الاتحاد. سيعاين التربص ويعد تقريرا مفصلا ومن المنتظر أن يجري دزيري أول معاينة له للتربص، وربما سيقوم بخلافة شرشار في الإشراف على البعثة، ولكن شرشار لم يستطع ترك الفريق حيث يقوم بكل شيء من إيجاد منافسين يواجهون الاتحاد وديا، وعليه فإن دزيري سيقوم بإعداد التقرير الأولي للتربص ومن ثمّ التشاور مع المدرب حول الأمور التي تخص الفريق. شكلام وزيان أفطرا عند أحد الشلفاوة كما أشرنا إلى ذلك في عدد أمس، توجّه عدد من اللاعبين كل حسب رغبته إلى الإفطار خارج الفندق وهذا عند الأصدقاء والأهل، لذا فإن الثنائي الشلفاوي السابق فريد شكلام - إلياس زيان الشريف تلقى دعوة من أحد الأصدقاء وهو من الشلف يقيم هنا في باريس، والأكثر من هذا أنه مشرف على موقع “الميدان” الخاص بأنصار المنتخب الوطني. شكلام وزيان شريف لبيا الدعوة وبقيا مع صديقهما عبد الحق الذي كانت سعادته عارمة بالتقائه أبناء منطقته. معزوزي، بن علجية، عبدوني ومكلوش أفطروا خارجا من جهتهما غاب أربعة لاعبين آخرين عن الفندق ويتعلق الأمر بكل من الحارسين رفيق معزوزي ومروان عبدوني، بالإضافة إلى مهدي بن علجية ومعاوية مكلوش الذين تلقوا هم أيضا دعوات من الأصدقاء، لذا غابوا عن إفطار الفندق الذي حضره بقية اللاعبين. الطاقم الفني هو الآخر غاب عن إفطار الفندق ولم يقتصر الإفطار خارج الفندق على بعض اللاعبين فحسب، بل تلقى الطاقم الفني دعوات من طرف الأهل والأحباب هنا في فرنسا، ولكن كل حسب وجهته، فالمدرب سعدي لديه شقيقته التي تقيم هنا في باريس، وهناك مخازني ومفتاح اللذان يملكان الكثير من الأقارب هنا، وحتى بورزاڤ يملك أقارب وأحباب دعوه إلى تناول الإفطار في أجواء ربما تذكره بأجواء العاصمة. فرض على اللاعبين العودة ليلا إلى الفندق وكان المدرب سعدي قد سمح للاعبين بتناول وجبة الإفطار عند الأهل والأحباب، لكنه شدّد على ضرورة العودة إلى الفندق في السهرة. فبعد أن أفطروا هناك، كانت لأعضاء الطاقم الفني جولة في عاصمة الجن والملائكة، وكانوا جميعا حاضرين بداية من منتصف الليل بالتوقيت المحلي. السحور في الساعة الواحدة والكسكسي كان حاضرا وكان موعد السحور قد تم تحديده في الساعة الواحدة صباحا على غير العادة. ففي الأيام الفارطة كان موعد السحور يتأخر كثيرا، ولكن بما أن الجميع تناول وجبة الإفطار في الموعد، فإن موعد السحور كان مبكرا. “كنال آلجيري“ تعد روبورتاجا حضرت فرقة تلفزيونية من القناة الجزائرية الثانية “كنال آلجيري” وبدأت في إعداد روبورتاج عن تدريبات اللاعبين وإرساله لبثه في حصة “كنال فوت” التي يعدها الثنائي رضوان بن دالي - ناصر بويش. وقد حضر الثنائي مع بعض إلى الجزائر لإعداد تغطية عن التدريبات التي يقيمها سعدي وأشباله هنا في فرنسا، خاصة أن الاتحاد يعد أول فريق يقيم تربصا تحضيريا خارج الوطن في رمضان. سايح: “أعمل جاهدا لأعوّض ما فاتني الموسم الماضي” بعد الراحة التي ركنتم إليها اليوم الجمعة (الحوار أجري سهرة أول أمس)، كيف هي الأجواء داخل التشكيلة؟ الأجواء جيدة داخل الفريق. بعد التدريبات الشاقة التي قمنا بها منذ مجيئنا إلى هنا، أظن أننا كنا بحاجة إلى راحة تمكننا من استرجاع أنفاسنا بعدما أجرينا تدريبات دون راحة منذ وصولنا. والأكثر من كل هذا أننا كنا قد لعبنا مباراتين وديتين في الجزائر يومين قبل مجيئنا وهو الأمر الذي جعلنا نتعب كثيرا، لكن عموما جاءت الراحة في وقتها واستطعنا أن نسترجع الكثير من خلال هذه الراحة. ربما الاسترجاع لم يكن من الناحية البدنية فقط، أليس كذلك؟ بالتأكيد، فالفريق عندما يركن للراحة ليس من أجل الاسترجاع البدني، بل من أجل الاسترجاع من الناحية المعنوية، فاللاعب يبحث عن الخروج من الروتين اليومي للتدريبات وهو الأمر الذي جعل الطاقم الفني يمنحنا هذه الراحة التي جاءت في وقتها خاصة بعد التعب الذي نال منا لا سيما أننا في رمضان. على ذكر رمضان، كيف تسير الأمور وهي أول مرة تقيمون فيها تربصا تحضيريا في هذا الشهر؟ لا أظن أن الجميع يتأثر عندما يكون بعيدا عن الأجواء الرمضانية في الجزائر، لكن صدقني لو أقول لك إننا نعيش مثل عائلة واحدة ونخلق أجواء خاصة حتى نتسلى ونسيّر الأمور في أحسن الأحوال. الإفطار يكون حسب برنامج التدريبات، فعندما نكون في راحة نتناول الإفطار بشكل عادي. أما عندما نقيم حصة تدريبية، فالإفطار يكون بعد نهاية الحصة التدريبية لكننا نكون قد تناولنا وجبة خفيفة في وقت الإفطار، لقد تعوّدنا على هذه الأجواء والفريق يقيم تربصا في المستوى. ربما دخلتم في المرحلة الثانية من التحضيرات وهي الجانب الفني، فكيف تقيّم المرحلة الأولى؟ المرحلة الأولى كانت رائعة، فالبداية كانت بتربص في العاصمة كانت فيه كثافة العمل عالية المستوى، إذ أجرينا عددا كبيرا من الحصص في ظرف قصير جدا، وهو الأمر الذي أراده المدرب حتى نبلغ مرحلة جيدة من التحضيرات البدنية لأنه على دراية أن العمل يكون أقل حدة في شهر رمضان، لذا كان تربص “الشيراطون“ جيدا، ونواصل العمل هنا في هذا التربص الذي أظنه سيكون ناجحا. لعبتم أول مباراة تحضيرية، فكيف ترى النتيجة التي فزتم بها؟ الهدف من المباراة التحضيرية هو البحث عن العمل الجماعي والتكتيكي من طرف المدرب الذي يريد تطوير قدرات اللاعبين من اللعب الجماعي والنتيجة ليست هامة، وأظن أننا في تحسن من يوم لآخر، لا نبحث عن النتيجة لأنها لا تهم، لكن لا أظن أن هناك لاعب يدخل الميدان لا يريد الفوز... لذا نسعى دائما إلى تحقيق الفوز حتى نتمكن من الوصول إلى راحة معنوية ونطمئن على أن العمل الذي نقوم به يسير في الطريق السليم. لم تكن أساسيا في بداية الموسم المنصرم، قبل العودة القوية في النهاية كيف ترى الموسم الجديد بالنسبة إليك؟ كان العمل مع المدرب مواسة عاديا، وكنت أعمل بقوة من أجل الحصول على مكانة أساسية، لكنه لم يمنحني الفرصة ربما لم أكن أتناسب مع الخطة التكتيكية التي يطبّقها. بعدها جاء سعدي وبدأت العمل معه من جديد وتأخرت في العودة لأنه لم يعتمد عليّ في البداية، حيث لم أكن أساسيا مع مواسة، لذا تواصلت فترة الفراغ، لكن مع مرور الوقت تحسنت الأمور وعدت إلى اللعب في التشكيلة الأساسية في الكثير من المباريات، وأنهيت الموسم بقوة رفقة الفريق. نلاحظ أنك تلعب كثيرا على الرواق وليس مهاجما أيسر، هل لأن الفريق يعاني من نقص اللاعبين في الجهة اليسرى أم ماذا؟ أحب دائما الصعود في الرواق ومساعدة الهجوم، لكن المدرب في بعض الأحيان يكون بحاجة إليّ لأعود إلى الخلف للقيام بالتغطية، وتارة يكون الفريق بحاجة إلى ظهير أيسر... صحيح أنني لا ألعب في هذا المنصب مباشرة، لكن دوري يكون دفاعيا أكثر منه هجوميا، وهو الذي يجعلني لا أصعد كثيرا لمساعدة الهجوم، رغم أنني أفضل عادة اللعب في الهجوم، لكن يجب القبول بقرارات المدرب خدمة لمصلحة الفريق. أنهيتم الموسم بقوة، ما سر تلك العودة وما سرّ احتلالكم المركز الرابع؟ أنهينا الموسم في المركز الرابع ولم نكن لنصل إلى تلك المرتبة لولا العمل الجيد الذي قمنا به، الفريق تحسّن كثيرا من ناحية الأداء الجماعي وهو الأمر الذي ساعدنا على تحسين النتائج ومن ثمّ المرتبة التي نحتلها، وفي النهاية وجدنا أنفسنا في المركز الرابع الذي ربما لم يكن يحلم به أشد المتفائلين. إذن تعوّلون على موسم أحسن مع الموسم المنصرم ومن ثم تحقيق انطلاقة جيدة؟ نعم، فالكل يعوّل على إنهاء التربص بقوة ومن ثمّ نكون قد حضرنا أنفسنا للموسم الجديد، ونريد أن تكون لنا انطلاقة أحسن من الموسم الماضي الذي كانت انطلاقته مخيّبة بهزائم متتالية منذ البداية، لذا لا أرى أن الفريق سيسجل انطلاقة مثل تلك، بل ستكون الأمور أحسن بكثير. لكن الجميع يطالب بعودة الاتحاد إلى المنافسة على المراتب الأولى، فهل ترى ذلك ممكنا؟ لا أظن أن هناك فريق لا يريد لعب الأدوار الأولى، فالجميع يريد أن يتواجد مع الأوائل منذ البداية، والمحافظة على ذلك النسق طيلة الموسم، لكن هذا لا يجعلنا نقول إننا سنلعب على اللقب ونفرض الضغط منذ البداية، لأن المنافسة ستكون شديدة، والكلمة الأخيرة تعود للفرق التي أجرت تحضيرات في المستوى. بقاء الطاقم الفني بالإضافة إلى بقاء عدد كبير من اللاعبين، ألا تراه عاملا إيجابيا؟ بالتأكيد، فالفريق يعمل مع هذا المدرب تقريبا منذ بداية الموسم المنصرم، حيث أشرف على الفريق منذ الجولة الرابعة وهذا ما سيجعلنا نواصل العمل مع الطاقم الفني وليس البداية من نقطة الصفر، وبالضرورة سنتفادى الكثير من الأخطاء التي وقعنا فيها الموسم الماضي. كما أن بقاء عدد كبير من اللاعبين سيساعد على خلق انسجام منذ البداية دون انتظار ذلك عندما يكون هناك عدد كبير من اللاعبين الجدد. كل الفرق التي دخلت الاحتراف ستكون تحت الضغط، فكيف ترى هذا الضغط داخل الاتحاد؟ كل الفرق ستعمل على الدخول بقوة في هذه المرحلة الجديدة من الكرة الجزائرية، الضغط يزداد علينا من يوم لآخر، والفرق الكبيرة دائما يكون الضغط فيها أشد من الفرق الأخرى، لذا علينا أن نكون في الموعد ونسيّر هذا الضغط لصالحنا وليس العكس حتى لا تتأزم الأمور.